وكأن أضواء قاعة الحفل كلها تسلطت عليه، فقد كان جماله يخطف الأبصار إلى حدٍ لا يوصف.
وقف الضيوف البارزون على عجل، وكأنهم فقدوا توقيت التحية، مترددين في كيفية التصرف. حتى الأطفال تجمدوا من برودة الأجواء التي جعلت الاقتراب منه أمرًا صعبًا.
بينما كان كاليكس يفك ربطة عنقه ويلقي نظرةً حول قاعة الحفل، وقع بصره على روبيلين.
كانت روبيلين هي الوحيدة التي استطاعت إذابة تلك الأجواء المتجمدة.
“إد، هل تريد تناول المارشميلو؟”
قالت روبلين ذلك وهي تضرب أدريان برفق، غير مكترثةٍ بمن قد دخل إلى قاعة الحفل.
عندما اكتفى إد بابتسامةٍ محرجة، حاولت روبيلين غمس قطعة المارشميلو المثبتة على سيخٍ في نافورة الشوكولاتة. لكنها لم تصل، فرفعت نفسها على أطراف أصابعها.
“روبيلين.”
عندها تحرك كاليكس.
احتضن كاليكس روبيلين من الخلف ورفعها ليجلسها على كتفيه.
تغيرت وجوه الضيوف والخدم إلى شحوبٍ تام بسبب هذا الموقف المفاجئ الذي حدث في لحظة.
“جلالته بنفسه……!”
وسرعان ما بدأت همساتٌ مرتفعة تتردد، وكان من الواضح أن الجميع يعيد التفكير في طبيعة العلاقة بينهما التي كانت معروفةً للعامة.
وضعت روبيلين يديها على رأس كاليكس بشكلٍ طبيعي وغمست قطعة المارشميلو في الشوكولاتة المتدفقة. و بعدها أنزلها كالكس برفق.
اقترب أحد الخدم بسرعة وهو في حالة ارتباكٍ لمحاولة تنظيف فم روبيلين، إلا أن كاليكس أخذ المنديل منه وقام بمسح فمها بنفسه.
وفي هذه الأثناء، كان الاثنان يتبادلان حديثًا بسيطًا.
“روبيلين، عليكِ أن تأكلي دون أن تسببي فوضى.”
“لكن الشوكولاتة تتدفق، كيف يمكنني أن آكل دون أن ينسكب أي شيء؟”
رفع كاليكس حاجبيه وكأنه يفكر من وجهة نظرها، ثم أومأ برأسه.
“بعد التفكير بالأمر، كلامكِ صحيح. من الطبيعي أن ينسكب شيءٌ عندما يأكل الأطفال.”
“أليس كذلك؟”
“نعم، من الآن فصاعدًا، تناولي طعامكِ واسكبيه كما تريدين.”
في تلك اللحظة، وبين همسات أولياء الأمور، تقدم شخصٌ ذو مظهر ودودٍ وشجاع إلى الأمام.
“إنه لشرفٌ عظيم أن أقابل شمس إمبراطورية ديكارت العظيمة ونورها اللامحدود. أنا البارون باتادون من عائلة لا ليون النبيلة.”
نهض كاليكس وألقى نظرةً غير مكترثة على البارون لا ليون، لكنها لم تدم طويلاً.
ثم عاد ليُركّز على مسح خد روبيلين وكأن الأمر لا يهمه.
بدأ البارون لا ليون بالتعرق، وهو يحاول الحديث.
“لـ….لم أكن أعلم أن جلالتكَ و الأميرة قريبان بهذا الشكل، إن عطفكَ الواسع الذي يشبه المحيط في رعايتكَ لابنة اخيكَ أمرٌ يثير إعجابي أيضًا.”
ارتعشت حاجبا كاليكس قليلًا.
“رعاية؟”
كان صوته باردٌ كالجليد، مما جعل البارون يتراجع خطوةً إلى الوراء بخوف. و في تلك اللحظة، بدا أن درجة حرارة قاعة الحفل انخفضت فجأة.
“ابنة أخ؟ يا لها من مزحة.”
قال كاليكس ذلك وهو يحدق في البارون لا ليون بنظرةٍ باردة.
“يبدو أن نطقكَ به خطأٌ طفيف، لكن ربما كان ذلك مجرد وهم.”
لم يدرك البارون لا ليون حتى الآن خطأه، وبدا مرتبكًا بينما حاول التحدث مجددًا.
“هل……هل ارتكبتُ خطأً ما؟”
“ابنة.”
كان الصوت الحازم والمليء بالبرودة موجّهًا نحو البارون، الذي بدا مذهولًا.
“إنها ابنتي.”
عندها فقط أدرك البارون لا ليون خطأه، وتحركت شفتيه في صمتٍ تام، قبل أن يتمتم.
“أع……أعتذر، جلالتك.”
“لستُ أنا من يجب أن تعتذر له.”
وجه كاليكس نظرته نحو روبيلين، مما جعل البارون ينحني على عجل لها معتذرًا.
“أعتذر، يا صاحبة السمو الأميرة.”
توقف كاليكس فجأة أثناء نظره بشكلٍ طبيعي إلى روبيلين.
كانت روبلين متيبسةً كالحجر، وفمها مفتوحٌ كما لو كانت على وشك قضم قطعة المارشميلو ثم توقفت.
بدا واضحًا أنها شعرت بالارتباك مرة أخرى بعد أن سمعت كلمة ابنتي من كاليكس.
ثم بدأت الشوكولاتة التي تغطي المارشميلو تنزلق بفعل الجاذبية.
وعندما اقترب أحد الخدم لتقديم المساعدة، أشار له كاليكس بنظرةٍ ليبتعد. ثم استخدم منديله بعناية لمسح خد روبيلين وثوبها الملطخ بالشوكولاتة. ولم يوبخها أو يطلب منها التوقف عن التسبب بالفوضى.
في تلك اللحظة، احمر وجه روبيلين بشدة.
“إ……إد!”
ابتعدت روبيلين عن كاليكس بسرعة وألقت السيخ الذي تحمل عليه المارشميلو، ثم ركضت نحو إد لتعانقه وكأنها تهرب منه.
نظر أدريان بوجهٍ مرتبك إلى روبيلين التي كانت تعانقه وإلى كاليكس بالتناوب.
كانت نظرات كاليكس إلى أدريان و كأنها نظرات أبٍ يرى ابنته المدللة تُلقي بنفسها في أحضان رجلٍ آخر، مشتعلةً بالغضب المكبوت.
حاول أدريان الانسحاب بنظرةٍ محرجة وهو يتفادى نظرات كاليكس.
تنهد كاليكس وكأنه لا يستطيع فعل أي شيء، ثم التقت عيناه بعيني.
تغير وجهه المتجمد والبارد فجأة، وانحنت عيناه بلطف مع لمعةٍ ناعمة.
“المربية لوسينا. كنتِ هنا إذاً.”
صوته المنخفض خفف الأجواء المتجمدة التي كانت تخيم على قاعة الحفل، مما جعل الجو أكثر دفئًا. و في الوقت ذاته، تحولت أنظار الضيوف والخدم نحوي هذه المرة، وكأنها تثبت على وجودي.
اقترب كالكس مني، بعد أن أخذ نظرةً على مظهري المختلف عن المعتاد.
“يبدو الفستان مناسبًا جدًا لكِ.”
“شكرًا جزيلاً، جلالتك.”
بينما كنتُ أنحني بأدب لتقديم التحية، لاحظتُ شيئًا لامعاً.
كان زر الأكمام المرصع بحجر الألماس الوردي الذي كان يلمع على كمّه.
“لقد ارتديت زر الأكمام!”
“اوه……”
ألقى كاليكس نظرةً على طرف كمّه وضحك بهدوء.
“أليس من المفترض أنها مجموعةٌ عائلية؟ علمتُ بأنكِ ستقدمين العقد إلى روبيلين اليوم.”
ثم حول نظرته نحو البروش الذي كنت أرتديه.
“وكنت أعلم بأنكِ ستضعين قطعتكِ من المجموعة أيضًا.”
شعرتُ بالارتباك وعضضت شفتي بصمت.
‘إذاً، كان يعلم مسبقًا أنني أنا و روبيلين سنرتدي هذه القطع، وقرر أن يرتديها هو أيضًا؟’
بالإضافة إلى ذلك……ما الذي يفعله……
بدا كاليكس وكأنه شخصٌ يُظهر بفخر خاتمَ خطوبته، فقد كان يفك ربطة عنقه ثم يعيد ربطها.
و بفضله، توجهت أنظار الضيوف والخدم مرةً إلى البروش الذي ارتديه، ومرةً إلى زر الأكمام الذي كان يرفعه متعمدًا ليُظهره بوضوح، ومرة أخرى إلى عقد روبلين.
‘رجاءً، أنزل يدك!’
دون أن أدرك، أمسكت بمعصمه بكلتا يديّ محاولةً لتغطية زر الأكمام.
نظر كاليكس إليّ بعينين متسعتين للحظة، لكنه سرعان ما حرر يده وأمسك بيدي جيداً.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 45"