12
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- I picked up the emperor's nephew one day
- 12 - شروط العقد الجديدة
الفصل12: شروط العقد الجديدة
كان الوقت قد تجاوز الظهيرة ببضع دقائق فقط.
ذهبتُ الى مكتب كاليكس لتقديم تقرير حول نتائج الدروس، لكن شعرت وكأنني أتعرض للعقاب.
كان كاليكس جالساً أمام مكتبه، يراقبني بنظرة غير مبالية دون أن ينبس بكلمة. هل كان يقصد أن أقدم التقرير بنفسي؟
بينما كنت أستمع إلى صوت عقارب الساعة، ابتلعت بصعوبة وفتحت فمي أخيراً.
“جلالتك……لقد درسنا اليوم أيضاً فن طي الورق.”
“…….”
“اليوم طوينا الورق على شكل قارب، رغم أن الأمر كان صعباً، الا روبيلين صنعت عملاً إبداعياً.”
وضعت قارب روبيلين على المكتب. وعندما دفعت الورقة بأطراف أصابعي، تدحرجت الورقة الخضراء المتجعدة حتى وصلت إلى أمام كاليكس.
“…….؟”
ظهرت تجاعيد على وجهه عند رؤية الورقة.
حسناً، بفضل دروس طي الورق التي أُجريت بالأمس واليوم، اكتشف أن روبيلين ليست ماهرةً في هذا الفن.
كان كاليكس يراقب الورقة بتمعن ثم ضرب المكتب بأصابعه الطويلة.
توقفت عيني التي كانت مثبتة على الورقة الملونة مؤقتاً بسبب الضوضاء المتقطعة، ثم التقت نظراتي بنظرة كاليكس.
“هل هذا كل ما لديكِ من دروس؟”
“نعم……لا يوجد تقدم بعد في التحكم بقوتها.”
أجبتُ بتردد وأنا أرمقه بنظرة خاطفة.
كنت قلقة من أن ينفجر غاضباً قائلاً: “هل تعتقدين أنني وظفتك لطي الورق فقط؟”، لكنه كان هادئاً بشكل غير متوقع.
انتظرت حتى يتحدث كاليكس، وعفويًا بدأت أركز على نهاية رف الكتب.
‘اوه؟’
لاحظت الورقة البنفسجية المتجعدة التي كانت موضوعة بجانب حامل قلم الحبر. كانت تلك أول عملٍ لروبيلين……
أخذت نفساً عميقاً وسدّدت فمي بيدي.
هل من الممكن أن يكون كاليكس هو من وضعها هناك؟ ذلك الشخص الذي قال إن الضفدع الأصفر الذي صنعتهُ كان تافهاً؟ ذلك الشخص الذي أبدى استياءه من الضفدع المتجعد؟
ومع ذلك، يبدو أن كاليكس قد عدل طريقةَ تعامله، واخذ الورقة المتجعدة، وبالرغم من أنه أخطأ في فهم “الشريرة” باعتبارها “الخائنه”، إلا أنه يبدو مهتماً بمستقبل روبيلين. يبدو أنه لا يكرهها بل يظهر لها مشاعر محبة.
حتى وإن كان له شخصيةً متسلطة وكأنه شيطانٌ من عالمٍ آخر، فإنه في النهاية عمٌّ حقيقي.
ابتسمتُ بخفة وراقبته بنظرةٍ دافئة.
وعندما التقت عينينا، عبس كاليكس فجأه.
“ما هذه الابتسامة؟”
“……لا شيء.”
كانت نظرات كالِكس النارية موجهةٌ إليّ، فتجمدت في مكاني على الفور.
ساد صمت طويل حتى ظهرت يدٌ في مجال رؤيتي، و قرع بأصابعه بصوتٍ عالٍ.
“سيدة لوسينا.”
كانت اليد تعود ليُوكار. الذي وقف خلفي، وهو يرفع نظارته بتعبير غاضب.
“هل انتهيتِ من تقريرك؟”
“ماذا؟ لا، ليس بعد……”
“يجب على جلالته أن يتابع أعماله.”
“أوه……عذراً.”
قمت بحك خدي تأثراً بصرامة كلمات يوكار.
“سيدة لوسينا، بما أن هذا هو أول تقريرٍ بعد تعيينك كمربيةٍ مدربة، سأفهم إذا كنتِ غير متقنةٍ له، لكن بما أننا خصصنا وقتاً لتقاريرك، أرجو أن تكون تقاريركِ مختصرةً وواضحة في المستقبل.”
“نعم، سأحرص على ذلك.”
تنهد يوكار بعمق واستدار جزئياً.
“إذاً، يُرجى تقديم التقرير المتبقي بشكل مختصرٍ ومباشر.”
“آه، ليس تقريراً.”
“ماذا؟ إذاً…….”
بفضل ملاحظات يوكار، تذكرت النقطة الأساسية التي كنت قد نسيتها.
“لدي شيء مهم يجب أن أخبره لجلالة الامبراطور.”
“مهم؟”
تدخل كاليكس، الذي كان يراقبنا، في الحديث.
تراجع يوكار بسرعة بفطنة.
“نعم، لدي شيء أريد أن أبلغكَ به.”
ابتسمت بخفة وانحنيت قليلاً.
“أنا لوسينا لانفورت. أود أن أصبح مدربةً رسمية لأميرة الإمبراطورية!”
“…….”
لكن الصمت البارد الذي تبع كلماتي جعلها تبدو وكأنها خاليةٌ من اي معنى.
‘لماذا لا توجد أي ردود فعل؟’
رفعت رأسي بوجه مليء بالدهشة. كان كاليكس يراقبني بتركيز وهو مستندٌ على ذقنه.
“ما السبب؟”
“ماذا؟”
“أسأل عن سبب تغيير رأيك.”
“أوه، لأن جلالة الامبراطور قدم لي عرضا عملٍ مريح ومجزي. إنها فرصة لا تتكرر، كما أنها ستمكنني من سداد ديوني.”
“ما السبب الحقيقي.”
تبددت اللمعة من عينيه الحمراء.
“السبب الحقيقي……ماذا تعني؟”
“على الرغم من أنني لا أعلم عن السبب الحقيقي، كنت أعلم أنك لا تريدين البقاء في القصر الإمبراطوري. كان من الواضح من تعبيرك أنك تريدين مغادرته في اسرع وقتٍ ممكن.”
“…….؟”
“حتى مع رفع الراتب، كنت سأقوم بإبقائكِ هنا بالقوة إذا لزم الأمر.”
‘اه، في الواقع، لم يكن ذلك عرضاً بل تهديداً!’
تنفستُ بصعوبة، محاولة كبح مشاعري المندهشة، ثم أطلقت تنهيدة.
“هذه المرة……أريد حقاً أن أكون عوناً للأميرة.”
“إذاً، كنتِ تخططين لمغادرة هذه الوظيفة المؤقتة من قبل.”
تجمدا كتفي قليلاً، وابتلعت توتري بصعوبة.
“في الحقيقة، كنت قد قُبِلت في هذا المنصب قسراً.”
كنت متوترة و غير متأكدة من رد فعل كاليكس. وقد امضى فترة طويلة حتى تحدث.
“لم اعتقد أن يكون سبب تغيير رأيكِ أمراً تافهاً هكذا.”
قال كاليكس ذلك وهو ينظر إلى الأسفل، غير مصدقٍ لكلماتي.
من الواضح أنه قد يكون محبطاً من حقيقة أنني قبلت العرض بناءً على رغبتي في سداد ديوني، رغم أنني كنت أرفض العروض الجيدة سابقاً.
من وجهة نظري، كان ذلك قراراً صعباً أخذت فيه مسؤولية حياتي ومستقبل روبيلين في الاعتبار.
راقبته وهو غارق في التفكير، ثم فتحت فمي بحذر.
“جلالة الامبراطور، لم أعد لرغب في ان أكون بجانب الأميرة بنيةٍ غير جادة. سأبقى بجانبها حتى تتمكن من السيطرة على قوتها، مهما كلف الأمر.”
“…….”
“بالطبع، إذا قبلتَ بشروطي.”
همستُ بتلك الكلمات، فرفع كاليكس نظرته بحدة.
“شروط؟”
“نعم، بعض الشروط.”
لم أتراجع، بل نظرت إليه بعزم.
استند كاليكس على مسند مقعده وأومأ برأسه، كإشارة على استعداده للاستماع.
“جلالة الامبراطور، وفقاً لتقديري، أعتقد أن السبب في قدرة الأميرة على التحكم في قوتها معي فقط هو أنها تعتبرني ‘أمها’.”
خفضت عيني وواصلت حديثي بهدوء.
“عندما التقينا لأول مرة، لم أكن أعلم أن الأميرة تمتلك قوة غريبة، وقد اقتربت منها دون أي تحيز. و في تلك الفترة، كانت الأميرة تعاني من ضربة شمس وكانت ضعيفة لدرجة أنه لم يكن هناك مشكلة في حملها والركض بها.”
“وماذا بعد؟”
“بعد ذلك، عندما مدت الأميرة يدها نحوي، كانت قد اعتبرتني بالفعل ‘أمها’. من الواضح أنها تقدرني بشدة، ولذا فإن التحكم في قوتها أصبح ممكناً بسبب هذه المشاعر اللاواعية.”
كان ذلك مجرد تخمين عند توقيع العقد المؤقت، لكن الآن كنت متأكدةً منه.
في الرواية الأصلية، تلقت روبيلين تدريباً قاسياً حتى أصبحت بالغة، لكنها في النهاية واجهت حدوداً في التحكم بقوتها وأصبحت معزولة.
تماماً كما يفشل الرياضيون في تحقيق إمكاناتهم بسبب العوامل النفسية، فإن روبيلين أيضاً قد تكون تواجه صعوبات في التحكم بقوتها بسبب العوامل النفسية التي تمنعها من التواصل مع الآخرين والتفاعل الجسدي.
أخذت نفساً عميقاً وواصلت حديثي.
“ما تحتاجه روبيلين ليس مجرد قوة يديها مثل حمل الشوكة، بل تحتاج إلى شخص يدعمها. قد يبدو طي الورق وقراءة القصص أموراً غير مهمة، لكنهما وسائل للتواصل العاطفي. والأهم من ذلك، هو التواصل معك أنت جلالتك.”
جمعت الكلمات التي كادت أن تخرج من حلقي وأكملت حديثي.
“لذلك، أقترح أن تكون أنت، جلالة الامبراطور، الشخص الذي يقترب منها عاطفياً، وأن تكون والدًا حنونًا لها. و إذا تعلق قلبها بك، فستتمكن من فتح قلبها للآخرين، مما قد يساعدها في التحكم في قوتها.”
هكذا، اختتمت بالاستنتاج الذي توصلت اليه بعد الكثير من التفكير، وساد الصمت بعده.
كانت هذه الطريقة الوحيدة لإنقاذ العالم وتحقيق النجاح في التحكم بالقوة في نفس الوقت.
نظرتُ إلى كاليكس، وكان ينظر إليّ ببرود، مما زاد من توتري.
“إذا كان ذلك صعباً، فحتى إذا كان بإمكانك خلق صورة لعائلة متناغمة أمام روبيلين، سيكون ذلك جيداً. يمكنك أيضاً الحضور إلى الدروس كمراقب، وتتصرف كأب حنونٍ عندما تشاء.”
“أتعنين أنكِ ترغبين مني لعب دور العائلة؟”
قاطعني كاليكس فجأة.
“لعبُ دور العائلة……؟”
فتحت عيني مندهشة.
على الرغم من أن الأمور لم تجرِ كما كنت أريد، لم أرد أن أفوت هذه الفرصة.
“إذا كان جلالة الامبراطور موافقاً، سيكون ذلك أفضل!.”
“…….؟”
بعد لحظةِ صمت قصيرة، تعكر وجه كاليكس.
“هل تعتقدين أنك ستصبحين امبراطورةً عندها؟”
‘اوه……هل كان هذا مايعنيه؟’
كادت الرغبة في الصراخ تتغلب علي، لكنني كبحتها بصعوبة.
هززت يدي بقوة ونفيت بشدة.
“مستحيل! سأبذل قصارى جهدي كمربية أطفال و مدربة……”
“الأميرة روبيلين هي من عائلتي. بما أنها تعتبركِ والدتها، فإنك، من حيث المبدأ، أيضًا من العائلة.”
“ماذا؟؟”
“ببساطة، لكي تتمكنِ من تحقيق دور العائلة الذي ترغبين فيه، يجب أن تصبحِ زوجتي.”
لماذا يكون متحمساً وواقعيّاً في الأمور الغريبة فقط!
عندما كنت أنوي قول “عليك فقط ان تكون طيباً مع روبيلين”، انتهى بي الأمر بالاقتراح غير المباشر بأن نكون زوجين للعرض فقط.
“عائلة متناغمة……”
تمتم كاليكس بذلك وهو يحدق إلى أسفل بتعبير غير راضٍ.
عضضت شفتاي بشدة.
ماذا أفعل؟ أنا أيضاً لا أريد أن أكون زوجة للعرض فقط، لكن إذا رفضتُ هذا الاقتراح، فستصبح طريقة حل العلاقة بين الشخصين غير واضحة، ومعها سينهار العالم……
أصبحتُ اشعر بالإكتئاب بسرعة بمجرد التفكير في أسوأ السيناريوهات.
خفضت كتفي ونفست بعمق.
“إذا كان ذلك غير مريحٍ لجلالته، سأبحث عن طريقةٍ أخرى……”
“هااه.”
في تلك اللحظة، سُمع تنهد وكأنه تعبير عن الإحراج من مكان ما.
“لستُ طفلا للعبِ مثل هذه الألعاب.”
“ماذا؟”
رفعتُ رأسي بسرعة على صوت كاليكس، الذي كان يراقبني بعبوس.
“فقط أمام الأميرة.”
كانت هذه فرصة، لذا لم أتردد في التمسك بها.
أومأت برأسي بحماس.
“نعم، فقط أمام الأميرة!”
“هل ما علي فعله هو مجرد لعب دور العائلة؟”
“نعم، عليكَ فقط لعب دور العائلة!”
“حتى تتمكن الاميرة من التحكم في قوتها؟”
“نعم، حتى تتمكن من ذلك!”
“هل يجب أن ننام أيضاً معاً؟”
“نعم! النوم أيضاً……!”
توقفت عن الإيماء برأسي باندفاع، متفاجئة.
هل أخطأتُ في السمع؟
فركت عيني وكأنني في حلم.
“هل قلتَ ‘ننام معاً’؟”
ربما كنت قد أخطأتُ الفهم، لكن وجه كاليكس كان جاداً تماماً.
“كيف تجرؤين……”
تغير تعابير وجه كاليكس عكست تذمره، وكأنه كان يقول “ما الذي تريدين مني فعله؟”
“……إذا لزم الأمر، سأفعل ذلك. سأعمل بجد حتى يتدمر جسدي.”
هززت رأسي بعنف.
أعتقد أنه سيكون مجرد تظاهر بالنوم، أليس كذلك؟
في ظل هذه الحالة غير المتوقعة، تدخل يوكار بقلق.
“لحظة، جلالة الامبراطور. هذا ليس شيئاً يمكن اتخاذ قرارٍ بشأنه بسرعة. حتى لو كان ذلك من أجل الأميرة، فإن التظاهر كزوجين يمكن أن يثير سوء فهم داخلياً وخارجياً.”
“يوكار، هذا الأمر قد حُسم بالفعل.”
هز كاليكس يده بملل، مشيراً إلى أن الحديث قد انتهى. ثم بدأ بفحص الأوراق على المكتب بوجه يفتقر إلى الاهتمام.
“جلالتك……”
أغلق يوكار عينيه بقوةٍ وأمسك جبهته، مظهراً استياءه.
ثم شعرت بنظراته الغاضبة تتجه نحوي، لكنني حاولت تجاهلها وفتحت فمي بتردد.
“إذاً……ماذا عن العقد؟”
عندما رفع كاليكس نظره عن الأوراق، كانت عيناه تعكسان الملل وكأنه كان يتساءل لماذا كنتُ لا أزال هنا.
“ستُرسَل الوثائق من خلال يوكار. يمكنكِ الانصراف الآن.”
“نعم.”
ابتسمتُ بارتياح، سعيدة لأن الشروط قد قُبلت. بقي لي فقط العمل على تحسين العلاقة بين روبيلين وكاليكس واستكمال التدريب.
قبل أن أخرج تماماً، انحنيت بعمق.
“أشكرك جلالة الامبراطور على تفهمك!”
عندما رفعت رأسي مجددًا، كان كاليكس يحدق بي بنظرةٍ غامضة وغير واضحة.
_______________________
ضحكت كيف فهم انها تبي تصير زوجته😭😭
شوفوا الحنون محتفظ بالورق حق روبيلين حتى وهو مايعرف وش ذاه😔🤏🏻
آخر شي واضح يوكار حاقد😭
Dana