انعقد مجلس النبلاء مرةً أخرى، لكنه غرق هذه المرة في فوضى غير مسبوقة.
خيانة الدوق الأكبر دانيال غريغوري، شقيق الإمبراطور، وفضيحة شريكه أنطونيو وزوجته، ثم خبر ظهور التنين الأسود يوم المعركة الدامية…..كلها أنباء اجتاحت أرجاء الإمبراطورية في لمح البصر.
“كيف يمكن أن يخطط الدوق لمثل تلك الخيانة؟ كان رجلاً رؤوفاً إلى حد لا يُصدق..…”
“يقال أن زوجة الفارس أنطونيو كانت في زمنٍ مضى صيّادة تنانين شهيرة. تخيّلوا، مثل تلك المرأة البغيضة عاشت داخل القصر، تحت حماية التنانين ذاتها…..إنه أمرٌ مروّع.”
“إذاً، خروج قشور إيدلين من جثة ملكة التنانين لم يكن إلا جزءاً من مؤامرة الخيانة منذ البداية؟”
أطلق أحدهم صوت استنكار وهو ينقر لسانه.
“لقد تبيّن أن الفارس أنطونيو تعمّد إلحاق الأذى بسمو الأمير. ولهذا كان الدليل الذي قدّمه معبد التنين دالاً على براءة سموه.”
“…..لوقتٍ طويل لم تقع مثل هذه الاضطرابات، وعشنا في سلام. لكن، لِمَ الآن بالذات، وقد ألمّ المرض بجلالة الإمبراطور..…؟”
“حقاً إن توقيت ظهور التنين الأسود يثير الريبة. يبدو أنه لا يجلب للإمبراطورية سوى النحس والخراب.”
“هدوء!”
ارتفعت الهمهمات واختلطت الأصوات حتى علا فوقها صوت خادم القصر من صدر المجلس، يصرخ آمراً بالصمت، فخفتت الضوضاء شيئاً فشيئاً.
لم يظهر بعد صاحب المقعد الأعلى، وليُّ العهد ولا الأمير. لكن ما إن دوّى نداء الحاجب، وأدرك النبلاء أنهم على وشك الحضور، حتى عمّهم الصمت دفعةً واحدة.
وبعد لحظة قصيرة، فُتح الباب المتصل بمقاعد النبلاء من الجانبين، فاندفعت إليه كل الأبصار.
تقدّم الجنود المدججون بالسلاح ليفسحوا الطريق، وما لبث أن بدا رجلٌ أشيب الشعر جالسًا على كرسي ذو عجلات.
و ما إن وقع بصر النبلاء عليه حتى ضجّت القاعة من جديد.
“جلالتك..…!”
“كيف لجلالتك أن..…!”
“أهذا أنكَ استعدتَ عافيتكَ؟”
امتزج الذهول بالرهبة، ثم غمرت القاعة أصواتٌ يغشاها التأثر، متشابكةً من كل صوب.
لكن خلف ذلك الضجيج الذي يردد “جلالتك”، ظهر ولي العهد هندريك والأمير كارلستون، يسيران وراء الإمبراطور صوب المقعد الأعلى.
“الزموا الهدوء!”
أُفرغ المقعد الذي شغله ولي العهد في المجلس السابق ليتسنّى للإمبراطور أن يجلس عليه، فيما وقف هندريك بجواره، وصاح مخاطبًا النبلاء.
“فلتبلغ مجدَ التنين عنانَ السماء!”
هتف أحد النبلاء بعلو صوته وهو ينظر إلى الإمبراطور، فما لبث الآخرون أن ردّدوا: “ولتبلغ بركة التنين عنانَ السماء!” ثم نهضوا جميعًا من أماكنهم.
كان ظهور الإمبراطور بنفسه في مجلس النبلاء حدثًا لم يشهده أحدٌ منذ ثلاث سنوات.
“اجلسوا.”
لكن، وللأسف، لم يكن وجه الإمبراطور الذي قضى فترةً طويلة مريضًا على سريره يبدو بصحة جيدة.
فقد بدا منهكًا للغاية، مستندًا بوزنه على الكرسي، ووجهه المصاب بآثار المرض كأن مجرد جلوسه يستنزف كل قوته.
“لم أكن أعلم شيئًا عن وجود عظم تنين حي، ولا عن هذا الرعب نفسه. ولم أكن أدرك أن تلك المرأة المجنونة تجرأت على قتل ملكة التنانين بهذه الطريقة المروعة!”
انصدم أنطونيو من موقف الماركيز الذي حاول تبرئة نفسه دون أن يغير تعبير وجهه، حتى بدا له الأمر مرعبًا.
وقد كان كارلستون يراقب بصمت، بعينين حادتين، الصراع الداخلي بين الماركيز وأنطونيو قبل صدور حكم الخيانة.
“جلالتك، أجرؤ أن أقول أن دوري في هذه الحادثة كان ضئيلاً للغاية!”
“أنطونيو! كيف لكَ أن تتهرب!”
“لقد التقيت بها صدفة، ولم أكن أعلم أنها صيادة تنانين، ولم أكن أعلم أن بحوزتها قشور إيدلين، ولا أن لديها هوسًا بالتنانين!”
في مأزق لا مفر منه، ركع أنطونيو على ركبتيه وألقى بجسده أرضًا في إيماءة مظلومة.
و راقب النبلاء بصمت، دون أن يخرجوا أنفاسهم، المذنبين الذين يستعدون لصراع علني، كأنهم يهددون بكشف الأسرار وسط مجلس الخيانة.
“فليُسرد كل تفصيل عن هذه الحادثة.”
قال هندريك ذلك نيابةً عن الإمبراطور، فيما ألقى الماركيز بنظرة حادة إلى أنطونيو، لكنه كان قد تيقن بالفعل أنه لن يجد منه أي دعم.
“بدأ كل شيء عندما استقبلت تلك المرأة كزوجة لي. خلال دوري في تفقد الإقليم، التقيت بها بالصدفة. كانت تولي اهتمامًا بالغًا لتنيني بريتا، أكثر من الاحترام أو الخوف المعتاد، ووقعت في حبها فورًا بسبب محبتها للتنانين، فتزوجتها. و لم أكن أعلم مطلقًا أنها صيادة تنانين، واسم ليونا كان مجرد اسم مستعار.”
“….…”
“ثم بدأ المخطط حين زارني الماركيز، الذي كنت على معرفة به، وتطرق صدفةً إلى حديث صاحب السمو الأمير. حين بدأ الماركيز يعبر عن استيائه لأنه، رغم كونه مالك التنين، لم يطالب أبدًا بوراثة العرش، فاستمعت ليونا، أو بالأحرى ريفينانت، وأخرجت قشور إيدلين. عندها فقط اكتشفت هويتها الحقيقية.”
رمق هندريك كارل بنظرة خاطفة، بينما بقي كارل مركزًا على أنطونيو بصمت.
“واصل الحديث.”
فُتح فم الإمبراطور أخيرًا، ولم يكن صوته قويًا كما حين كانت ملكة التنانين تسيطر عليه، لكنه رغم مرضه كان حازمًا وثابتًا.
“سأل الماركيز تلك المرأة عن سبب امتلاكها قشور إيدلين، فأجابت بإطالة عن تجربتها مع إيدلين. و حين سمع الماركيز ذلك، بدأ يستجوبها واكتشف أنها صيادة تنانين. عندها قال لها الماركيز أن بإمكانه أن يرشدها إلى عش ملكة التنانين لتتمكن من الصيد أيضًا.”
“أنطونيو، أيها الوغد!”
“اصمت، دانييل كلاوس.”
حين بدأ الماركيز يصرخ محاولًا إسكات أنطونيو عن الإدلاء بشهادته الضارة له، حذّره هندريك ببرود، فاضطر الماركيز، رغم كونه عمه، إلى كبح غضبه وعض شفتيه خوفًا من الهيبة.
“قالت صيادة التنانين بكل ثقة أنها قادرة على ذلك، بناءً على سؤال الماركيز. وفي ليلة خفّت فيها حراسة القصر، تسللت إلى عش ملكة التنانين. وعادت ريفينانت قبل الفجر، حاملةً كميةً هائلة من العظام، عظام ملكة التنانين التي كانت تموج بطاقة حمراء رهيبة..…”
تذكر أنطونيو المشهد المرعب للمرأة التي عادت مغطاةً بالدماء، تحمل أكوام العظام، فارتعش خوفًا وتلعثم بالكلام.
_______________________
ياهيبة ريفينانت مروعتهم حتى وهي فاطسه✨
المهم الفصل مليان جدية مافيه شي بس ينرفز الماركيز اجحد مهما كانت الادلة صدق خلاص ياخي وش باقي لك بعد؟
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات