Chapters
Comments
- 0 - مقدمة منذ يومين
س: حين فتحت عيني، كان أمامي حقل ثلجي أبيض ناصع. ما الذي يحدث هنا؟
ج: لعلّه الجحيم. أو ربما الجنّة.
—
لكنّه كان أبرد من أن يكون جنّة، وهادئًا أكثر من أن يكون جحيمًا.
‘ما الذي يجري بحقّ السماء؟’
أخذت أستعيد ذاكرتي بهدوء. آخر ما أذكره أنني عدتُ من العمل متأخرة كعادتي، ضبطتُ منبّه الفجر، ثم خلدتُ إلى النوم.
كنتُ أستيقظ كل صباح لأُعدّ الفطور لأختي الصغرى وأترك لها ملاحظة صغيرة، ثم…
يبدو أنني سقطتُ على الفراش دون أن أخلع معطفي، لا أدري إن كان إغماءً أو نومًا. ثم ما لبثت أن فتحت عيني فإذا بي هنا.
كان جسدي محاطًا بشيء يقيّد حركتي تمامًا، وأمامي فقط بياض… بياض…
‘اللعنة، البرد شديد حتى أن أفكاري لا تكتمل!’
أدركتُ بطريقة ما أنني مت. حين فقدت وعيي شعرتُ بأنّ هذا ليس نومًا. لقد مررتُ بلحظات عديدة خلتُ فيها أنني سأموت من فرط الإرهاق، بعد أيّام بلا نوم كافٍ.
شبابي الذي حسبتُه لا ينفد، لم يستطع الصمود أمام أربع سنوات من الإفراط في العمل.
شعرتُ بالارتياح على نحو غريب. الموت يعني أنني لن أُرهق نفسي أكثر بالعمل، وأختي قد أصبحت راشدة الآن. رغم شعوري بالذنب تجاهها، كنتُ أودّ الاستسلام، فقد صار حملي أثقل من قدرتي.
أربع سنوات مرّت دون يوم واحد من راحة حقيقية. كان عبء المسؤولية تجاه أختي يخنقني.
أردتُ أن أرتاح، أن أنام بعمق…
لكن عندما أغمضتُ عيني على ذلك الأمل، لمَ وجدتُ نفسي وحيدة في صحراء من الثلج حين فتحتُهما؟
‘هل على المرء أن يموت مرارًا بعد موته؟ يا له من عبث بغيض.’
هذا يبدو كمكيدة لقتلي.
هكذا سأموت لا محالة. بالكاد متُّ للتو، وها أنا على وشك أن أموت ثانية. دموعي حجبت بصري. لم أُرِد أن أموت مجددًا، لكن لم يكن بوسعي أن أفعل شيئًا وحدي.
لم أكن قادرة حتى على الحركة، فما بالك بالمشي. البرد جمّد جسدي بالكامل.
‘ليتهم يُجهزون عليّ بضربة واحدة بدل هذا البطء القاسي. ما دمتُ سأموت، فلتكن موتة سريعة… ألن يكون ذلك أفضل للجميع؟’
نفختُ أنفاسي، فتصاعد بخار أبيض وتلاشى. لا شيء لأفعله سوى التركيز على مثل هذه التفاهات.
‘حتى متابعة أنفاسي وهي تتبدّد أمر ممل… هااه…’
وبينما كنتُ أنتظر الموت ملًّا، ظهر ذئب أبيض الفراء.
‘قلتُ موتة سريعة! لم أقصد أن أُؤكل حية!’
ذئب! ذئب حقيقي! تمنيتُ للحظة أن يكون كلبًا ضخمًا، لكن لا، حجمه أكبر من أن يكون كلبًا.
شعرتُ بقطرات العرق البارد تنساب على ظهري. كنتُ أعلم أن الذئاب أضخم من الكلاب، لكن لم أدرِ أنها بهذا الضخامة.
‘أم أنّني أنا من أصبحت صغيرة؟’
يبدو أن عقلي تعطّل من شدّة البرد. كنتُ أفكّر بالتفاهات رغم أن الذئب أمامي مباشرة. لكن لم يكن بوسعي سوى ذلك.
‘لم ينقضّ عليّ فورًا؟’
رمشتُ بعيني مرتين. أليس هذا أسلوب تحيّة للقطط؟ ربما يكون أفضل من لا شيء. إن هاجمني فسيكون الأمر مؤلمًا… لو أحسنتُ التصرّف ربما يعفُ عني. وإذا بالذئب الذي كان بعيدًا يقترب.
اللعنة، لعلّه ظنّني أغمزه! ربما أثار ذلك غضبه! كان عليّ أن أتصنّع البراءة فحسب! شعرتُ أنني عجّلتُ بموتي. حاولتُ أن أُصدر صوتًا، لكن شفتي المتجمّدتين لم تتحرّكا. آه!
لم يكن صمتي خيارًا، بل لم أستطع إخراج صوت.
كان وجهي قد تجمّد حتى إنّ جفوني بالكاد تحركت. مدّ الذئب خطمه الطويل ليشمّني، ثم مال برأسه جانبًا كمن يفكر مليًّا.
قد يلتهمني، لكن… في الحقيقة بدا لطيفًا.
‘حتى لو كان لطيفًا… فقد يلتهمني فعلًا. لعلّه جائع…’
بدأتُ أُبرّر الأمر لنفسي: لعلّ أكله لي أهون من الموت تجمّدًا. لكن بينما كان الذئب يخطو حولي، لاحظتُ الدم يخرج من ساقه.
‘إذًا أصيب ويحتاج إلى غذاء لتعويض ما فقده.’
كانت إصابة كبيرة. فخذُه العريض مبلّل بالدم، وكلما تحرك انفتحت جراحه أكثر. لا بد أنّه يتألّم. ومع ذلك، بدا جميلًا.
أعلم أن جروح الساق عند الحيوانات مسألة حياة أو موت، فهي تمنعها من الفرار وتستدرّ الأعداء برائحة الدم.
‘ليت جرحه يلتئم.’
لستُ في وضع يسمح لي بالقلق على غيري، لكن من يدري؟ إن شُفي، ربما لا يضطر لافتراسي.
وفجأة، حدث ما لا يُصدّق. أخذ جرح الذئب يلتئم بسرعة أمام عيني. لا أدري هل أنا في جنّة أم جحيم، أم أنني أحلم حلمًا عجيبًا. راقب الذئب ساقه مليًّا، ثم جلس على الأرض فجأة.
يا للدهشة!
إنه دافئ! ناعم! رغم أن به رائحة غريبة! لكن لا بأس!
حين استلقى الذئب خلفي، خفّت البرودة التي كانت تطوّق جسدي قليلًا.
هذا الذئب يبدو وكأنه يظنّ أنني أنا من شفيت ساقه. هل يحاول ردّ الجميل؟ أنا لم أفعل شيئًا، لكن بما أنّني لا أستطيع الكلام الآن ولا أن أنفي الأمر، فسأتقبّل الأمر بوقاحة.
‘على كل حال….’
منذ قليل، نعم، كان لديّ هذا الحدس. يبدو أنّني أنا الصغيرة فعلًا. فحتى لو كان الذئب ضخمًا، فلن يكون أكبر بأضعاف من امرأة بالغة هكذا.
‘يبدو أنّني أصبحتُ طفلة. يا للجنون.’
من ذلك الإنسان عديم الرحمة الذي يترك رضيعًا في وسط الثلوج؟
بفضل الذئب لن أموت حالًا، لكن حتى إن تحمّلتُ البرد، الإنسان يحتاج إلى طعام ليعيش، وأنا سأموت جوعًا قريبًا.
أقصى مستقبل آمن يمكنني تخيّله هنا هو أن أُربّى في قطيع ذئاب مثل ماوغلي……
أيتها الذئبة، هل أنتِ أنثى؟ هل يمكنكِ أن تُرضعيني قليلًا؟ لن أطلب الكثير. أنا حقًا أستطيع أن أكتفي بالقليل. لقد جعتُ كثيرًا عندما كنتُ عاجزة عن دفع نفقات الطعام.
لم يكن لديّ وسيلة لمعرفة إن كان الذئب ذكرًا أم أنثى وأنا لا أرى سوى رأسه الضخم. كان ذيله كثًّا ودافئًا وناعمًا للغاية. حتى مع وجود أنياب، لا بأس. المهم أن أعيش.
أخذتُ أتمتم بهذه الأفكار في رأسي وحدي حتى شعرتُ أنني أوشك على فقدان عقلي.
لكن لم يكن بوسعي البقاء بعقلي السليم دون ذلك. ما الذي يجري؟ لماذا أنا هنا؟ لماذا أنا طفلة؟ إذن الذي يلفّني هو قماط؟ من ذلك الذي يترك طفلًا ملفوفًا في قماطه وسط الثلج؟ من ذلك القذر؟
هل أنا ميتة فعلًا؟ هل أنا ميتة حقًا؟ أهذا حلم؟ لكنه بارد أكثر من أن يكون حلمًا.
‘قبل كل شيء، هل هذا المكان في كوريا أصلًا؟’
رأسي كان يدور. ماوغلي، والأميرة وونغ، إذن أين هذا المكان؟ ما الذي حدث لي……
“هُوواآينغ….”
بعد طول تجمّد، انفصلت شفتاي قليلًا وخرج صوت صغير. أجل، أنا طفلة فعلًا. كان بكاءً خافتًا رفيعًا لا يُصدَّق أنّه صوتي.
هذا بلا شك صوت بكاء طفل. أنا طفلة.
سمع الذئب بكائي فرفع رأسه. اقترب خطمه الضخم ودفع خدّي قليلًا، لمسني أنفه الكبير الرطب، كأنما يطمئنني.
هل ستربّيني كـ ماوغلي……؟
أسندتُ نفسي إلى الذئب الذي التفّ حولي بجسده كأنه يحميني، وأنا أُعِدّ نفسي. أيًّا كان ما سيقدّمه لي الذئب سأكله. حقًا، أتمنى أن تكون أنثى…… حتى تنحصر تغذيتي باللبن إلى أن تنبت أسناني……
“ظننتُ أنّه جرو ذئب.”
آه. صوت طفولي.
رفعتُ رأسي من بين أحضان الذئب ونظرتُ أمامي. طفل في نحو الخامسة ربما. أول ما لفت انتباهي كان بريق عينيه الذهبيتين الفضوليّتين. هبّت ريح ناعمة فبعثرت خصلات شعره الأشقر الجميل. للحظة ظننتُ أنني أحلم. كان جميلًا إلى درجة لا تُصدَّق.
وبينما الثلج الأبيض الساطع خلفه، قال الطفل الأشقر
“ما هذا؟”
إنّه بشري…
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات