أجبرتُ نفسي على تجاهل المشاعر الغريبة وتجنبتُ النظر في عيني كاليان.
“إذا لم يكن لديكَ ما تقوله، دعني أدخل.”
عندما حاولتُ تحرير معصمي، شدّد كاليان قبضته.
“لم أنتهي بعد.”
عبستُ من قبضته القوية وحدّقتُ فيه. يا له من رجل أناني.
كما هو الحال عندما أجبرني على الركوع على ركبتيّ، ثم تركني وحدي وخرج، أو عندما قبّلني بدافع النزوة، ثم طردني قائلًا إنه ليس في مزاج جيد، كان دائمًا أنانيًا ولا يفكر إلّا في نفسه.
“انظر إلى ما تفعله الآن.”
عبس كاليان عندما رأى العداء في عينيّ. نظرتُ إليه مباشرة، وواصلتُ نطق كل كلمة بوضوح.
“عندما تعاملني أنتَ، سيد فالدوميرو، بهذه الطريقة، كيف يمكن للآخرين أن يعاملوني بصفتي سيدة المنزل؟”
للحظة، بدا كاليان وكأنه قد تلقّى لكمة مفاجئة. لم أُفوّت الفرصة، فسحبتُ يدي وتابعتُ ببرود.
“لا أحد يُذلني أكثر منكَ يا كاليان.”
بعد تلك الكلمات، استدرتُ وخرجتُ مباشرة.
لم يستطع كاليان سوى مشاهدة ظهر جوليانا وهي تبتعد عنه بعجز، ومرّر يده على غرته في إحباط.
حدّق كاليان في الوثائق أمامه لفترة طويلة بينما ظلّ ما قالته جوليانا يدور في رأسه.
[عندما تعاملني أنتَ، سيد فالدوميرو، هكذا، فكيف يمكن للآخرين أن يعاملوني بصفتي سيدة المنزل؟]
فكر كاليان: “جعلتني أبدو وكأن موقفي كان أكثر فظاعة من موقف زوجة ذلك التابع الوقحة.”
ثم تذكّر كاليان تلك القُبلة التي جمعته بجوليانا من قبل.
تمتم كاليان في نفسه: “لم أقصد ذلك أبدًا، لكنني مع ذلك أجبرتُ شفتيها على عدم الانفصال وقبّلتُها. لم أكترث بأنها كانت تقاومني، أو تخدشني، أو حتى تعض شفتيّ. كانت هي من استفزّتني أولًا بخلع فستانها… لقد استعدتُ رشدي في النهاية وأرسلتها بعيدًا. الآن بعد أن أفكر في الأمر، أشعر بالسوء لدفعها خارج الباب وهي نصف عارية، لكن ذلك أيضًا كان ضبطًا خارقًا من جانبي، من أجلنا. لم أكن أريد أن أنقض عليها كوحش جائع.”
كاليان، الذي كان لديه معايير عالية لسلوكه، عبّس بعمق لأنه لم يتمكن من رؤية الخطأ الذي ارتكبه بالضبط. حتى بدأ من العدم يُراجع كل ما قاله لجوليانا حتى الآن.
[النوم معًا في موعد محدد؟! أليس لديكِ كبرياء؟]
[لديكِ موهبة حقًا في أن تكوني مُملّة. إذا كنتِ متلهفة إلى هذا الحد للحصول على رفيق سرير، فما عليكِ سوى اتخاذ حبيب. لن أعترض.]
[لا يمكنكِ أن تتوقعي أنني سأتمكن من تدبير الأمر لكِ يا جوليانا. إنها ليست مشكلتي. إنها مشكلتكِ.]
[اللعنة عليكِ يا هيستر. هذه ليست غرفة يمكن لشخص مثلكِ دخولها.]
[هل سرّبتِ معلومات فالدوميرو لأن رجلاً ما أعمى بصيرتكِ؟]
[ارفعي تنورتكِ واركعي على ركبتيكِ يا جوليانا. سأُعطيكِ ما تريدينه بالضبط.]
توقّف كاليان عند تذكّر كلماته وهو يضغط بيده على جبهته، تنهد بعمق.
“هاااا……”
تمتم كاليان في نفسه: “في ذلك الوقت، كان ذلك لأنني لم يكن لدي ذرة من الثقة بها. فهل وثقتُ بها الآن؟ على الأقل، أعرف الآن أنها ليست المرأة الحمقاء والأنانية التي كنتُ أظنها. في هذا القصر حيث لم يعاملها أحد بلطف، كانت دائمًا تفي بمسؤولياتها، وكانت تحضر المناسبات الاجتماعية بصفتها سيدة فالدوميرو حتى عندما كانت مريضة بما يكفي للإغماء. كانت امرأة فخورة بشكل أحمق، التزمت مكانها في صمت بينما كان الجميع يثرثرون بأنها خائنة باعت أسرار فالدوميرو… أشعر وكأنني وغد تمامًا. في تلك اللحظة بينما لم أكن أثق بها تمامًا، لم أستطع إنكار أنني كنتُ وقحًا للغاية، تمامًا كما قالت… إلى جانب ذلك، كنا متزوجين، للأفضل أو الأسوأ. ما لم تندلع حرب بين فالدوميرو وهيستر، فلا يمكن التراجع عن هذا الزواج. شئنا أم أبينا، سيتعين علينا الوفاء بواجباتنا الزوجية من الآن فصاعدًا، حتى لو كان ذلك مُجرد مظهر، وهذا يشمل أشياء مثل النوم معًا. ولكن إذا استمرّت الأمور على هذا النحو…….”
تذكر كاليان فجأة جوليانا وهي مستلقية على وجهها وفستان نومها مرفوع وتبكي.
تمتم كاليان في نفسه: “لم أُشكك في الأمر عندما قالت إنها تبكي من المتعة. لكن بالتفكير في الأمر الآن، لم أكن لأستمتع بإجبارها بهذه الطريقة القاسية. على الأقل، شعرتُ بالاشمئزاز من نفسي… كانت ليلة النوم التالية على بُعد أقل من أسبوعين، واللعنة على ذلك، لقد كنتُ أحلم بها كل ليلة. كانت جوليانا في أحلامي حلوة وحنونة بشكل لا يُصدّق، لا تشبه على الإطلاق تلك التي كدتُ أن أفرض نفسي عليها. كان الإخلاص الأعمى في الطريقة التي تنظر بها إليّ وحده، مع همساتها الحلوة التي لا تنتهي، يبدو حقيقيًا للغاية. كان هذا جانبًا لا يمكن أن يوجد أبدًا في الواقع.”
لكن كاليان لم يستطع إلّا أن يتساءل: “إذا تحسّنت علاقتنا ولو قليلًا من الآن، فهل ستظهر لي نفس الجانب منها من أحلامي؟”
شعر كاليان بالسخرية، فمسح وجهه بيده الكبيرة في محاولة لإبعاد جوليانا التي حلم بها من أفكاره.
“هاااا… ما الذي أفكر فيه بحق الجحيم؟”
شعر كاليان بالحرارة، فنهض وسار نحو النافذة. فتحها ليسمح بدخول بعض الهواء النقي، ووقعت عيناه على جوليانا وهي تقرأ كتابًا في الحديقة.
كانت جوليانا تقرأ بسلام، والآن كانت تبتسم بابتسامة مشرقة بينما قالت كيت شيئًا بجانبها. ثم قَلبت جوليانا الصفحة ببطء بيديها النحيلتين الرقيقتين، وحدّق كاليان في جوليانا، وكأنه مفتون بالمنظر.
تمتم كاليان في نفسه: “كان عليّ أن أعترف بأنني كنتُ وغدًا معها طوال هذا الوقت. ما كان ينبغي عليّ أن أضغط عليها بشدة في الليلة التي كدنا أن ننام فيها، ولا في اليوم الذي جاء فيه لويد. كان ينبغي عليّ على الأقل أن أعتذر بشكل لائق لشكوكي في أنها سرّبت معلومات فالدوميرو. كان من المحبط كيف كانت مشاعري تجتاحني كلما كنتُ أمامها، وكانت الكلمات الطائشة تخرج من فمي دون أن أُراجعها. كان الأمر محبطًا حتى بالنسبة لي…”
راقب كاليان جوليانا لوقت طويل ووجد نفسه يهمس.
“ما نوع الهدايا التي تحبها النساء؟”
بدت ليلى، التي كانت تعمل بهدوء في المكتب، في حيرة.
“عفوًا؟”
لم يُجب كاليان على الفور. ولكن بعد لحظة، نظر إلى ليلى وسألها.
“ما نوع الهدايا التي تُسعد المرأة بتلقّيها؟”
اتسعت عينا ليلى، ثم تذكرت أن عيد ميلادها ليس بعيدًا. فكرت: “كان صاحب السمو باردًا معي مؤخرًا، لكن يبدو أنه لم ينسَ التاريخ على الإطلاق.”
احمرّ وجه ليلى بهدوء من هذه الفكرة. ظنت ليلى أن كاليان لا بد أنه يُخطط لهدية عيد ميلاد، فأجابت بلامبالاة مصطنعة.
“ماذا عن زهور الشتاء التي تتفتح في ضيعة فالدوميرو؟ لا توجد امرأة تكره الزهور.”
“زهور؟”
أراح كاليان ذقنه على يده وهو يُفكر في اقتراحها بجدية مفاجئة قبل أن ينظر من النافذة.
“زهور، كما تقولين……”
تصلّب وجه ليلى ببطء وهي تراقب كاليان عن كثب. لأنه في نهاية نظر كاليان كانت جوليانا…….
قضمت ليلى داخل فمها وشبكت يديها معًا بعصبية. لم تستطع أن تنسى الطريقة التي نظر بها كاليان إلى جوليانا عندما سأل عن الهدايا التي ترغب بها النساء. تسلّل إلى ليلى حدسٌ مؤلمٌ بأن الزهور لن تكون لها بل لجوليانا.
فكرت ليلى: “لماذا يهتم صاحب السمو بتلك المرأة، وزواجه منها ليس أكثر من صفقة بين منزلين؟ حتى الآن، كنتُ قادرةً على الحفاظ على رباطة جأشي لأن وجود جوليانا لم يكن ذا أهمية خاصة. لكن مؤخرًا…. كان ذلك لأن صاحب السمو كان يتغير شيئًا فشيئًا منذ تلك الزيارة الزوجية الثانية. لم أُصدّق أنهما ناما معًا لأن صاحب السمو عاد إلى مكتبه بعد وقت قصير من دخوله غرفة النوم. في الواقع، لم أكن لأمانع كثيرًا حتى لو نام مع جوليانا. لأن قلب صاحب السمو لن يتجه إلى جوليانا. ومع ذلك…… في هذه الأيام، أشعر بقلق غريب.”
حركت ليلى يديها بتوتر وهي تفكر في كاليان، كما لو كان زوجها حقًا.
وبعد ساعات، كان أحدهم يقترب من طاولة المقهى حيث كانت ليلى تجلس بقلق، وتصلّب وجهها عندما تعرّفت عليه.
“أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها هكذا، أليس كذلك؟”
جلس رجل ذو ابتسامة لطيفة أمام ليلى بشكل عرضي. التقط شعره الفضي وعيناه الزرقاوان الزاهيتان ضوء الشمس الساطع بشكل خاص، مما أدى إلى إشعال ضوء يكاد يكون مبهرًا.
حدّقت به ليلى بحزم، وذهبت مباشرة إلى صلب الموضوع.
“ما سبب رغبتكَ في مقابلتي، لويد دي سيلفرستيل؟”
♣ ملاحظة المترجمة: عزيزي كاليان، احلم كما تريد لأن الأحلام مجانية.
وبالنسبة للويد وليلى أعتقد بأنه سيكون لديهم اتفاق كثير على تدمير علاقة جوليانا وكاليان البائسة.
كما قلتُ، الأشخاص مثل لويد وليلى خطيرين جدًا. هذا مرض تمامًا، مرض خطير جدًا
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 43"