استدار شولتز، الذي كان يحاول التملّص من الأمر، لينظر إلى جاريد الواقف بجانب كاليان.
“لا تخبرني بذلك!”
وقف جاريد هناك ببساطة ورأسه منحني.
“أيها الوغد، هل تجرؤ على عض اليد التي ربّتكَ؟”
حتى مع إطباق الجنود على ذراعيه، قاوم شولتز وزأر.
سخر كاليان، الذي كان يشاهد كل شيء، من شولتز.
“شولتز، ألَا يجب أن أكون أنا من يقول ذلك؟”
“يا إلهي جلالتكَ! هذا ليس صحيحًا! لن أخون فالدوميرو أبدًا!”
أخرج كاليان أمرًا يحمل ختم منزل شولتز، كما لو كان قد توقّعه. ووفقًا للقاعدة، يجب حرق مثل هذه الأوامر بعد استلامها، ومع ذلك ها هو ذا، في حوزة كاليان.
أدرك شولتز أنه لم يعد بإمكانه التحدث للخروج، فشدّ على أسنانه وصرخ بتحدٍ.
“حتى أنتَ سموكَ لا تستطيع معاملتي بهذه الطريقة! أحضر جلالته رئيس فالدوميرو الكبير إلى هنا في هذه اللحظة!”
جعل ذكر والده وجه كاليان يصبح أكثر تجمّدًا.
“أنتَ تعلم جيدًا أن والدي فوّضني كل السلطة.”
بدأت الطاقة المظلمة تتصاعد من جسد كاليان في دوامات متعرجة، ومجرد رؤيتها من شأنه أن يجعل عقل أي شخص يدور. كانت هذه هي قدرة الظلال التي تسيطر عليها عائلة فالدوميرو.
شحب وجه شولتز على الفور، مختنقًا من القوة الهائلة.
“لديكَ بعض الجرأة لذكر والدي قبلي. لابد أنكَ سئمتَ من العيش.”
“لقد كنتُ مخطئًا…”
لقد تحوّل لون شولتز إلى مُزرق تقريبًا، ارتجف مثل ورقة شجر حتى اختنق بأنفاسه وفقد وعيه.
نظر كاليان إلى رئيس آل شولتز كما لو أنه لا يستحق حتى التراب على حذائه، وتابع حديثه.
“من اليوم، تُصادر جميع حقوق وممتلكات آل شولتز.”
استجاب الجنود المستعدون على الفور لصوت كاليان البارد وتحركوا بسرعة.
كان القصر يعجُّ بالحركة منذ الصباح. ووفقًا لكيت، فقد أخذ كاليان جنود فالدوميرو الخاصين معه وغادر العقار. جنود، من بين كل الأشياء، مما جعلني أتساءل عما إذا كان قد أخذ جيشًا لمهاجمة هيستر لأنه كان مقتنعًا بأنني الجانية.
حرب بين هيستر وفالدوميرو… سيكون الأمر مثاليًا إذا دمَّرا بعضهما البعض في المعركة. على الرغم من أنني ما زلتُ بحاجة إلى كاليان من أجل داميان. لسوء الحظ.
بينما كنتُ مشغولة بمثل هذه الأفكار التافهة، اقتحمت كيت الباب فجأة.
“سيدتي!”
جعلني إلحاح كيت أنظر إليها متسائلةً.
“جلالته يسأل عنكِ!”
على عكس كيت التي شحب وجهها، وقفتُ ببطء.
“انتظريني هنا.”
ربّتتُ على كتف كيت القلقة، وتوجّهتُ بهدوء إلى مكتب كاليان.
بعد أن طرقتُ الباب ودخلتُ، وجدته يُعلّق معطفه، ويبدو أنه عاد لتوّه إلى القصر.
“سمعتُ أنكَ تريد رؤيتي.”
لم أعد أملك القوة لمجادلة الشكوك بأنني سرّبتُ معلومات فالدوميرو؛ لن يُصدّقني حتى لو قلتُ إنها غير صحيحة على أي حال. كل ما أردتُه هو إنهاء ما بدأناه في اليوم السابق بأسرع ما يمكن والحصول على داميان.
بدأ كاليان، الذي كان يراقبني بهدوء، ببطء.
“لماذا لا تدافعين عن نفسكِ؟”
بدا كاليان غاضبًا بطريقة ما، لكنني لم أكن مهتمة وأجبتُ.
“لستُ متأكدة مما تقصده…..”
“قولي إنكِ لستِ أنتِ. لماذا لا تحاولين جاهدة الدفاع عن نفسكِ، وتقولين إنكِ لم تفعلي ذلك؟ إنكِ لم تُسرّبي المعلومات.”
هل تفسيري مهم؟
بدت نظراتي الفارغة وكأنها تزيد من غضب كاليان وهو يرفع صوته نحوي.
“ألَا تشعرين بالظلم؟ عندما يعاملكِ الجميع على أنكِ المذنبة.”
لا أشعر بالظلم إلّا عندما تكون لدي توقّعات. لم أتوقّع أي شيء من كاليان أو من فالدوميرو من البداية. كل ما استطعتُ فعله هو تحمّل الأمر حتى اللحظة التي أحمل فيها بداميان. لأنه إذا طردني كاليان، فستتلاشى حتى تلك الفرصة. لقد حاولتُ تبرئة اسمي، لكن ذلك كان بلا جدوى. لم يكن هناك أي شيء يمكنني فعله في فالدوميرو على أي حال. كنتُ أعرف جيدًا أنه بدون دليل قاطع، لن يُنهي كاليان الزواج مهما تعرّضتُ للتشهير. سيحتقرني ويكرهني أكثر، ولهذا السبب تقبٌلتُ اللوم. لم يكن مهمًا ما يعتقده بي على أي حال. لقد أقسمتُ فقط ألّا أرتكب الخطأ الأحمق المتمثل في البكاء خلال ليلتنا التالية معًا.
سحب كاليان يده بخشونة على وجهه، وهو يُراقبني واقفةً هناك صامتةً كدُمية.
أخذ كاليان أنفاسًا قاسية ليكبح غضبه على ما يبدو، ثم صاح.
“هل أنتِ على دراية بأن الرجل الذي من المفترض أن يكون حبيبكِ أشار إليكِ باعتباركِ الجانية؟”
قال كاليان ذلك في غرفة النوم، وهو ما ردَّدتُه ليلى أيضًا. لم أكن أعتقد أن لويد كان من هذا النوع من الرجال، ولكن حتى لو قال شيئًا كهذا، لما كان ليُحدث فرقًا. لم يكن لويد جزءً من خططي على أي حال، لذا مهما قاله لم يكن مهمًا بالنسبة لي حقًا.
“هل تستمعين؟ ذلك الرجل الذي تُبقيه حولكِ كذب.”
“وماذا؟”
“ماذا؟”
“حتى لو قال لويد الحقيقة، هل كنتَ ستُصدّقني؟”
أغلق كاليان فمه، فلم يجد شيئًا ليقوله.
“لم تكن لتُصدّق ذلك على أي حال، حتى لو قال الجميع إنني لستُ الجانية. لولا التحقّق من ذلك بنفسكَ، لكنتَ ستشكك بي أكثر من أي شخص آخر. ألَا تفهم؟ ما يهم ليس ما أقوله أنا أو لويد. بل ما كنتَ تعتقدُه.”
تركتُ الأمر عند هذا الحد، وخرجتُ من الغرفة. وعلى عكس مظهري الهادئ والرصين، شعرتُ باضطراب غريب في معدتي.
بعد لقائه بالرؤساء التابعين، كان كاليان قد أمضى أيامًا حافلةً للغاية في التعامل مع تسريب مزاد المنجم. وبصرف النظر عن تعقّب من سرّب المعلومات السرية، لم يتم حل أي شيء يتعلّق بمشكلة منجم الماس، وسعر المزاد الذي كان من المفترض أن ينتهي بعدة مليارات من الذهب قد ارتفع بشكل كبير.
بقي كاليان في مكتبه حتى وقت متأخر من الليل، يتحقّق من العروض التي قدمها كل رئيس تابع، ثم زفر وفرك جبهته التي تنبض بقوة.
[ألَا تفهم؟ ليس المهم ما أقوله أنا أو لويد.]
لم تتوقف كلمات جوليانا الأخيرة من لقائهما الأخير عن التكرار في رأس كاليان.
فتح النافذة، ويده لا تزال على رأسه النابض، ثم انتقل إلى الأريكة بوجه منهك وسقط عليها، لم يكن قد نام جيدًا منذ أيام، لذلك أغمض كاليان عينيه المُتعبتين، وكان يُخطط لأخذ قيلولة سريعة، لكنه نام على الفور.
“كاليان…”
فتح كاليان عيناه ببطء على صوت ناعم يُناديه. كانت جوليانا، تُحدّق في كاليان بحب.
نظر كاليان حوله في حيرة. تحوّل مكتبه بطريقة ما إلى غرفة النوم، وكان فوق جوليانا، التي كانت مستلقية تحته على السرير.
“ماذا يحدث؟ هل أنا أحلم…؟”
لم يستمر ارتباك كاليان سوى لحظة قبل أن تمدّ جوليانا يدها وتداعب خدّه برفق. جعلت اللمسة الناعمة عيني كاليان ترتعشان وهو ينظر إليها.
“كاليان، أُحبُّكَ.”
ابتسمت جوليانا بحب عندما قالت ذلك. شفتاها المفتوحتان قليلاً ووجهها المحمر، المتوهج بالنشوة، لا يشبهان جوليانا التي عرفها كاليان حتى الآن. عندها فقط أدرك أنه كان بالفعل عميقًا بداخلها، يأخذها بقوة. اصطدم جزءه السفلي بها بشدّة، وكانت حركاته عاجلة وهادفة، كما لو أنه لا يوجد شيء سواها. على الرغم من أن جسده كان يتحرك من تلقاء نفسه، إلّا أن كاليان كان يشعر بكل شيء بوضوح. مع كل دفعة قوية، أطلقت جوليانا أنينًا عاليًا وجذبتُه إليها. الطريقة التي احتضنتُه بها بقوة، متشبّثة به، تلتقي عيناها بعينيه وهي تلهث وتبكي، جعلتُه يفقد عقله. بحلول ذلك الوقت، لم يعد بإمكان كاليان معرفة ما إذا كان هذا حلمًا أم حقيقة. لم يعد بإمكانه معرفة ما إذا كانت ذاته الحالمة أم ذاته الحقيقية هي التي تمارس العلاقة الحميمة معها بلا وعي. أصبحت أجسادهما ساخنة ورطبة حيث تلامسا، وعندما اقتربت الذروة، تأوّهت جوليانا بصوت مكسور.
“أُحبُّكَ……”
في تلك اللحظة، شعر كاليان كما لو أن صاعقة ضربَت رأسه قبل أن يفقد عقله، واستعاد وعيه فجأة ونهض من حيث كان مستلقيًا.
“هوووو…….؟”
كان كاليان في نفس المكتب الذي نام فيه، لكن جوليانا لم تكن في أي مكان.
“كنتُ لا أزال على نفس الأريكة اللعينة. ماذا بحق الجحيم؟ هل كان هذا حلمًا حقًا؟ هل يمكن أن تكون الأحلام بهذه الوضوح؟”
أصبح وجه كاليان مرتبكًا بشدة قبل أن يلاحظ انتصابه النابض.
“يا ابن العاهرة………”
انزلقت اللعنة الساخرة من فمه قبل أن يتمكن من إيقاف ذلك.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 38"