─────────────────────

🪻الفصل الأول🪻

─────────────────────

1. اقتراحٌ سريّ.

كلما رمشَت عيناي، كانت الجميلة في المرآة تقلّدني برمشةٍ مماثلة.

يا لها من جميلةٍ فاتنة بحق!

شعرها الأرجوانيّ الداكن، الذي يغطي أردافها بطولٍ يفيض غموضًا، وطرف عينيها المرتفع قليلًا ينضح بالفتنة والتكبر في آن. 

لو أرادت، لاستطاعت أن تملك دولة بسهولة، تهزّها بيدها ثم تُفنيها.

رفعت يدي ببطء لألمس وجنتي. وكذلك فعلت الجميلة في المرآة، متلمسةً وجنتها.

“حلم…؟”

لم يكن صوتي المعتاد الذي أسمعه دائمًا، بل صوتٌ غريب تمامًا، صوتُ شخص آخر، يتردد في أرجاء الغرفة.

بل إن اللغة التي نطقت بها لم تكن لغتي الأم التي اعتدتها، بل لغةٌ لم أسمعها من قبل قط.

والأغرب أنني، رغم ذلك، فهمت كل شيء واستوعبته، كأنني استخدمتها منذ زمن بعيد.

كدتُ أقرص يدي لأتأكد، لكن المنظر المنعكس في المرآة كان لجميلةٍ فاتنة، فلم أجرؤ على ذلك.

لكنني لم أحتج إلى ذلك لأعرف. كنتِ أدرك جيدًا أن هذا ليس حلمًا.

ففي ذاكرتي، كانت ذكرى موتي محفورةً بوضوح.

حادث مرور. لم يكن السببُ معقدًا.

تأكدتُ من تحول الإشارة إلى اللون الأخضر، وبينما كنت أعبر الطريق، رنّ هاتفي بنغمة تنبيه. كان إشعارًا بتحميل الجزء التالي من رواية من النوع الذي أحبه.

بينما كنت أتفحص الشاشة وأمشي، صدمتني سيارة خفيفة تجاهلت الإشارة واندفعت نحوي.

في تلك اللحظة، تدفقَ سيلٌ من الأفكار: والداي، أصدقائي، حلمي بأن أصبح ممثلة.

[(إشعار) تمّ تحميل الجزء التالي من <زهرة إلفيدا>…]

‘الجزء التالي… يجب أن أقرأه…’

أغمضتُ عينيّ وأنا أنظر إلى شاشة الإشعار التي لم تنطفئ بعد.

ظننتِ أنني متّ.

لكن…

“أنا على قيد الحياة.”

المشكلة أن هذا الجسد ليس جسدي الأصلي، بل جسد شخص آخر.

يبدو أنني قد “تملّكت” جسدًا آخر.

‘هل هذا لأن آخر ما فكرت به كان الرواية؟ شيء كهذا لا يحدث إلا في الروايات.’

يشبه هذا <زهرة إلفيدا>، أليس كذلك؟ لا، <زهرة إلفيدا> ليست عن التملّك، بل عن التناسخ.

تبدأ القصة عندما تستعيد البطلة فيفيان ذكريات حياتها السابقة بعد صدمة سقوطها من على حصان أمام فرقة الفرسان التي ينتمي إليها البطل، وذلك في محاولة لجذب انتباهه.

لم أكن مهتمة كثيرًا بروايات هذا النوع.

لولا إصرار صديقتي يويونغ، التي التقيتها في أكاديمية التمثيل في المدرسة الثانوية وأصبحت زميلتي في الجامعة، لما قرأتها أبدًا.

‘قالت إن اسم البطلة في حياتها السابقة يشبه اسمي، وطباعها مشابهة لي، فأوصت بقراءتها.’

صوت صديقتي وهي تقول إنها تذكرني بها لا يزال يتردد في أذني.

في ذلك الوقت، شعرت بالضيق لأن الأمر لم يقتصر على الاسم، بل امتدّ إلى حبي للمسرح وتعلّمي لفن السيف، لكنني استسلمتُ لإلحاحها وقرأتها.

ووجدتها ممتعة، فتحدثنا عنها كثيرًا… لكن أن أموت؟ لا أصدق ذلك.

‘بل وأن أتملّك جسدًا آخر؟’

كلما فكرتُ في الأمر، ازدادت صعوبة تقبّله، فبقيت أرمش بعيني في ذهول.

في المرآة، تلمع عينا المرأة الرماديتان الفضيتان، وتتحولان إلى ذهبي عندما يلامسها الضوء.

هل يمكن لإنسان أن يمتلكَ مثل هذه العينين؟

بينما كنتُ مبهورة، خطرت لي فجأة فكرة جعلتني أستعيد تركيزي.

‘ماذا لو دخل شخصٌ يعرف هذه المرأة؟’

هل أعترف بالحقيقة؟

أنني شخصٌ آخر؟

‘لن يصدقوني.’

سيظنونني مجنونة بالتأكيد. أو ربما يعتقدون أن روحًا شريرة تسكنني، فيُعرضونني لأمور غريبة.

أدرت عيني بعيدًا عن المرآة لأتفحص الغرفة.

على الرغم من اضطرابي، كان عليّ أن أعرف شيئًا عن هذه المرأة، بدافع غريزي.

أول ما لفت نظري كان عدد كبير من مستحضرات التجميل المبعثرة.

ثم رأيت عدة فساتين فاخرة.

‘تشبه تمامًا الأزياء التي كنا نرتديها في العروض الموسيقية.’

نزلت من السرير ورفعت فستانًا ملقى على الأرض، أتفحصه بعناية.

كان الفستان فاخرًا، لكن قماشه رديء.

‘يبدو خشنًا كالأقمشة غير المنسوجة.’

بينما كنتُ أتحسس الفستان، لمحت كتيبًا صغيرًا على المنضدة بجانب السرير.

ما إن أدركت أنه يشبه نصًا مسرحيًا حتى جذبتني يدي إليه كالمسحورة.

“غناءُ الحب…”

قرأت العنوان وقلبت الغلاف، فظهرت حواراتٌ مكتوبة بتنسيق مألوف، مع مقاطع موسيقية وكلمات أغانٍ متفرقة.

‘إنه نصٌ مسرحي حقًا!’

بالنسبة لي، التي حلمت بأن أصبح ممثلة مسرحيات موسيقية حتى آخر لحظة من حياتي، كان هذا مألوفًا جدًا.

رغم اختلافاته عن النصوص الموسيقية التي اعتدتها، كانت الصيغة الأساسية متشابهة، فلم يصعب عليّ فهمها.

لكن، رغم أنني أقرأ هذا النص لأول مرة، لمَ يبدو المحتوى مألوفًا جدًا؟

كأنني رأيتهُ من قبل…

“آه!”

تذكرت! قرأته في <زهرة إلفيدا>!

إذا لم تخنّي الذاكرة، كان هذا محتوى المسرحية التي جمعت بين البطلين في بداية الرواية.

‘أليس هذا عندما سمحوا لفيفيان بالخروج للتنزه بعد فترة علاج ونقاهة طويلة عقب سقوطها من الحصان؟’

في عائلة الماركيز، أصروا على مرافقتها بحراسة خوفًا على سلامتها.

لكن فيفيان، التي أرادت الاستمتاع بالنزهة ومشاهدة مسرحية بحرية، تجولت عمدًا في أماكن مزدحمة وبين المباني لتضلل الحراس، ثم تجولت بمفردها.

كانت تعتقد أن العاصمة آمنة ومليئة بالناس، فما الذي قد يحدث؟

‘حتى أدركت مدى طيشها عندما واجهت لصوصًا.’

في تلك اللحظة، كان البطل كاليب يتفقد المنطقة، فاكتشف الموقف وأنقذها.

وبفضله، انتهت الحادثة دون ضرر.

عرض كاليب مرافقتها إلى قصر الماركيز، لكن فيفيان، التي أرادت مشاهدة المسرحية، رفضت عرضه.

كانت تشعر بالخجل من محاولاتها السابقة لجذب انتباهه، وكانت مصرة على مشاهدة المسرحية قبل العودة.

لكن كاليب، الذي لم يستطع تجاهلها، اقترح مرافقتها بأدب كحارسٍ ورفيق، ليس بدافع شخصي، بل بطبعه الفطري.

فقد كان شخصًا مهذبًا وطيب القلب بطبعه، يميل إلى مساعدة الضعفاء ومن يحتاجون إلى الحماية.

وهكذا، ذهبا معًا لمشاهدة المسرحية…… 

‘وكانت تلك المسرحية هي نفسها التي أحمل نصها الآن.’

تأكدتُ مرة بعد أخرى، النصّ يتطابق مع ما أتذكره.

حتى العنوان، <غناء الحب>، كان هو نفسه.

‘أن أتذكر كل هذه التفاصيل! يبدو أن قراءتي المتكررة للرواية أتت ثمارها.’

شعرتُ بفخر غريب وأنا أتصفح النص، لكنني أدركت فجأة شيئًا.

لحظة. إذا كان هذا النص هو نفسه الذي ظهر في <زهرة إلفيدا>…

‘لا، مستحيل!’

بدأت أطراف أصابعي التي تمسكُ النص ترتجف.

لا، لا يمكن. لست داخل رواية، هذا مستحيل.

كيف يمكن لإنسان أن يتملّك داخل عالم رواية؟

هذا النص مجرد… مجرد…

حاولت الإنكار بكل قوتي، لكن الارتجاف في جسدي اشتدّ، وخفق قلبي بعنف.

وأنا أمسكُ النص بقوة، كان عليّ أن أعترف.

ربما، ربما أكون قد تملّكت داخل الرواية التي كنت أستمتع بقراءتها دائمًا.

─────────────────────

لا تنسوا الضغط على النجمة أسفل الفصل ⭐ وترك تعليق لطيف 💬✨

حســاب الواتبــــاد:

أساسي: Satora_g

احتياطي: Satora_v

انستــا: Satora_v

───────────────

قوة الأرواح والقلوب ذكر الله علاّم الغيوب 🌱: 

– سُبْحَانَ اللَّه 🪻

‏- الحَمد لله 🪻

‏- لا إله إلا الله 🪻

‏- الله أكبر 🪻 

‏- لا حَول و لا قوة إلا بالله 🪻

‏- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ 🪻

– لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ 🪻

– الْلَّهُم صَلِّ وَسَلِم وَبَارِك عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّد 🪻