9
الفصل التاسع
_ حلم حقيقي
قبل أن يفتح الباب، سمع صوت كاسبر الذي تحدث بصوت منخفض عندما أدرك وجود سيده أمام الباب:
“جلالتك، هناك أشخاص مُرِيبون في النزل يبحثون عنكم. لقد أعطوا مواصفات تشبهكما تقريباً. صاحب النزل يقوم بإلهائهم حتى تهربوا من هنا. قد يقتربوا من هنا. نحاول عدم التدخل حالياً. أخبرني المالك أن هناك غرفة سرية خلف السرير، اضغط عينا المرأة.”
“فهمت. غادر أنت وبراين وخذوا العربة، وتأكد أن لا يعلم أحد بغيابي في القصر حتى أعود.”
“أتبع أوامر جلالتك.”
رحل كاسبر وتوجه رافائيل لأريانا التي كانت تجلس بأنفاس متقطعة. عندما انحنى رافائيل إليها، وجد أن بشرتها أصبحت شاحبة وتنفسها أصبح ضحلاً، وضع يده على جبينها فوجد أن حرارتها ارتفعت.
‘هل هذه هي أحد الآثار الجانبية؟!..’
“راف، ما الذي يحدث؟!”
انتشله من تفكيره سؤالها المتعب، فأخذ نفساً عميقاً:
“يجب أن نرحل… أولاً علينا الاختباء هناك.”
أشار لها لتحاول الوقوف بصعوبة، فأمسكها رافائيل وحركها للمساحة السرية، لكن خطوات أريانا كانت ضعيفة، لكنه أدرك الضوضاء التي تقترب، فأمسكها من خصرها وسحبها معه بسرعة ليختبئا…
كان يحتضن أريانا في تلك المساحة الصغيرة ويحاول كتم صوت أنفاسها بيده، لتنظر له بعيون واسعة…
‘إنها متعبة جداً. يجب إخراجها بسرعة. إذا انتقلت الآن ستظهر الآثار السحرية ويكتشفوننا. من هم؟!…”
نشط رافائيل حواسه ليسمع أصوات ما يدل على خمسة أشخاص:
‘إن هالتهم السحرية عالية، إنهم ليسوا نِداً لي، لكنها معي، قد تتأذى.’
حاول معرفة ما يقولون..
* * * عندما دخلت المساحة السرية حاولت التركيز على الأصوات لعلي أعلم من هم…
“لقد كانوا هنا…”
تحدث أحدهم، تكلم الآخر الذي يبدو قائدهم:
“كيف استطاعوا الهروب، ابحثوا عنهم.”
“لا شيء، لا يوجد شيء…”
“هناك أثر خفيف للسحر، لكن لا أحد هنا.”
كان الحديث بين المجموعة، ليتكلم قائدهم مرة أخرى:
“أنت متأكد أنه الرجل الذي تم وصفه لك؟!”
“لم أر وجهه، لكنه يحمل كافة المواصفات التي تم إخبارنا بها.”
“كابتن، لو لم يكن المطلوب لَما هربوا؟!”
تنهد قائدهم ثم تكلم بقلة صبر بعد بحث دام لساعة:
“لا يوجد مكان يمكن العثور عليهم فيه، لنرحل… سيكونون هنا في يوم آخر… هيا… أنت راقب المدخل.”
رحلت المجموعة لكني أعلم أنه ما زال أحدهم موجود، وعندما تأكدت من اختفائهم نظرت لأريانا التي كانت تمسك بطرف ردائي، يبدو أنها تعاني. فتحت المساحة السرية وأخرجتها.
“هل أنتِ بخير؟!”
“أنا… بخير.”
كان صوتها متقطعاً وأنفاسها ثقيلة، لا أستطيع علاجها الآن، أحتاج لمكان هادئ، ثم همست لها:
“سنخرج من هنا، ونذهب لمكان آمن.”
أومأت بإيجاب ثم تمسكت بي وانتقلت بها آنِيَّاً لأقرب موقع لقصر المركيز. لم أجد مكاناً مناسباً غير القصر الإمبراطوري، لكني لا أريد أن يُكشَف أمرها أو تصاب بالخوف، فقررت الذهاب لمنزلها… أصبحنا أمام الطريق المؤدي للقصر…
نظرت لي بتعجب ثم ابتسمت بضعف وقالت:
“سنمشي لثلاث دقائق، بتلك الجهة، سنجد الباب السري للقصر، إنه ممر سري لغرفتي مباشرة.”
تمسكت بذراعي جيداً لتقف مستقيمة وتوجهنا للمكان المحدد..
جدار تغطيه النباتات المتسلقة ولا وجود لأي باب. اقتربت منه وأنا أسندها ثم قامت بتحريك الأحجار بنمط معين، ليفتح باب في الأرضية التي تبدو للوهلة الأولى ترابية لكنها بوابة…
نزلت معها بخطوات ثابتة، بدأت أنا الذي يتمسك بها بشدة خوفاً من وقوعها. ابتسمت بوجهي رغم التعب… وأكملنا نزولنا لما يقارب طابقاً كاملاً ثم انغلقت البوابة وبدأنا نمشي بخطوات ثابتة في ممر طويل وضيق نوعاً ما. كان تنفسها مسموعاً بشدة وخطواتها أصبحت أبطأ ويبدو أن ألمها يشتد. شعرت بها تَشُدُّ على ذراعي، كنت قلقاً حقاً…
لم أشعر بهذا القلق من قبل. أخذت نفساً عميقاً ثم قمت بسحب يدي التي تمسكها، ونظرت لي بقلق. ‘ما تلك النظرة؟! ‘ لقد ارتجف قلبي بشدة. وضعت يدي خلف ظهرها والأخرى تحت ركبتيها وابتسمت بمرح لطمأنتها:
“لن نصل لغرفتك حتى الغد، هكذا أسرع… أرشديني.”
ابتسمت بضعف وبدأت تشير لي حتى وصلنا لدرج منحدر بشدة:
“هذا الدرج يؤدي مباشرة إلى غرفتي في الطابق الثالث.”
“تمسكي جيداً بي حتى لا نقع كِلانا.”
احتضنت ذراعيها الصغيرة رقبتي بشدة وبدأنا بصعود ذلك الدرج. أصبحت أسمع أنفاسها بشدة وأصبح القلق والخوف يشتد بداخلي. واصلت الصعود بوتيرة ثابتة متناسياً ذلك الشعور الغريب في قلبي. جسد صغير دافئ ورائحة الياسمين والليمون المنعشة تتدفق من جسدها. إن قلبي ينبض بعنف أشعر بأنه سينفجر…
ربما لأن حواسي حذرة، شعرت بجسدها يرتخي رغم أنها ما زالت تمسك بي. أخفضت رأسي لأرى… لقد أغمي عليها. لا أعلم كيف حدث لكني لم أجد نفسي إلا وأنا أجري كالمجنون حتى وصلت غرفتها…
عندما فتحت غرفتها كان مستوى الحرارة جيداً. أزحت ستائر سريرها وأبعدت رداءها ولا أعلم ما بي، أكاد أختنق. جسدها الصغير الذي يبدو وكأنه سيختفي وأنفاسها بدأت تضمحل. شعرت للحظة أنها ستتلاشى. هل كان بسبب شعور بداخلي أنني يجب أن أحمي هذا الوجود الهش، لكن أصبحت حاجتي وخلاصي؟ لا أعلم أشعر أنني سأموت عند رؤيتها تعاني…
جلست على حافة السرير، لقد كانت يداي ترتجف. مسحت خديها، عيناها مغلقة وشفتيها المبتسمتين أصبحتا زرقاوين وهامدتين.
‘لا تختفي أرجوكِ، لا تتركيني… آيا.’
لقد ارتجفت شفتاي لكني أخبرتها برغبتي لأول مرة:
“لا تتركيني آيا… أرجوكِ آيا خاصتي.”
يجب أن أستجمع نفسي، تَنَفُّسُهَا ضعيف، وحرارتها مرتفعة، ما زالت تقاوم، لقد أخبرتني أنها تثق بي…
أعدت يدي التي ترتجف لقلبها وأعدت رباطة جأشي.
‘أريانا تثق بي، لا تخيب أملها.’
أخذت نفساً عميقاً وبدأت أصب السحر بداخلها مرة أخرى بتركيز شديد وبهدوء. ‘يجب أن تنجو.’ هذه هي رغبتي…
لقد تم صب السحر أعلى وببطء أشد، لقد استغرق ثلاثون دقيقة. عندما انتهيت وضعت يدي على أنفها وفمها. ‘لقد انتظم تنفسها…’
“ما الذي يحدث مع الآنسة؟!”
صدمني هذا الصوت، ولم أدرك حتى أنني لم أكن أضع حتى العباءة. التفتُّ لمصدر الصوت، لقد كانت الخادمة. ‘متى وصلت؟’…
لقد كانت ترتجف بقلق وتبكي. ‘إنها تهتم لأمر أريانا بشدة.’ أخذت نفساً عميقاً وتكلمت برزانة:
“إنها بخير، فقط تأثرت بالعاصفة أثناء عودتنا، هذا كل شيء.”
“ما الذي كنت تفعله بالآنسة؟! ما ذلك؟!”
“أنا من أقوم بعلاجها.”
اضطررت لإخبارها بالأمر، إنها شخص تثق به آيا..
“لكن، كيف ساءت حالة الآنسة؟”
كانت تتكلم وجسدها يرتعش من البكاء، يجب أن تهدأ. كيف ستعتني بأريانا..
“كان خطأي، لذا أنا آسف… ما يهم الآن أن تعتني بها، إن حرارتها مرتفعة يجب أن تبدئي العناية بها.”
مسحت دموعها بأكمامها ثم توجهت لأريانا بعزيمة وبدأت بإبعاد الملابس غير المناسبة. في الحقيقة لم أستطع أن أذهب حتى أطمئن على آيا..
“هل من شيء يمكنني أن أقوم به؟!”
“إن حرارتها مرتفعة جداً ولن تنخفض بسهولة، يجب وضعها داخل الماء البارد لتنخفض.”
“حسناً سأقوم بذلك.”
“انتظر لحظة، يجب أن أجهز ملابس مناسبة لها، حتى أقوم بتبديلها مباشرة بعد الحمام البارد.”
أومأت بإيجاب وتوجهت لأريانا وحملتها بسهولة. أتت خادمتها وهي تحمل الملابس ودخلنا حمامها. تم فتح الماء البارد وعندما امتلأ الحوض وضعت أريانا التي رغم أنها نائمة شهقت من البرد وتمسكت بي بشدة. نظرت لي خادمتها بعجز…
“هل يمكنكِ إزالة ردائي؟”
قامت الخادمة بوضع المنشفة على طاولة قريبة ثم نزعت عباءتي. عندما أبعدتها، نظرت لي بحيرة، فأخذت نفساً عميقاً ودخلت الحوض مع أريانا وحاولت غمر أكبر جزء من جسدها في الماء حتى أني حملت الماء إلى رأسها، حتى تنخفض حرارتها.
“سيدي ستمرض أنت أيضاً، الجو بارد.”
“لا بأس، يبدو أن حُمَّاهَا انخفضت.”
عندما تأكدت من انخفاض حرارتها حملتها خارجاً. الغريب أنه رغم أنها غائبة عن الوعي لكنها متشبثة بي وبشدة…
أتت الخادمة بمنشفة لتغطية أريانا. عندما تأكدت من تغطيتها جيداً، كنت سأضعها أرضاً، فتكلمت الخادمة:
“انتظر لحظة يا سيدي.”
خرجت وعادت بسرعة ومعها منشفة أخرى..
“سيدي، جفف نفسك بها واجلس أمام المدفئة حتى يعود الدفء لك.”
وضعت أريانا أرضاً وأجلستها على الكرسي الموجود هنا، ثم أخذت المنشفة وغادرت الحمام. خلعت القميص وعلقته أمام المدفئة. ‘إن ملابسي تقطر.’ وضعت المنشفة على جسدي العلوي وبدأت أتجول في هذه الغرفة. سرير كبير مغطى بستائر سماوية خفيفة، مكتب صغير، طاولة شاي أمام النافذة… عندما اقتربت وجدت بعض الكتب. ‘يبدو هذا المكان كمساحتها الخاصة.’ إن رائحتها تملأ الغرفة، حلوة ومنعشة. الغرفة تشبهها، بسيطة وجميلة. نظرت من النافذة، لقد انتصف النهار ويجب أن لا أتأخر…
تشيييك!!!
انتبهت لصوت فتح باب الحمام، كانت الخادمة تساند أريانا الفاقدة للوعي. اقتربت منهما وقمت بحمل أريانا وأعدتها إلى سريرها… اقتربت خادمتها وانحنت بعمق:
“أشكرك سيدي حقاً.”
وضعت يدي على جبهة أريانا ولا أعلم، عند رؤية وجهها المسالم والذي عاد للحياة ارتاح قلبي. تكلمت:
“لم أفعل شيئاً، أريانا هي عزيزة علي.”
كانت نظرة الخادمة معقدة، لكنها ابتسمت من بين دموعها:
“ستكون الآنسة سعيدة.”
“يجب أن أرحل، أبلغيها تحياتي عندما تستيقظ.”
“لم تجف يا سيدي، ستمرض.”
“لا بأس، الوضع آمن.”
أعطتني الخادمة العباءة وارتديتها ووضعت المنشفة أرضاً، وتوجهت للباب السري. قبل أن أغلق الباب الذي يقابل سريرها، نظرت بهدوء إلى مكانها: ‘لا تتأذي أريانا.’ وغادرت…
بعد أن أغلقت الباب انتقلت آنِيَّاً لغرفتي في القصر، لقد تأخر الوقت اليوم وقد انتصف النهار. دخلت للحمام لأخذ حماماً ساخناً وأعود لأعمالي، لكن ما لفت انتباهي هي السلة الموجودة على سريري، لقد تذكرت أني قمت بنقلها إلى هنا حتى لا يتم ترك دليل. السلة وصحن البسكويت، وضعت يدي على شعري وابتسمت، أخذت قطعة بسكويت ووضعتها في فمي وقمت بترتيب البسكويت جيداً وأعدت تَغْطِيَةَ السلة، لكن لا أستطيع أن أنكر، لقد راقني الأمر…
بعد أن انتهيت من التَّجَهُزِ، خرجت من الغرفة لأصطدم بمارشال واقفاً أمام الباب..
“جلالتك، هل أنت بخير؟”
“أنا بخير.”
تركت الباب ومشيت للأمام، لأسمع صوته:
“جلالتك، هل كنت نائماً؟”
كان متردداً في طرح السؤال، لكنه طرحه، التفت له بنظرة ساخرة:
“هل تعتقد أني هربت من القصر في هذا السن؟!”
كان سؤالاً شائكاً، لكن مارشال تردد وقال:
“لقد كان كذلك في طفولتك، فَلِذا ..”
“اطمئن أنا بخير.”
نظرة ذلك العجوز الذي كان يخدمني منذ كنت في الخامسة من عمري كانت غريبة، لكنها كانت دافئة…
“يجب أن أباشر أعمالي، استدعِ لي روالف إلى مكتبي، وإذا وصل كاسبر ويلتون وبراين كاروس أرسِلْهُما مباشرة إلي.”
“أتبع أوامر جلالتك.”
توجهت إلى مكتبي وأنا أضع برأسي شيئاً مهماً وهو: من علم بأمرنا؟! وما الذي يعلمونه؟!
* * * “ياي… كم ستبقين نائمة؟! لدينا الكثير اليوم.”
فتحت عيناي لأرى صاحبة الصوت المألوف، الصوت الذي افتقدته كثيراً…
أزاحت البطانية من علي، لأرى وجهها الصغير بعيون سوداء داكنة وشعر أسود قصير ما يجعل بشرتها البيضاء تبرز بقوة كالقمر في وسط ليلة معتمة. ابتسمت والدموع تتدفق ورميت نفسي عليها واحتضنتها بشدة، كانت الدموع تسقط من قلبي..
“ليلي اشتقت لك.”
ضحكت بمرح وسخرت مني:
“بهذه السرعة اشتقت لي، آيا هل حدث لعقلك شيء؟”
حاولت استجماع نفسي وتكلمت:
“هل كل ما حدث حلم؟!”
ضحكت يوريم وقالت بابتسامة دافئة حزينة:
“لا، ما يحدث الآن هو الحلم آيا.”
“ليلي، هل تمزحين معي الآن؟!”
“لا، أنا أيضاً اشتقت لك، وأردت لقاءك. آيا لقد رحلنا، ذلك العالم قد انتهى، ربما يجب أن نعطي عالمنا الجديد قلوبنا لنغير مصيرنا.”
“كيف أغير مصيري؟ هذا العالم…”
“أعلم، في السابق لم تستطيعي العيش بطريقة صحيحة. هذا العالم ربما ستجدين طريقة وسعادتك التي لم تجديها هناك، ربما أنا أيضاً سأجد سعادتي.”
“هل أنتِ هنا أيضاً؟”
كنت مندهشة حقاً، ولمعت عيون ليلي وابتسمت وحكت خدها بخجل:
“لا أعلم ما هذا العالم، لكني أظن أنه ربما سأجد سعادتي فيه. أنا وأنتِ لم نستطع أن نكون سعداء حتى النهاية، ربما سنصبح سعداء يوماً ما.”
عرفت أن كلماتها تعني الوداع فشعرت أن قلبي يؤلمني.
“لكن، ليلي…”
احتضنتني ليلي بشدة لإراحة قلبي وضحكت من بين دموعها:
“أتذكر أنكِ أنتِ من كان يريحني عند البكاء، لقد أصبحت طفولية.”
لقد ضحكت والدموع تبلل خداي، تمسكت بها بشدة:
“ليلي، هل سألتقي بكِ يوماً؟!”
“لا أعلم، ربما يوماً ما.”
“أتمنى أن نلتقي، أنا أيضاً أظن أني أصبحت سعيدة في هذا العالم.”
ضحكت ليلي وابتعدت وقالت:
“لقد حان الوداع آيا.”
لم أكن أريد وداعها، لقد اشتقت لها حقاً لقد مرت أكثر من ثلاث سنوات على فراقنا لا أريد فراقها مرة أخرى، زاد نحيبي وتمسكت بيدها بشكل أكبر، لكنها ربتت على يدي وقالت بلطف:
“لن يكون لقاءنا الأخير، إلى اللقاء آيا.”
حاولت التماسك أكثر ومن بين دموعي:
“إلى اللقاء ليلي.”
أفلتت يدي ليلي لتغادر بهدوء وتختفي، لم أكن أريد تركها لكن يجب تركها لتعيش سعيدة أليس كذلك…
عرفت أني بحلم، كان حلماً حقيقياً، أعدت رأسي للسرير وأغمضت عيناي وأنا أحاول مسح دموعي المتساقطة بعنف، لقد عدت للنوم مرة أخرى…
عندما استيقظت مرة أخرى، كانت الستائر السماوية الشفافة التي تغطي السرير مغلقة والضوء يتدفق من خلالها. ‘يبدو أني لم أنم كثيراً.’ قمت برفع جزئي العلوي وشعرت بشيء دافئ على خدي، عندما وضعت يدي وجدت الدموع، يبدو أنني بكيت بشدة حتى نزلت دموعي وأنا نائمة. لم أكد أستوعب شيئاً، حتى شعرت بجسد يندفع نحوي وصوت نحيب..
“آنساتي… لقد قلقت عليكِ.”
“ماريان ما بكِ؟! أنا بخير.”
ابتعدت ماريان وهي تمسح دموعها وقالت بصوت باكٍ:
“لقد كانت حالتك خطرة ولم تستيقظي من أمس، ولقد استدعيت الطبيب لكنه لم يقل شيئاً.”
“أه، هل نمت يوماً كاملاً؟”
كنت حقاً مصدومة ونظرت لماريان التي تنظر لي بنظرة بريئة كطفل يخشى أن يفقد أمه، تنهدت وقلت:
“لا تخافي، ليس شيئاً كبيراً، أنا بخير.”
مسحت ماريان دموعها بعنف وقالت:
“هل أحضر الفطور لك… بالأحرى سيكون الغداء؟”
ابتسمت لها:
“نعم أحضري الطعام، وبعدها ستخبريني بكل شيء.”
أومأت بنعم وانطلقت بحماس للمطبخ، لأتذكر ما الذي حدث. فكما أتذكر أنه عندما تحدثت مع راف كنت متحمسة جداً رغم تقلباته الغريبة لكني كنت مبتهجة، لأول مرة يعبر بكل صدق… لقد كنت سعيدة.
لقد قررت بداخلي أنني سأدعم هذا الرجل بكل قوتي، إنه شخص جيد ولن أسمح لهم بأذيته وتحويله إلى وحش…
عندما بدأنا العلاج، تلك التحولات الخطيرة بعثرتنا، كنت أعلم أن الآثار اللاحقة لقطع التدفق سيئة بالنسبة لي لكني لم أتوقع أن تكون قوية وسريعة، بالكاد استطعت تجميع الأصوات عندما وصل راف إلي ولم تكن أقدامي تدعمني، فكان راف يحركني، لقد كنت مسلوبة القوة والإرادة، والغريب أنه كان قريباً جداً مني ويحميني بقوة، كنت أعلم أنه لن يتركني، لذا اعتمدت عليه بدوري، بعد أن خرجنا نقلني للطريق لقصر سيلاس، قد يبدو أنه يساعدني لكنه كان يحملني فعلياً…
لقد حاولت أن أظل مستيقظة لكن قوتي بدأت تخونني، لقد حملني بين ذراعيه رغم شعور الحرج الذي يغمرني بالكامل لكني حقاً أعتمد عليه، عندما حملني تشبثت به كان قشتي التي تحميني من الغرق في اليأس والظلام، بعدها بدأت أفقد الوعي لكني كنت أسمع أصواتاً مُتَذَبْذِبَةً وهلوسات: “لا تتركيني… آيا…… خاصتي.” كان صوت راف، لكن يستحيل أن يقول هكذا، إنه جنون، حركت رأسي بعنف لأشتت عقلي عن هذه الأمور غير المجدية وحاولت النهوض من مكاني لأصل للحمام، مسكينة ماريان لقد كانت مشتتة لدرجة أنها لم تحضر ماء الغسيل لي، دخلت الحمام وغسلت وجهي لأستعيد نشاطي وعند خروجي من الحمام لفت انتباهي قميص مطوي بعناية، عندما حملته في يدي استطعت معرفته على الفور، لقد كان القميص الذي ارتداه رافائيل البارحة، كيف وصل إلى هنا ولماذا تركه…
عدت إلى الغرفة وجلست في كرسيي أمام النافذة حتى دخلت ماريان بعربة الطعام، وعندما رأتني جالسة في مكاني اندهشت وقالت بقلق:
“آنساتي، يجب أن تظلي في فراشكِ، جسدك ما زال متعباً.”
تنهدت وأشرت لها أن تسرع، وضعت ماريان الطعام ورغم أنها تبتسم ما زالت قلقة علي، وبعد أن وضعت الطعام كاملاً فتحت فمي:
“ما الذي حدث البارحة، ولماذا قميص راف هنا؟”
رفعت القميص الذي في يدي، فأخذت ماريان نفساً عميقاً وقلت:
“أولاً عليكِ الأكل.”
فتحت عيناي بصدمة ثم نظرت لها، لقد كانت نظرات صارمة جعلتني أكمل طعامي بسرعة، وبعد أن انتهيت أخيراً نظرت لها برجاء فابتسمت بلطف وقالت:
“ما حدث أن السيد حملك إلى هنا، وقد كان مُغمى عليك….”
لقد تكلمت كل شيء بالتفصيل الممل، لقد شعرت بالحرج جداً. ‘لقد تمسكت به بطريقة غبية، لقد كان لطيفاً جداً ليعتني بي.’ ابتسمت بسعادة فنظرت لي ماريان بنظرات غريبة ثم قالت بابتسامة:
“آنساتي، إن السيد وسيم، وأيضاً ساحر قوي يستخدم سحر الشفاء النادر جداً.”
‘سحر الشفاء نادر بشكل لا يصدق، إن رافائيل لديه قدرات قوية، لكن لماذا يحدث كل هذا معه؟!’
نظرت لماريان بدهشة، ثم أدركت شيئين، الأول أن ماريان عرفت طريقة علاجي والأمر لا يضر، والثانية أن ماريان لم تتعرف ماريان على هوية رافائيل، ربما لأن الإمبراطور لم يخرج علناً بصفته الإمبراطور في العاصمة، من الجيد أنه كذلك، سنكون في مشكلة إذا علمت من هو…
نظرت لماريان وحككت خدي بإحراج:
“نعم إنه وسيم وجيد، لكن لا يجب أن يعلم أحد.”
تكلمت ماريان بمرح وابتسامة مشرقة:
“أنا ماريان بيلمر، أعهد بالولاء لآنساتي الشابة أريانا سيلاس.”
ضحكت لتصرفاتها وقلت بإدعاء الغضب:
“عليكِ إكمال أعمالك، لا تتكاسلي.”
ضحكت ماريان وانحنت وقبل أن ترحل قالت وهي تشير للنافذة:
“آنساتي، ذلك الطائر.”
التفت لأرى، وكان الطائر السحري الأبيض وكما أذكر اسمه (بيف) الذي يأتي إلي عندما تصلني رسالة من راف، أكملت ماريان كلامها:
“إنه واقف هنا منذ الصباح الباكر حاولت أن أطعمه لكنه رفض.”
ابتسمت لماريان وقلت:
“لا عليكِ، أعدِّي لي شاي النعناع والعسل وسأرى.”
أومأت ماريان بنعم وأخذت الصحون وغادرت الغرفة، وعندما خرجت من الغرفة، أشرت لبيف أن يأتي فطار الطائر إلى حضني لأُرَبِّتَ عليه ثم أخرجت الرسالة من بطنه، لقد أرسل راف رسالة منذ الصباح الباكر،
فتحت الرسالة واندُهشت منها….
………………… يتبع …………………
وممكن للناس الحلوة تمر ع أعمالي الأخرى ع الواتباد
⭐⭐⭐
” هل يمكننا أن نصبح عائلة ؟”( نافيا 🦋)
(ترجمتي / مكتملة )
“Can we become a family? “
” في هذه الحياة، سأربيك جيدًا يا صاحب السمو “( إليسا 🧚🏻♀️)
(ترجمتي/ تم ارشفتها في الوقت الحالي )
“I’ll Raise you well in this life , Your Majesty”
اصبحت معلمة التوأم الملكي ( المعلمة سيرا 💙💜)
(ترجمتي / مكتملة )
Become the tuor of the Royal Twins
” عقدت صفقة مع الشرير “
(تأليفي/مكتملة قيد التعديل)
” I made a deal with the villain “
“سوف أحب طفلي هذه المرة “
(تأليفي)
“I will love my baby this time”
“زوجة الامبراطور الشيطاني “
(تآليفي)
“Demon Emperor’s Wife”
“اختطفتُ البطل الثاني للرواية”
(تآليفي)
“I kidnapped the second hero of the novel”
” فاي”
” قاتل عائلتي اصبح عائلتي الوحيدة “
(تأليفي/ متوقفة حاليا )
“Fay”
” My family’s killer became my only family “
“معلمة ابنة الدوق الملعونة “
“The Cursed Duke’s Daughter’s Teacher”
* * *
ولو حابين تسألوني أو تشوفوا الصور الي أعملها للشخصيات ما قدرت أنزلها هنا تابعوني قناتي ع التليجرام ، وكمان لو بدكم صورة لشخصية معينة من رواياتي اطلبوا ولا يهمكم 😁
رواياتي MY story
مارح تتعبوا بالتدوير حتى لأن اليوزر نفس يوزر صفحتي ع واتباد @SARA_luffy11
قناة ( رواياتي MY story )
💙✨
قراءة ممتعة للجميع ^_^
ولا تبخلوا علي بتعليق حلو …
تقدير لجهودي
😁 ☠️🤍
المؤلفة
#sara_luffy11
اللهم فلسطين وأهلها دائما وابدا 🇵🇸🤲🏻
Chapters
Comments
- 10 - آيا بخير منذ 7 ساعات
- 9 - حلم حقيقي منذ 7 ساعات
- 8 - شعور غريب منذ يومين
- 7 - شكوك ايفان منذ يومين
- 6 - واجب الاصدقاء 2025-11-29
- 5 - العقد السحري :2 2025-11-29
- 4 - العقد السحري :1 2025-11-29
- 3 - أن اعيش 2025-11-26
- 2 - أن اعيش :1 2025-11-23
- 1 - تغيير مسار الرواية 2025-11-20
التعليقات لهذا الفصل " 9"