8
Ch 8
_ شعور غريب
التفت إيفان لرافائيل بهدوء ثم لكايين بتلك النظرة الباردة:
” برأيك كيف استمر المعبد لمئات السنوات؟”
“دعم الناس لهم.”
“خطأ.”
أُندهش كايين، أما رافائيل فكان يراقب رد إيفان باهتمام.
“بل بزراعة الجواسيس، وغسل أدمغتهم.”
رد بهدوء وبنظرة باردة. وضع كايين يده تحت ذقنه بتفكير:
“تعتقد أنه ربما يشكّون بك، ولذا يجب أن نزرع جاسوساً آخر بينهم.”
“هذا ما أفكر به.”
صفق رافائيل ببرود ووقف ليتكلم ساخراً:
“إن هذا هو المفيد، استمرّا هكذا.”
“…”
“…”
“لذا، فليَرحل كلاكما…”
“جلالتك؟!”
“صاحب الجلالة؟!”
“يمكنكما الرحيل الآن، وعن المسألة سأفكر بها حتى الغد وأرى من رأيه هو المناسب.”
وقبل أن يرد أحدهم، قرع رافائيل الجرس ليدخل مارشال.
“جلالتك.”
“أرشد الضيوف للخارج.”
نظر مارشال لإيفان ولكايين وتنهد وانحنى:
“أُتبع أوامر جلالتك.”
رمق إيفان وكايين بنظرة مما جعلهما يجفَلان بغيظ. نظر إيفان لرافائيل وأَنحنى كاتماً غيظه:
“أستأذن جلالتك.”
نظر إيفان لكايين ومارشال وتنهد ثم:
تلاك!!!!!
واختفى إيفان، جعل مارشال ينظر لكايين الذي ضحك بملل ورفع يديه:
“لقد دخلت عن طريق الباب، يجب أن أخرج كذلك.”
وقلب كعبيه وانطلق خارجاً. نظر مارشال للإمبراطور وقبل أن يخرج، تكلم رافائيل بهدوء بعد أن عاد للجلوس على مكتبه:
“أعد كوباً من الشاي.”
قام مارشال بصب الشاي لرافائيل، وابتسم حتى ظهرت تجاعيده وقال بصوت دافئ:
“هل جلالتك منزعج منهما؟!”
“لقد اعتدت على ذلك، لكن… إيفان يتصرف بشكل غريب.”
“غرائز جلالتك قوية، لم ألحظ شيئاً غريباً.”
نظر رافائيل لمارشال ثم أخذ كوب الشاي بيده وأخذ نفساً عميقاً:
“الشاي جيد جداً.”
كانت حجة صادقة لتغيير الموضوع، فابتسم مارشال بعينا القهوة خاصته.
“من الجيد أن الإمبراطور بدأ يحب أنواعاً أخرى للشاي بدلاً من الشاي الأسود القاسي.”
انتبه رافائيل للشاي، ليدرك أنه شاي الياسمين الذي كان من مفضلات أريانا والتي تشربه أكثر من غيره. مسح وجهه بكفه واحمرت أذناه.
“يمكنك الرحيل مارشال.”
نظر مارشال لرافائيل بابتسامة ذات مغزى ورحل. تنهد رافائيل بمجرد خروج مارشال.
‘إن الأمر مربك، لمَ تظل تظهر في تفكيري، لكن…’
* * *
كانت السماء رمادية رغم أن الشمس قد أشرقت بالفعل. كانت ماريان ترافق أريانا وتحثها كالعادة على صحتها وقد زادت عدد الملابس والتوصيات التي جعلت أريانا تضحك بتسلية طوال الطريق إلى نقطة اللقاء.
“لمَ لم يغير الموعد؟! البارحة كان يوماً مخيفاً… لا أعلم لمَ يجب أن تلتقوا اليوم، أنا قلقة، قد تمرض الآنسة… القوة المقدسة عجزت عن علاجك، كيف سيتحمل جسدك…”
كانت ثرثرة ماريان تجعل أريانا تضحك، تعلم أنه لا يجب أن تضحك لكنها تحب مضايقة ماريان في هذه اللحظة، وأخيراً وصلتا لوجهتهما.
.كان كاسبر يقف أمام العربة وينتظر أريانا، كان يعلم أنهم تأخروا ربع ساعة عن الموعد، لكنه يقدر ذلك بسبب العواصف الثلجية التي أعاقَت الطرق. عندما اقتربتا، انحنى باحترام:
“سيدتي، العربة جاهزة.”
أومأت أريانا بإيجاب وأشارت لماريان أن ترحل بعد أن أخذت منها السلة، وعندما ساعدها للصعود للعربة، تكلم بلباقة:
“سيدتي، قد نتأخر قليلاً بسبب الطرق المكدسة بالثلوج، لذا آمل أن لا تنزعجي.”
“لا بأس.”
صعدت أريانا للعربة، وعندما جلست في مقعدها لاحظت وجود بطانية دافئة وحجر تدفئة سحري. ابتسمت ورفرف قلبها بالدفء.
أخذت البطانية وغطت جسدها جيداً وأمسكت بالسلة بإحكام لتتحرك العربة في طريقها. رغم نبضات قلبها المتسارعة، لكنها كانت تفكر بهدوء لترتب الأفكار…
‘أولاً لنتأكد أن الرواية ستبدأ قريباً أو ما زال هنالك وقت، على أي حال، راف لم يلتقِ بإلينا هذا العام، ربما ما زال الوقت مبكراً جداً. لم يذكر كم ظلت أريانا متزوجة، لكن قيل أنها أنجبت بسرعة، يختلف التفكير من عصر إلى عصر أو مكان إلى آخر، عن الإنجاب بسرعة، هناك من يقول أن المرأة تنجب بسرعة حتى لو مر على زواجها أكثر من عامين، لا أعلم على أي حال… سوف أسأل أحدهم بطريقة غير مباشرة عن الفكرة العامة هنا.’
ومع تزاحم أفكارها لم تنتبه وكادت تقع عندما اهتزت العربة، فسمعت صوت كاسبر المعتذر:
“المعذرة يا آنسة، إن الطرق زلقة قليلاً.”
“لا بأس، لكن عليك الانتباه أكثر.”
كانت لهجة أريانا رقيقة وصارمة، جعلت كاسبر يجفل للحظة، لكنه تدارك الوضع وتكلم باحترام:
“أمركِ.”
أدركت أريانا متأخراً أسلوبها الصارم وحكت خدها…
‘ألم أقل أنني سأبتعد عن هذا الأسلوب قدر الإمكان، لا بأس هو تصرف يبدو مألوفاً لسيدة نبيلة.’
رغم تأخر العربة اليوم، لكنهم وصلوا لوجهتهم أخيراً. عندما نزلت أريانا ساعدها كاسبر على النزول، وعندما كانت ستأخذ سلتها أمسك بها كاسبر وأشار لها بالمضي قدماً فابتسمت أريانا:
“هل يمكنك أن تعطيني السلة، إنها ليست ثقيلة.”
“لا يا آنسة، لقد حرص جلالته أن أحضرك بدون متاعب، وأنا أعتذر لما حدث وجعلك تسقطين.”
“تريد أن أقبل اعتذارك؟!”
“نعم سيدتي.”
كان رداً متحمساً جعل أريانا تضحك بمرح:
“أعطني سلتي أولاً.”
رغم أنه أراد المعارضة لكنه سلمها السلة على مضض، فضحكت أريانا برقة:
“شكراً لك، أولاً أنا لم أنزعج منك، ثم لم يكن خطأك، لا تحمل نفسك.”
“لكن يا آنسة أنا…”
“هل أنت من جعل الثلوج تتراكم على الطريق ؟!”
“لا، بالتأكيد لا.”
أجاب بإخلاص، جعل أريانا تضحك أكثر لكنها محت الضحك وابتسمت وهي تتكلم بجدية ورزانة:
“ما دام خطأ لم تقم به، لا تعتذر.”
وتركته فاتحاً فاهه بإعجاب حقيقي. نظر له براين وتكلم بتعجب:
“ما الذي تحدثت معك به؟!”
“إنها امرأة قوية ورائعة، لا أعرف عن شكلها لكن لا عجب أن جلالته مهتم كثيراً لأجلها.”
“لمَ تقول هكذا؟!”
تكلم كاسبر لبراين بما حدث بالتفاصيل، جعلت براين يندهش ثم بعزم:
“إذا كانت نبيلة، أعتقد أنها تسيطر على المجتمع الراقي.”
“من تعتقد أنها تكون؟!”
وضع براين يده أسفل ذقنه بتفكير:
“السيدات المشهورات، الكونتيسة جوديث ميلودي، أميرة دوقية ليلي أريستون، والدوقة إيزبيلا هاورلان، وابنة المركيز صوفيا لوتان.”
كاسبر كان يفكر أيضاً:
“إذا استبعدنا الكونتيسة لأنها متزوجة، والدوقة هاورولان كونها أكبر من جلالته، تبقى لوتان وأريستون.”
“لقد رأيت الأميرة أريستون، إنها أطول كثيراً من السيدة.”
“وبالتفكير أيضاً، ابنة المركيز لوتان جسدها أكبر قليلاً من السيدة.”
“لربما، ليست نبيلة.”
تكلم براين بصدمة وخوف، جعل كاسبر يجفل بحزن ثم تذكر…
“إذا لم تخني ذاكرتي، ربما هناك آنسات نبيلات يُقاربن سن الآنسة لم يظهرن بعد، عيني لا تخيب، هذه السيدة نبيلة من أسرة عريقة.”
ارتاح قلب براين ثم قال بتساؤل:
“أبرأيك سيعارض الإمبراطور المعبد ويتزوج سيدة نبيلة لا تنتمي للمعبد؟!”
ضحك كاسبر بثقة:
“جلالته لديه تفكير مختلف عن جميع الأباطرة السابقين، ألم تلاحظ أن النبلاء بدأوا يتأملوا في منصب الإمبراطورة وبدأوا يتسابقون لجعل بناتهم في منصب الإمبراطورة، أعتقد أنه ليس ببعيد حتى يعلن الإمبراطور رغبته.”
“أتعلم، لقد بدأت أتحمس للمأدبة الملكية القادمة.”
* * *
في تلك الغرفة الدافئة أكثر من العادة، كان يتجول هنا وهناك. لقد تأخروا كثيراً. كان رافائيل ينظر للساعة كل دقيقة تقريباً:
‘لقد مرت أكثر من ساعة، أين سيكونوا… اهدأ… اهدأ.’
نظر من النافذة التي تطل على بوابة النزل، وأخيراً بعد انتظار لأكثر من ساعتين وصلت العربة.
.كان رافائيل يراقب الوضع ورأى الحديث الذي دار بين كاسبر وأريانا، ولم يسمع شيئاً لكن بداخله كان يحترق ليعرف عن ماذا تحدثا…
وبعد أن تركت أريانا كاسبر، لاحظ نظرات الدهشة على وجهه.
‘ما الذي تحدثا عنه حتى يترك وجهه هكذا؟!’
التفت للباب عندما شعر باقترابها وفكر بالعودة لمكانه، لكنه قرر عدم ذلك ووقف في مكانه لينتظر دخولها…
عند دخول أريانا، كان نظرها موجهاً نحو الكرسي المقابل للباب، لم يلحظ رافائيل ذلك لأنها ما زالت مغطاة، وعندما شعرت بوجوده، التفتت للنافذة التي تقابل السرير، رفعت عباءتها وابتسمت بوجهه بمرح:
“صباح الخير راف.”
بلا وعي رد رافائيل بهدوء:
“صباح الخير…”
زادت ابتسامة أريانا إشراقاً وتوجهت لمقعدها بمرح وبعبوس صغير:
“أعتذر عن التأخر، لقد تراكمت الثلوج في كل مكان والأماكن التي تم إزالة الثلوج كانت زلقة لذا تمهلنا في المجيء، أنت مشغول لكنني قمت بتأخيرك.”
“…”
“أعتذر حقاً.”
نظرت له بعد الانتهاء من الحديث بعبوس لطيف، ارتفعت زاوية فم رافائيل قليلاً وقال بصدق:
“لا بأس، ليس خطأك.”
أشرق تعبير أريانا مرة أخرى، مما جعل رافائيل يندهش:
“هل هذا حقيقي؟!”
نظرت أريانا إلى رافائيل الذي توجه لمكانه وعلامات الحيرة والاستفهام تملأ رأسها:
“ماذا؟!!”
بعثر شعره بهدوء وجلس مكانه وتنهد:
“لا عليكِ.”
وبداخله محتار عن شخصيتها الحقيقية فالفتاة التي رآها لأول مرة كانت تبدو امرأة ملتوية لا وجود للمشاعر الصادقة في تعابيرها، أما الآن فقد بدأت أكثر صدقاً وانفتاحاً، ابتسامتها وتعابيرها لا تبدو مزيفة أبداً.
لقد كان الشعور الدافئ يتدفق من ابتسامتها، جعل قلب راف يرتجف بلطف، ونظر لأريانا بابتسامتها الحلوة وتنهد:
“حسناً لنتناول الفطور أولاً.”
حتى قبل أن يسمع ردها، قرع الجرس، ليأتي بعد دقائق الخادمة التي تحمل الطعام، ووضعته أمامهما وخرجت بدون صوت.
.نظرت أريانا للطعام الذي كان عبارة عن حساء الخضار الكريمي وشريحة لحم مغطاة بالصلصات والخضار المتبلة والخبز الذهبي…
“إن وجبة الفطور اليوم مغرية.”
“لقد تأخر الوقت، لذا من الأفضل تناول الطعام أولاً ثم يمكننا أن نبدأ بالعلاج.”
بدأت أريانا بتناول الحساء وعندما تذوقته ذاب الطعم الكريمي في فمها مما جعل عيناها تتلألأ:
“إنه لذيذ جداً، لم أتذوق حساء بهذا الطعم اللذيذ.”
‘أهو لذيذ؟!’
أخذ رافائيل ملعقة وتناول حساءه والذي أعجبه:
“إنه لذيذ حقاً.”
“أتعلم، عندما أتيت لأول مرة إلى هنا أوصى الجميع بطعام النزل، لكني لم آكل هنا أي شيء بسبب حرص ماريان، لو كنت أعلم لأكلت هنا منذ زمن.”
كان رافائيل مندهشاً حقاً، ‘لم أتذوق طعاماً لذيذاً هكذا من زمن طويل.’
“أتعلم، أفكر في سرقته للعمل لدى مركيز سيلاس، لكن عدلت عن الفكرة، لمَ نحرم العامة من تناول طعام لذيذ وهو بين أيديهم، سآتي إلى هنا كثيراً.”
نظر لها رافائيل وقال:
“كنت أيضاً أفكر في سرقته، حسناً لا ضرر من تركه هنا ما دمنا سنأتي ونتناول الطعام اللذيذ هنا.”
“أنا سعيدة.”
كانت تأكل وتتكلم بابتسامة مشرقة ومعدية جعلت رافائيل يبتسم بلا وعي…
نظرت له أريانا بنظرة مرحة ثم تذكرت وسحبت السلة التي وضعتها جانباً:
“لقد كدت أنسى البسكويت الملون.”
كشفت أريانا عن حزمة من البسكويت الذي تميز بألوان زاهية ومعه حزمة مغطاة، قبل أن يسأل تكلمت بمرح:
“لقد قمت بتجفيف الخزامى لصنع شاي لذيذ ومنعش.”
تكلم باستسلام:
“حسناً، بما أننا أنهينا الوجبة لمَ لا نشرب الشاي.”
ابتسمت أريانا براحة وأومأت بنعم، قرع رافائيل الجرس وكالعادة غطوا وجوههم، لتدخل الخادمة وتأخذ الطعام ووضعت غلاية الشاي وكوبين من الشاي بطريقة أنيقة وغادرت.
.قامت أريانا بوضع الصحن الذي يحتوي على البسكويت وقامت بوضع الشاي ليتخمر، وقامت بسحب قطعتين من البسكويت وأعطت رافائيل واحدة وبسعادة:
“جربها.”
أخذ رافائيل البسكويت وقضم قطعة صغيرة، وربما أعجبه الأمر وأكمل أكله برضا، تحمست أريانا:
“إن السكر معتدل، وعندما يخمر الشاي وتشربه معه يصبح ألذ.”
“إنه لذيذ، لقد كانت والدتي تحب الحلوى الحلوة جداً، مقارنة بذلك فهو معتدل حقاً.”
أُندهشت أريانا لأنها المرة الأولى التي يتكلم رافائيل عن والدته، ما تعلمه هي أن الإمبراطورة الأم ماتت باكراً، لكنها لا تعلم الوقت الصحيح لذلك…
“متى ماتت الإمبراطورة؟؟!…..”
تعثرت أريانا وأغلقت فمها بحرج لأنها تعلم أنه سؤال لا يجب طرحه. ابتسم رافائيل بابتسامة صادقة وحزينة:
“عندما كنت في العاشرة.”
أومأت أريانا: “أعتذر عن ذلك، لم يكن علي أن أسأل، ربما كانت الإمبراطورة حلوة اللسان.” كانت كلمتها الأخيرة مرحة.
“نعم والدتي كان لها أسلوب حديث جميل، ثم لا يجب أن تعتذري.”
رغم ابتسامة رافائيل النادرة إلا أن الحزن كان يتدفق منها، جعلها تفكر:
‘هل هذا الرجل رقيق؟!’
على حد علمها كان الإمبراطور الطاغية رجلاً يتمتع بجو ممل وقاسٍ، هذا ما تم ذكره في الرواية، شخص ليس لديه تعبير، لكن منذ اللحظة التي عرفته بدأت ترى أن هذا الرجل قادر على التعبير بل أن لديه ابتسامة جميلة، رغم أنه لم يبتسم أمامها سوى مرات قليلة جداً…
“آه !! لقد تخمر الشاي، يجب أن نتذوقه.”
رافائيل بمشاعر لم يفهمها وأخذ كوب الشاي ولتغيير الموضوع تذكر أمراً:
“هل سمعت بالفيكونت ويلسون؟!”
اشمأزت أريانا ما جعل حاجب رافائيل يرتفع في حيرة ليردف قائلاً:
“هل تتوقعين خيانة منه؟!”
‘لمَ يسأل عن هذه الأمور الحساسة؟! هل يشك بي أم أنه لديه أمر آخر، لكني لا أريد أن أكون في عرقلة شؤونه الإمبراطورية، وبصفتي أصبحت مواطنة في هذه البلاد، يجب أن أقدم ولائي، لكن لا إفراط.’
نفخت أريانا صدرها وتكلمت بثقة:
“أليس الفيكونت تابعاً للمعبد ؟!”
“لا.”
شلت الصدمة لسان أريانا، ‘في أوج الرواية كان الفيكونت تابعاً بشكل مباشر للمعبد، كيف ذلك؟!’
“أبرأيك؟!، يسعى للانضمام للمعبد.”
قطعت كلمات رافائيل تفكيرها، فشعرت وكأنه يقرأ أفكارها، بلعت أريانا كوباً من الشاي لتخفيف الجفاف في حلقها الذي جف حقاً، ثم تكلمت بحيرة واشمئزاز:
“كيف لرجل قذر أن ينضم للمعبد، أليس المعبد مكان يكون فيه من يخدمون الرب بإخلاص ويجعلون ملذات الحياة آخر همهم؟!”
“هذا ما أظنه أنا أيضاً عن المعبد، أشخاص همهم الوحيد الضعفاء والفقراء، لا علاقة لهم بشؤون الحكم، وإذا ما الذي يجعلك تعتقدين أن الفيكونت رجل فاسد وقذر؟!”
‘هل أخبره أنني قرأت ذلك؟! بالتأكيد لا… من الجيد أنني قمت بجمع عدد كبير من المعلومات حول الأشخاص الضارين هنا، ليست مشكلة.’
ابتسمت أريانا بثقة بطريقة مغرورة أقرب للمرح جعلت رافائيل يرفع حاجبه بمعنى “ما هذا الآن؟!”..
“أولاً لدي شبكة معلوماتي الخاصة، ثم نعم إنه رجل قذر يتاجر في العبيد ويرتكب أقذر الجرائم في الأطفال والنساء، وتجارة الممنوعات والسموم بطرق غير مشروعة، حتى لو نبشت قصره حجراً حجراً لن تعرف مكانه، لأنه في قاعدة سرية تحت قصره، ليس بالضبط، ربما تحت ملحق الخدم، لا أتذكر بالضبط ما قيل لكن أعتقد هذا.”
“لكننا بحثنا في سجلاته أنه رجل نظيف وصالح.”
كان رافائيل نفسه يشكك في “نظيف وصالح” هذه، لكن كل التقارير والتحقيقات السرية تثبت ذلك، لذا أراد حقاً المساعدة من أريانا رغم حيرته من أسلوبها الغريب.
“أنت تعلم أن زنبق الوادي تُعد من أجمل الزهور…”
“ماذا ؟!…”
“…، لكنها أحد أخطر الزهور السامة.”
نظرت بابتسامة لرافائيل بنظرة ذات معنى ليبتسم راف بفهم، ثم أكملت بوتيرة ثابتة وثقة عالية:
“راف، برأيك ألن يحاول إخفاء نفسه ليبدو الأفضل؟! فكر كما يفكر عدوك، كن جيداً، اكسب صالح الناس، ضع أعداءك في دائرة الشك، اجعلهم منبوذين، أشخاص لا يصدقهم أحد.”
ضحك رافائيل بدهشة وإعجاب:
“أنتِ… حسناً برأيك كيف أُضيّق رقبته؟”
كان رافائيل أنه رغم حنكته في الحكم لكن ما زال يمتلك الكثير من أوجه القصور، كان هدف التعافي أحد الأسباب الذي شغله عن أمور الإمبراطورية ‘ملك يتألم لا يفكر’، لقد أدرك ضعفه، نعم أنه بحاجة هذه المرأة وكثيراً…
“الأمر بسيط، لو حاولت التحرك بتهمة أنه يتبع المعبد، فستكون المخطئ لأن المعبد ما زال أمل الشعوب، لكن إذا حاكمته لفساده حتى لو حاول المعبد مساعدته لن يَحط من حكم جلالتك بل سيجعل المعبد في دائرة الشك، فأمامهم أحد الحلول: إما مساعدته أو قطع ذيولهم، وأنت في كلتا الحالتين أنت الفائز، إن قطع الذيل يزعزع القطيع وإن ساعدوه قد تجد ثغرة.”
‘من الجيد أن الروايات التي كنت أقرأها مليئة بالمؤامرات والمكائد السياسية، وربما سبب إدراكي لها كان بسبب والدي، ففي حياتي السابقة كان حلمي أن أدخل في مجال السياسة بسبب والدي الذي كان ضليعاً بها، القضايا السياسية سير العالم، السم المدسوس في العسل، كل تلك الأمور… لقد أحببت السياسة لكني لم أظن يوماً أني سأحتاجها، من حياتي السابقة، شكراً لك يا أبي.’
كانت الابتسامة الحلوة مليئة بالشر، ما جعل رافائيل يضحك من قلبه حقاً:
“من الجيد أنكِ صديقتي.”
اعتلت الحيرة وجه أريانا ثم تكلم رافائيل بجدية:
“إذا كانت التحقيقات توضح أن الفيكونت رجل صالح، كيف سأتهمه؟!”
عادت ابتسامة أريانا المرحة والمليئة بالمكر:
“الأمر بسيط، يمكنك استخدام نقابات الظل، ولا يحق لأحد اعتراض طريقة الإمبراطور وانتقاده، صحيح؟!”
ابتسمت أريانا ابتسامة جانبية بعيون هلالية، فابتسم رافائيل برضا وقال:
“أليس الوقت حان لعلاجك؟!”
“صحيح.”
ابتسمت بإشراق، كأن تلك الكلمات الشريرة لا تنتمي لها، لقد بدت كطفلة، اعتدلا في جلستهما كالعادة وقام بوضع يده على قلبها ونظر لها بنظرة معقدة، تحمل الكثير والكثير من الأسئلة…
‘ما هذا الشعور الغريب الذي يجتاح قلبي؟’
للحظة أراد رافائيل وضع يده على قلبه لكنه قاوم، وبدأ صب السحر كالمعتاد بهدوء وببطء لأن انحرافاً بسيطاً سيعيد جسد أريانا لنقطة الصفر، لذا الوقت الذي يصب المانا بجسدها كان من عشرين إلى ثلاثين دقيقة..
تك تتتتتتتتك تتتتتتتك !!!!!
“سيدي.”
تيييك تتتتك تتتك!!!!
لم يمر سوى اثنتا عشرة دقيقة حتى، لكن الأصوات القادمة أوقفت التدفق برمته… نظر رافائيل وأريانا لبعضهم بصدمة:
“ما الذي يحدث؟!”
لتغطي أريانا وجهها ويتقدم رافائيل من الباب، ليصعقوا بالخبر….
………………… يتبع …………………
وممكن للناس الحلوة تمر ع أعمالي الأخرى ع الواتباد
⭐⭐⭐
” هل يمكننا أن نصبح عائلة ؟”( نافيا 🦋)
(ترجمتي / مكتملة )
“Can we become a family? “
” في هذه الحياة، سأربيك جيدًا يا صاحب السمو “( إليسا 🧚🏻♀️)
(ترجمتي/ تم ارشفتها في الوقت الحالي )
“I’ll Raise you well in this life , Your Majesty”
اصبحت معلمة التوأم الملكي ( المعلمة سيرا 💙💜)
(ترجمتي / مكتملة )
Become the tuor of the Royal Twins
” عقدت صفقة مع الشرير “
(تأليفي)
” I made a deal with the villain “
“سوف أحب طفلي هذه المرة “
(تأليفي)
“I will love my baby this time”
“زوجة الامبراطور الشيطاني “
(تآليفي)
“Demon Emperor’s Wife”
“اختطفتُ البطل الثاني للرواية”
(تآليفي)
“I kidnapped the second hero of the novel”
” فاي”
” قاتل عائلتي اصبح عائلتي الوحيدة “
(تأليفي/ متوقفة حاليا )
“Fay”
” My family’s killer became my only family “
“معلمة ابنة الدوق الملعونة “
“The Cursed Duke’s Daughter’s Teacher”
* * *
ولو حابين تسألوني أو تشوفوا الصور الي أعملها للشخصيات ما قدرت أنزلها هنا تابعوني قناتي ع التليجرام ، وكمان لو بدكم صورة لشخصية معينة من رواياتي اطلبوا ولا يهمكم 😁
رواياتي MY story
مارح تتعبوا بالتدوير حتى لأن اليوزر نفس يوزر صفحتي ع واتباد @SARA_luffy11
قناة ( رواياتي MY story )
💙✨
قراءة ممتعة للجميع ^_^
ولا تبخلوا علي بتعليق حلو …
تقدير لجهودي
😁 ☠️🤍
المؤلفة
#sara_luffy11
اللهم فلسطين وأهلها دائما وابدا 🇵🇸🤲🏻
Chapters
Comments
- 8 - شعور غريب منذ 15 ساعة
- 7 - شكوك ايفان منذ 15 ساعة
- 6 - واجب الاصدقاء 2025-11-29
- 5 - العقد السحري :2 2025-11-29
- 4 - العقد السحري :1 2025-11-29
- 3 - أن اعيش 2025-11-26
- 2 - أن اعيش :1 2025-11-23
- 1 - تغيير مسار الرواية 2025-11-20
التعليقات لهذا الفصل " 8"