كان رد فعل إليوت هو الصدمة، فنظر لأريانا التي أبدت الحيرة والبراءة ..
‘ إيفان جيروم، الكاهن الذي يكرهه والدي بشدة، لسبب أجهله… وهو لا يقبل الذهاب للعائلات النبيلة إلا نادراً جداً…’
” الكاهن إيفان نادراً ما يذهب لأي عائلة نبيلة، ربما لن يقبل…”
ابتسمت أريانا لشيء هي قد قرأت عنه في الرواية
‘ إيفان يكره النبلاء، وخاصة من كانوا يتبعون المعبد بالخفاء… ربما هذا ألهمني خطة ‘
” لا بأس أخي، أرسل رسالة للمعبد بطلبه، فإذا لم يأتِ فلن أستاء، يمكننا البحث عن كاهن آخر، في غضون هذا الأسبوع “
ارتخت ملامح إليوت المشدودة وأومأ برأسه
” حسناً، سأرسل خطاباً “
” شكراً لك أخي…”
ابتسمت أريانا بوجه مشرق ما جعل إليوت يتعجب، فلقد افتقد وجهها السعيد عندما كانت طفلة بين والديها، ثم تذكر أمراً
” آيا، هل تركتِ الدواء ؟! “
فكرت أريانا قليلاً بقلق، لقد كادت تنسى أن لقب آيا كان أيضاً لقباً نادى به الماركيز السابق ابنته المحبوبة لأن آيا كان يعني المعجزة أو النعمة في بعض اللغات أما هي وصديقتها فإنهما اختارا الاسم لأنه يعني مشرق أو ملون في اللغة اليابانية، فقد كادت ستسأله لِمَ ناداها آيا، ولكنها أيضاً انتبهت لمحتوى السؤال ” هل تركتِ الدواء ؟!”
‘ هل كان يعرف أن الدواء يؤثر سلباً على صحتي ؟! هل يختبرني ؟! سأخبره بأني لم أترك الدواء…’
” هاه، أنا…”
انقطع صوتها عندما راودتها ذكرى الجسد…
[ ” توقفي عن شرب هذا الدواء “]
[ ” لِمَ الآن ؟! “]
[ ” منذ فترة طويلة أخبرتك بعدم شربه، فتوقفي الآن…”]
[ ” هل تدعي الآن أنك أخ محب ؟! “]
[ ” آيا ! توقفي عن اختبار صبري، لا أستطيع أخبارك بشيء… لكن إذا أردتِ العيش فـاتركي هذا الدواء “]
[ ” لا تناديني أبداً بلقبي…”]
لقد كانت تتصرف ببرود ولكن عندما غادر انفجرت في البكاء، لقد كانت حزينة جداً، لقد كان أخوها الذي تحبه وخذلها عندما ابتعد عنها بعد وفاة والديها…
‘ الآن فهمت، العلاقة بينهما متوترة لذا إليوت سيلاس أصيب بالدهشة عند طلب اللقاء وحديثي العادي معه، هل كان يدعم أريانا في الخفاء…
إليوت يعلم شيئاً لا يعلمه أحد، لا أستطيع طلب عونه الآن لكني سأطلب مساعدته، ربما أريانا كانت حزينة لأن أخاها تركها لكني الآن أدركت الكثير… لنكسب صالح الأخ الأكبر أولاً ‘
كان إليوت متفاجئاً بصمت أريانا الغريب فنظر لها بقلق ولم يخفِ قلقه بسبب المفاجأة، لكن أريانا لاحظت الأمر، وقفت أريانا بهدوء وقالت
” أخي الأكبر شكراً لك، وأعتذر عن غضبي منك المرة السابقة، لا أعلم ما الذي يحدث لكني سأثق بأخي… لكني أرجوك، أريد أن تخبرني بكل شيء حتى لا أظلم الأخ مجدداً…”
كان إليوت مصدوماً ولم يفهم ما الذي عليه فعله، لذا تحدث بصوت مهزوز وقلب مرتعش
” إذاً لا بأس بتناول الشاي عندما تكوني متفرغة…”
وجد أنه قال جملة غبية وقبل أن يصححها تكلمت أريانا بابتسامة مشرقة…
” سأكون سعيدة بذلك..”
“…”
وكادت أن تخرج لكنها توقفت عندما لاحظت كم العمل، فقالت بلطف محاولة كسب أخيها
” إذا أراد أخي المساعدة في العمل سأكون سعيدة بذلك..”
” لكن، أنتِ لا تعرفين كيفية إدارة المنزل وهذه الأمور المعقدة”
” سيعلمني أخي، لذا أود المساعدة حقاً…”
إليوت المصدوم كان سعيداً وكادت الدموع تخرج من عينيه، لكنه كبح جماح مشاعره وتكلم برزانة وقال
” حسناً، اطلبي من خادمتكِ القيام بتنظيم جدولك ليومين في الأسبوع لتعليمك…”
” شكراً لك أخي “
كانت أريانا سعيدة بصدق للأمر ثم ودعت إليوت وخرجت من المكتب…
إليوت الذي كان مندهشاً لتغيير الأحداث، شعر بالتعقيد والسعادة وأخرج شيئاً بحجم الكف من مكتبه ونظر له بتمعن وتنهد…
” لـنحمِ من تبقى على الأقل “
أعاد الشيء لمكتبه وأخرج أدوات الكتابة الفاخرة وكتب بعض الكلمات عليها ثم استدعى الخادم…
” نعم سيدي “
” أرسل هذا الخطاب إلى المعبد حالاً، وأخبرهم أننا ننتظر ردهم في غضون أسبوع…”
.* * *.
لقد مر أكثر من أسبوع تقريباً، وأنا أنتظر رد الكاردينال جيروم، أخبرني راف أن إيفان يتصرف بشكل طبيعي حتى لا يشك أحد أنه هو الذي طلب منه معاينتي، وكما هو معروف إيفان لا يقبل الكثير من الحالات النبيلة…
الجديد في حياتي هو أن إليوت أتى لغرفتي مرة وتناول معي كوباً من الشاي بل وأوصاني بالنزول للدفيئة، لأنها جميلة وقد تعجبني، لقد أعجبت بالفكرة ونزلت إليها في اليوم التالي، وقد كانت مريحة ومنعشة وبما أن راف منعني من الخروج حتى إشعار آخر، ستكون الدفيئة مكاناً يمكنني الاسترخاء فيه، افتقد راف كثيراً…
في هذا الأسبوع لم ألتقِ براف أبداً لم نتكلم سوى بجوهرة الاتصال وبالكاد كان يخبرني ببعض الأخبار البسيطة، أخبرني أن حالتنا ستكون مستقرة حالياً، وقد انشغل هو كثيراً بتوديع الضيوف من الخارج والكثير من الأمور السياسية، أشعر بالفراغ الكبير، لم أعتد الانقطاع عنه لفترة طويلة هكذا، نظرت للدمية الفضية الصغيرة الموضوعة أمامي، حملتها في يدي وبدأت أعبث بها، لِمَ لم يحضر طوال الأسبوع ؟! هل هو بخير ؟! ما الذي حدث معه ؟! لِمَ لا يخبرني بشيء ؟! ألم يعد يحتاجني ؟! هل تعافى ؟! لا أعتقد، ما زال هناك الكثير من الوقت، ما زلت مريضة حتى وإن تعافى سيأتي ويعتني بي، لكن… إن تعافينا تماماً.. هل سيتركني ؟! ما حاجته بي ؟! ألسنا أصدقاء ؟! هل سنظل أصدقاء ؟! لا أريد أن يتركني راف حتى وإن اضطررت أن أبقى مريضة طوال عمري…. ما هذا الجنون الذي أفكر به ؟! يجب على راف أن يعيش حياته ويحكم الإمبراطورية ويتزوج… يتزوج ؟! امرأة ؟! هل سيكون راف سعيداً إذا تزوج ؟! بالتأكيد سيكون سعيداً، لِمَ أفكر بحماقة ؟! لكن من تلك المرأة التي ستسعد راف ؟! ليس هناك امرأة مناسبة بعد…. ومن الأفضل أن لا تكون…
كدت أمسك شعري وأشده لكني تراجعت وقبل أن أعتدل بجلوسي
” هل كنتِ تقرأين كتاباً ؟! …”
كان صوتاً مألوفاً وغير معتاد، نظرت لإليوت المبتسم بوجه سعيد فأعدت له الابتسامة بوجه مرتبك، فالأفكار التي راودتني منذ ثوان لم تجعلني أستقر بعد، ويبدو أن إليوت انتبه لوجهي الشاحب
” أختي هل أنتِ بخير ؟! “
” أنا بخير، ولكني لم أنم جيداً في الليل…”
أومأت له، تنهد وجلس أمامي وقال بوجه حاول أن يكون مشرقاً
” لقد سألت عنكِ في غرفتكِ لكن خادمتك أخبرتني أنكِ هنا “
” شكراً أخي لسؤالك عني، لكن هل من خطب ما ؟!…”
أعدت تعبيراتي لشكلها الصحيح وتفاعلت مع إليوت بشكل لطيف، إليوت الذي انتبه لنبرتي اللطيفة تكلم بنبرة تبدو أكثر راحة
” في الحقيقة هناك شيء مهم أتيت لأجله… “
“…”
نظرت له بترقب وعيون متلألئة فابتسم وقال
” الخبر الجيد هو أن الكاردينال جيروم قبل الدعوة أخيراً، وقد أرسل خطاباً يؤكد فيه حضوره بعد ظهر الغد…”
” إنه أفضل خبر سمعته اليوم…”
كان خبراً مريحاً، على الأقل ربما سأتمكن من سؤال الكاهن عن راف، نظرت لإليوت بوجه مشرق وسعيد، ما جعله يبدو سعيداً جداً، ثم أخذ الكتاب الذي سبق وقرأت منه وسألني
” أختي هل أنتِ مهتمة بالطب العشبي والصيدلة ؟!…”
انتبهت أن الكتب التي أحضرتها معي كانت عن الأعشاب الطبية، لقد كانت كتباً أحفظها عن ظهر قلب، لكني أحضرتها لشعوري بالملل ولعدم وجود كتب جديدة، شعرت بالخجل
” نوعاً ما، إنه مجال جيد وممتع إلى حد ما…”
ابتسم إليوت بوجه مشرق، إنه شخص عطوف حقاً…
” حسناً، بما أنكِ تحبين هذا المجال لِمَ لا تدرسينه في الأكاديمية “
” نعم ؟! “
” التخصص الجديد في الأكاديمية، أعلن عنه الإمبراطور في المأدبة الأخيرة، وإذا كانت نبيلة رفيعة المستوى تسجل في القسم الجديد سيكون الجميع متحمسين للأمر…”
” أخي أنت تمزح معي ؟! “
“…”
” لقد بلغت الحادية والعشرين منذ أشهر، والتقدم للأكاديمية يبدأ من سن الخامسة عشر كـأقصى تقدير، كيف سأذهب للدراسة في هذا السن ؟! “
” لِمَ لا ؟! آيا الدراسة ليست مشكلة، وإذا اضطر الأمر سأتكلم مع جلالته لأجل وضعك الصحي الذي منعكِ من الدراسة الأكاديمية… لا أعرف الكثير عن رأي جلالته لكن بالتأكيد سأقنعه “
لقد شعرت بنبضي يتسابق مع أنفاسي بمجرد ذكر راف، لقد افتقدته جداً، تنهدت وتكلمت
” أخي لست مهتمة كثيراً، سأكتفي فقط بالكتب الموجودة، صحتي ليست جيدة لممارسة العمل حتى وإن رغبت…”
” ربما يوماً ما سنجد علاجك أختي، لستِ ملزمة بالعمل، ادرسي ما تحبينه”
شعرت بالاختناق، وشعرت بالدموع تكاد تخرج
[” لا بأس أختي أنا أدعمك لإكمال دراستك، ربما يوماً ما ستشفين…”]
إنها ذكرى من حياتي السابقة، إن إليوت يذكرني بأخي التوأم، شعرت أن لدي عائلة في هذه الحياة أيضاً..
” حسناً أخي، سأفكر بالأمر…”
ابتسم إليوت بوجه مشرق وقال
” سأحرص على شراء كتب جديدة لكِ، أرسلي قائمة بما تحتاجينه، حسناً، ستكون أختي صاحبة المركز الأول بالتأكيد..”
كان وجهه متحمساً ما جعلني سعيدة حقاً
” أخي، شكراً لك..”
ابتسم إليوت بوجه مشرق واستأذن للرحيل، وقبل أن يرحل
” أه ! أختي أفكر في بدء دروسك للإدارة من صباح الغد..”
هل كان إليوت يفكر باقتراحي بهذه الجدية، الأمر لطيف حقاً، أملت رأسي بوجه سعيد
” سأكون سعيدة للبدء…”
* * *
حل الغد بسرعة، وكان إليوت حقاً سريعاً فلقد امتلأت مكتبة أريانا بالعديد والعديد من الكتب، الكثير منها لطب الأعشاب والصيدلة وبعضها كتب منهجية للإدارة والمحاسبة، ولقد كان عددها يعد بالأصابع، كان وجود الكتب جميل وممتع بالنسبة لأريانا…
كانت تشرب الشاي بوجه مشرق نظرت للمكتبة الموجودة في غرفتها وابتسمت على نطاق واسع
” يبدو أن سيدتي سعيدة..”
” بالتأكيد، أخي يهتم حقاً لأمري..”
” لطالما كان السيد الشاب يهتم للآنسة..”
كانت تتكلم بوجه مشرق ومتحمس، فنظرت لها
” كيف ؟! “
” السيد الشاب هو من يعتني بكل ما يخص الآنسة، الطعام والشراب حتى الخدم المسؤولين عن تنظيف غرفتك..”
” هل إليوت قام بكل هذا لأجلي ؟! “
” نعم أنستي “
شعرت أريانا بالسعادة فوجود إليوت كان له دور بأن تعيش العديد المشاعر التي فقدتها منذ أن انتقلت لهذا العالم…
” أخي رائع، صحيح ؟! “
ضحكت ماريان على الوجه المتفائل على وجه سيدتها ثم تذكرت
” أه ! سيدتي سيأتي السيد لورنز لتعليمك بعد نصف ساعة..”
تذكرت أريانا ما كانت قد نسيته تماماً وأومأت بإيجاب
” ما هو جدول أعمالي لهذا الأسبوع ؟! “
” ستدرسين يومي السبت والثلاثاء وقد حددت الوقت لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات كأقصى تقدير، عند الساعة التاسعة والنصف… وقال السيد الشاب أنه سيقوم بتسليم العمل لك عند تقدمك في الدراسة..”
” يبدو أن جدولي سيصبح مزدحماً..”
كانت متحمسة حقاً…
” سيدتي، السيد متى سيأتي أو تذهبين إليه حتى أتأكد من تنظيم الجدول أكثر ؟!…”
عبست أريانا وتكلمت بوجه يائس وحزين جداً
” لم يخبرني بشيء، أشعر بالقلق…”
شعرت ماريان بأن سيدتها حزينة جداً وليس فقط من القلق إنما من مشاعر أعمق في قلب سيدتها، لكنها لا تعرف هل سيدتها تعلم بالأمر أو لا ؟! فلذا تكلمت بصوت لطيف
” ربما هو مشغول فقط، الفرسان هذه الفترة مشغولون بتوديع ضيوف الإمبراطورية…”
نظرت أريانا لماريان وتذكرت أن ماريان تظن أن رافائيل من فرسان الإمبراطورية لأنها رأت ملابسه ذلك اليوم، تنهدت وحاولت أن تفكر بشكل إيجابي….
‘ بالتأكيد سأراه قريباً، أتمنى…’
نظرت أريانا للساعة المعلقة ثم وضعت كوب الشاي ووقفت بشكل أنيق وابتسامة أنيقة
” يجب علينا عدم جعل المعلم ينتظر طويلاً، صحيح ؟!…”
أومأت ماريان بنعم وتحركا بسلاسة إلى مكتبة القصر في الطابق الأول
.* * *.
كان الرجل بشعره البني العسلي الغامق قليلاً الذي بلون عينيه، يفرك يديه المتعرقتين ببنطاله، فلقد تلقى طلباً من نبيل رفيع المستوى وعلى الرغم من ذكائه إلا أن الأمر كان مربكاً جداً، تعليم السيدة النبيلة المريضة التي لم تظهر أبداً والحرص على ذلك…
مسح العرق للمرة الألف، فحتى لو كان رجلاً نبيلاً فما زالت العائلة التي سيأتي للعمل لصالحها هي لـماركيز رفيع المستوى وقوي ويعمل في النظام..
تشيييك !!!
فتح الباب لينهض الرجل من تفكيره وتقع عيناه على الباب، فتح عينيه على نطاق واسع… فتاة جميلة بشعر بني عسلي طويل وعيون بلون السماء المشرقة بوجه جميل ولطيف وابتسامة كريمة، بفستان أرجواني فاتح أنيق جداً وبسيط جداً بملحق بسيط عبارة عن أقراط لؤلؤ صغيرة وقلادة فضية بجوهرة صغيرة، رغم المظهر البسيط لكن النبالة تنضح منها….
وقف الرجل بارتباك وبوجه أحمر
” كونال لورنز الابن الثاني للكونت لورنز، إنه شرف عظيم بتعليم الآنسة الشابة سيلاس “
انحنى بطريقة مبالغ بها بنظر أريانا التي لم تمد يدها وقالت بصوت لطيف وكريم
” سعيدة بلقاء السيد الشاب للكونت لورنز، أعتني بي سيدي..”
كان صوت أريانا اللطيف كالزيت الذي صُب على النار، انفجر قلب كونال وكاد أن يختنق بكلماته بل أصبح وجهه كالطماطم، أريانا التي لم تفهم الأمر نظرت له بشفقة…
‘ هل هو متوتر إلى هذه الدرجة ؟! يال المسكين…’
أشارت أريانا للشاب بالجلوس وجلست أمامه على طاولة كبيرة في مكتبة القصر الكبيرة التي تدخلها لأول مرة، رغم اندهاشها لكنها تظاهرت بعدم ذلك…
نظرت للشاب الذي بالكاد جلس وقالت
” هل سنبدأ ؟! “
توتر كونال ألف مرة لكنه بدأ أخيراً
” سنبدأ.. بالأساسيات، أنستي… ثـ.. ثم ننطلق إلى الأمور المعقدة…”
أومأت أريانا بفهم، ورغم توتر كونال وارتعاش أطرافه لكنه أكمل الحصة الدراسية بسلاسة، ولأن أريانا طالبة مجتهدة، قامت بتدوين كل المعلومات المهمة وكانت تسأل بين الحين والآخر، كونال لورنز كان معجباً جداً بأريانا ليس فقط وجهها الفاتن وإنما عقلها الذكي، بعد الانتهاء من الدرس
” أشكر الآنسة الشابة على شرف السماح لي بتعليمكِ، يبدو أن الآنسة ستتعلم كل شيء سريعاً…”
شعرت أريانا بالانتعاش عند الانتهاء وابتسمت ببساطة
” شكراً لك سيدي، إن السيد لورنز معلم رائع…”
اشـتعل وجه كونال باللون الأحمر، وانحنى بسرعة واستأذن بالرحيل، أعطته أريانا الإذن ووقفت لتمديد جسدها، لاحظت السوار الغريب الذي شبه نسيت أمره بسبب اعتيادها عليه…
‘ لم أستطع إزالته من يدي رغم حجمه الفضفاض، وعندما سألت راف أجابني بنفس الشيء، السوار لم ينزع من يده، ولننتظر إيفان..، متى سيأتي إيفان، إيفان جيروم أحد أقوى كهنة كاسيان الذكاء والمكر والقوة المقدسة، لكن الكاهن اتبع الإمبراطور رافائيل بشكل أعمى، والغريب أنه ساعد الدوق فليب سيلفانو في تدمير سلطة المعبد، الغريب في الأمر لِمَ ساعد الرجل الذي قتل سيده ؟! وهناك أمر واحد ما الشيء الذي يجعل راف يرغب في تدمير المعبد ؟! أعلم أنهم فاسدون وأعلم أنهم يتدخلون في نظام الحكم، لكن راف ما يهمه هو شعبه، ولن يهتم لِمَن قوة السلطة، هناك أمر أكبر يجعل راف يرغب في تدمير المعبد، حتى أنه في الرواية جعل إيفان يتخلى عن الانتقام لسيده ويذهب لتدمير المعبد… ‘
” أنستي حان وقت الغداء..”
نظرت أريانا إلى ماريان التي تبتسم بشكل مضحك واحتارت، تحركت الاثنتان باتجاه الطابق الثالث وأثناء الصعود تكلمت أريانا
التعليقات لهذا الفصل " 17"