“لا أريد من الأميرة أن تحمل عني مشاعر سيئة، لقد أخبرتُكِ بذلك حتى لا تُعَلِّق الأميرة الآمال عليَّ وتُجرح بشدة، لا أرغب بأذية الأميرة بل أتمنى لها السعادة…”
“…”
“هل الأميرة بخير؟!”
لقد سألتُ بصدق حقًا لسببين، الأول أني أقسمت أني لن أجرح مشاعر امرأة، والآخر لأني لا أريد كسب العداء في هذا الوضع…
ترددت الأميرة قليلاً، لكنها نظرت لي بابتسامة حزينة وبصوت مهزوز قليلاً:
“لا، شكرًا لجلالتك…”
انحنت وغادرت على عجل، أتمنى أن تكون الأمور على خير… أشعر أنني دمرت الأمور…
عدتُ للمأدبة وما زلت أتجول، ولحسن الحظ انقضى الوقت لتبدأ طقوس التنين…
توجه جميع الضيوف إلى الحديقة المركزية وأنا إلى المركز الذي يتوسطه تمثال لتنين فضي يحمل على ظهره جزءًا من الأرض التي تُمثل إمبراطورية كاسيان، اقتربت من مقدمة التنين ووقفت أمامه لتجديد قسم كاسيان:
“سيد كاسيان العظيم، اليوم ككل عام، نجدد العهد على أن نحمي إرثك وشرف انتصاراتك…
سيتردد حكم كاسيان إلى السماء وستضيء الأرض ببركات التنين الفضي…”
وقف رئيس الكهنة روكشان أمامي وهو يحمل بيده شعلة بيضاء نقية، وأرسل طاقته المقدسة حولي، شعرت بشيء غريب لكني تجاهلت الأمر، ثم حملتُ الشعلة ووضعتها في قلب التنين الذي أضاء كشمس في منتصف النهار بنور فضي جميل…
( لا أحب أن ابالغ في القسم الخاص لطقوسهم لأنه مدري بحس انه رح يطلع عن نطاقي الدين لذا حاولت قد ما اقدر اخليه مبهم 😊)
“يا شعب كاسيان وأصدقائها…
ككل عام، نجدد عهودنا بحماية أرضنا، اليوم سأعلن بمناسبة عام التنين الفضي، سيقوم القصر الإمبراطوري بإعفاء الجميع من ضرائب موسم الشتاء… وبخصوص حلفائنا، أرغب بترسيخ علاقتنا، وسوف يسمح الإمبراطور بقبول المنح لأكاديمية كاسيان العظيمة.”
رأيت اندهاش الجميع، ضرائب تُخصم والسماح للأجانب بالدراسة في أكاديمية كاسيان الأرض المغلقة، كانت صدمة حقيقية…
أكاديمية كاسيان هي ثروة والدي وجدي اللذين كانا يقدسان العلم والمعرفة، لقد جَمعت أكثر وأندر الكتب في جميع أنحاء العالم وأعظم المعلمين والكهنة للأدب والتاريخ والسياسة والطب والسحر وحتى القوة المقدسة، نظرتُ لرجل يقف مبتسمًا وهادئًا بشعره الأحمر وعينيه الزرقاوين الباردتين، هيوغو ليندون مستشار والدي السابق ورئيس الأكاديمية، الرجل العبقري والأكثر دهاءً، والرجل الذي أشرف على تعليمي منذ كنت في السادسة…
“آه! تذكرت، سيد ليندون… أفكر في فتح تخصص جديد يسمى الطب والعلاج بالأعشاب، ما رأيك؟! هل سيكون هناك إقبال عليه…”
ابتسمتُ بلطف ونظرت للسيد ليندون الذي عدّل نظارته وانحنى بامتنان حقيقي إلى حد ما:
“أنا أشكر جلالتك لتفكيرك بالأكاديمية ودعمكم الكبير لها، وما يقترحه جلالتك شيء عظيم يستحق الكثير من التقدير…”
ابتسمتُ للسيد ليندون بمعنى “ما رأيك؟!”، ولكنه نظر لي بنظرة لم أفهمها، لكني كالعادة تجاهلت الأمر…
دقت الساعة الثانية عشر أخيرًا وبدأت الثلوج تتساقط من السماء، يا تُرى هل آيا تشاهدها الآن أم أنها نائمة…
“جلالتك، الماء المقدس…”
تذكرت أنها آخر نقطة في الطقوس، شربتُ الماء برشفة واحدة، رغم شعوري بشيء سيئ سوف يحدث…
لم تكن توقعاتي خاطئة، فلم تمر سوى ثوانٍ حتى شعرت بطاقتي ستنفجر وشعرت بأني سأختنق من تضارب المانا، نظرتُ للبطريرك وأنا أتحامل على نفسي وأتظاهر بأن لا شيء حدث… ثم لمحت إيفان القريب، أشرتُ له بعينيَّ وبدأتُ بالتحرك بخطًى واسعة إلى خارج القاعة، براين وكاسبر أدركا خروجي فلحقا بي، وقبل أن أصل لإيفان وصلا لي وانحنيا…
“جلالتك! هل من أمر خطير؟!”
ربما بقاؤهما بقربي لفترة طويلة جعلهما يدركان الخطأ، لا أستطيع إخبارهما فتكلمتُ بثبات:
“يجب أن أخرج بسرعة، ويجب أن لا يشعر أحد باختفائي خصوصًا المعبد…”
ابتسم كاسبر بمرح وبراين ابتسم بوجه واثق:
“جلالته ما زال في الحفلة ويستمتع بها على أكمل وجه… مفهوم.”
كنت سأنطلق لأكمل طريقي لكن كاسبر تكلم:
“جلالتك!! يجب أن تغير ملابسك حتى تستطيع الخروج دون أن تلفت الانتباه.”
لقد كانت نقطة جيدة، أشرتُ له بنعم، وقبل أن أسأله عن الملابس، استخدم براين السحر الخاص به وبطريقة ما أتت ملابس شبيهة بملابس الفرسان بل كانت للفرسان، نظرتُ لبراين وكاسبر فتكلم براين بحرج:
“اعذرني يا جلالتك، إنها لدامين، هو الأقرب لمقاس سموك…”
“لا بأس، سأرتديه…”
وقبل أن أتحرك تكلم براين بصوت متردد:
“جلالتك! أداة النقل الخاصة بي، أخشى أن جلالتك لم تأخذ أداتك للنقل الآني، هنا لا تستطيع النقل، لكن يمكن لجلالتك التحرك حتى الحديقة الأمامية وستنتقل بها…”
يبدو أن براين نسي أني من لديه إذن النقل في كل مكان، لكن قلقهما جعلني أشعر بالامتنان، أخذتُ أداة النقل الآني الخاصة به للاحتياط لأني أشعر أنني قد لا أستخدم قدرتي…
“تحركا، قوما بتغطية غيابي، ولنرى ما مدى حيلتكما…”
انحنيا بحماس وقالا:
“أمرك…”
وعادا للقاعة، دخلتُ أقرب غرفة وارتديتُ ملابس الفرسان وتحركتُ باتجاه إحدى غرف الاستراحة، بعد التأكد من خروج من كانوا بها والتأكد أنها أصبحت فارغة، توجهتُ لأدخلها فمنعني الحارس…
“هايه! ما بك؟! يُمنع دخولنا لغرف الاستراحة…”
لقد استخدمتُ السحر لتغيير لون شعري للون البني ورغم أن وجهي لم يتغير لكني أبقيته منخفضًا حتى لا يكتشف أحد…
“لقد طلبت منه السيدة البحث عن ملحق خاص بها، دعه يدخل.”
أبعد الحارس يده وربت بمرح على ظهري:
“لمَ لم تخبرني يا رجل؟!”
“كنت مستعجلاً…”
تظاهرتُ بالإحراج ودخلتُ، رغم مظهري الهادئ لكني كنت أتصبب عرقًا باردًا من كبح نفسي على الافتراس، طاقة قوية وخانقة تكاد تأكل روحي، إيفان هو من ساعدني لذا انتظرتُه ليدخل…
تشيييك!!…
“صاحب السمو!!..”
“إيفان… أكاد أن أختنق، أخشى أن تهرب القوة ويدمر المكان…”
التفتُّ له وقد بدأت أنفاسي تهرب، اقترب إيفان بنظرات غريبة ومعقدة لم أفهمها، لكنه وصل لي:
“كنت أشعر أن ذلك العجوز يخطط لشيء…”
أخرج من جيبه سوارين غريبين ملتصقين وبدأ يرص الأحجار السحرية الصغيرة بحجم ظفر رضيع حول السوارين بشكل متساوٍ…
“هذا السوار لمشاركة الطاقة السحرية، قم بارتدائه في يدك اليسرى و…”
لم أنتظر إنهاء كلامه، ارتديتُ أحد السوارين الملتصقين بطريقة تجعلك تحتار كيف ترتديه، قبل أن أضع يدي الأخرى تكلم:
“جلالتك! لا.”
“…”
“يجب على الشخص الآخر الذي سيأخذ سحرك بأن يرتديه… سأرتديه.”
“وهل تريد أن تأخذ سحري وأنت تعلم أنها قد تقتلك…”
نظرتُ له بحيرة، لطالما ساعدني هذا الفتى منذ زمن طويل، ولقد خاطر بحياته كثيرًا لأجلي… ما السبب؟! …
آآآه… الطاقة بدأت تقصف بي، ووضعت يديَّ على رأسي ونظرت لإيفان وفكرت قليلاً…
“هل من الممكن أن أحدد السحر الذي أريد إعطاءه للطرف الآخر؟!”
نظر لي باستغراب لكنه أومأ بنعم:
“نعم، أي شيء.”
وأشار لجوهرتين أخيرتين، فأخذتُ نفسًا عميقًا:
“السحر الشفائي، أريد مشاركة السحر الشفائي مع أحدهم…”
كاد إيفان يتكلم لكنه أغلق فمه، ولست في وضع لأسأله عن الأمر..
وضع إيفان سحر الشفاء في الجوهرة الأخيرة برسم صيغ على السوارين وأنا أرتديه، ونظر لي بحيرة عن فعلي التالي…
“سأنطلق الآن، عليك التحقق من الأمر…”
“أمر جلالتك..”
انحنى ونظر لي بهدوء غريب ثم…
سيبلاش!!!
المكان كان خلف باب آريانا، لقد كان من الخطأ أن آتي في هذا الوقت المتأخر وبدون إبلاغها، ضربتُ باب غرفتها حتى كدت أفقد الأمل أنها قد تفتح، لكنها فتحت…
عند رؤية وجهها الجميل قلقًا عليَّ وعينيها الزرقاوين الدافئتين، شعر قلبي بالدفء والراحة وشعرت بأني تركت حمايتي واستسلمت… ويبدو أنني فقدت الوعي…
.***
نظر لآريانا النائمة بهدوء والسوار بيدها، فكر رافائيل…
‘كيف علمت بما عليها فعله؟! إنها فتاة مدهشة حقًا، لكن هل تأذت؟!… ‘
كان رافائيل قلقًا جدًا عليها، فوضع يده على رأسها ووجد أن حرارتها طبيعية وتنفسها طبيعي، نظر لوجهها، جبهتها وعيناها وأنفها حتى شفتيها، نبض قلبه بجنون واحمر وجهه وأذناه، أبعد يده وهرب من السرير بسرعة متوجهًا إلى الحمام، غسل وجهه بالماء البارد لكن الحرارة في وجهه لم تبرد لأن مصدرها كان قلبه، فقام بغسل وجهه عدة مرات حتى هدأ قليلاً ثم خرج فوجد آريانا مستيقظة وخارج سريرها، عاد النبض المجنون إلى قلبه، فأمسك بقلبه وحاول تمالك نبضه…
شعر بلمسة لطيفة على ذراعه وعيون زرقاء سماوية تتلألأ بالقلق، تلعثم ولم تجد الكلمات طريقة للخروج…
***.
آريانا التي استيقظت عندما وجدت أن رافائيل ليس موجودًا، نهضت من السرير بسرعة لتبحث عنه للاطمئنان على صحته…
تشيييك!!!
عندما التفتت آريانا وجدت رافائيل يخرج من الحمام بهدوء ولكنه كان غريبًا ويُمسك بقلبه…
‘هل ما زال متعبًا؟!’
اقتربت منه وأمسكت بلطف ذراعه والقلق يعتصر قلبها، فهي لم تره في تلك الحالة من قبل..
“راف! هل أنت بخير.؟!”
رافائيل الذي تمالك نفسه أخيرًا ابتسم لها بشعور معقد:
“أنا بخير…”
تنهدت آريانا براحة وقالت:
“الحمد لله، لقد كنت قلقة… يجب تناول الفطور الآن… تعال معي وعليك أن تخبرني بكل شيء…”
وجد رافائيل نفسه يُجَرّ بسهولة بواسطة آريانا وجلس على الطاولة أمامها، ابتسمت آريانا بنوع من الحرج أمامه وقرعت الجرس، ليست سوى دقيقة حتى أتت ماريان وهي تجر عربة الطعام، نظر رافائيل بحيرة لأن الطعام يبدو لشخص واحد، لكن ماريان بدأت بوضع الطعام أولاً أمام آريانا وكان حصتها المعتادة، وعاء كبير من الحساء الكريمي بالجبن والخبز وبيضة، ثم حركت الستار عن العربة وأخرجت حصة أخرى لرافائيل وكانت ضعف حصة آريانا، شعرت ماريان بالقليل من الحرج وتكلمت:
“المعذرة، تطلب الآنسة أن أتناول الطعام معها في كثير من الأوقات، وحتى لا يعلم أحدًا في المنزل أقوم بإخفاء الأطباق الأخرى…”
ضحك رافائيل بمرح وقال:
“شكرًا لك، آه وإيضًا شكرًا لك على الحلوى..”
“أنا من أشكرك سيدي لاعتنائك الدائم بآنسي الشابة، إنه أبسط ما يمكنني تقديمه لك سيدي.”
“ماريان هي أفضل صديقة لي وتعتني بي بشكل لا مثيل له…”
تكلمت آريانا بصدق فابتسم رافائيل بامتنان لها وقال:
“شكرًا لك لاعتنائك بآيا…”
نظر رافائيل بنظرة دافئة لآريانا، وابتسمت ماريان عندما رأت الدفء والألفة الموجودة بينهما…
***.
عندما استيقظت كالعادة عند شروق الشمس، ارتديتُ ملابس الخدم الخاصة بي وتوجهتُ لغرفة آنستي، بالعادة ستطلبني في هذا الوقت! لكنها لم تفعل، فهرعتُ بسرعة لغرفتها متجاهلة الخادمات اللاتي ينظرن لي بنوع من الحسد والحقد والكثير من الازدراء، لطالما كانت سيدتي لطيفة معي، لكن لأن سيدتي الفتاة المنعزلة فقد كان الكثير يزدريها، لم أرغب بأن تعرف فلم أخبرها بذلك، هو شيء ليس من المهم أن تعرفه…
وصلت أخيرًا إلى الطابق الثالث وطرقت الباب عدة مرات لكنها لم تجب فقلقتُ عليها، لذا قمتُ بفتحه، ولقد كانت المفاجأة، كانت سيدتي تنام في وضع غير مريح تجلس على حافة السرير وجسدها العلوي نائم على السرير، أو هذا ما اعتقدت، ولكن عندما اقتربتُ توضح الأمر، كان صديق السيدة ينام على ظهره على السرير وسيدتي تنام متوسدة صدره، كان الأمر غريبًا…
اقتربتُ لعلي أوقظهما لكني تراجعتُ، لا يجب التدخل في الأمر، لا أعلم نوع العلاقة التي تربطهما، لكني أؤمن بشيء واحد… أنها علاقة صادقة ودافئة لقلب سيدتي، شخص تكون سعيدة جدًا عند الحديث عنه أو تكون معه، شخص يعتني بها ويهتم لأمرها بدون قيد أو شرط…
لا أريد التكهن بشيء، لكني أعتقد أنهما يحبان بعضهما دون أن يعلما، لكن… هل هو شخص لن تواجه السيدة مشاكل في الارتباط به؟! حقًا لا أعلم الأمر… أتمنى أن تنتهي قصتهما بشيء جميل وسعيد…
تركتُ الغرفة على عجل وتوجهتُ إلى المطبخ، ستطلب آنستي الفطور عند استيقاظها، لذا ذهبتُ إلى المطبخ وبدأتُ بإعداد طعامها بنفسي كالعادة، لقد أعددتُ حصة كبيرة إضافية… الفرسان يأكلون كثيرًا، وبالطبع يجب أن تكون مغذية، وإيضًا يجب صنع طعام جيد للآنسة، لقد تحسنت نوعًا ما شهيتها، لذا يجب أن أسرع…
أنهيتُ إعداد الطعام وأنا أتجاهل نظرات الآخرين التي تكاد تحفر ظهري، لقد اعتدت على النظرات وهم اعتادوا على تجاهلي لهم…
في الماضي تعرضتُ للكثير من التنمر، لكن سيدتي كانت الشخص الذي يحميني دائمًا، لذا يجب أن أرد الجميل…
طلبتني الآنسة لذا ذهبتُ بسرعة إليها وعندما وجدتها، كان صديقها غير موجود، أعطيتها ماء لغسل يديها ووجهها سبق وجهزته لها دافئًا عند دخولي سابقًا، وبعدها نظرتُ لها بهدوء فابتسمت لي وقالت بصوت لطيف:
“أعدي الطعام، سيكون راف جائعًا… لقد كانت صحته سيئة جدًا أمس…”
يبدو أني بدأت أفهم نوعًا ما ما حدث أمس، انحنيتُ لها بسرعة وذهبتُ بسرعة كبيرة لأخذ الطعام لهم، ولم أنسَ إخفاء حصة السيد راف لأنها أكبر من حصة الآنسة وقد يشك أحدًا في الأمر، لذا أخفيتهما جيدًا…
كان وجه السيد معقدًا في البداية لكنه خفف من ذلك وشكرني، لقد كنتُ أنا الممتنة لما فعله لسيدتي، لذا شكرته أكثر وشعرت بالفخر عند كلمات آنستي الصادقة، نظرتُ لدفئهما مع بعضهما وشعرت بالراحة لذا تركتهم وغادرت وأنا أكاد أطير من السعادة لأجلهما، إنهما مناسبان جدًا لبعضهما… أتمنى لهما السعادة…
وقبل أن أنزل من الطابق الثالث وجدت السيد إليوت متوجهًا إلى الطابق الأول، انحنيتُ له وهممتُ للنزول..
“هل تناولت أختي فطورها؟!”
“بالتأكيد! لقد تركت الآنسة وهي تأكل الطعام.”
نظرتُ له وابتسمتُ وأنا أريد النزول بسرعة، أومأ برأسه ثم نزل قبلي بهدوء، نظرتُ لظهره العريض وتنهدت:
‘لمَ يتصرف ببرود أمام الآنسة، إذا كان يهتم كثيرًا بها؟!’
تركتُ شكوكي جانبًا وسرعان ما تركت القصة ونزلتُ لإكمال عملي…
***.
تناولا فطورهما بهدوء وهما يسرقان النظرات لبعضهما، وعندما التقت نظراتهما، آريانا الفضولية ورافائيل المتعب، تنهد وقال:
“بالتأكيد تريدين معرفة ما حدث؟! صحيح؟!”
“أنت تعرف ما أريده، لمَ المراوغة؟!”
ابتسمت بمرح، تنهد رافائيل وبدأ يخبر آريانا كل شيء بالتفاصيل المملة حتى ما حدث مع الأميرة، إلا سؤالها…
نظرت له آريانا بنظرات متفحصة وشعرت بنوع من الانزعاج عند ذكر الأميرة، لكنها تجاهلت الأمر…
“راف، لنرتب الأمور أولاً…”
“ابدأي…”
ابتسمت آريانا بمرح ثم عادت الجدية لوجهها:
“أظهرتَ الوجه اللطيف لشعبك، وأظهرتَ الانفتاح والخير لجيرانك، وأشعلتَ أول جمرة لنيران الحرب الباردة ضد المعبد وبطريقة ذكية…. فخورة بعقلك… لكن…”
“…”
ابتسمت قليلاً ليشعر رافائيل بالإطراء لكنها حطمته بلحظة:
“لمَ تصرفت هكذا مع الدوق سيلفيانو؟! سيستغل المعبد الأمر لصالحهم، رئيس الفصيل النبيل، والشخص الذي لديه قوة وتأثير على النبلاء…”
“…”
“راف، أنت الإمبراطور، لكن في إمبراطورية يتحكم بها المعبد… إذا قام النبلاء بالتمرد على الإمبراطور والمعبد الفاسد، ستكون قضية قوية ومبررة، علينا أخذ كل المبررات لصالحنا….”
ضحك رافائيل بمرح على تقلب مزاج آريانا بسبب أخطائه وقال:
“لمَ لا أضع التاج على رأسك الصغير بدلاً عني؟!”
عبست آريانا وقالت:
“راف! أنت تعلم أن كلماتي هي أشياء أنت قد تفكر بها ولو لم أقلها لقلتَها أنت…”
بدت محبطة جدًا فضحك رافائيل قليلاً وقال بوجه لطيف:
“أعترف بخطأي، لذا أخبرك دائمًا أن تساعديني…”
تحسن مزاج آريانا قليلاً ثم قالت بشعور معقد:
“وبخصوص الأميرة، كان الكلام متهورًا… يجب أن تكسب الحلفاء لا الأعداء… يجب أن تكسب صالح الملك ناثان..”
قالت كلمتها الأخيرة بقليل من التردد ونظرت لرافائيل بشعور معقد وقلب ينبض بقلق…
“هل أقبل الزواج السياسي؟! برأيك هو الحل؟! هل هذا ما تريدينه؟!”
“بالتأكيد، لا أريدك أن تتزوج….”
سأل رافائيل بنوع من الحيرة وشعور مزعج فتوترت آريانا، لا تعلم ما الذي يجب قوله، لقد أجابت باستعجال وبدون تفكير، ما جعل رافائيل ينظر لها بنوع من الحيرة والشك، فكرت آريانا بأكبر قدر ممكن، ثم أخيرًا توصلت لفكرة…
“راف! هل هناك صفقة يرغب بها الملك ناثان بشدة، بخلاف الزواج السياسي…”
وضع رافائيل يده تحت ذقنه بتفكير، أما آريانا نظرت له بنوع من الترقب والقلق، ثم تذكر أمرًا:
“هناك!”
“ما هي؟!”
“أن نخفض سعر الأحجار السحرية، التي تستخرج من أرض بوليمر… إنها أحجار لديها العديد من الاستخدامات، الإضاءة والتدفئة وحفظ الحرارة ودعم الحواجز والكثير…”
“لقد سمعت مصطلح الأحجار السحرية كثيرًا في الرواية، ربما يكون مفيدًا.”
………………… يتبع …………………
This is my contact information: email : sara1116luffy@gmail.com
التعليقات لهذا الفصل " 15"