11
الفصل الحادي عشر
_ آيا! أتمنى أن تنادني هكذا.
عندما كانت السماء تحتضن القمر الذي لم يكتمل بعد….
كانت تتجول في غرفتها بتوتر.
‘متى سيأتي؟! هل هو بخير؟ لا أعلم… هل تأذى هو أيضًا؟ لا.. لا بالتأكيد هو قوي لن يتأذى.’
تقترب من النافذة، وأحيانًا من باب السرير، وبعدها تتأكد من الباب في الخارج…
نظرت للنافذة وهي تتمتم:
“راف، أتمنى أن تكون بخير، لقد تأخر….”
“أنا بخير..”
جفلت أريانا وفتحت عيناها على وسعهما، والتفتت لمصدر الصوت. كان رافائيل يضع إحدى يديه خلف ظهره ويستند على العمود الذي في الزاوية. تجمعت الدموع التي كانت تحبسها طوال اليوم في عينيها واندفعت لرافائيل واحتضنته. لقد تمسكت بطرف قميصه وكانت شبه باكية…
رفع رافائيل أحد حاجبيه وتكلم بعبوس:
“لِمَ البكاء الآن؟!”
“لقد كنت قلقة.”
ربت رافائيل على ظهرها بيده الحرة، وارتفعت شفتيه بابتسامة…
“أليست حالتك كانت الأسوأ؟!”
“أنا لا أعلم، خشيت أن تمرض أنت كذلك، ولقد استهلكت قدرًا كبيرًا من الطاقة السحرية، قلقت أن تتأذى.”
ضحك رافائيل وأبعدها قليلًا ليرى وجهها. أنف أحمر، وعيون رطبة، وشفاه ترتجف. ارتجفت يده لكنه قرص أنفها وقال بمرح:
“تصبحين بشعة عندما تبكين.”
عبست أريانا وابتعدت قليلًا، لتتسع ابتسامته، ثم انحنى وقال بطريقة نبيلة مع مزيج من المرح:
“تفضلي يا آنستي.”
مد يده المخفية، التي كانت تحمل باقة زهور كبيرة باللون الأزرق. فتحت أريانا عيناها على وسعهما وتسارعت نبضات قلبها، ثم حركت رأسها داخليًا ونفت الأفكار العبثية وضحكت بمرح وحماس عندما أدركت نوع الزهور، وفكرت بمنطقية:
“زهرة الأنْشُوزا، هل كنت تعرف أنها تُستخدم طبيًا لتخفيف آلام الرئة؟”
ارتبك رافائيل، لكنه أخفى ارتباكه وابتسم:
“… نعم، قلت ستكون أفضل هدية لمريض.”
“بالتأكيد، لا نوايا أخرى للهدية.”
أومأ رافائيل وضحكت أريانا وحملت الزهور برفق وكانت معجبة جدًا بالزهور. كان منظرها جذابًا لرافائيل، لكنه نفى الأفكار الغبية التي تراوده ثم لعن داخليًا، لأنه أحرج نفسه بإحضار الزهور لكنه تذكر الحدث الذي جعله يأخذها:
عندما استيقظت من النوم، غيرت ملابسي وذهبت إلى موعدي مع الملك ناثان. كان مرافقاي بعض الفرسان ومنهم كاسبر ومن مساعدي كالفين وروالف…
توجهنا إلى الدفيئة الخارجية، مكان دافئ وجميل مليء بالزهور، كأن الشتاء ليس موجودًا. وكان قد سبقني الملك ناثان. بعد أن ألقينا التحية جلست بهدوء أمامه.
“سعيد بزيارتكم ملك ناثان.”
“جلالتك، أنا من سعيد بدعوتكم لي.”
ابتسم العجوز بلطف، لكن مشاعره لم تصلني. كان الملك لديه رغبة وأنا لست في مزاج للعب الحيل…
“سمعت أن صاحب السمو طلب لقائي، هل لي أن أعرف السبب الذي دفع سموكم لطلبي؟”
ابتسم في وجهي وقال:
“جلالتك، إن علاقتي بكاسيان منذ أمد طويل، وتربطني علاقة صداقة مع جلالة الملك كايليان دي كاسيان، وسبب رغبتي بلقائك لأجل أن أرى ابن صديقي القديم.”
ابتسمت بسخرية ملونة بالود:
“سعيد باهتمام سموكم، أتمنى أن تستمتعوا بمهرجان كاسيان الشتوي.”
ابتسم الملك وبدأنا في الحديث عن بعض الأمور التي تخص الحدود وقطاع الطرق والتجارة وما إلى ذلك…
“أبي، أنت هنا.”
اخترق محادثتنا صوت فتاة، ضحكت، يبدو أنني بدأت أفهم، والتفت للملك المندهش بلطف وللفتاة ذات الشعر الأحمر الناري والعيون الخضراء. كانت فتاة جميلة لكنها لا تُقارن بأريانا… سعل الملك بخجل وقال بادعاء:
“جلالتك، أعتذر لوقاحة ابنتي فرونيكا.”
“فرونيكا فون ناثان تحيي صاحب الجلالة شمس كاسيان، الإمبراطور رافائيل دي كاسيان.”
انحنت الفتاة وابتسامة واثقة…
“إنها تحاول جذب جلالتك.”
سمعت تمتمة كاسبر الغاضبة والهمس، ونظرت لها وأنا أمنع زاوية فمي من الارتفاع من سخرية الموقف..
“تشرفت بلقاء الأميرة ناثان، أتمنى أن تستمتعوا.”
سعل الملك ثم قال:
“كنت أرغب بالتجول مع جلالتكم وابنتي في الدفيئة الجميلة، لكن صحتي تمنعني.”
فهمت مغزى كلماته أنها رسالة واضحة بمرافقة الأميرة، فابتسمت للملك وقلت بطريقة ودودة:
“لا بأس يا جلالتك، ما زال هناك متسع من الوقت، يمكنكم القدوم للدفيئة في أي وقت.”
“لكن فرونيكا كانت ترغب اليوم وبشدة في التجول في الدفيئة، لِمَ لا يتجول جلالتك معها إذا لم يكن هناك إزعاج؟”
إنه يريد أن أرافقها بأي طريقة، ومن غير اللائق عدم مرافقتها بعد الطلب مرتين. نظرت لكاسبر الذي ينفخ بغيظ…
‘إنه طفل لا يقدر على إخفاء تعابيره، لكنه ممتع.’
ونظرت لروالف الهادئ، وابتسمت للموقف الغبي ثم تكلمت:
“حسنًا، لا بأس بنصف ساعة… تفضلي يا آنسة.”
لم أمد يدي، لأني أعرف معنى ذلك، فأشرت لها بالمرافقة وتحركت معها ومع مساعدي والفرسان في الخلف. كان كاسبر أقربهم مني، كان مغتاظًا والأمر كان ممتعًا…
كانت الأميرة تتحدث بطريقة خجولة وبرسمية، كانت تظهر معرفتها بالزهور وجماليتها. أريانا تعرف الكثير أيضًا عن الزهور وفوائدها الطبية، أخبرتني أنها تعرف الصيدلة، أمر جيد ومفيد…
لو أنها توظف الزهور والأعشاب في مجال صنع الأدوية بدل الاستخدام المطلق للكهنة، سيقلل من حاجة المعبد، وأيضًا الفقراء لا يقدرون على الذهاب للمعبد للشفاء، لدى آيا بُعد نظر…
“جلالتك، هذه الزهور جميلة ونادرة.”
قطعت كلماتها حبل أفكاري والتفت للزهور، لقد كانت جميلة وزرقاء سماوية كعيون آيا، ثم نظرت لها بمعنى أن تكمل…
“هذه الزهور لا تنبت إلا في الصيف، من الجميل أن أراها في الدفيئة الإمبراطورية. سمعت أن هذه الدفيئة صغيرة مقارنة بالدفيئة البيضاء الداخلية.”
رفعت حاجبي ونظرت لها ببرود فنظرت لكالفين الذي تجمد ثم تكلم كالفين القريب نوعًا ما:
“أليس هذا تدخلًا في شؤون القصر الإمبراطوري؟!”
“أعتذر منك يا صاحب الجلالة.”
انحنت بخوف وخجل، تنهدت ثم التفت وقلت بملل:
“يمكنك إكمال جولتك هنا، لدي جدول مزدحم.”
تركتها بملل وذهبت. كان الجميع متوترين ما عدا كاسبر الذي كان منتعشًا. نظرت له، ثم التفت لكالفين وروالف، تكلم كالفين المرتبك:
“جلالتك، أعتذر أن وصل الأمر للأميرة، النساء يحببن الزهور، فربما انجذبت للأمر بهذه الطريقة.”
“النساء يحببن الزهور؟!”
أومأ كالفين بنعم وكان متوترًا، ولمعت عينا كاسبر واقترب قليلًا وهمس بصوت أسمعه:
“جلالتك، لِمَ لا ترسل زهورًا للسيدة، ستكون هدية جميلة للاطمئنان على صحتها.”
كانت كلمات كاسبر كإغراء الشيطان في لحظة ضعف، التفت له ورمقته بنظرة صارمة، فاخفض رأسه وتجول بعيدًا…
عند خروجي من الدفيئة واقترابي من القصر، رأيت البستاني الذي يهتم بدفيئة والدتي، عندما رآني انحنى:
“أحيي صاحب الجلالة.”
“ما الذي تفعله هنا؟!”
ابتسم البستاني وأظهر مجموعة من الزهور وقال:
“أنت تعلم أن جلالة الإمبراطورة الراحلة، كانت تحب العديد من الزهور وترتيبها حسب درجة ألوانها. وهناك زهور أفكر في زراعتها، لأن جلالتك بدأت تحب الشاي، فقررت إضافة زهور جميلة ويمكن استخدامها كشاي…”
ابتسمت وفكرت فبعد أن التقيت بأريانا بدأت أمور كثيرة تتغير.
“حسنًا، افعل ما تراه مناسبًا…. هل الزهور في الدفيئة الخارجية موجودة في الدفيئة البيضاء؟”
“بالتأكيد يا جلالتك، كل زهرة جديدة وجميلة أزرعها في الدفيئة البيضاء أولًا.”
“حسنًا، يمكنك أن تكمل عملك.”
انحنى البستاني وغادر، ثم ذهبت لأكمل جدولي المزدحم متناسيًا كل هذه الأحداث….
ولم أنتهِ من عملي رغم تخطي العشاء إلا عندما ارتفع القمر في السماء، نظرت للساعة، إنها تشير للتاسعة..
‘سأتأخر لو لم أتحرك.’
ذهبت إلى غرفتي، قمت بالاستحمام وتغيير ملابسي، يجب أن لا أذهب إليها بمظهر رث وغير لائق… بعد أن انتهيت قررت الذهاب إلى هناك لكن ما زال هنالك ربع ساعة حتى أصل…
[“جلالتك، أعتذر أن وصل الأمر للأميرة، النساء يحببن الزهور، فربما انجذبت للأمر بهذه الطريقة.”]
[“جلالتك، لِمَ لا ترسل زهورًا للسيدة، ستكون هدية جميلة للاطمئنان على صحتها.”]
مشطت شعري بيدي وأنا أفكر هل ستحب أريانا الزهور؟! ..
انتقلت آنيًا للدفيئة البيضاء، مكان أحبته أمي، الزهور البيضاء التي تحيط بالدفيئة والزجاج المزخرف الذي يعكس ضوء القمر، حتى في الليل تضيء. كان هناك زهور ملونة في كل مكان، ومنسقة بطريقة والدتي. لمحت الزهور الزرقاء السماوية التي تشبه عينا أريانا. كان هناك الكثير من الزهور، لكن ما لفت انتباهي هي تلك الزهور التي رأيتها في الدفيئة الخارجية، انحنيت وقمت بقطفها… لقد شعرت بالحنين.
عندما جمعت باقة جميلة، أخشى أن تسخر مني، لا أعلم لِمَ كنت سعيدًا لمجرد جمع باقة، لم أجد شيئًا لأقوم بربطها فعدت لغرفتي لأبحث وبالمثل كان من الصعب إيجاد ذلك، وما لفت انتباهي كان خيطًا قماشيًا مصنوعًا بخيوط من الفضة، لقد كان جميلًا فربطتها به وبعد أن كنت مستعدًا وجدت أني تأخرت حقًا…
انتقلت إلى غرفتها، لقد أبلغتني فلذا أعتقد أنها ستكون مستعدة، وجدتها تتجول جيئة وذهابًا في غرفتها، تبدو قلقة فلم تنتبه لمجيئي، شعرت بنوع من الإحراج ووضعت الزهور خلفي…
قلقها واهتمامها بي جعل قلبي ينبض بدفء غريب، تأملتها كالممسوس.
“راف أتمنى أن تكون بخير، لقد تأخر….”
وعندما سمعت صوتها الحزين لم أستطع أن أظل ساكنًا، رغبت في طمأنتها، وأخبرتها أنني بخير، لكنها اندفعت بعيون مغيمة وشعرت باهتزازها وقلقها. سمعت صوتها الحزين، لقد اهتز قلبي. ربت على رأسها وطمأنتها، حاولت مواساتها، لكن من يواسي قلبي الذي يرتجف الآن…
كانت جميلة بوجه لطيف، أخبرتها أن لا تبكي، الدموع رغم أنها تجعلها لطيفة لكن…
قررت أن أعطيها الزهور، كنت سأخبرها أنها تشبه عيناها لكني شعرت بالإربتاك لأني أصبحت أتصرف بشيء ليس من عادتي، أعادني للواقع صوت ضحكتها اللطيف وكلماتها، قررت اتباع رأيها وشعرت بأن وجهي أصبح كرة من النار…
وضعت أريانا الزهور على مزهرية، نظرت لرافائيل بمرح وأرشدته للجلوس على الطاولة.
“إذًا، كيف أتيت إلى هنا؟ أعني، لو قدرتك هكذا لَمَا واجهت صعوبة في الطريق السري.”
كانت تشعر ببعض الارتباك لكنها تحدثت بثبات..
“أجيد الانتقال آنيًا..”
“….”
“للأماكن التي سبق وذهبت إليها فقط.”
كان رافائيل قد استعاد رباطة جأشه بسرعة، لذا حاول التصرف بذكاء…
أحب الدهشة الموجودة على وجه أريانا والعيون المتلألئة..
“إنه رائع.”
“حسنًا، في الوقت الحالي أفكر بأن آتي إلى هنا بدلًا من خروجك.”
“….”
“ألم تحبي ذلك؟!”
عبست أريانا، بينما رافائيل كان محتارًا لكن أريانا فتحت شفتيها بعبوس:
“أرغب بالخروج، أكره الجلوس في القصر.”
“ها هاه ها.”
ارتفعت شفتا أريانا عندما سمعت ضحكة رافائيل ثم نظرت إليه بطريقة لطيفة…
كتم رافائيل ضحكته وسعل ليتكلم بطريقة جدية نوعًا ما:
“حسنًا، حاليًا صحتك ليست جيدة، وأيضًا ما زلت أحقق في الأمر والعلاج خارجًا مخاطرة، لذا سيكون علاجك هنا آمنًا… وعندما تتحسنين يمكنك الخروج باعتدال.”
ابتسمت أريانا باقتناع، ثم طرحت الموضوع:
“هل وجدت أي شيء يخص الذين لاحقونا؟ كما يبدو كانوا يعلمون بأننا في تلك الغرفة.”
“أخطط لزيارة النزل ولكني أوكلت المهمة لكاسبر وبراين وعند الحاجة سأتدخل. ما علمته أنهم قاموا بوضع سحر التتبع على كاسبر عندما أتى ليقلك، لذا يجب أن تحذري.”
عقدت أريانا حاجبيها وقالت:
“هل تتوقع أنهم علموا بهويتي؟!”
وضع رافائيل يده تحت ذقنه بتفكير، ثم أومأ نافيًا:
“لا أعتقد حاليًا، فطريق راي هو طريق يربط شارع ليتان ومنطقة نهر لاين، ومعظم نبلاء كاسيان الذين يسكنون في العاصمة يعيشون في منطقة نهر لاين…”
“…”
“أعتقد ربما يفكرون بأنك نبيلة.”
ضحكت أريانا بمرح:
“إن التفكير هكذا يجعلني أشعر أنني المحقق شارلوك هولم….”
أغلقت أريانا فمها على عجل ونظر لها رافائيل بنظرة ذات معنى، حركت أريانا يديها على عجل وبضحكة:
“…”
“لا عليك، إنه بطل رواية بوليسية، لا عليك.”
رفع رافائيل إحدى حاجبيه ثم أخرج نفسًا:
“ليس مشكلة أنك تحبين قراءة الكتب كثيرًا، المهم هل تشكين بأحد؟!”
أعادت أريانا وجهها إلى الجدية وقالت بتفكير:
“لا أعتقد أن المركيز سيحاول مراقبتي، فأنا أخرج منذ أكثر من عشرة أشهر ولم أر أي شيء غير عادي.”
كان رافائيل محتارًا، رغم العلاقة الباردة تجاه الماركيز كان على الأقل أن تخطئ وتقول العم، لكنها كانت رسمية أكثر من الطبيعي في التعامل مع عمها، ثم إنها بدأت بالخروج بعد خطوبتها مباشرة.
“هل بدأتِ بالخروج بعد خطوبتك من الدوق؟!”
ضحكت أريانا بمرح ووضعت أصبعها السبابة أمام فمها ونظرت يمينًا ويسارًا كمن سيتكلم سرًا، كان الوضع مضحكًا لرافائيل لأن الغرفة فارغة، لكن أسلوب أريانا كان كوميديًا…
“إنه سر، حسنًا،…. أمممم …. أنا فسخت خطوبتي بعد أسبوع فقط….”
“…”
تلعثم رافائيل من الصدمة ونظر لها بحيرة..
“ك.. كيف، بالعادة ليست الأمور سهلة، ثم تم إعلان الفسخ بعد أكثر من شهرين؟!”
“إن الدوق شخص لطيف، لقد قَبِل أن يؤخر الخبر حتى لا أقع في شائعات سيئة قد تضر بسمعتي، قال إذا تأذت سمعتي قد لن أستطيع الزواج بشكل جيد أبدًا.”
“لطيف؟!” …
تمتم رافائيل بتفكير ونظر لأريانا وقال بضحكة مرحة:
“لديك الكثير من المفاجآت.”
“….”
أمالت أريانا رأسها بحيرة…
“…لدينا علاج لنقوم به.”
عادت أريانا إلى رشدها، لقد شعرت بأن الضحكة غريبة، لكنها تجاهلت الأفكار التي لا داعي لها وضحكت مع رافائيل بإشراق وتذكرت:
“اممم … حسنًا، راف كِدنا ننسى الشاي.”
وقفت أريانا برشاقة لتصب الشاي وتفتح صحون الحلوى، لكن رافائيل أوقفها…
“صحتك ما زالت غير مستقرة، تمهلي.”
وقف رافائيل أمام أريانا وأمسكها من أكتافها ليجعلها تجلس برفق. أريانا التي كاد قلبها سيخرج من مكانه، أمالت وجهها للأعلى. وجه وسيم بخطوط عريضة منحوتة بدقة، عيون بلون الفضة مشرقة رغم الإضاءة الخفيفة، حواجب عريضة ووجه لا يشوبه شائبة، شعر فضي مبعثر بخصلات تنزل بسلاسة على بشرة بيضاء نقية، كانت للحظة ستمد يدها لتلمس خصلته…
طَرْخ!!!
استعادت أريانا حواسها عندما اصطدمت يدها بالكوب، قد لا يكون الصوت عاليًا لكنه كان كافيًا لإعادتها لأرض الواقع…
رافائيل الذي كان أيضًا في وضع غير مؤات، بسبب التمسك بها…
رفع يديه عنها ثم قام بتصحيح وضعه وقام بصب الشاي الذهبي في الأكواب، وقام بفتح صحون الحلوى، وابتسم لذكرى الحلوى الملونة وقام بوضع قطعة في يد أريانا…
نقلت أريانا نظرها بين البسكويت وبين رافائيل الذي جلس باعتدال أمامها…
“راف، هل ناديتني عندما كان مغمى علي؟”
توقف رافائيل قبل أن يضع الكوب في فمه وأعاده إلى مكانه وخدش خده بحرج، لم يكن يعلم ما الذي يجب فعله لكنه قال بصدق:
“… في الحقيقة نعم.”
“….”
“هل انزعجتِ؟!”
كانت أريانا مندهشة لكنها لم تكن مستاءة أبدًا، هذا ما لاحظه رافائيل ونظر لها بابتسامة لحثها على التحدث… فتحت أريانا فمها بابتسامة:
“لم أكن منزعجة.”
“…”
“إنها المرة الأولى، في الحقيقة لقد كنت سعيدة.”
“…”
“في الحقيقة أحببت ذلك… آيا، أتمنى أن تنادني هكذا.”
أريانا التي تنظر بابتسامة دافئة ورافائيل الذي استوعب الأمر ارتسم على وجهه ابتسامة سعيدة، لكنه تكلم في حرج:
“آيا، هل لا بأس إذا ناديتك هكذا؟!”
ابتسمت أريانا بإشراق وأومأت بسعادة:
“آيا، آيا…. آيا شكرًا لكِ.”
تلألأت عيناهما في الجو الدافئ وقد تذكرت أريانا:
“راف، لنبدأ في العلاج…”
“….”
كانت نظرات رافائيل متحيرة..
“أعني، يجب أن ترتاح لديك الكثير من العمل.”
ضحك رافائيل وشرب كوب الشاي في نفس واحد وحمل الكرسي ووضعه أمام أريانا، نظر لوجهها بابتسامة مريحة ووضع يده على قلبها:
“قد تكون العملية غير مريحة، عليك الاسترخاء، لأننا سنعيد ترميم جسدك وروحك المحطمين.”
أومأت أريانا وأغمضت عينيها، كان قلبها ينبض بعنف كالعادة كلما تكون بقرب رافائيل، لذا لم يكن الأمر مختلفًا..
………………… يتبع …………………
Do not presume to define me if you cannot understand my essence ✨
Discord → sara_luffy11
Instagram → @sara_luffy11
Wattpad → @sara_luffy11
Webnovel → sara_luffy11
Telegram → @sara_luffy11
Pinterest → sara_luffy11
Chapters
Comments
- 11 - آيا ! اتمنى ان تناديني كذلك منذ 4 ساعات
- 10 - آيا بخير منذ 17 ساعة
- 9 - حلم حقيقي منذ 17 ساعة
- 8 - شعور غريب منذ 3 أيام
- 7 - شكوك ايفان منذ 3 أيام
- 6 - واجب الاصدقاء 2025-11-29
- 5 - العقد السحري :2 2025-11-29
- 4 - العقد السحري :1 2025-11-29
- 3 - أن اعيش 2025-11-26
- 2 - أن اعيش :1 2025-11-23
- 1 - تغيير مسار الرواية 2025-11-20
التعليقات لهذا الفصل " 11"