1
Ch 1
_ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ
” ﺃﺭﻳﺪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺳﻴﺎﺥ ﺩﺟﺎﺝ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ”
ﺷﺎﺑﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﻤﻴﻞ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻠﻄﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﺭﻏﻢ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻭﺭﺩﺍﺋﻬﺎ ﺍﻷﺴﻮﺩ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ. ﻭﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻔﻲ ﺟﻴﺪﺍ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ، ﻟﻜﻦ ﺃﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﻳﻐﺾ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻦ كل ﺫﻟﻚ …
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺃﻧﺘﻈﺎﺭﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﻞ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻟﻠﺰﻗﺎﻕ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﻌﻀﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﻔﺎﺭﻉ ﻳﻘﻒ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ﺑﻬﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺴﺎﺣﻘﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺴﺢ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻭﺑﺎﺭﺩﺓ
‘ ﻫﻞ ﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ ‘ ! ؟..
” ﺗﻔﻀﻠﻲ ﻳﺎ ﺃﻧﺴﺔ ”
ﻗﻄﻊ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ، ﻓﺄﻋﺎﺩﺓ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺳﻠﻤﺘﻪ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺍﻷﺴﻴﺎﺥ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄﺮﺓ ﺑﻠﺤﻢ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ﺍﻟﻤﺘﺒﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﻮﻱ ..
ﺃﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺬﺏ
” ﺭﺍﻑ ”
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻭﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﺑﻌﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺘﺎﻥ ، ﺃﺳﻘﻂ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻣﺮﺡ ﮔﺎﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﺒﺮﻭﺩ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺎﺕ
” ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺮﻳﻨﻲ ﺃﻳﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ” ؟
ﺿﺤﻜﺖ ﺑﻤﺮﺡ
” ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﺄﻃﻌﻤﻚ ”
ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﺳﻴﺨﺎﻥ ﺑﻔﺨﺮ ﻭﻗﺎﻟﺖ
” ﺗﺬﻭﻗﻪ ﻭﺃﻋﻄﻨﻲ ﺭﺃﻳﻚ ”
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺷﻢ ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﻭﺑﺪﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻭﻗﻪ ﻓﺘﻜﻠﻢ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺳﺎﺧﺮ
” آيا ، ﺃﻻ ﻳﺄﺛﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻚ؟! ”
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﺒﻮﺱ ﻭﻗﻀﻤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺦ ﺑﺸﻬﻴﺔ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﻪ ﻛﻞ الآداب ﺍﻷﺮﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ
” ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺭﻏﺒﺖ ﺑﺘﺠﺮﺑﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻦ ﺗﻀﺮ ”
ﺿﺤﻚ ﺭﺍﻑ ﺑﻤﻠﺊ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻗﺎﻝ
” ﺗﺒﺪﻳﻦ ﻛﻄﻔﻠﺔ ﻣﺸﺎﻛﺴﺔ ”
ﻧﻔﺨﺖ ﺧﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺯﺍﺩ ﻋﺒﻮﺳﻬﺎ ﻭﺭﺩﺕ
” ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺑﺼﻤﺖ ”
ﺃﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻓﺎﺟﺌﺘﻪ ، ﻓﺮﻏﻢ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﻭﻕ ﻟﻪ …
ﻧﻈﺮﺕ ﺁﻴﺎ ﻟﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻳﺄﻛﻞ ﺑﺸﻬﻴﺔ ، ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﻛﻴﻒ ﺣﺪﺙ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ
*
ﺃﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﺑﺔ ﺳﻌﺎﻝ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻓﺮﻏﺖ ﻣﺎﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻣﺴﺤﺖ ﻓﻤﻲ ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎﻱ، ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺘﺤﻤﻬﺎ ﺻﻌﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻌﺐ المتراكم ﻭﺍﻷلم ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺤﺒﻨﻲ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﺯﺍﺩ ﺑﺮﻭﺩﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺯﺍﺩ ﻧﻌﻮﻣﺔ ، ﻋﺎﻭﺩﺕ ﻟﻤﺴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎ ﻋﻦ ﺳﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ
‘ ﻫﻞ ﻏﻴﺮﻭﻩ ﺃﻡ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﺎﻣﺤﺎ ‘..
ﺃﻋﺎﺩﻧﻲ ﻟﻮﻋﻴﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﺳﻌﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﺟﺴﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻫﻨﺎً …
” ﺃﻧﺴﺘﻲ الشابة ، ﻫﻞ أنتِ ﺑﺨﻴﺮ؟! ”
‘ انسة ، سيدتي الصغيرة. …. هذا ‘
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎﻱ لأرى ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺎ ﻓﻴﻪ ..
ﻏﺮﻓﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭﻓﺎﺧﺮﺓ ﺑﺠﺪﺭﺍﻥ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻧﻘﻴﺔ ﺃﺛﺎﺙ ﻓﺎﺧﺮ ﻭﺳﺮﻳﺮ ﻓﺨﻢ ﺗﺘﺪﻟﻰ ﻣﻨﻪ ﺳﺘﺎﺋﺮ ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ، ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﺸﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻧﻘﻲ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ، ﻭﻗﻔﺖ ﺑﻮﻫﻦ ﻟﻘﺪ ﻛﺪﺕ ﺃﺳﻘﻂ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻱ ، ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺧﺎﺩﻣﺔ
‘ﻟﻘﺪ ﻧﺎﺩﺗﻨﻲ ﺑﺄﻧﺴﺔ ، !! ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺷﺎﺑﺔ ﻧﺒﻴﻠﺔ ؟؟ ﻟﻜﻦ ﻣﺮﺿﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻔﻲ ، ! ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻨﻲ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻴﻘﻀﺔ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻠﻢ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻱ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻠﻤﺎ ‘
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻠﺨﺎﺩﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺁﻨﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻧﻘﻴﺔ, ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﻮﻫﻦ ﺛﻢ ﺃﻭﻣﺄﺕ ﻟﻬﺎ للمرآة ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ … ﺳﺎﻋﺪﺗﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ، ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻧﻌﻜﺎﺳﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻭﺟﻬﺎ ﺟﻤﻴﻼ ﺑﺒﺸﺮﺓ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺷﺎﺣﺒﺔ ﻭﺷﻌﺮ ﺑﻨﻲ بلون العسل ﻓﺎﺗﺢ ﻭﻃﻮﻳﻞ ﻳﺼﻞ ﻟﺘﺤﺖ ﺍﻟﺨﺼﺮ ﻭﻋﻴﻮﻥ زقاء ﺳﻤﺎﻭﻳﺔ متلألئة ﻭﺟﺴﺪ ﻧﺤﻴﻞ ﻭﺻﻐﻴﺮ …
‘ ﻫﻞ ﺗﺠﺴﺪﺕ !؟ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺭﻭﺍﻳﺔ ؟ ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، لكن الغريب أن هناك رواية واحدة فقط تتردد إلى رأسي ‘
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻟﻜﻦ ﻋﻘﻠﻲ ﻣﺘﻌﺐ ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻠﺨﺎﺩﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺎﻫﺪﻧﻲ ﺑﻘﻠﻖ ، ﻓﺎﺑﺘﺎﻋﺪﺕ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁة ﻭﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﺪﻭ ﻏﺮﻳﺒﺔ
” ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ؟ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻮﻫﻦ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ”
ﺃﻣﺴﻜﺘﻨﻲ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﻭﺃﻋﺎﺩﺗﻨﻲ ﻟﻠﺴﺮﻳﺮ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻘﻠﻖ ﻭﻭﺟﻪ ﺣﺰﻳﻦ
” ﺳﻴﺪﺗﻲ ﻟﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﻣﺮﺿﻚ ﻓﺄﺗﺼﻠﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻚ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ، ﻟﻜﻦ ﺃﻋﺮﺍﺿﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍ “..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻟﻜﻨﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ كلماتها ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ، ﻟﻜﻨﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﺴﺤﺐ ﻛﻼﻡ ﻣﻔﻴﺪ ﻓﻘﻠﺖ
“ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ؟”
ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﺗﻮﺳﻞ ﺃﻧﻲ ﺳﺄﻟﺖ سؤالا ﺻﺎﺋﺒﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻟﻔﺖ الإنتباه ، يبدو أن ﺣﻈﻲ ﻛﺎﻥ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺑﻠﻄﻒ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻲ ﻧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻭﺍﻟﺴﺨﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ
” ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﻴﺰ ﺳﻴﻼﺱ ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﺪﻭﻕ ”
‘ ﻣﺮﻛﻴﺰ ﺳﻴﻼﺱ؟ ، ﺍﻟﺪﻭﻕ؟ ‘
” ﺍﻟﺪﻭﻕ؟ ”
ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻲ ﻣﺘﺤﻴﺮﺓ ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺤﻤﺎﺱ
” ﺍﻟﺪﻭﻕ ﺳﻴﻠﻔﺎﻧﻮ ﺧﻄﻴﺒﻚ ﺃﻧﺴﺘﻲ ، ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺘﻚ ﺳﻮﻯ ﺃﺳﺒﻮﻉ ”
ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻌﻴﺪ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻷﻤﺮ ﻓﻘﻠﺖ ﺑﺸﺤﻮﺏ ..
“ﻣﺎﺭﻳﺎﻥ ، ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻟﻠﺪﻭﻕ ”
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﺳﻢ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺘﻠﻜﺘﻪ
« ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ ثياب ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ »
*
ﺃﻧﺎ ﻫﺎﻱ ﺭﺍﻥ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ كورية ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 29 ﻋﺎﻣﺎ ﻣﺮﻳﻀﺔ ﻗﻀﻴﺖ ﻓﺘﺮﺗﻲ الأخيرة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ﺑﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﻟﺪﻱ ﻣﺮﺽ الانسداد ﺍﻟﺮﺋﻮﻱ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻭ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ الأخيرة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺑﺪﻭﻥ الأكسجين ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ..
كنت أقرأ الروايات كحل لتخفيف معاناتي ، فليس هذا يعني أنني لا أحبها بالعكس لقد أحببت القراءة والأطلاع منذ طفولتي لكني وقبل حتى تخرجي من عامي الأخير من الثانوية أصبت بالمرض لم تكن صحتي جيدة اساسا منذ ولادتي لكنني كنت شخصا تعايش جيدا مع المرض، لكن رغم ذلك واصلت حياتي بشكل طبيعي لكن مع مرور السنوات زادت حالتي سوء وفي الثلاث السنوات الأخيرة قضيتها في المشفى . ..
ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺃﺕ ﺭﻭﺍﻳﺔ ” ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﻓﻲ ثياب ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ” ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻣﺜﻴﺮﺍ ﻓﻘﺮﺃﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﺑﻤﺘﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺃﻋﺠﺎﺑﻲ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺗﺨﻄﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺮﺃﻳﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻬﻤﺔ ..
ﺑﻄﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻕ ﻓﻠﻴﺐ ﺳﻴﻠﻔﺎﻧﻮ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﻛﺎﺳﻴﺎﻥ ..
الذي تزوج في البداية زواجا سياسية من أبنة أخ الماركيز ألبين سيلاس المريضة التي تموت أثناء ولادتها بطفله .
.الدوق اللطيف الذي كان جيدا مع زوجته رغم عدم وجود مشاعر تجاهها ومشاعره التي كانت لمساعدته وصديقة طفولته إلينا برايون والتي تساعده في رعاية طفله فيكتشف مشاعره لها ويحارب العالم لأجلها ومعها .
.ويحارب جنون الإمبراطور الذي يطغى على أنسانيته ويسعى ليدمر البلاد ويسعى لإلينا التي تتمتع بقوة مقدسة يرغب بها الإمبراطور فيحاول الحصول على إلينا بالقوة لكن الدوق يقاومه ويسعى للإطاحة به فيتطوع المعبد لمد العون للدوق ، فبعد تحالف الدوق مع الكثير من الأشخاص يستطيع قتل الإمبراطور الشاب ويرشحه الجميع ليأخذ المنصب وهكذا أصبح إمبراطورا كما اتذكر ، وتزوج حبيبته وعاشوا بسعادة كحال جميع الروايات التي قرأتها .. لقد قرأت الرواية بشغف وحتى معظم فصولها الجانبية .
..لكن ما أزعجني في الرواية ما حدث للإمبراطور وكيف تم أقصائه هكذا وما حدث لأريانا ، ربما تعاطفي مع أريانا كوننا نتشارك المرض والعزم للبقاء .
.أريانا سيلاس أبنة المركيز السابق سيمان سيلاس الذي توفي في حادث مع زوجته عند ذهابه للحوزة عندما كان عمرها فقط ثمان سنوات فقط ، لم تكن أريانا مع عائلتها لقد كانت في العاصمة في منزل عمها ألبين سيلاس الأخ الأكبر الغير الشقيق لوالدها ، وبعتبارها مازلت طفلة تولى عمها عنها قيادة العائلة ، وبعد موت والديها مرضت أريانا أكثر ، ففسره الجميع على أنه حزن على والديها ، واشفقوا عليها وأعتبروا ألبين رجلا عظيما لعتناءه بها ، رغم مرضها الذي يسوء أكثر وأكثر تم تربية أريانا كشابة أرستقراطية مثالية ، لكنها لم تخرج. خارج حدود القصر حتى نادرا ما غادرت غرفتها ، لذا لم تظهر سوى في حفل زفافها مع الدوق ، وبعدها مرة واحدة وعادت لعزلتها ، ألتزمت أريانا كزوجة صالحة رغم عدم وجود المشاعر لزوجها بل كانت تشعر بقلبه الذي ينبض لمساعدته إلينا ، فلم تعارض فهي تعلم أن مهمتها فقط أن تكون زوجة وأم ، بل عندما حملت أعتنت بنفسها كمن يودع الحياة ، أنجبت طفلا يشبهها هي فقط ملامح وجهها وعيناها التان يحتضنان السماء وأعطته اسم إيدان وماتت بسلام … لتبدأ الرواية
لقد ظهرت بشكل طفيف بالرواية لكني احببتها وتمنيت لو يتغير قدر أحدانا الذي سينتهي بالموت .
.لقد وجدت نفسي اتجسد في جسدها المريض ، لم يكن الأمر صعبا فقد كنت شخصا عاش مع المرض لما يزيد عن احدى عشر عاما فتقبلت ذلك ، لكن بداخلي قرار
‘ سوف أغير مصير أريانا ‘
بعد أن أستيقظت ساعدتني ماريان على تغيير ملابسي ، التي لا تختلف عن ملابس النوم وبعد تناول الفطور والدواء أعطتني الأوراق الفاخرة والحبر والريشة لأكتب الرسالة .
.وقبل أن أكتبها تكلمت من بين سعالي الذي بالكاد يستقر
” ماريان أحضري لي شاي بالأوكالبتوس ، لقد جف حلقي ”
نظرت لي بحيرة
” وهل هو مفيد لحالتك ، أعني لا أرغب بأن أعطيك شيئا قد يؤثر سلبا على سيدتي ”
ابتسمت لماريان فحسب الرواية كانت شخصا وفيا لأريانا حتى أنها أصبحت خادمة إيدن الشخصية ، فقلت بابتسامة
” ماريان أطمئني أنه جيد ، لا أعلم لقد قرأت ذلك في مكان ما أنه مفيد “
يبدو أنني كاذبة بارعة صدقت ماريان وذهبت لإعداده هو ليس شرب غريب أو ما شابه، لكن لشابة مريضة يكون الخدم المخلصون حذرون بشدة ، كشخص مريض أعرف أنها لا تشفي لكنها تساعد على تخفيف الألم .
.بعد أن تركتني ماريان بدأت في كتابة الرسالة بخط أنيق رغم وهن الجسد لكني كنت متكيفة معه ، عندما عادت ماريان كنت قد أنهيت الرسالة وبعد أن أحضرت شاي الأوكالبتوس سلمتها الرسالة .
*
” جلالتك ، المعبد أرسل خطابا ، هل أقرأ..”
المساعد الذي كان يتكلم بعصبية وقلبه يرتجف خوفا ، توقف على صوت النقر الهادئ عل المكتب رفع رأسه ليرى الحضور المهيب الزخم الساحق للرجل الجالس على مكتبة ، بوجهه الرجولي الوسيم وشعره الفضي الناعم والمصفف بجهد التي تنزل خصلات متمردة على تلك الجبهة الناصعة والحواجب المعقودة ببرود تحتها عيون بلون الفضة الصافي ورموش طويلة تجعلك تلهث من منظر الفضة المتساقطة من القمر المتلألئ بنظراته شديدة البرود ، وأنفه المرفوع وشفتيه الدقيقتان والملامح الفارغة ، واضع احدى يديه أسفل ذقنه والأخرى ينقر على مكتبه الذي هو أكبر قليلا من المكاتب الأخرى كون صاحبه ذو جسد عضلي وطول فارع ، تحركت الشفتان بصوت عميق بارد
” لا تقرأ ، أرسل خطابا للخزينة ليجهزوا الأموال ، ففي النهاية هي اموال الشعب على اي حال ”
رغم كلامه الهادئ لكن الرعب لم يترك صاحبه ، حاول بشق الأنفس أستعادة أنفاسه وتكلم
” ححح…حسنا ياصاحب الجلالة ”
خرج المساعد يجري تقريبا وكاد يصطدم بالرجل الذي دخل المكتب ، ولكن الرجل تجاوزه برشاقة ليعيد نظره للإمبراطور الجالس بملل على مكتبه ، تقدم الرجل ذو الشعر الذهبي النظيف وعيناه الأرجوانية التي تنبض بالحياة ووجهه الوسيم وجسده القوي ونظراته الواثقة والحادة، أنحنى وقال برسمية
“كاين سيروس يحيي صاحب الجلالة الإمبراطور رافائيل دي كاسيان ”
رفع رافائيل حاجبه وانتصب كاين ضحكا وقال بمرح
“يبدو أننا سنبحث من جديد عن مساعد ، يبدو أن هذا سيهرب إيضا ”
تكلم رافائيل ببرود
” وإذا ؟!”
عبس كاين وقال بتذمر
” جلالتك ، أنت تجعلهم يهربون ”
تكلم رافائيل ساخرا
” أنهم جبناء لذا هم يهربون ”
” ليس لأنهم جبناء ، بل لانك تخيفهم ”
تجاهله رافائيل ونظر للمستندات أمامه وقال ببرود
” ماذا فعلتم مع الكونت سينز ؟، هل وجد ما طلبته منه؟ ”
تنهد المركيز كاين وبدأ بإعطاء التقارير بإعتباره قائد فرسان الإمبراطور وأحدى يديه ، شخص يثق به الإمبراطور جدا…
وعندما وصل للكلام عن المعبد قال بملل
” لقد وصلني بعض الأخبار من إيفان ، يقول يتحرك المعبد بطريقة مريبة هذه الأيام ، هل تعتقد أنهم يخططون لأمر ما ؟ “
” هل أتى يوم لا يخطط المعبد فيها لشيء ؟ لا عليك ، نحن حاليا نحتاج المعبد ، عندما تنتهي حاجتنا أو يتصرف بتهور سنكسر شوكته ، أخبر إيفان بإلتزام الصمت ”
كانت كلماته باردة بعيدة عن الحياة ، لكن كاين أنحنى وغادر بهدوء .
.تنهد رافائيل الذي بالكاد يجد وقتنا للتنفس ، يحاول تخفيف ربطة عنقه تضخم المانا في جسده تكاد تقسم رأسه
‘ لا وقت لدي للذهاب في رحلة صيد ، لكن الصيد يزيد رغبتي في القتل ، يجب أن اجد حلا قريبا ‘
اعاد رأسه للخلف وتنفس بعمق فحياته بلا معنى بالنسبة له .
*
مع انقضاء اليوم بدأت تتسرب ذكريات الجسد الأصلي ما جعل رغبتي تتعمق أكثر لتنفيذ ما أخطط له وادعوا أن يتحقق ما أفكر به .
..كانت صحتي في جسد أريانا أكثر سوءً لكن ما جعلها تعيش أفضل مني هو الهواء النقي والبيئة الجيدة ، بخلاف الحياة في المدن الحديثة فهنا الهواء نقي والأشجار في كل مكان .
.جلست أمام نافذة الغرفة لأشاهد الغروب الذي لطالما عشقته وافكاري تغرب معها ، لكنني أستجمعت نفسي لأنتظر ماريان التي أرسلتها في المهمة السرية وها هي عادت تطرق الباب بهدوء ، وعندما منحتها الإذن دخلت ، وبعد التأكد من الأجواء تكلمت بحماس
” سيدتي لقد أوصلت الرسالة للدوق بسرية لن يعلم أحد ولن يخبر أحد بأن الأنسة من طلبت أولا مقابلته ، وقال أنه سيأتي في اليومين القادمين ليستمع لما تود الأنسة الحديث معه ”
‘ ماريان تستحق وصفها في الرواية بأنها أطراف أريانا ‘
أخفت أريانا حماسها وابتسمت بوقار وقالت
” جيد ما قمتي به ماريان ، لذا يمكنك الراحة ”
” لكن يا أنسة ما الذي يجعلك راغبة بشدة بمقابلة الدوق ؟ ”
مريان تكلمت بحماس ، بينما اريانا ابتسمت لها وكلمتها بهدوء
” لا عليكِ ماريان ، ستعرفين قريبا “
” حسنا أنستي ، بما أنك تشعرين بالنعاس لما لا أعد لك العشاء قبل أن تنامي ”
أومأت أريانا لها وأرخت جسدها على الكرسي المريح ، وتنهدت بحزن
‘سوف اعيش ‘
شدة قبضتها وبدأت تعطي التشجيع لنفسها وتغمر عقلها الباطني بالأفكار الإيجابية … تلك الليلة تناولت أريانا طعامها ونامت رغم نوبات السعال المتقطعة.
*
مرت اليومان بصعوبة على أريانا التي قضتها أما تقرأ كتابا أو ترسم الخطط لما ستفعله ، و أما ماريان التي لاحظت تغير سيدتها نوعا ما لم تعلق بل شجعتها بحماس ، فقد كانت سيدتها مكتئبة وحزينة في الفترة الاخيرة ، أما الأن رغم المرض المتصاعد لكنها متحمسة ومتفائلة .
..وضعت ماريان الفطور المكون من حساء فاتر يسهل هضمه وخبز وبعض الفاكهه أمام سيدتها ، لم تعامل أريانا بقسوة أو تحقير ، لكنه تم تجاهلها وهجرها ، حيث أنه لا أحد يهتم لها سوى خادمتها المتفانية ماريان ، لا يساء لأريانا ولا يتم تتدليلها … كان هذا كفيل لإغراق قلب أريانا الأصلية باليأس ، أما أريانا الأخرى فقد تكيفت بسهولة حيث أنها تكره المتطفلين .
لكن في هذا الصباح وصلت رسالة تقول أن الدوق يرغب في مقابلة خطيبته والمركيز وأبنه الذي تصادف خروجهم باكرا ، من بقي كان أريانا والخدم ، فكانوا على أهبة الأستعداد لوصول الدوق .
.وأخيرا وصلت عربة الدوق سيلفانو التي تحمل شعار شجرة دلب كبيرة باللون الأخضر الزيتي بحواف ذهبية .
..كان في أستقباله كبير الخدم ، والخدم المصفوفين في كلا الجانبين ، أنحنوا باحترام للرجل الذي نزل برشاقة بجسد رياضي وملابس أنيقة وشعره الذهبي الناعم تحتها عيناه الزمردية الخضراء الدافئتان ، بوجهه المنحوت بدقة وهالته القوية .
.دخل فليب سيلفانو الذي كان مترقب للسيدة الشابة التي ستصبح زوجته ورغبتها الغريبة في لقاءه التي حثته قبلها أن يكون الطرف المرسل للقاء . تمتم فليب داخليا
‘لما تخطط هذه المرأة ؟ ‘
عبس متذكرا أن السبب الذي جعله يخوض هذا الزواج هو رغبة والديه لأجل أن يصبح لديهم حفيد .
‘..لقد سمعت أن الأنسة الشابة لعائلة المركيز سيلاس ، أنها مريضة، لكن أصرار والديه عليها كان بسبب المركيز السابق وأنه صديق والده وايضا هذا الزواج لأجل المصالح السياسة وولادة طفل بنسل نبيل ، كل هذا الهراء لربطي بسيدة لم أرها ولم أهتم لرؤيتها أبدا ، في الحقيقة عندما أعطتني خادمتها الرسالة بطريقة سرية أحترت لطلبها الغريب والرسالة الموجزة
[ تحياتي دوق سيلفانو .
..بدون ألتفاف أو تجميل للكلمات أرغب بلقائك في أقرب فرصة ، لكن أتمنى أن يكون على أنفراد ولأنني لأملك القدرة على الخروج يرجى زيارتي في أقرب فرصة ، ما أود الحديث عنه مهم جدا .
…توقيع أريانا سيلاس ]
‘ لنرى ما الذي تريده هذه المرأة ‘
توجه بهدوء برفقة رئيس الخدم إلى غرفة الرسم في الطابق الأول .
. *
في شرفة غرفتها في الطابق الثالث ، الذي كان مُطلا على البوابة الرئيسة ،بعد أن استعدت أريانا حيث أنها قررت عدم أرتداء ملابسها التي تشبه ملابس النوم وأرتدت فستان سماوي بسيط بأكمام طويلة منفوخة مزينا الصدر والنهاية الفستان بالدتنيل الأبيض وقامت برفع بعض الشعر في المقدمة وتركته مسدولا بنعومة ، عندما لمحت أريانا العربة عرفت أنه وصل وبعد أن دخل نادت ماريان لمساعدتها ، ونزلت بهدوء بمساعدتها .
..عندما وصلت غرفة الرسم أمسكت مقبض الباب وبداخلها
‘ لا تتراجعي ، ما ستفعلينه هو الشيء الصائب ‘
دخلت الغرفة لتجد الرجل واقفا أمام النافذة يتأمل المنظر المشرق للحديقة المزهرة .
.عندما رأت ذلك الجسد القوي الذي تنضح منه هالة قوية تدل على القوة لكنها تعرف الجانب اللطيف للدوق سيلفانو ، الذي لطالما اظهره لمن حوله ، تنفست بعمق وأنحنت بأدب وبصوت عذب حيته
” أريانا سيلاس تحيي صاحب السعادة دوق فليب سيلفانو ”
ألتفت فليب ليرى شابة جميلة بجسد رشيق وصغير وبشرة بيضاء شاحبة وعيون سماوية مشرقة تنبض بالحياة بشفتان زهريتان ممتلئتان وبشعرها. العسلي الفاتح الذي يزيد أشراقها ..كانت جميلة بشكل مشرق رغم شحوبها بسبب المرض ،فرد التحية بأدب مماثل
” شكرا لدعوتك أنسة ، سيلاس ”
” أنا من أشكر لقبول دعوتي ، دوق ”
وجهته للجلوس على الكرسي وجلست مقابله ، بينما قامت ماريان بصب الشاي وتقديم المرطبات وتنحت لتقف بجانب سيدتها .
.بعد أن رشف فليب رشفه من كوبه تكلم بجدية وبرود
” ما الأمر الذي جعل الأنسة الشابة تستدعيني بهذه الطريقة ”
تكلمت أريانا بطريقة مازحة وابتسامة عذبه بعد أن وضعت كوبها جانبا
” وهل هناك مانع للمرأة في أن ترى خطيبها ، دوق ”
الدوق الذي كان يعلم أن لا مشاعر تربطهم ، مجرد زوج سياسي قال بأعتذار صادق
” أعتذر منك ، رغم أنه أنا الذي يجب أن يتوجه بالطلب لرؤية خطيبتي ، فيرجى مسامحة تقصيري .
.. “ردت أريانا بلطف مع ابتسامة
” لا داعي للأعتذار ، دوق ”
أنهت كلامها بنبرة جدية ، فأبتسم الدوق
” يبدو أن الأنسة لديها أمر مهم لأخباري ”
أبتسمت أريانا بأسلوبها ومظهرها الرقيق واللطيف الذي لا يتزعزع رغم جدية الأمر نظرت أريانا لخادمتها التي فهمت رغبة سيدتها فخرجت وبعد خروج ماريان فتحت شفتيها
” دوق أريد فسخ الزواج ”
………………… يتبع ………………..
وممكن للناس الحلوة تمر ع أعمالي الأخرى ع الواتباد
⭐⭐⭐
” هل يمكننا أن نصبح عائلة ؟”( نافيا 🦋)
(ترجمتي / مكتملة )
“Can we become a family? “
” في هذه الحياة، سأربيك جيدًا يا صاحب السمو “( إليسا 🧚🏻♀️)
(ترجمتي/ تم ارشفتها في الوقت الحالي )
“I’ll Raise you well in this life , Your Majesty”
اصبحت معلمة التوأم الملكي ( المعلمة سيرا 💙💜)
(ترجمتي / مكتملة )
Become the tuor of the Royal Twins
” عقدت صفقة مع الشرير “
(تأليفي)
” I made a deal with the villain “
“سوف أحب طفلي هذه المرة “
(تأليفي)
“I will love my baby this time”
“زوجة الامبراطور الشيطاني “
(تآليفي)
“Demon Emperor’s Wife”
“اختطفتُ البطل الثاني للرواية”
(تآليفي)
“I kidnapped the second hero of the novel”
” فاي”
” قاتل عائلتي اصبح عائلتي الوحيدة “
(تأليفي/ متوقفة حاليا )
“Fay”
” My family’s killer became my only family “
“معلمة ابنة الدوق الملعونة “
“The Cursed Duke’s Daughter’s Teacher”
* * *
ولو حابين تسألوني أو تشوفوا الصور الي أعملها للشخصيات ما قدرت أنزلها هنا تابعوني قناتي ع التليجرام ، وكمان لو بدكم صورة لشخصية معينة من رواياتي اطلبوا ولا يهمكم 😁
رواياتي MY story
مارح تتعبوا بالتدوير حتى لأن اليوزر نفس يوزر صفحتي ع واتباد @SARA_luffy
قناة ( رواياتي MY story )
💙✨
قراءة ممتعة للجميع ^_^
ولا تبخلوا علي بتعليق حلو …
تقدير لجهودي
😁 ☠️🤍
المؤلفة
#sara_luffy
اللهم فلسطين وأهلها دائما وابدا 🇵🇸🤲🏻
Chapters
Comments
- 1 - تغيير مسار الرواية منذ ساعتين
التعليقات لهذا الفصل " 1"