في اللحظة التي كان فيها الرجل ممدّدًا، اقترب الجندي من رجل في منتصف العمر كان قد كفَّ عن التدخل وتمّ القبض عليه. ثم صرخ إليّ، وهو يخفض رأسه إلى الجانب بقلق.
“اذهبي لرؤية الطبيب الآخر. أحضريه.”
“أوه، فهمت.”
استدرت بسرعة وركضت نحو الدرج، متظاهرةً بالحرج. لكن ابتسامة خفيفة ممزوجة بالتحفّظ ظهرت حول فمي، مخبّأة تحت ظلّ قبعتي. كانت لديّ سبب جيّد للنزول.
اندفعت نازلةً السلالم قبل أن يستدعي أحدهم من الجنود. موظفة المستشفى التي تنزل الدرج.
التقيت ببعض الأشخاص الذين بدوا وكأنهم يرتدون زيّ الممرضات، لكنني لم أُظهر لهم أي نظرة مُريبة.
كان النزول من الطابق الثالث إلى الأول سريعًا. مقارنةً بالعلوين، كان الطابق الأول من القسم الغربي مكتظًا بالناس.
كل ما عليّ فعله الآن هو الاندماج في تلك الجموع والخروج من الباب. الطبيب أو الممرضة المغمى عليهما سيستغرقان بعض الوقت لاستعادة وعيهما، وخلال تلك المدّة، لن تكون هناك مشكلة تُذكر في الخروج من هنا.
لكن عندما هممت بالاندماج في الجموع عند المنعطف، وقع بصري على وجه مألوف، فاختبأت سريعًا خلف الزاوية.
الأمير روزنبرغ فون ماشيلوف.
كان واقفًا عند باب الخروج، يتحدّث مع عدة مسؤولين.
والشخص الذي كان يتحدث إليه… هو الرجل الذي كرهته وامتلأت بكرهه.
لوسيان فون بيدرو.
ما الذي يفعله هنا؟ وما الذي يتحدّث عنه مع وليّ العهد؟
كثرت الأسئلة في ذهني. لكن لم يكن هناك وقت للتفكير. لم يبقَ الكثير قبل أن يُكتشف أي طبيب أو ممرضة.
لم أتجاوز تلك الزاوية.
الممر الجانبي قرب الباب كان مكتظًا بالزوّار، ومن غير المحتمل الخروج من المدخل الرئيسي.
لم يبقَ خيار إلا العثور على ممر آخر.
ربما يملك هذا المستشفى الكبير بابًا خلفيًّا. وإن لم يكن، فنافذة يمكنني الهروب منها.
خفضتُ قبعتي أكثر خشية أن يتعرف أحد على وجهي.
سرت عبر الممر كاملًا. وعندها سمعت أصواتًا مرتفعة قادمة من الممر الجانبي حيث يقف وليّ العهد ولوسيان.
“هل تعتقد أنهم أمسكوا به؟”
لم يمر سوى قليل من الوقت على مغادرتي، هل استعاد الطبيب أو الممرضة وعيهما بالفعل؟
ارتجف صدري خوفًا من أن يكون الجنود في طريقهم للقبض عليّ، واختبأت قرب الجدار بين الممر والضوضاء المنبعثة من كثرة الحاضرين. لم أستطع سماع ما يقولونه بوضوح، لكن كلمات مُقلقة كانت تصلني أحيانًا مثل: “اقتحام”، “حصيلة الذنب”، “المغادرة”.
‘هل عليّ القفز من النافذة؟’
لكنّ النوافذ في الممر لم تكن كبيرة بما يكفي لمرور شخص.
حقًا، لم تكن كذلك. أخذت أتفحّص الغرف واحدة تلو الأخرى بحثًا عن نافذة كبيرة.
التعليقات لهذا الفصل " 25"