مر أسبوع كامل وأنا لم أخرج من غرفتي ، كنت أنظر للطعام الذي وضعته مولا أمامي بشرود ، لم أكن أتوقع أن يحدث هذا خصوصا بأنه لم يذكر أبدا في الرواية ، أو ربما جنوني هو الذي زاد الأمر سوءا ، أمسكت حنجرتي وبدأت أحاول إخراج كلمات لكن بدون جدوى ، كنت أظن بأنني سوف أعيش بسعادة بعد أن أتخطى البطلة والحارس ، وأحسن سمعتي التي قد تحسنت قليلا بعد الحادثة تلك التي حدثت في الحفلة ، أو لنقل تعاطفوا معي ، لكن يبدو بأن سيلينا لن تعيش بسعادة مهما كانت حياتها ~
غضبت من نفسي كثيرا ، أمسكت الملعقة وبدأت أتناول الطعام قائلة في نفسي :
[ لا دخل لبطني بمشاعري حسنا سيلينا ؟ ]
تلذذت بالطعام وكنت أتناول الكثير حتى لم يبقى شيء ، وضعت الملعقة ومسحت فمي ، قمت بالتمدد وتوجهت ناحية خزانتي فأخرجت فستانا أبيض ذو ورود صفراء ، كان جميلا جدا ، إرتديته وإرتديت معه حذاء أبيض ذو كعب متوسط ، سرحت شعري ذيل حصان بالشريطة الصفراء ونظرت لنفسي بالمرآة قائلة في نفسي بغرور :
[ جميلة كالعادة ]
فتحت باب غرفتي وخرجت ، كانت هناك خادمة أخرى تقف بجانب أعتقد بأن إسمها كان سيلا ، نظرت لي بفرح قائلة :
سيلا : أنستي !
أومئت لها بإبتسامة ، غادرت من أمامها وكنت أنزل للأسفل ، لكنها كاتت تتبعني خوفا من أن أفعل نفسي شيئا ، يا فتاة أنا أحبني لماذا سأفعل بنفسي شيئا ؟ حسنا بعد أن حجزت نفسي أسبوعا في غرفتي لن أنصدم ~
بعدما نزلت للأسفل وجدت الخادمات ينضفن المكان وهم يتذمرون بتعب ، حالما نظروا لي إبتسموا بفرح يحمدون الله بأنني بخير ، عقدت حاجباي متسائلة :
[ من أين أتى هذا الحب المفاجئ ؟ ]
إبتسمت لهم ، كنت سأغادر للحديقة الخلفية لكنني حالما سمعت همس خادمتين تجمدت :
…. : سمعت بأن الكونت أعد للأنسة رحلة لكي ترتاح ~
…. : أنا أيضا ، هذا جيد ، سيكون القصر مريحا بدونها .. أرأيتي إبتسامتها الغبية تلك ؟
…. : نعم .. تظن بأننا نحبها ، نحن فقط فرحون بأنها ستغادر القصر !
إبتسمت ببرود ، بالطبع فكيف سيحبونني ؟ ، بالتأكيد كانوا يتمنون لو أنني مت ذلك الوقت ، كل ذلك تمثيل .. فلا أحد يحب الشريرة ~
غادرت بخطوات بطيئة ناحية الحديقة الخلفية وكلما قابلت وجها مهما كان البستاني ، الحراس ، كنت أرى فقط في وجههم التقزز ، لم أكن أرى في ملامحهم سوى السواد ..
حالما وصلت للحديقة أمرت كل من فيها بأن يغادر ، جلست على الكرسي بعدما قطفت الزهرة السوداء التي كانت الوحيدة بين تلك الزهور الملونة ، نظرت لها ببرود ، مسحت تلك الدموع التي تجمعت في عيناي ، ثم قلت في نفسي وأنا أحاول تشجيعها :
[ فقداني لصوت إنه فقط أمر نفسي ويعالج ، سأسترجعه قريبا لا تقلقي سيلينا ، إعملي بجد ! ]
***
طرقت باب مكتب والدي ، سمح لي بالدخول فدخلت له ، كان يجلس لوحده وهو يكتب في الأوراق ، تقدمت له وهو لا ينظر لي وضربت الطاولة ضربات خفيفة ، نظر لي والفرح في عينيه :
تشاد : عزيزتي سيلينا !
إبتسمت له وحملت الورقة والقلم الذين كانوا مرميين بإهمال وجلست أمامه ، كتبت له ثم مددت له الورقة :
{ والدي ، أحتاجك في موضوع }
نظر لي بمعنى أكملي ، نظرت له بجدية وكتبت :
{ والدي أود منك طرد بعض الخادمات }
تشاد : ؟
{ هن يعاملنني بسوء ، ولا يحترمنني .. وهم يتكلمون عني من وراء ضهري بسوء ، والدي إن هذا يؤلمني }
ظهرت شرارات غضب في عيون والدي ، رفع حاجبه قائلا :
تشاد : من ؟
إبتسمت بخبث ، كتبت له أسامئهن في الورقة .. وجهتها له بدون نسيان الجملة الأخيرة :
{ هن يا أبي ، لم يحترمنني في الصغر والأن في الكبر } بعدما أعطيته الورقة غادرت ..
غادرت مكتب والدي وأنا رافعة رأسي ، توجهت ناحية غرفتي وأغلقتها ، كانت سيلا ومولا ورائي ، توجهت ناحية الخزانة وأخرجت فستانا أسود اللون ، نظرت لسيلا ومولا بمعنى ساعدنني في إرتدائه ، أما هن قد أسرعن لمساعدتي ~
نظرت لنفسي بالمرآة بعدما إنتهيت من إرتداء الفستان ، جلست أمام المرآة وأشرت لسيلا بتسريح شعري ، إبتسمت ببرود فقد كنت غاضبة ، غاضبة من نفاقهن ، لكنني سيلينا ، أنا سيلينا .. إبنة الكونت الوحيدة .. لن أتزعزع من حصني مهما كانت كلمات البشر ، أنا تلك الشريرة .. شريرة الرواية ، لربما لم أخطو خطواتي نحو حياة أفضل .. لكنني سأخطو خطواتي نحو مستقبل أنا أرسمه بالطريقة التي أريدها ~
***
جلست على الأريكة البيضاء وحملت الكتاب الذي إستعرته من المكتبة ، كنت أقرأه .. أو فقط أحرك الصفحات الألف واحدا تلو الآخر ، طرق أحد باب غرفتي ، لم أفعل شيء ، أكملت مشاهدة صفحات الكتاب حتى فتح الباب ، من الخطوات الثقيلة عرفت من هو ، إستدرت ناحية ليو وإبتسمت بجانبية ، أغلقت الكتاب ووضعته على الطاولة ، أشرت للأريكة أمامي لكنه قال :
ليو : شكرا أنستي ، لكنني سعيد بوقوفي هكذا
لم أهتم كثيرا ، لكنني نظرت لشرفتي كونه يعلم لماذا إستدعيته ، تنهد قائلا :
ليو : نحن للآن لم نجد من أرسل القاتل ، لكننا نعمل بجد أنستي ، سنجده وسيلقى عقابه ..
نظرت له فأومئت له ، غادر غرفتي وأقفل الباب ،
***
حالما غادر ذلك الليو تغير المكان فجأة ، لمكان جميل .. سيلينا ليس وقته ! ، نهضت من الشجرة التي كنت جالسة عليها بعد تغير المكان ، كان المكان مليئا بالثلج ، عقدت حاجباي من هذا المكان الغريب لم أنصدم كثيرا ولم أقم بردة فعل ، مشيت لكنني توقفت حالما لمحت تلك القلعة صاحبة اللون الألماسي أمامي ، رفعت رأسي وبدأت أتوجه ناحيتها كما لو أنها كانت ملكي ، توقفت حالما أصبحت أمامي ونظرت لها ، زين لونها الألماسي ذلك الثلج المتساقط ، ظهرت أمامي إمرأة تبدو في الخمسين من عمرها ، لازالت جميلة رغم التجاعيد التي زينت وجهها ، شعرها أحمر طويل فيه خصلات سوداء كثيرة بدون نسيان الشيب ، كانت عيناها ذات لون قرمزي ، بشرتها سمراء فيها نمش ، كانت ترتدي فستانا قرمزيا مزين بالأحجار الكريمة ، كانت تشبهني في الملامح فقط ، إبتسمت بلطافة ونظرت لعيناي كما لو أنها تنظر لداخلي قائلة :
….. : مرحبا بنيتي ، مرحبا بكي في تيريس
[ تيريس ؟! ]
•
•
•
يتبع ~
متى تريدون نزول الفصل 11 ؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "10"