“يا غبيّة، أيّ مكان هذا لتأتي إليه؟ هل أنتِ غبيّة حقًا؟”
من ينادي من بالغبي؟
دفعتُ ليون و وقفتُ بشكلٍ مستقيم لأنظر إلى النّاس.
كانت وجوههم مليئة بالارتباك.
“إذا قلتم شيئًا عن بيلا، لن أترككم وشأنكم. إنّها زوجتي! أيّها الحمقى، إنّها صاحبة السّمو!”
أدار ليون، الذي كان ينظر إليّ بنظرة شفقة، رأسه وصرخ في النّاس مجدّدًا. كانت تعابير الحشد تزداد سوءًا.
أمسكتُ بذراع ليون وسحبته بسرعة بعيدًا عن الجدار.
“لم أكن أنوي شيئًا، فقط أردتُ رؤية المتظاهرين. هل هناك داعٍ لتناديني بالغبيّة؟”
“إنّكِ غبيّة، لذا أقول ذلك. هل كنتِ ستنتظرين حتّى يرموكِ بحجر لتستعيدي وعيكِ؟”
“صاحب السّمو.”
“صاحب السّمو.”
اقترب كالسن وهمس بشيء في أذن ليون.
“شتّتهم فورًا.”
بما أنّني كنتُ قريبة من ليون، سمعتُ أوامره لكالسن، لكنّني تظاهرتُ بأنّني أنظر إلى الفضاء ولم أسمع شيئًا. أدرك ليون أنّ صوته كان مرتفعًا، فنظر إليّ، لكنّه بدا مطمئنًا برؤيتي.
“بيلا غبيّة حقًا. غضبتُ لأنّني لستُ غبيًا و نُودِيتُ بذلك، لكنّكِ غبيّة، فلا بأس أن تُنادي هكذا.”
يا لها من انتصار عقليّ!
ما هذا المنطق؟ بدأتُ أشعر بالحيرة وأملتُ رأسي.
“ليون لا يعرف، لكن…”
في الحقيقة، يعرف جيّدًا.
“للنّاس سبب لتصرّفهم هكذا. وبما أنّني متسامحة، أفهم ذلك. يبدو أنّني يجب أن أذهب إلى بالانوبو. لا يزال الجوّ في أستير باردًا، وأريد أن أكون في مكان دافئ.”
“كذب. قلتِ إنّ بالانوبو حارّة جدًا وكرهتِها، لقد انتشرت الشّائعة في القلعة.”
قلتُ شيئًا مشابهًا، لكن كيف يعرف ليون؟ نظرتُ إلى إيمي دون وعي، فأدارت رأسها بسرعة.
“لم أقل إنّني كرهتها. هل كنتُ سأستخدم كلامًا فظًا كهذا؟”
“أنتِ قادرة على ذلك و أكثر.”
أومأتُ موافقة على كلام ليون.
“قلتُ لكِ لا تذهبي. إذا عصيتِني وذهبتِ بنفسك، لن أراكِ مجدّدًا.”
كانت عينا ليون جادّتين. نظرتُ إليهما وأومأتُ دون وعي.
عندما رأى إيماءتي، هدأت عيناه الحمراء المتّقدة.
ربّت على كتفي كما لو يمدحني لاستماعي له.
لكن كيف سيهدّئ غضب الشّعب؟ إذا وصلوا إلى هنا، فلا بدّ أنّ عزيمتهم قويّة … شعرتُ بالقلق، لكن قرّرتُ هذه المرّة الثّقة بليون.
***
“ألقيتم القبض على الذين ينتقدون؟”
ضرب ليون المكتب بقوّة و سأل. جمّد غضبه الظّاهر في عينيه الجميع في الغرفة.
“أسنلقي القبض على كلّ سكّان أستير إذن!”
“حتّى لو كانوا من أستير، لا يمكننا ترك من يهينون اسم صاحبة السّمو.”
“حدث هذا كثيرًا من قبل.”
“الوضع مختلف قليلًا الآن.”
“ما الفرق؟ يجب أن نطلق سراحهم فورًا. لديهم شكاوى، لذا عبّروا عنها. سواء أخطأتُ أو أصبتُ، يجب أن أسمع هذه الآراء.”
عبس كالسن وتنهّد.
لو أرسلوا بيلا إلى مكان آخر، هل كان هذا سيحدث؟
عاش سكّان أستير دون شكاوى رغم أنّ دوقهم يُعتبر أحمق، لأنّه لم يسبّب لهم ضررًا.
لم يعرفوا أنّ هذه الحياة السّلميّة التي يعيشونها هي نتيجة عمل ليون مع مساعديه في المكتب.
“ما يقلقني الآن، كما ذكرتُ سابقًا، هو الإمبراطور. تحرّكاته تبدو مشبوهة.”
“همم …”
أصدر ليون أنينًا منخفضًا ووضع يده على ذقنه.
لاحظوا أنّ الذين يقودون المظاهرات المتكرّرة هم أشخاص استقرّوا في أستير مؤخرًا، وكانوا يحقّقون في خلفيّاتهم سرًا.
كان احتمال أن يكون مصدر الشّائعات عن بيلا من جانب الإمبراطور مرتفعًا، فكانوا يراقبونه عن كثب.
“في أسوأ الحالات، قد يستخدمون قمع المظاهرات كذريعة لإغلاق أستير وإصدار مرسوم خاص يلغي سلطة صاحب السّمو عليها.”
كان هذا الموضوع قد نُوقش في اجتماع سابق. نظر ليون إلى الفراغ بعينين غارقتين. كان الإمبراطور شخصًا يكرهه بشدّة.
أرسل الإمبراطور ليون إلى أستير لأنّه كان يسبّب المشاكل، وكان ينوي التّخلّص منه بشكلٍ شرعيّ.
لكن ليون كان هادئًا، وكفاءة مساعديه كانت ممتازة. عندما ازدهرت أستير تحت إدارته، لم يكن الإمبراطور سعيدًا.
ثم انتشرت الشّائعة عن بيلا، ممّا وفّر فرصة لزعزعة استقرار الشّعب.
وكما توقّعوا، وصل مبعوث إمبراطوريّ إلى أستير بمرسوم.
نصّ المرسوم على أنّه، حفاظًا على سلامة الدّوق وزوجته، يجب عليهما البقاء في القصر الإمبراطوريّ بالعاصمة حتّى تهدأ المظاهرات، مع إغلاق أستير وإدارتها من قِبل الحرس الإمبراطوريّ وقائد خاص.
كان القائد الخاص هو لوكاس، الذي سيتزوّج الأميرة.
في مثل هذه الظّروف، لم يكن التّمسك بعدم الذّهاب إلى العاصمة مفيدًا. كبت ليون غضبه واضطرّ لحزم أمتعته إلى العاصمة. رافقه كالسن وأقرب مساعديه، بينما بقي الآخرون في أستير لمراقبة الوضع.
“لن يحدث شيء كبير. سننتظر عودتكم سالمين إلى أستير.”
رفع ليون زاوية فمه بصعوبة، وودّع من بقوا، ثم صعد إلى العربة مع بيلا المنتظرة أمام القلعة.
“لدينا منزل في العاصمة، فلمَ يجب أن نذهب إلى القصر؟”
سألت بيلا ليون، الذي بدأ بأكل الشّوكولاتة.
رأت بيلا ذلك، ففتحت منديلًا ووضعته حول عنقه بسرعة.
تحمّل ليون الإذلال وأكل الشّوكولاتة بشراهة.
“لا أعرف.”
هزّ ليون رأسه مجيبًا.
عندما أُمر بالذّهاب إلى القصر، ارتجف جسده لا إراديًا.
كان خوفًا يتذكّره جسده. كان يكره القصر أكثر.
“اسأليهم أنتِ.”
حاول ليون تمرير المهمّة إلى بيلا. كانت بيلا قادرة على قول ذلك أمام الإمبراطور دون خوف. أمالت بيلا رأسها بشكلٍ معاكس وهي تنظر إليه.
‘هل هي مستاءة؟’
ابتلع ليون لعابه الزّائد بسبب الشّوكولاتة. في تلك اللحظة، علقت قطعة شوكولاتة في حلقه.
“كح، كح!”
ضرب ليون صدره وسعل.
“ليون! هل أنتَ بخير؟؟”
بدأت بيلا بضرب ظهره بقوّة.
“كح، أوغ، كح!”
بعد سعال شديد حتّى احمرّت عيناه، مضغ ليون الشّوكولاتة بسرعة وابتلعها، ثم مسح فمه بالمنديل.
“أنا بخير.”
“آه، حقًا، لا أعرف!!”
أدار ليون رأسه نحو بيلا عند سماع صوتها المغتاظ.
كان وجهها وفستانها الأبيض مغطّيين بالشّوكولاتة التي خرجت من فمه. بدأ ليون، مرتبكًا، يمسح وجهها بمنديله بسرعة.
“آي، توقّف!!”
تجنّبت بيلا منديله بيأس.
وجهها أصبح ملطّخًا بالشّوكولاتة أكثر.
“أوه… لم أقصد…”
“ماذا أفعل الآن؟ كيف أنزل من العربة بهذا الشّكل؟ لمَ تأكل الشّوكولاتة في العربة؟ ألم أقل إنّه لا داعي؟”
تحدّثت بيلا بنبرة غاضبة وهي تعبس.
عند وصولهم إلى بوّابة التّنقل، نزلت بيلا من العربة وهي ملفوفة برداء ليون من رأسها، تاركة عينيها فقط ظاهرتان.
“إذا أكلتَ الشّوكولاتة في العربة مجدّدًا، لن أترككَ وشأنك!”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات