“أصبتُ في ذراعي قليلًا. لكن بما أنّ لديّ خبرة في مواجهة الوحوش، كنتُ الأوّل في المواجهة!!”
“بالطّبع، كنتُ متأكّدة أنّك فعلت ذلك. لكن ماذا عن ساقك؟ كنتَ تعرج.”
“آه، عندما أفكّر في الألم، أعرج دون قصد. ههه، لم أُصب في ساقي.”
“حسنًا، السّيد زيوس، أين ليون الآن؟”
“السيّد على الأرجح في مكتبه. أعلم أنّه منشغل في اجتماعات مستمرّة.”
“حسنًا.”
أمسكتُ بفستاني وركضتُ تقريبًا حتى وصلتُ إلى باب مكتب ليون.
كان جون واقفًا أمام المكتب، فأخبر عن وصولي مع طرق الباب. لكن لم يأتِ أيّ ردّ من الدّاخل.
عندما همّ جون بطرق الباب مجددًا، منعتُه.
“كفى، سأعود لاحقًا.”
صعدتُ إلى غرفة النّوم. اقتربت إيمي وماري منّي بتعابير جادّة وتحدّثتا.
“سيّدتي، قيل إنّ كاناريا التي تعمل في المطبخ والسّيّد هوبكنز البستانيّ فقدا حياتهما.”
أطرقت إيمي برأسها بحزن. فركتُ وجهي بيديّ.
عانقتني إيمي من كتفيّ وربّتت عليّ.
تدفّقت الدّموع من عينيّ تحت لمستها الحنونة.
لم أكن أعرف كاناريا وهوبكنز جيّدًا، لكنّهما كانا جزءًا من عائلة قلعة أستير. كانا بالتّأكيد جزءًا من عائلة شخصٍ ما، وحلما بالسّعادة وهما يعملان بجدّ في أستير.
هل الأشخاص الذين سيموتون لاحقًا ليس لهم أيّ علاقة بي حقًا؟ وهل يمكنني أن أعيش سعيدة بنفسي دون أن أتأثّر بموتهم؟
شعرتُ وكأنّني أغرق في ظلام غير متوقّع.
كلّما أدركتُ الحقيقة، غرقتُ أكثر فأكثر.
طق-! طق-!
رفعتُ رأسي عند سماع طرق الباب ونظرتُ نحو المدخل.
كان الباب مفتوحًا، فأدركتُ فورًا أنّ الطّارق هو كالسن.
“سيّدتي، لديّ كلام أودّ قوله.”
كان ينظر إليّ من خارج الباب، وعندما التقى نظرنا، تكلّم.
نهضتُ وذهبتُ مع كالسن إلى غرفة الاستقبال الخاصّة بجوار غرفة النّوم وجلسنا.
“سأحضر الشّاي.”
“أنا بخير.”
“أنا أيضًا بخير، هل يمكنكم تركنا وحدنا قليلًا؟”
“نعم.”
بعد أن غادرت الخادمات، كسرتُ الصّمت وقُلت: “يسعدني رؤية السّيد كالسن بخير.”
“نعم…”
ابتسم كالسن بتردّد وأدار رأسه. تبع ذلك صمت طويل بيننا.
لم يكن خطأي، لكنّني شعرتُ بتوتر يشبه توتّر طالب أمام معلّم يوبّخه. كلّما طال صمته، زاد قلقي.
“سيّدتي.”
كسر كالسن الصّمت فجأة وناداني، فارتجفتُ من المفاجأة.
“لمَ تفزعين هكذا؟”
عبس كالسن و سألني.
كان من حقّه أن يعبس، فقد بالغتُ في ردّة فعلي.
“لا شيء، كنتُ منشغلة بأفكار أخرى…”
“في الحقيقة، عندما اتّهمتِ بالزّور في معبد ليانوس وأُخذتِ، لم أثق بكِ. كنتُ أعتقد أنّ الاتّهام منطقيّ. وحتّى عندما عدتِ، لم تنجلِ شكوكي تمامًا.”
“نعم …”
“والآن، أصبحتُ أكثر اقتناعًا بهذا الرّأي.”
تنهّدتُ بعمق. كان من المفترض أن أشعر بالصّدمة والظّلم، لكنّني استمعتُ إلى كالسن بهدوء.
“حسنًا، حتّى أنا كنتُ أعتقد أنّها تهمة زائفة حتّى الآن. لكن بعد هذا الوضع، أشعر أنّ هناك شيئًا غريبًا بالتّأكيد. من الطّبيعيّ أن تشكّ بي، السّير كالسن. أنا أيضًا أفكّر في أشياء كثيرة.”
“هل تقصدين أنّها لا تزال تهمة زائفة؟”
“نعم. أن تصدّقني أم لا، هذا خيارك، لكنّ الأمر لا يتعلّق بي تمامًا. ومع ذلك، لا يمكنني نفي شعوري بأنّ هناك صلة ما بي.”
من المؤكّد أنّ تفكير كالسن هو تفكير ليون. لابدّ أنّ ليون وجد صعوبة في مواجهتي مباشرة، فأرسل كالسن ليحصل على الإجابات.
“أودّ التّأكيد أنّ هذا رأيي الشّخصيّ.”
قال كالسن فجأة، كما لو أنّه قرأ أفكاري.
لكن، هل هذا صحيح حقًا؟ أومأتُ برأسي، فبدت عينا كالسن ترتعشان بقلق. تحرّكت شفتاه للحظة، ثم أغلق فمه دون أن ينطق.
‘لمَ يتردّد هكذا؟’
كلّما طال الصّمت، زاد توتّري.
“سيّدتي…”
فتح فمه أخيرًا بعد تردّد وناداني.
“نعم.”
“ما رأيكِ في مغادرة أستير لفترة؟”
“…”
أردتُ أن أسأل لماذا، وهل ليون يفكّر بنفس الطّريقة، لكنّ صوتي لم يخرج، كما لو أنّ أحدًا يخنقني، وأصبح التّنفس صعبًا.
“أعتذر عن قول هذا. أعلم أنّه وقح.”
“وليون؟ ماذا عن ليون …”
لكنّني لم أستطع مواصلة السّؤال وأغمضتُ عينيّ.
“ألا تعلمين؟ إذا قلتِ إنّكِ لن تذهبي، سيطلب منكِ البقاء. لذا، من الأفضل أن تجدي عذرًا مناسبًا وتغادري.”
أن أجد عذرًا مناسبًا لليون، هل هذا حقًا رأي كالسن وحده؟
شعرتُ فجأة بوميض أمل يعود إليّ.
“بالطّبع، لا أثق بكِ تمامًا، ولا أشكّ بكِ تمامًا. لكن، ألم تذكري بنفسكِ أنّكِ تشعرين بأنّ هناك صلة بينكِ وبين الوضع الحالي؟ لهذا أقول هذا.”
“حسنًا، من الصّعب اتّخاذ قرار فوريّ، أرجو أن تمنحني وقتًا للتّفكير.”
“هل تحتاجين وقتًا؟ أليس من الواضح أنّ سيّدة أستير لا ينبغي أن تتردّد في مثل هذا الأمر؟”
شعرتُ أنّ كلامه يعني أنّ تردّدي يجعلني غير مؤهّلة لأكون سيّدة أستير. ربّما كنتُ حسّاسة أكثر من اللّازم؟
“نعم، لم يكن لديّ خيار على أيّ حال. ربّما سأذهب إلى بالانوبو لفترة. قد تظهر الوحوش مجدّدًا، والفيلا في بالانوبو تقع في مكان منعزل، أليس كذلك؟”
“… شكرًا.”
تحدث كالسن وهو يخفض رأسه. كانت نبرته على النّقيض من حدّة كلامه السّابق.
“أعتذر، سيّدتي.”
كرّر كالسن اعتذاره. بدا كما لو أنّه يريد منّي أن أقول إنّني بخير، لكنّني لم أجب. لأنّني لم أكن بخير على الإطلاق.
على الرّغم من تفهّمي له، كان شعور الحزن والاستياء من مغادرة المكان الذي يجب أن أكون فيه أمرًا لا مفرّ منه.
* * *
استمع ليون إلى كلام كالسن دون ردّ فعل.
نظر إليه بعينين متّقدتين وهو يسند ذقنه.
“هل قالت بيلا ذلك حقًا؟”
“… نعم، هذا صحيح.”
تذكّر ليون أنّ بيلا جاءت إلى مكتبه فور عودتها إلى أستير.
لم يستطع استقبالها بسبب تعقيد الأوضاع داخل المكتب، فأرسلها بعيدًا. هل جاءت لتقول ذلك؟
‘لا، لو كانت تنوي الذّهاب إلى بالانوبو، لما توقّفت في أستير وذهبت مباشرة إلى هناك.’
نظر ليون إلى كالسن بتمعّن.
تجنّب كالسن نظراته وأدار رأسه.
عندما سمع أنّ الوحوش ظهرت في أستير، لم يستطع إلا أن يفكّر ببيلا، لكنّه أراد أن يثق بها. ومع ذلك، لم يستطع نفي الشّعور المزعج الذي ظلّ عالقًا في قلبه بشأنها.
وحتّى المساعدون الآخرون، بما فيهم كالسن، تحدّثوا بحذر عن بيلا التي استُدعيت إلى معبد ليانوس. كان مجرّد ذكر اسم بيلا يكفي ليجعل ليون يغضب، لذا لم يستمرّ الحديث.
حتّى لو كان كالسن قد طلب منها الذّهاب إلى بالانوبو، فلا مفرّ من ذلك. كانت هناك مصادفات يصعب تجاهلها.
‘عدم ثقتي ببيلا، هل هذا يعني أنّني لستُ زوجًا جديرًا؟’
عضّ ليون شفتيه بقوّة. شعر بألم في صدره ينتشر في جسده كلّه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات