عندما سمع كلامي الذي استجمعتُ شجاعتي لأنطق به، رفع ليون رأسه المخفوض بضعف ونظر إليّ.
كانت عيناه مليئتين بمشاعر غامضة، لكنه لم ينطق بكلمة ولم يتحرك. انتظرتُ رده بهدوء. لم أكن أنتظر إجابة عن ما إذا كان يحبني أيضًا، فقد سمعتُ تلك الإجابة من قبل.
تشابكت أنظارنا في الهواء بطريقة غريبة.
ابتلعتُ ريقي دون وعي. ربما بسبب الهدوء الشديد في الغرفة، بدا صوت ابتلاعي عاليًا بشكل غير عادي.
لا أعلم إن كان ذلك بسبب الصوت، لكن ليون كسر الصمت وضحك بخفة.
عندما ضحك، شعرتُ فجأة أن ساقيّ فقدتا قوتهما.
في اللحظة التي بدأتُ أضحك معه، جذبني ليون فجأة وعانقني بقوة. كان يضمني بشدة وكأنني سأختنق أو سيتكسر جسدي.
“ستتكسر عظامي.”
قلتُ ذلك بنبرة متذمرة، لكن قلبي لم يعد ملكي بعد الآن.
رفعتُ يدي ولمستُ شفتيّ. لا تزال ذكرى لمسة الأمس تجعل قلبي يخفق بقوة. حتى بعد أن ارتديتُ فستاني وانتهيتُ من تصفيف شعري، لم يصلني أي خبر من ليون.
“سيدتي، يقولون إن السيد في المكتب منذ الصباح الباكر يجتمع مع المساعدين.”
ربما بدوتُ كمن ينتظر خبرًا من ليون، فتبادلت ماري نظرات مع إيمي، ثم خرجت من الغرفة وعادت لتخبرني.
“حسنًا، إنه مشغول إذن.”
أومأتُ برأسي.
تناولتُ إفطارًا خفيفًا وتجولتُ في الحديقة قليلاً.
“بيلا!”
ضرب صوت ليون من بعيد قلبي الذي استعاد هدوءه للحظات. نظرتُ بسرعة نحو مصدر الصوت.
كان ليون ينظر إليّ من نافذة المكتب ويلوح بيده بحماس.
‘ما هذا!’
نظرتُ إليه مذهولة وهو ينظر إليّ بإشراق، لكنني لم أستطع كبح ابتسامتي. ظهر كالسن فجأة خلف ليون بوجه مظلم كالأشباح.
‘أفزعني!’
خفضتُ يدي التي رفعتها بحرج. لاحظ ليون رد فعلي، فالتفت إلى الخلف. ثم اختفى هو وكالسن من النافذة.
رفعتُ حاجبيّ وأنا أرسم تعبيرًا متلهفًا، ثم واصلتُ المشي.
بعد خطوات قليلة، سمعتُ صوت شخص يركض نحوي. قبل أن ألتفت لأرى مصدر الصوت، شعرتُ بذراعين تعانقانني من الخلف.
لم أحتج للالتفات لأعرف أنه ليون.
لمَ يتصرف هكذا وهناك من يرانا؟
حركتُ كتفيّ لأفلت من ذراعيه وابتعدتُ جانبًا.
“الخدم يروننا.”
نظرتُ إليه بنظرة خاطفة.
كنتُ أهدف إلى الحفاظ على هدوئي ظاهريًا مهما كنتُ أحبه، لكن خطتي فشلت منذ البداية.
عندما رأيتُ ليون متجمدًا بعد دفعي له، أردتُ على الفور أن أضع ذراعه على كتفي مجددًا.
“تمالكي نفسكِ، تمالكي.”
أمسكتُ قبضتيّ بقوة وارتجفتُ.
“تمالكي ماذا؟ لا تتمالكي.”
أمال ليون رأسه ونظر إليّ بابتسامة شقية.
“لا، أقصد، هل يمكنكَ الخروج هكذا أثناء الاجتماع؟”
“نعم، لا مشكلة. من سيجرؤ على لومي؟”
يعرف ليون نفسه جيدًا. هززتُ رأسي ومشيتُ إلى جانبه.
“هذا الصباح، عندما سمعتُ أنك في المكتب، أردتُ القدوم إليك.”
ضحك ليون بصوت عالٍ عند كلامي.
“كان يجب أن تأتي. لقد أعددتُ مكانًا لكِ. تعالي متى شئتِ، أنا مستعد دائمًا للإصغاء إليكِ.”
حتى لو كانت مجرد كلمات، لكنتُ شاكرة، لكنني شعرتُ أن ليون يعترف بي تمامًا.
“سيدي!”
بينما كان ليون يحرك شفتيه ليواصل كلامه، جاء جون راكضًا وهو يلوح بيده.
نظرنا إليه مذهولين وهو يركض نحوهما بسرعة. وفي الوقت ذاته، سمعنا ضجيجًا عند بوابة القلعة. التفتنا نحوها بشكل لا إرادي.
كان هناك صوت صاخب يأتي من خارج البوابة، ثم ظهرت راية فرقة الفرسان الإمبراطورية تقطع الريح وهي تدخل القلعة، تلتها فرقة الفرسان بدرعهم الفضية تدخل بسرعة.
أمسكتُ ذراع ليون دون وعي واختبأتُ خلفه قليلاً.
نظر إليّ ليون، ثم مدّ ذراعه بصمت وعانق كتفيّ.
“إنهم فرقة الفرسان الإمبراطورية.”
“أراهم بعيني الآن.”
رد ليون ببرود على كلام جون.
خرجنا من الحديقة ووقفنا جنبًا إلى جنب أمام القلعة. بدأ مساعدو ليون يتجمعون خلفنا بوجه متوتر.
“اعثر على من فتح البوابة دون إذني.”
قال ليون لكالسن بحزم، فأومأ كالسن وتراجع إلى الخلف.
كان هناك شخص مألوف جدًا في طليعة فرقة الفرسان الإمبراطورية.
نزل لوكاس وباقي الفرسان من خيولهم وانحنوا لتحية ليون.
عندما رفعوا رؤوسهم، كانت أعينهم تلتمع بنظرة مريبة.
لا شك أنهم سمعوا عبر الرسول أن ليون لم يعد كما كان.
ربما أمرهم الإمبراطور بالتأكد. لكنهم لم يصدقوا حتى رأوا بأعينهم.
“أحيي سمو الدوق الأكبر.”
بعد أن حيّا لوكاس ليون بوجه خالٍ من التعبير، أدار رأسه نحوي وابتسم وهو يواصل: “سمو الدوقة أصبحت أكثر جمالاً.”
عند كلام لوكاس، تجعد وجه ليون الخالي من التعبير فجأة.
ومع رد فعل ليون، اختفت الابتسامة من وجه لوكاس وبقيت نظرة حادة فقط.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 103"