فقدتُ قدرتي على الكلام أمام اعترافه المفاجئ، وبقيتُ أنظر إليه بعينين متسعتين. شعرتُ بدغدغة في قلبي.
ضربتُ فخذيّ بيديّ.
“استلقِ هنا.”
ما إن نطقتُ حتى أدركتُ ما قلته. كلمات محرجة انطلقت من فمي دون توقف. أصبح ذهني فارغًا تمامًا.
“… .”
تجمد ليون في مكانه وهو يرمش بعينيه. كانت عيناه مليئتين بضحكة مكبوتة. أدار رأسه وكأنه لا يصدق، ثم ضحك بخفة.
“هذا مخيف بعض الشيء.”
“…كما قلتُ من قبل، فكّر مَن الذي تسلل إلى غرفتي.”
تظاهرتُ بالهدوء وأنا أتجنب عينيه، لكن قلبي كان يخفق بشدة لدرجة أنني لم أستطع البقاء ساكنة. تمنيتُ لو أقوم بتمارين رياضية مكثفة تحت ضوء القمر لأتخلص من هذا الشعور.
في اللحظة التي لم أعد أتحمل فيها وقررتُ النهوض، وضع ليون رأسه ببطء على فخذيّ.
تجمدتُ في مكاني وأنا أنظر إليه وهو مستلقٍ على فخذيّ ينظر إليّ بعينين متسعتين. كانت يداي معلقتين في الهواء بشكل غير طبيعي، وكانت عيناه تلتمعان بقوة.
بعد أن حدّق بي لفترة، ضحك ليون بخفة وأغمض عينيه ببطء. ثم قال بنبرة منخفضة وناعسة: “سأستلقي قليلاً فقط.”
بعد أن أغمض عينيه، تمكنتُ أخيرًا من خفض يديّ بشكل طبيعي. تأكدتُ أنه لم يفتح عينيه، ثم نظرتُ إلى وجهه بعناية. بعد مرور بعض الوقت، أصبح تنفسه منتظمًا.
‘هل نام؟’
رفعتُ يدي بحذر ولمستُ شعره ببطء.
تحرك ليون قليلاً، لكنه لم يستيقظ.
“…بيلا.”
خرج صوته منخفضًا.
لم يكن نائمًا إذن؟
رفعتُ رأسي بسرعة، كنتُ قريبة جدًا من وجهه، وعدّلتُ جلستي.
فتح ليون جفنيه ببطء وجلس.
“لم تكن نائمًا؟ ظننتُ أنك نائم.”
“لو كنتُ نائمًا، من يدري ماذا كنتِ ستفعلين.”
ضحك ليون بهدوء، لكنني لم أضحك معه.
اسم كاسيا لا يزال يثقل قلبي كحمل ثقيل. لم أستطع بعدُ أن أفتح قلبي لليون تمامًا.
على الرغم من تأكيدي لمشاعره، فإن عدم اليقين بشأن المستقبل الذي تغير بالفعل خلق جدارًا بيني وبين ليون.
إذا تجاوزتُ هذا الحد، سأكون في خطر.
استند ليون إلى ظهر الأريكة، رفع إحدى ساقيه، وأدار جسده نحوي تمامًا.
كانت عيناه الثاقبتان تراقبان تغيرات تعبيرات وجهي.
لم أتحمل تلك النظرات، فقمتُ فجأة وتوجهتُ إلى النافذة.
عندما فتحتُ النافذة، تسرب نسيم الليل ببطء إلى الغرفة.
“بيلا… هل قلتُ شيئًا خاطئًا؟ إذا كان الأمر كذلك، أنا آسف. لن أفعل ذلك مجددًا. لا تعبسي هكذا.”
اقترب صوت ليون المرتجف تدريجيًا.
لا تقترب، إذا اقتربتَ سأهتز مجددًا.
لكن أمنيتي تبددت بين فتحة النافذة.
اقترب ليون من الخلف، أمسك ذراعي، وأدارني نحوه بسرعة. واجهته دون أن أتمكن من المقاومة.
كان قريبًا جدًا.
لدرجة أنني شعرتُ بأنفاسه.
كانت عيناه الحمراوان مملوءتين بالحيرة بسبب تغير سلوكي المفاجئ.
“… لمَ تحاولين إبعادي؟”
لم أستطع الإجابة على سؤاله.
كانت عيناه، التي تنتظر ردي، مليئة بالمشاعر المتشابكة. بعد أن انتظر طويلاً، عض ليون شفتيه بقوة، أغمض عينيه، ثم فتحهما ببطء.
مدّ يده ولمس خدي بحذر. كانت أطراف أصابعه ترتجف قليلاً. عندما لم أرفض لمسته، اقترب وجهه مني ببطء وحذر.
اختلطت أنفاسه مع أنفاسي.
أمسكتُ يدي المرتجفة بقوة و أغمضتُ عينيّ ببطء.
شعرتُ بأنفاسه، ثم لامست شفتاه شفتيّ بدفء. انتقلت حرارة أنفاسه إليّ. في اللحظة التي انفصلت فيها شفتينا قليلاً، استعدتُ وعيي فجأة.
“انتظر لحظة.”
رفعتُ يدي ودفعته بعيدًا.
كانت عيناه تهتزان كحيوان جريح.
سقطت يده التي كانت على كتفي بلا قوة.
“… هل تكرهينني؟”
أغلقتُ فمي بإحكام وهززتُ رأسي نفيًا.
لم يكن الأمر متعلقًا بالحب أو الكراهية. كان جدارًا بنيته أنا بسبب معرفتي بالمستقبل. وإذا لم أهدم هذا الجدار، ستبقى علاقتي بليون في مكانها.
واليوم، قررتُ أن أهدم هذا الجدار.
من أجل المستقبل الذي سأصنعه بنفسي.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 102"