أغلقتُ فمي بإحكام، وهززتُ رأسي، ثمّ انتزعتُ منديل الأنف الملتصق بملابس ليون، والذي كان يمضغه بشراسة.
أظهر ليون أسنانه وهو يعبّر عن انزعاجه منّي.
“لا أريد! أعيديه إليّ!”
“همف! أنا سأفعل ذلك”
تجاهلتُ كلامه بسهولة ، ومسحتُ أنفه بمهارة.
فرك ليون أنفه، ثمّ مسح المخاط الذي علق بيده على فستاني.
“أوه!”
عندما تحدّثتُ بصوت منخفض قدر الإمكان ، بدأ ليون يتجهّم مرة أخرى.
“يبدو أنّ الدوق يعاني من نوبة غضب شديدة اليوم.”
هززتُ رأسي بيأس و تحدثتُ بتعبير محرج.
على الرغم من أنّ الغرض الرسمي لزيارتي كان تسليم رسالة تهنئة بعيد ميلاد الإمبراطور، إلا أنّ الهدف الحقيقي كان مراقبة تصرّفات ليون.
أومأ مبعوث الإمبراطور برأسه بتعبير يوحي بأنّه يفهم كل شيء، ويبدو أنّه استمتع بالموقف. بعد أن تحقّقوا من حالة ليون، لم يبدُ أنّهم ينوون البقاء طويلًا.
“سأرافقكم إلى الخارج. ليون ، هل يمكنك البقاء بمفردك قليلًا؟”
“لا، لا، مستحيل!”
جلس ليون على الأرض، وبدأ يركل برجليه ويبكي.
نظرتُ إلى وفد المبعوثين بتعبير محرج. تبادلوا النظرات بينهم وبدأوا يلوّحون بأيديهم.
“لا داعي لذلك. لا حاجة لمرافقتنا. سنغادر الآن.”
غادروا غرفة الاستقبال على عجل.
بمجرّد مغادرتهم، توقّف ليون عن البكاء، وقام من الأرض بهدوء بتعبير بارد، ثمّ جلس على الأريكة بثقل.
“اصنعي لي خاتمًا من الزهور.”
قال ذلك بنبرة مليئة بالضجر.
“….”
‘أيّها اللعين، توقّف عن هذا.’
أردتُ أن أصرخ بهذا، لكنّني رفعتُ زوايا فمي بأقصى ما أستطيع.
“إيمي، اذهبي وأحضري الزهور. الزهور الحمراء التي يحبّها الدوق.”
“حسنًا، سيّدتي.”
عند سماع كلامي، رفع ليون رأسه نحوي وابتسم ببراءة.
اختفى تعبيره البارد في لحظة، ونظر إليّ ببراءة زائفة، لكنّ عينيه الحمراوين كانتا تبرقان ببرود. تجاهلتُ تلك النظرات وحاولتُ أن أبتسم بأكبر قدر ممكن من الوداعة.
“سأصنع خاتم زهور جميل جدًا لك.”
* * *
بدأ كلّ شيء من تجربة تناسخ غير عاديّة.
كالعادة، ذهبتُ إلى الفراش، وعندما فتحتُ عينيّ، وجدتُ نفسي في مكان مختلف تمامًا عن المكان الذي كنتُ أعيش فيه. وعندما وقفتُ أمام المرآة، رأيتُ امرأة ذات وجه مذهل الجمال بعيون زمرديّة متلألئة.
قيل لي إنّني كنتُ في العاصمة عند منزل عائلتي، وعدتُ إلى هنا أمس. والأغرب أنّ صاحبة هذا الجسد كانت امرأة متزوّجة.
الأسماء بدت مألوفة بشكل غريب، وعندما التقيتُ أخيرًا بزوجي المزعوم، ليون، أدركتُ أنّني دخلتُ عالم رواية رومانسيّة قاسية قرأتُها في حياتي السابقة بعنوان “أريد أن أكون عقلكَ داخل رأسِكَ”.
في البداية، زوجي هو البطل الرئيسي.
والأمر الأكثر أهميّة هو أنّه كان يُعتقد أنّه أبله، أو بالأحرى، بطل يتظاهر بالبلاهة مع إعدادات مثاليّة مكثّفة.
وأنا، كنتُ الزوجة التي تسيء معاملته، تتجاهله، وتتصرّف كما لو كانت القلعة الأميريّة ملكها بكل وقاحة.
وعندما يأتي عصر الوحوش العظيمة، يكشف ليون عن طبيعته الحقيقيّة، وأنا التي أعيق حبّه مع البطلة القدّيسة، أنتهي ممزّقة على يد الوحوش.
عندما رأيتُ ليون لأوّل مرة، لو لم يكن يسيل من أنفه المخاط، ربما كنتُ قد وقعتُ في حبّه من النظرة الأولى.
رأسي، الذي كان يعاني من الصداع بسبب التناسخ، أضاء فجأة، وكأنّ كلّ أنوار العالم تجمّعت حوله.
شعر أسود وعيون حمراء، كانا يتطابقان تمامًا مع النموذج المثالي للبطل في رواياتي الرومانسيّة.
“واه! إنّها بيل!”
عندما رآني ليون، تفاجأ وتحدّث بنبرة عالية بشكل مبالغ فيه.
اقترب منّي بحركات مرحة لا تتناسب مع حجمه. تفاجأتُ للحظة وتراجعتُ خطوة إلى الوراء، لكنّني توقّفتُ.
لأنّ نظرته أصبحت باردة عندما رآني أتراجع.
فرك المخاط بيده و أمسك بفستاني. كدتُ أن أنفض يده بعيدًا لكنّني تمالكتُ نفسي بصعوبة.
‘المخاط … من فضلك، لا داعي لهذا. أنا أعرف كل شيء.’
كيف يمكنه التحكّم بأنفه بهذه الحرية؟ هل من الممكن أن يكون هذا الشخص حقًا يعاني من سيلان الأنف؟
عندما فكّرتُ أنّه يمكنه قتلي في لحظة إذا أراد، بدأ جسدي يرتجف. بينما كنتُ واقفة دون أن أردّ، هزّ ليون فستاني وأمال رأسه.
يجب أن أقول شيئًا.
“… السيد ليون؟”
لم أكن أعرف كيف كانت بيل تدعوه عادةً ، لذا حاولتُ استدعاء اسمه بحذر. لكنّ وجه ليون ، الذي كان يبتسم بسعادة ، أصبح فجأة خاليًا من التعبير.
أنا الشريرة ، أليس كذلك؟ كيف كانت تدعوه؟ هدأتُ قلبي النابض بقوة و فتحتُ فمي بصعوبة.
“يا، أيّها الوغد”
في لحظة، رأيتُ تجعّدًا في جبينه يظهر ويختفي، وأدركتُ أنّ هذا أيضًا كان خطأ.
في الرواية التي أتذكّرها، كانت بيل تُستخدم لتبرير الحب المحرّم بين البطل والبطلة، ولم تظهر كثيرًا مباشرة، بل كانت تُذكر من خلال تقارير مساعديه عن أفعالها الشريرة وحياتها الماجنة. لذلك، لم أتذكّر التفاصيل جيدًا.
شعرتُ وكأنّها لم تظهر أبدًا في مشهد مع ليون.
كان من المنطقي أن تكون زوجة البطل غائبة عن المشاهد معه لأنّ وجودها كان سيسبّب إزعاجًا كبيرًا.
“سيادة الدوق في طريقه للتنزّه.”
نظر إليّ مساعده، كالسن، بنظرة مليئة بالاحتقار وقال كل كلمة ببطء وتأكيد، كما لو كان يضغط عليّ لاستخدام هذا اللقب.
دوق أو أمير ، أليسا متشابهين؟ سأدعوه بسرعة وأغادر هذا الموقف.
“أوه، سيادة الدوق، استمتع بالتنزّه ووداعًا …”
“لنذهب معًا!”
مسح ليون اللعاب من زوايا فمه بيده، ثمّ أمسك ذراعي بقوة بنفس اليد.
“يا! ستصيب اللعاب ملابسي!”
صرختُ دون قصد. ساد الصمت.
المخاط والآن اللعاب … هذا كثير جدًا!
“…أقصد.”
أضفتُ بهدوء، وبينما كنتُ أتحدّث بصوت خافت، بدأ ليون، الذي تجمّد للحظة، ينادي باسمي.
“بيل، بيل، بيل.”
بدأ يدور حولي بحماس وهو يناديني بـ”بيل” بتعبير سعيد للغاية.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"