راقب لوسيوس بنظره ظهرها وهي تسرع بالخروج من المتجر.
وقبل أن يخطو خطوة، تلوّنت عيناه بانزعاج.
اجتاحه صداع حاد بشكل مفاجئ، فلم يتمكن من فتح عينيه جيدًا.
غطى لوسيوس عينيه بيده و أخذ نفسًا عميقًا.
“يا سمو الدوق؟”
نظر إليه الموظف بوجه مستغرب.
“… الغرض.”
فتح لوسيوس فمه بصوت منخفض وخافت، وهو يبعد يده عن عينيه.
سارع الموظف بتلمّس جيب صدره.
كان لوسيوس زبونًا على علاقة طويلة بالسيد.
دائمًا ما كان يطلب الشيء نفسه، ودائمًا ما كان يعود خالي الوفاض.
لكن اليوم كان مختلفًا، لذا بدا صوت الموظف فيه شيء من الحماسة.
“لم نجد ما طلبتموه، لكن قيل إن هذا قد يفيدك.”
ناول الموظف لوسيوس ظرف رسالة.
أخذ لوسيوس الظرف ووضعه في صدره.
“بلّغه أن يواصل البحث عن الغرض.”
“حسنا.”
خرج لوسيوس من متجر التحف، فما إن فعل حتى وقف بجانبه رجل بدا وكأنه كان بانتظاره.
“يا سيدي.”
الرجل ذو الرداء المقنع كان سيريل، اليد اليمنى للوسيوس.
“هل وجدت الغرض؟”
“……”
“سيدي؟”
أخيرًا نظر لوسيوس إلى سيريل بعدما كان غارقًا في التفكير.
“هل أنتَ بخير؟”
بدت نبرة القلق في صوت سيريل.
“بما أن الفرسان يبحثون عن السيد الصغير في الجنوب، ألا تظن أنه من الأفضل لكَ أن تستريح قليلًا، يا سيدي؟”
كانت رحلة لوسيوس إلى العاصمة غير مخطط لها مسبقًا.
كان في طريقه إلى مكان آخر، لكن حين سمع أن السيد وجد شيئًا أخيرًا، غير مساره وجاء إلى العاصمة.
وكان سيريل يأمل أن يستغل سيده الفرصة للراحة ولو قليلًا.
“هل وجدتَ أي دليل نافع؟”
“أعتذر.”
انحنى سيريل برأسه خجلًا.
“ما زلت أندم.”
“على ماذا؟”
“لقد قتلتُ المدير بسرعة كبيرة.”
قال لوسيوس بصوت بارد.
عندما ذهب إلى المصحّة في الجنوب، علم أن كاليكس قد هرب.
وبتفقده الزنزانة التي كان كاليكس يقيم فيها، فهم السبب.
لقد حُبس كاليكس في زنزانة لا نوافذ فيها، وكان يُقدَّم له طعام بالكاد يُسمى طعامًا: عصيدة خفيفة وخبز صلب يصعب حتى مضغه.
وعند مراجعة السجلات، لم يكن هناك أي شراء للأدوية التي كان كاليكس بحاجة إليها.
كانوا يُهملونه، بل ويختلسون رسوم الإقامة الباهظة.
وكان كاليكس فردًا مباشراً من عائلة إنغرسول.
ما فعله المدير لم يكن أقل من إهانة لتلك العائلة و لسيدها.
قطع لوسيوس رأس المدير في نفس المكان.
‘ما كان ينبغي أن أنهيه بهذه البساطة.’
بالمقارنة مع الجهد الذي يبذله الآن، كان عقاب المدير خفيفًا جدًا.
كان عليه أن يُبقيه حيًا ويستخلص منه كل ما يمكن من معلومات.
نقر لوسيوس بلسانه، ثم نظر إلى سيريل.
“هل حصلتَ على القائمة؟”
“ها هي.”
ناول سيريل الأوراق التي كان قد أعدها إلى لوسيوس.
“إنها قائمة بالأشخاص الذين مروا بالجنوب في الأيام القريبة من اختفاء السيد كاليكس.”
أثناء تسلم الأوراق، أضاف سيريل
“كما تعلم، لا تُفرض رسوم مرور على الأطفال، لذا حتى لو رافق أحدهم الطفل، فلن تُسجل سوى أسماء البالغين.”
كان يعني بذلك أن العثور على من غادر مع كاليكس استنادًا إلى القائمة فقط أمر شبه مستحيل.
لكن لوسيوس لم يُعر الأمر اهتمامًا، وبدأ يقلب الأوراق حتى توقف عند نقطة ما بعينه.
كان هناك تركيز غير عادي لأسماء عائلات نبيلة مألوفة في يوم معين.
لاحظ سيريل نظره وقال
“قيل ان طلاب الأكاديمية البحرية الذين كانوا في عطلة مرّوا من هنا سويًا.”
طلاب الأكاديمية البحرية.
كان السبب الرئيسي لإرسال النبلاء أبناءهم إلى هناك واحدًا في الغالب.
لحبسهم و منعهم من ارتكاب كوارث لا يمكن السيطرة عليها.
فهم يرتدون الزي الرسمي ببذخ ، لكنهم مجرد طائشين يعتمدون على مكانة عائلاتهم لفعل أمور متهورة دون تردد.
وللصدفة، كانوا في الجنوب في ذلك الوقت بالذات.
“سيريل.”
قال لوسيوس وهو يشير إلى الجزء الذي تحوي فيه الأسماء.
“ابدأ بالتحقيق مع هؤلاء.”
ثم نظر مطولًا إلى اسم مدوّن منفصل أسفل القائمة.
جوناثان كرولوت.
“سأتولى أمر هذا بنفسي.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل "8"