‏”هل عدت؟”

‏

‏بينما كنا نخرج من الغابة، ظهر بايك دوها  وتشا سي هيون.

‏

‏نظر بايك دوها إلى ليم يوتشان مرة واحدة، ثم إليّ، وبعد لحظة، ابتسم ابتسامة خفيفة.

‏

‏”يبدو أن شيئًا ما قد حدث.”

‏

‏…حدث شيء ما؟

‏

‏’نعم، شيء مثل أنني كدت أموت.’

‏

“‏لقد ساعدني ليم يوتشان.”

‏

‏”بإمتنان – عميق – سحبني شخصيًا من الماء وأنقذ حياتي.”

‏

‏بالتأكيد، كان من الجيد لو ساعدني قبل أن أسقط… لكنني قررت أن أترك هذا الجزء.

‏

‏”كان اختياري الذهاب إلى الغابة، وإهمالي هو ما أوقعني.”

‏

‏خلف بايك دوها، استطعت رؤية ظهر تشا سي هيون يتحرك بنشاط.

‏

‏”ماذا تفعل؟”

‏

‏”لقد أمسكنا بغزال كان يتجول في الجوار. نحن بحاجة إلى تناول الطعام أيضًا.”

‏

‏شرح بايك دوها نيابةً عن تشا سي هيون، الذي كان مشغولًا بإعداد الغزال الميت.

‏

‏”أرى.”

‏

‏بالتفكير في الأمر، لم نأكل أي شيء منذ أن سقطنا هنا.

‏

‏”اجلس. سيُجهز قريبًا، نحتاج فقط إلى شويه.”

‏

‏كنت على وشك أن أسأل من سيتولى الشواء عندما لاحظت ليم يوتشان يشمر عن ساعديه، لذلك أمسكت لساني.

‏

‏حسنًا، من غَيّرُه سيشويه عندما يكون لدينا نار حية هنا.

‏

‏أدركت فجأة أنه للبقاء على قيد الحياة هنا، لم يكن لدي خيار سوى البقاء معهم.

‏

‏على الرغم من أنني منزعجة من ليم يوتشان لمشاهدته لي وأنا أكافح على الرغم من قدرته على المساعدة…

‏

‏’أعتقد أننا متعادلان منذ أن شتمته.’

‏

‏لقد فوجئت بصدقي للحظه.

‏

‏لحسن الحظ، لم يقل ليم يوتشان شيئًا.

‏

‏حتى أنه ابتسم.

‏

‏ربما لأنني كنت أحدق باهتمام شديد، أدار ليم يوتشان رأسه.

‏

‏التقت أعيننا، وبينما كنت على وشك أن أنظر بعيدًا في حرج، سأل ليم يوتشان أولًا.

‏

‏”ألن تجلسي؟”

‏

‏سؤال هادئ، كما لو أن كل ما حدث للتو كان كذبة.

‏

‏ترددت للحظة قبل أن أجيب.

‏

‏”…سأجلس.”

‏

‏دعنا نأخذ قسطًا من الراحة الآن.

‏

‏لكن لماذا كان يتحدث بشكل غير رسمي منذ وقت سابق؟

‏

‏أردت بشدة مواجهته بشأن ذلك، لكنني شعرت بالذنب، فلم أفعل.

‏

‏”تصنيف C، تبدين مريعة.”

‏

‏بدلًا من ذلك، رددتُ بجفاف على استفزاز تشا سي هيون.

‏

‏”أعلم.”

‏

‏كيف لي أن أبدو بخير بعد كل ذلك؟

‏

‏بالطبع، جفف ليم يوشان ملابسي المبللة تمامًا، لكن حتى شخص مثله من الرتبة S لم يستطع فعل أي شيء حيال وجهي المنهك.

‏

‏”هيونغ نيم، لقد احترق.”

‏

‏”لن يقتلكِ أكله.”

‏

‏”حسنًا، هذا صحيح، لكن…”

‏

‏أرأيت؟ كيف لي أن أكون بكامل قواي العقلية مع كل هذا؟

‏

‏تنهدت وأنا أشاهد الشخص من الرتبة S يحرق، لا، يشوي الغزال.

‏

‏لحسن الحظ أو لسوء الحظ، احترق نصفه فقط، لذلك لا يزال هناك شيء للأكل.

‏

‏اقترب مني بايك دوها وعرض عليّ بعض من لحم غير منزوع العظم.

‏

‏”سيتعين علينا المشي قريبًا، لذا من الأفضل أن نأكل كثيرًا.”

‏

‏المشي؟

‏

‏قبل أن أسأله عما يعنيه، التفت بايك دوها إلى ليم يوتشان.

‏

‏”هيونغ نيم، توقف عن حرقه وكل.”

‏

‏”أنا لا أحرقه، أنا أشويه.”

‏

‏”إذا تم شواؤه حتى يصبح أسود اللون، فهذا يعني أنه محروق فقط.”

‏

‏’سأسأل لاحقًا.’

‏

‏ظننت أنه لا داعي للسؤال على الفور، فحشوت فمي بلحم الغزال.

‏

‏”……”

‏

‏هل كان ذلك لأنني كنت جائعًا؟ كان لذيذًا بشكل مدهش.

‏

‏كان الشعور غريبًا حقًا. التفكير في أنني سأتناول لحمًا هنا. نادرًا ما أتناوله لأنه باهظ الثمن.

‏

‏بينما كنت أمضغ لحم الغزال بعقل مضطرب، ربت تشا سي هيون على كتفي.

‏

‏”بالمناسبة، إلى أين ذهبتِ؟”

‏

‏سأل بسرعة.

‏

‏هز ليم يوتشان كتفيه وهو يقشر السطح المحروق من اللحم.

‏

‏”عندما استيقظت وكنت قد رحلت، ظننت أنك تركتني، لذلك ذهبت للبحث عنك.”

‏

‏”هل ظننت أننا تخلينا عنكِ؟”

‏

‏”أليس كذلك؟”

‏

‏”لا أعرف عنهم، لكنني لست بهذه الدرجة من عدم مراعاة الآخرين.”

‏

‏هذا مضحك. أنتم جميعًا سواء.

‏

‏عندما رأى تشا سي هيون تعبير وجهي، أطلق ضحكة جافة.

‏

‏”هذا صحيح. لقد فوجئت في الواقع عندما اختفيت بينما كنت أقتل بعض الوحوش في الجوار.”

‏

‏”…هل كنتَ قريبًا؟”

‏

‏”أجل. أشعر بالظلم، كما تعلم.”

‏

‏كان الظلام حالكًا لدرجة أنني لم أفكر في النظر بعيدًا.

‏

‏”حسنًا، على الأقل لم يتخلوا عني.”

‏

‏أعتقد أنهم لن يتركوني هكذا.

‏

‏”لقد أسأت فهم الموقف سابقًا. أنا آسف. لكن هل يوجد ماء حولك؟”

‏

‏”ماء؟”

‏

‏”حلقي جاف من أكل اللحوم فقط…”

‏

‏هل سيكون من الغريب لو كان هناك؟

‏

‏كنت على وشك أن أقول “لا بأس” عندما أشار ليم يوشان، وهو ينظر حوله، إلى شيء ما.

‏

‏”اشربي هذا.”

‏

‏ذلك…

‏

‏”أليس هذا سم الوحش؟”

‏

‏كانت جثة وحش الثعبان الذي قتلناه في اليوم الأول.

‏

‏هذا ليس مشروبًا… هل هو جاد؟

‏

‏”آه، هيونغ-نيم! إنها من الفئة C! إنها ضعيفة، أتذكر؟”

‏

‏”هذا صحيح، السم خطير على الفئة C.”

‏

‏أومأ بايك دوها، موافقًا على رأي تشا سي هيون على نحو غير معتاد.

‏

‏على الأقل لدى هذين الاثنين بعض الحس السليم…

‏

‏”هل يجب أن نعطيها دمًا بدلًا من ذلك؟”

‏

‏الحس السليم . تعطيني ماذا؟

‏

‏”نعم، أعطها ذلك على الأقل.”

‏

‏مدّ تشا سي هيون يده.

‏

‏”……”

‏

‏هؤلاء الثلاثة جميعًا فقدوا عقولهم.

‏

‏’هل يمكنني… حقًا النجاة مع هؤلاء المجانين؟’

‏

‏شعرتُ بخسارة حقيقية.

‏

‏

‏                               🌺🌺🌺

‏

‏انتهينا من تناول الطعام وانتقلنا جميعًا إلى الغابة معًا.

‏

‏كان ذلك لأن بايك دوها وليم يوتشان قالا إنهما وجدا كهفًا واقترحا نقل مسكننا إلى هناك.

‏

‏”إذن هذا ما يعنيه المشي.”

‏

‏في الصباح الباكر من أمس، لم يكن الظلام حالكًا فحسب، بل كنتُ أيضًا مشوشًا، لذلك لم أستطع النظر حولي بعناية. ولكن عندما دخلنا أعمق في الغابة، شعرتُ أن الهواء منفتح وصافٍ.

‏

‏على الرغم من أن هذا المكان قيل إنه زنزانة، إلا أن المشي على مهل هكذا بدا، كيف أصفه، وكأنه مسار غابة ستزوره في عطلة نهاية الأسبوع للشفاء.

‏

‏بينما كنا نمر بين الأشجار العظيمة الشاهقة، نشأ سؤال في ذهني.

‏

‏”بالمناسبة، ألا توجد وحوش في هذا الكهف؟”

‏

‏ردًا على سؤالي، أومأ ليم يوشان برأسه في صمت.

‏

‏إيماءته الواثقة زادت من شكوكي.

‏

‏ثم تحدث بايك دوها وكأنه يطمئنني.

‏

‏”لا ينبغي أن يكون هناك أي وحوش، لذا لا داعي للقلق.”

‏

‏”حقا؟”

‏

‏”نعم. على الرغم من أنه كهف، في الواقع…”

‏

‏توقف فجأة عن الكلام. بدا وكأنه أدرك خطأه بعد فوات الأوان.

‏

‏”أنت تعلم أنه من المبالغة ترك الجمل معلقة، أليس كذلك؟”

‏

‏سألتُ بعينين ضيقتين، لكن بايك دوها ابتسم بصمت.

‏

‏ربما كان ذلك بسبب ضوء الشمس، لكنني شعرتُ ببعض الوهج في عيني. اللعنة.

‏

‏لم أستطع الضغط أكثر، وأدرتُ رأسي بعيدًا.

‏

‏”والأهم من ذلك، هل وجدتَ مخرجًا؟”

‏

‏نظر تشا سي هيون، الذي كان يمشي بصعوبة، إلى الوراء في تلك اللحظة. هز بايك دوها رأسه.

‏

‏”لم تكن هناك بوابة هروب، ولا أي شيء آخر بارز. أعتقد أنه قد يتعين علينا العثور على الزعيم النهائي وقتله…”

‏

‏”كيف يمكنك العثور على الزعيم النهائي وأنت لا تعرف ما هو؟”

‏

‏”سنستمر في قتل كل شيء حتى يظهر.”

‏

‏اقترح ليم يوتشان، الذي كان يستمع بهدوء، مثل هذه الطريقة.

‏

‏كم عدد الوحوش التي يعتقد أنها موجودة في هذه الزنزانة التي يتحدث عن قتلهم جميعًا؟

‏

‏”أوه، هذا ليس سيئًا”

‏

‏”إذن دعونا نقتل كل شيء في الوقت الحالي.”

‏

‏”ماذا تعني أنه ليس سيئًا؟”

‏

‏لكن هذين الرجلين متفقان على أنها فكرة جيدة.

‏

‏هل هذا هو حال جميع الرتب S؟

‏

‏شعرتُ فجأةً بمسافة، فسألتُ سؤالًا أكثر واقعية.

‏

‏”ماذا لو لم يكن هناك زعيم؟”

‏

‏”إذن لن نتمكن من الخروج مدى الحياة.”

‏

‏…لم أسأل، متوقعًا إجابةً متطرفة كهذه.

‏

‏هل قتل كل شيء أو العيش هنا إلى الأبد هو الحل الوحيد الذي يمكن لهؤلاء الرجال الثلاثة التوصل إليه؟

‏

‏لا أعرف من الذي أوقعني في هذا النوع من المكان، لكن…

‏

‏”فقط انتظر حتى أقابلك. سأقتلك بالتأكيد.”

‏

‏بينما كنت أسير، وأنا أحترق غضبًا، فجأة ضرب شيءٌ ما جبهتي بقوة

‏

‏”….؟”

‏

‏عندما نظرتُ للأعلى، كان هناك ظهر عريض.

‏

‏توقف ليم يوتشان، الذي كان يسير في الأمام، فجأة.

‏

‏”لقد وصلنا.”

‏

‏”ماذا؟”

‏

‏”الكهف.”

‏

‏أشار بذقنه نحو مكان ما.

‏

‏كان هناك كهف بالفعل.

‏

‏لم يكن مستقيمًا فحسب، بل كان أيضًا بالحجم المناسب، و ليس هناك مجال للضياع.

‏

‏”إنه جميل حقًا، لكن…”

‏

‏بينما كنتُ أنظر حولي في الكهف، لم يسعني إلا أن أفكر.

‏

‏”ما الذي حدث هنا بحق الأرض؟”

‏

‏كانت جميع الأشجار المحيطة هنا نصف مقطوعة، وكان العشب يحمل علامات حروق.

‏

‏حتى أن هناك جثة وحش، لكنها كان-اسوداً لدرجة أنه كان من الصعب تمييز شكله الصحيح.

‏

‏كما لو كان قد التهمته نيران هائلة

‏

‏نظرتُ إلى بايك دوها بعينيّ، طالبًا تفسيرًا. عندما التقت أعيننا، ابتسم ببراءة.

‏

‏’دعنا لا نحاول أن نفهم.’

‏

‏بدا من الأفضل الاستسلام.

‏

‏”دعنا ندخل بسرعة.”

‏

‏أومأت برأسي فقط وتبعت خطوات بايك دوها .

‏

‏كان ليم يوتشان سريعًا جدًا لدرجة أنه كان بالفعل داخل الكهف.

‏

‏”إنه بالتأكيد أفضل من مساحة مفتوحة.”

‏

‏بينما كنت أتجه نحو الكهف، أفكر أنني قد أتمكن أخيرًا من الراحة قليلًا…

‏

‏[[النظام] تم تفعيل «المهمة الرئيسية 3»!]

‏

‏

‏’ماذا؟’

‏

‏[[النظام] المهمة الرئيسية 3: حماية]

‏

[‏قاعدتُك الجديدة]

‏

[‏الوحوش تستهدف قاعدتك.]

‏

‏[تخلص من التهديدات لراحة بالك.]

‏

[‏المهلة الزمنية: لا يوجد.]

‏

‏[الفشل :الموت.]

‏

‏[المكافأة: تذكرة اختيار مهارة من الرتبة C ](1)

‏

‏وحوش؟

‏

‏هنا؟

‏

‏حدقت في المهمة بنظرة فارغة وفمي مفتوح.

‏

‏ألم يقل بايك دوها إنه لا يوجد أي وحوش؟

‏

‏إما أن كلمات بايك دوها كانت خاطئة أو أن المهمة كانت خاطئة، ولكن بصراحة، إذا كنا نتحدث حول المصداقية…

‏

‏أمسكت بسرعة بتشا سي هيون، الذي كان يدخل الكهف.

‏

‏”ماذا؟ لماذا؟”

‏

‏بدا عليه الحيرة.

‏

‏”هذا ما أريد أن أسأله…”

‏

‏ابتلعت ريقي بصعوبة ونظرت إلى الكهف.

‏

‏هل هذا مجرد خيالي أن الكهف، الذي بدا مريحًا للغاية حتى لحظة مضت، يبدو الآن غريبًا؟

‏

‏”هل أنت متأكد من عدم وجود وحوش هنا؟”

‏

‏”بالتأكيد…”

‏

‏بالطبع؟

‏

‏”لا أعرف، في الواقع.”

‏

‏كدت أتعثر للحظة. هل تمزح معي؟

‏

‏”أنت من الرتبة S ولا تعرف ذلك حتى؟”

‏

‏”عادةً ما أشعر بهم، لكنني لا أشعر بأي شيء هنا. لذا لا ينبغي أن يكون هناك أي شيء، أليس كذلك؟”

‏

‏هز تشا سي هيون كتفيه بوجه لا يبدو مكترثًا على الإطلاق.

‏

‏”لا أشعر بأي شيء؟”

‏

‏ألا يمكن أن يكون هذا صحيحًا؟

‏

‏عندما رأى تشا سي هيون تعبيري المرتبك، حرك شفتيه ثم تنهد.

‏

‏”على أي حال، هذه الزنزانة معقدة. لماذا تسأل ذلك؟ هل تعتقد أن هناك شيئًا ما بالداخل؟”

‏

‏”ليس الأمر كذلك تمامًا…”

‏

‏أخبرتني المهمة بذلك.

‏

‏عضضت شفتي بشدة، وأنا أنظر إلى النافذة العائمة في الهواء.

‏

‏”إذا ظهر شيء ما، فسنقتله. ما الذي يدعو للقلق؟”

‏

‏’.. آه، إذًا هذه هي طريقة تفكير الرتبة S.’

‏

‏بعد أن فهمتُ شيئًا لم أرغب في فهمه، شعرتُ باستنزاف طاقتي.

‏

‏بينما كنتُ أنظر إلى الكهف الغريب، تنهدت.

‏

‏’سيكون كل شيء على ما يرام، أليس كذلك؟’

‏

                          🌺🌺🌺

المترجمه : Lomy

‏