‏لم أستطع إلا أن أحدق فيه بنظرة فارغة في حالة من عدم التصديق.

‏

‏’لماذا يظهر هنا؟’

‏

‏في المسافة، لمحتُ جرو ذئب صغيرًا بشكل رائع. بدأ ينبح بلا انقطاع على العنكبوت.

‏

‏”انتظر، كن حذرًا-!”

‏

‏في تلك اللحظة، بدأ جسم العنكبوت الكبير يستدير ببطء. تحولت نظرته الشرسة مني إلى جرو الذئب.

‏

‏”هل يمكن أن يكون…”

‏

‏هل لفت انتباهه؟ على الرغم من حالتي المضطربة، كانت هذه فرصة بالكاد وجدتها.

‏

‏بينما كان انتباه العنكبوت مركّزًا على جرو الذئب، فكرتُ بسرعة.

‏

‏فكّر. ما هي المهارة التي أحتاجها بشدة الآن؟

‏

‏أولًا، التقطتُ البندقية بيديّ مرتعشتين.

‏

‏بانج! كان التصويب خاطئًا قليلاً، وخدشت الرصاصة ذراعي. لحسن الحظ، بدت وكأنها أصابت الخيط، مما أدى إلى حدوث ثقب.

‏

‏بانج! أطلقتُ النار من البندقية مرة أخرى بالقرب من المنطقة التي كان قد تم ثقبه بالفعل، وأخيرًا، تحررت إحدى ذراعيّ. بمجرد أن تمكنت من الحركة، كانت مسألة وقت فقط قبل أن أتحرر تمامًا من الخيوط.

‏

‏سقطت الخيوط التي كانت تلف جسدي على الأرض بصوت مكتوم، ووقفت على ساقين مرتعشتين.

‏

‏بمجرد أن رأيت العنكبوت يحاول بصق خيوطه نحو جرو الذئب كما في السابق، رفعت ذراعي عالياً.

‏

‏بانج!

‏

‏”مهلاً.”

‏

‏تردد صوت إطلاق النار في السماء.

‏

‏”الآن قاتلني.”

‏

‏                           🏵️🏵️🏵️🏵️

‏

‏ووش!

‏

‏استدارت تشا سي هيون فجأة.

‏

‏”ماذا؟ هل هناك شيء ما؟”

‏

‏”لا، ليس هذا…”

‏

‏تسمع شيئًا؟ أمال رأسه لفترة وجيزة قبل أن يتحدث مرة أخرى.

‏

‏”على أي حال، هل تقول إنه يجب علينا التخلي عن يو يي جو والهرب؟”

‏

‏”ليس الأمر كذلك تمامًا، ولكن إذا كانت تلك النهاية هي طريق الهروب وانتهى بنا الأمر في موقف لا خيار لنا فيه سوى الهروب، فسيتعين علينا الذهاب أولًا.”

‏

‏”هاه…”

‏

‏أغمض تشا سي هيون عينيه ببطء وفتحها.

‏

‏”أنت، مهما كان الأمر، أليس لديك أي-“

‏

‏”استيقظ يا تشا سي هيون.”

‏

‏قاطعه بايك دوها قبل أن يتمكن من الانتهاء.

‏

‏”أعلم أنك لطالما عشت تحمي الضعفاء وتعطيهم الأولوية.”

‏

‏تمامًا كما يعرف تشا سي هيون بايك دوها جيدًا، فإن الأمر نفسه ينطبق على بايك دوها.

‏

‏”لكنني لن أتفق معك عندما نواجه الموت.”

‏

‏تلقى تشا سي هيون ضربة مباشرة في مكان الألم، ففتح وأغلق فمه عدة مرات. لم تكن كلمات بايك دوها خاطئة تمامًا. حتى لو قالاها معًا، إذا كان الأمر يتعلق بالاختيار بين يو يي جو وبينه، فسيختار نفسه بالطبع.

‏

‏كان على المرء أن يكون قاسي القلب في مواجهة البقاء. ولكن مع ذلك…

‏

‏”أنت تعلم أنك قاسٍ للغاية، أليس كذلك؟”

‏

‏حتى لو كانت نهاية هذا الطريق هي المخرج، فإنه يبدو مقلقًا، والعودة إلى يو يي جو لأنه لا يوجد شيء هناك تبدو مقلقًا أيضًا.

‏

‏”إذا استغرقنا وقتًا طويلاً، كان يجب أن نطلب منها على الأقل أن تتبعنا.”

‏

‏”كان يجب أن تلاحظ ذلك كثيرًا وتتبعنا بالفعل.”

‏

‏تنهد بايك دوها وهو ينزل على طول أرضية الكهف غير المستوية. راقب تشا سي هيون ظهره بهدوء، بالكاد يمكن رؤيته في الظلام، قبل أن يتحدث

‏

‏”أنت… ألا تعتقد أنها ربما لاحظت ذلك؟”

‏

‏في تلك اللحظة، تردد بايك دوه.

‏

‏يصبح قاسي القلب بشكل مفرط عندما يتعلق الأمر بـ “البقاء على قيد الحياة”. تشا سي هيون يعرف ذلك أيضًا.

‏

‏”…..”

‏

‏”بايك دوها؟”

‏

‏كان ذلك حينها. سُمع صوت مألوف من الجانب الآخر.

‏

‏”أوه، هيونغ نيم؟”

‏

‏رد تشا سي هيون قبل بايك دوها.

‏

‏نظر للأعلى، وكان هناك ليم يوتشان. تعرف ليم يوتشان على الفور على الاثنين وفتح يده. ووش! ارتفعت ألسنة اللهب الساخنة من أطراف أصابعه.

‏

‏”هيونغ نيم، ما الذي أخرك كل هذا الوقت؟! ظننتك ميتًا!”

‏

‏عندها فقط، عندما رأى وجه ليم يوتشان السليم في الكهف المضيء الآن، أحدث تشا سي هيون ضجة. عبس ليم يوتشان قليلاً.

‏

‏”كان الكهف واسعًا بشكل مدهش. استغرق الأمر بعض الوقت لاستكشافه بالكامل.”

‏

‏”كل ذلك؟ لا عجب أنك استغرقت كل هذا الوقت.”

‏

‏”كم استغرقت؟”

‏

‏”يوم ونصف.”

‏

‏صمت ليم يوتشان، ويبدو عليه الدهشة. بدا أنه فقد إحساسه بالوقت بعد أن علق في مثل هذا المكان المظلم لفترة طويلة.

‏

‏”حسنًا، لم يمضِ وقت طويل على الإطلاق. لماذا أتيت؟”

‏

‏”أحيانًا توجد مخارج تجذب الناس، لذلك اعتقدنا أن ذلك ربما حدث.”

‏

‏”لم يكن هناك مخرج.”

‏

‏كل ما رآه هو الوحوش، وحتى بعد قتلهم جميعًا، لم يظهر شيء.

‏

‏في البداية، لم يكن ليم يوتشان سريعًا على قدميه بشكل خاص.

‏

‏ولم يكن من النوع الذي لا يتحلى بالصبر.

‏

‏الأمر فقط أن الكهف، كونه وكرًا للوحوش، كان شاسعًا إلى ما لا نهاية، وكان يستكشفه ببطء وكان على وشك المغادرة عندما وصلوا.

‏

‏”انظر، لقد أخبرتك أنه كان بإمكاننا الانتظار لفترة أطول قليلاً.”

‏

‏”لم تقل ذلك أبدًا.”

‏

‏”لقد فكرت في ذلك في داخلي.”

‏

‏”لكن…”

‏

‏بدأ ليم يوتشان، الذي كان يستمع إلى مشاحنات تشا سي هيون وبايك دوها المألوفة، في التحدث ببطء. سأل عن شيء كان يثير فضوله لفترة من الوقت.

‏

‏”أين يو يي جو؟”

‏

‏

‏                           🏵️🏵️🏵️🏵️

‏

‏بانج!

‏

‏مع صوت يصم الآذان، طارت الرصاصة في السماء.

‏

‏كان الصوت أعلى بعدة مرات من نباح جرو الذئب.

‏

‏”صه!”

‏

‏بعبارة أخرى، كان كافيًا لجذب انتباه وحش العنكبوت

‏

‏

‏التفتت عيناه إليّ. بدا منزعجًا وهو ينظر إلى المخلوق العاوي ويمد ذراعه مستقيمًا.

‏

‏بانج!

‏

‏اخترقت رصاصة واحدة سريعة مباشرة.

‏

‏”كيكي!”

‏

‏ليست الساق، بل العين في أعلى اليمين.

‏

‏كما هو متوقع.

‏

‏كنت أعلم أن ذلك سيكون قابلاً للاختراق. أخيرًا، شعرت ببعض الراحة من الإحباط، فأطلقت رصاصة أخرى على عين المخلوق العاوي اليسرى.

‏

‏فهمت.

‏

‏لقد أصابت هذه الرصاصة الهدف أيضًا.

‏

‏سمة وحش العنكبوت هي خيطه السريع، لكن حركته الفعلية بطيئة.

‏

‏الضعف سهل للغاية.

‏

‏هل هذا ما يعنيه أن تكون في المستوى المتوسط؟

‏

‏ومع ذلك، هذا الحجم أكبر مني بكثير.

‏

‏كدتُ أموت من شدة الاختناق بالخيوط.

‏

‏أطلقتُ الرصاصة المتبقية، مما أدى إلى إتلاف العين الثالثة للعنكبوت.

‏

‏عوى المخلوق بصوت عالٍ من الألم. على الرغم من ذلك، حدقتُ في العين المتبقية للحظة قبل أن أحرك قدمي.

‏

‏من ملاحظتي، بالكاد استخدم عينيه.

‏

‏تحرك نحو مصدر الصوت، وبدت عيناه غير مكتملتي النمو، بالكاد قادرتين على تحديد الأشياء أمامهما مباشرة.

‏

‏علاوة على ذلك، مع عين واحدة فقط متبقية، سيرى أقل.

‏

‏حتى الآن، كان يتحرك بشكل أعمى نحو الصوت ثم…

‏

‏ارتطام!

‏

‏سقط مباشرة في البحيرة.

‏

‏بدا مرتبكًا للغاية، لوح بساقيه الأماميتين فوق الماء. أتساءل عما إذا كان سيخرج. راقبته في حيرة للحظة، ثم ابتسمت قليلاً.

‏

‏”يمكنني تركه هكذا.”

‏

‏ووش! ارتفع شيء ما فوق الماء. أعرف هذا جيدًا.

‏

‏”الشيء الذي كاد يقتلني…”

‏

‏عندما خطرت هذه الفكرة في ذهني، شعرت بالقلق وأرسلت قشعريرة أسفل رقبتي.

‏

‏ووووش!

‏

‏ارتفعت المياه من البحيرة.

‏

‏جعلني الصوت الصاخب وقطرات الماء التي تضرب وجهي أستعيد وعيي. نظرت لأعلى لأرى مجسات الكراكن، التي انفجرت عبر الماء، ملفوفة حول العنكبوت.

‏

‏لا أعرف فرق المستوى بين الوحشين، ولكن في بيئة مائية، سيكون للكراكن الأفضلية بالتأكيد.

‏

‏كما هو متوقع، سحب الكراكن العنكبوت تحت الماء.

‏

‏قرقرة، فقط بعد سماع صوت الفقاعات من تحت الماء أدرتُ وجهي.

‏

‏[النظام] لقد أكملتَ “المهمة الرئيسية 5”!

‏

‏إشعار نافذة النظام يُشير إلى النهاية، و…

‏

‏”هل أنت هنا؟”

‏

‏لمحتُ الرتب S تخرج من الكهف.

‏

‏                           🏵️🏵️🏵️🏵️

‏

‏عندما خرجوا من الكهف، كانت أول الأشياء المرئية هي الأشجار المتشابكة، والخيوط البيضاء المتناثرة تحت الأشجار، وبحيرة هادئة بشكل لا يُصدق.

‏

‏في هذا الموقف، الذي أظهر بوضوح علامات اضطراب، كانت تشا سي هيون أول من تحرك.

‏

‏”هل أنتِ مصابة؟”

‏

‏نظر إليه يو يي جو في حيرة وهو يفحص جسدها، ثم حكت رأسها.

‏

‏”أنا لستُ مصابة.”

‏

‏”ماذا حدث؟”

‏

‏”فقط، كان هناك عنكبوت، لذلك رميته للكراكن كطعام.”

‏

‏تخيلت يو يي جو الكراكن وهو يستمتع بوجبته الكبيرة بسعادة في تلك اللحظة، ثم نظرت إلى الأعلى.

‏

‏”والأهم من ذلك، أنكم بخير.”

‏

‏وقعت عيناها على ليم يوتشان.

‏

‏”كان الكهف واسعًا، لذلك قال إنه كان يستكشفه بالكامل قبل أن يعود. لم نقلق من أجل أي شيء.”

‏

‏شرحت تشا سي هيون بإيجاز، ثم أضافت،

‏

‏”لنذهب الآن. من الأفضل أن نتحرك قبل أن يحل الظلام.”

‏

‏مع حلول الظلام، تصبح الوحوش أكثر نشاطًا، لذلك تحتاج إلى الانتقال إلى الكهف بأسرع ما يمكن. أومأت يو يي جو برأسها، ثم توقفت فجأة عندما خطرت لها فكرة. تعالوا نفكر في الأمر…

‏

‏’هل غادر الذئب؟’

‏

‏مهما نظرت حولها، لم تستطع رؤية المخلوق الذي ظهر فجأة وساعدها. فقط بعد التأكد من غياب الذئب، بدأت يو يي جو بالمشي.

‏

‏أخيرًا، تحرك بايك دوها، الذي كان يراقبها من الخلف.

‏

‏تحدثت يو يي-جو وهي تسير بين بايك دوها وليم يوتشان.

‏

‏”إذن، لم يكن هناك مخرج على الإطلاق؟”

‏

‏”ربما كان الضوء الذي رأيته إحدى مهارات الوحش.”

‏

‏”هيونغ-نيم، توقف عن الوقوف هناك وأضئ لنا الطريق.”

‏

‏قالت تشا سي هيون، التي كان يمشي في المقدمة. تنهد ليم يوتشان، ورفع يده ليُشعل لهبًا أحمر ساطعًا، واقترب من تشا سي هيون.

‏

‏سار بايك دوهل ويو يي-جو في صمت، خطوة خلف الاثنين الآخرين.

‏

‏نظرت يو يي-جو إلى السماء المظلمة للحظة، ثم خفضت نظرها إلى ظهر ليم يوتشان.

‏

‏كان ليم يوشان بأمان.

‏

‏ومع ذلك، لا أحد يعرف مكان المخرج.

‏

‏”لا بأس.”

‏

‏كسرت يو يي-جو الصمت فجأةً بصوتٍ مكتوم.

‏

‏ارتعشت أطراف أصابع بايك دوها.

‏

‏”ظننتُ أنكِ تراقبينني عن كثب.”

‏

‏وكأنها تقول إنه لا داعي لذلك، أغمضت يو يي-جو عينيها ببطء وفتحتهما. استوعبت بايك دوها صوتها بصمت، متذكرةً ما قالته تشا سي هيون.

‏

‏’أنت… ألا تعتقدين أنها ربما لاحظت ذلك؟’

‏

‏كان يعلم أن شخصًا بمثل إدراكها يمكنه بسهولة اكتشاف الأمر.

‏

‏لكنه تجاهله عمدًا.

‏

‏كان يعتقد أنه خيار لا مفر منه للبقاء على قيد الحياة.

‏

‏ومع ذلك، شعر بعدم الارتياح لإدراكها أنه تخلى عنها.

‏

‏لقد تجاهل تشا سي هيون بالقوة.

‏

‏                          🏵️🏵️🏵️🏵️

‏

‏المترجمه : ®~Lomy ~®