في الجزءِ الأوّل، كان على المتقدّمينَ الدخولُ إلى غرفةٍ حسبَ ترتيبِ استدعائِهم، لتقديمِ تعريفٍ بأنفسِهم والإجابةِ على أسئلةٍ أمامَ أساتذةِ الأكاديميّة.
لم تكن الأسئلةُ صعبة.
كانت مطابقةً تمامًا لورقةِ الأسئلةِ التي كتبتْها ليليا في أوّلِ درسٍ مع المعلّمةِ بيليندا.
ما الذي تحبّينَه وما الذي تكرهينَه؟ ما هواياتُكِ وكيفَ تتخيّلينَ نفسَكِ في المستقبل؟
لكن إجاباتِ ليليا قد تغيّرتْ منذ ذلك الحين.
لأنّ الأشياءَ التي تحبُّها أصبحتْ أكثرَ بكثير.
لم تكن مقتصرةً على أمّها وما يتعلّقُ بها فقط.
“أحبُّ أمي وجدّتي، وكلَّ من يحبُّ ليليا. والأشياءُ التي أحبُّها تتزايدُ كلَّ يوم، حتّى لو تحدّثتُ طوالَ اليومِ لن يكفي!”
أمّا ما تكرهُه، فقد كان محصورًا في الأشخاصِ الذين يؤذونَ أمّها.
لكن…
“الناسُ الذين يؤذونَ الآخرين. خاصةً اللصوص، يجبُ أن يذهبوا جميعًا إلى السجن!”
ضحكَ الأساتذةُ على إجابتِها الجريئة.
وأومأ البعضُ بجدّيّةٍ وهم يوافقونَها.
كما تحوّلتْ الألعابُ التي كانت تستمعُ بها إلى مهاراتٍ مميّزة.
“مهارتي الخاصّةُ هي صنعُ رجالِ الثلج.”
“…رجالُ الثلج؟”
“ألم تصنعوا رجلَ ثلجٍ من قبل، أيّها الأساتذة؟”
بفخرِها، أبدى الأساتذةُ، الذين نادرًا ما رأوا الثلجَ متراكمًا، اهتمامًا مفاجئًا بالشمال.
“إذًا، من تريدينَ أن تكوني في المستقبل؟”
تردّدتْ ليليا عند السؤالِ الأخير.
في السابق، لم تكن تجيبُ عليه أبدًا، لأنّها لم تكن تتخيّلُ صورتَها المستقبليّة.
لكن الآنَ كان الأمرُ مختلفًا. ربّما بسببِ حلمٍ رأتْ فيه نفسَها كبيرةً مثلَ أمّها، أو لأنّها نضجتْ مع مرورِ الوقت.
لا تعرفُ السببَ بالضبط، لكنّها أصبحتْ قادرةً على الإجابة.
“أريدُ أن أكونَ شخصًا يمدُّ يدَ العونِ لمن يحتاجُها.”
مثلَ أمّها رنايا، التي مدّتْ يدَها لليليا عندما كانت وحيدة.
مرَّ الامتحانُ الأوّلُ بسرعة.
بعد استراحةٍ قصيرة، جاء الامتحانُ الثاني.
وزّعَ الأساتذةُ أوراقًا وأقلامًا على جميعِ المتقدّمين، وشرحوا الامتحانَ باختصار.
“الامتحانُ الثاني هو كتابةُ رسالةٍ إلى شخصٍ تحبّونه. أنتم من تختارونَ من.”
في الماضي، لم تكن ليليا تعرفُ كيفَ تعبّرُ عن حبّها للأشخاصِ الذين تحبّهم.
كانت تعتقدُ أنّ طاعتَها لأمّها هي طريقةُ التعبيرِ عن الحبّ.
لكن الآنَ تغيّرَ الأمر. بفضلِ الحبِّ الكبيرِ الذي تلقّتهُ من أمّها ومن العمّ، أصبحتْ تعرفُ كيفَ تعبّر.
التعليقات لهذا الفصل " 68"