في ذلكَ اليومِ الذي شُردت رنايا بإفكارها ، ثم سمعت صراخَ المرأةِ المسكينةِ مع ذلك الرجل البغيضِ واندلعت بشراسةٍ، تعرّضتَ رنايا للتوبيخِ الشديد من هيلدي لأنها كسرت رأس ابن شخصٍ ثمين.
كانتَ رنايا تَشعر بالظلمِ، فقد بذلتَ قصارَى جهدَها للحفاظِ على مزرعة التفاح التي تخصُ جَدتها وعَائلتها.
“لماذا فعلتُ ذلك؟”
لكنه لم تستطع أن تُخبرها بالحقيقةِ.
جدتها لن تصدّق القصة العبثية التي تقول إن زوج المرأة المجاورة سيشعلُ النار في القرية بعد ثماني سنوات.
“رأيتَ أنَ المرأةَ في المنزلِ المُجاور لم تحبَ ذلكَ…”
“حتى لو كان الأمر كذلك، هل علّمتك هذه العجوز أن تضرب الآخرين؟”
“… لا.”
“لحسن الحظ أن صندوق التفاح كان هشًا، لو كان قويًا وجديدًا… مجرد التفكير في الأمر يقشعرّ بدَني.”
الرجل الذي فقد وعيه بعد أن أصابه صندوق التفاح، كان يعاني فقط من تمزق طفيف في فروة رأسه، ولم يكن هناك ما يدعو للقلق.
شعرت هيلدي بالارتياح الشديدَ لأن الأمَور لم تزدادَ سوءًا.
“أنا أيضًا تعرّضت للإصابة اليوم…”
“هل رأسكِ ليس قويًا بما يَكفي؟”
“… “
كان من الظلم أن يقلق الجميع فقط على ابن الآخرين الذي ضربه صندوق التفاحِ الضعيفِ، بينما كانت حفيدتها التي فقدت وعيها بسبب إصابتها بالتفاحِ تُهمل.
شعرت رنايا بالحزن، لماذا وُلدت بهذا الدماغِ الصلب؟
“اعتذر جيدًا غدًا.”
“… نعم، جدتي.”
تخلّت هيلدي عن رنايا المحبطةِ ودخلتَ غرفة النوم.
نظر رنايا إلى شمعة متأرجحة، وبزّت شفتيها.
حقًا لا أريد القيام بذلك ، والأعتذارَ.
في تلكِ اللحظة، سُمعت طرقات على الباب من الخارج. فتحت رنايا الباب قليلاً لتتفقد الزائر، وفتحت عينيها على مصراعيهما.
كانت الضيفة هي سيلين.
“أهلاً… شكرًا لمساعدتكِ اليوم.”
انحنت سيلين برأسها.
كانت هيلدي تكره الضجيج أثناء وقت العشاء، لذا خرجت رنايا بسرعةٍ وأغلقَت الباب جيدًا.
“لم أستطع أن أشكركِ بشكل صحيح في السابق، لذلك أريد أن أعبر عن امتناني. شكرًا جزيلًا.”
“هل أصبتِ في أي مكان؟”
“آه… لا، لم أُصبْ.”
تنفست رنايا الصعداء. كانت مرتاحةً لأن مستقبل مزرعة التفاح لا يزال مشرقًا.
“هذه هدية تعبيرًا عن شكري لمساعدتك. ليست مبلغًا كبيرًا، لكن رجاءً تقبليها.”
مدّت سيلين حقيبة صغيرة بها ذهب كجزء من المال الذي جمعته من بيع بعض متاعها هربًا.
لكن رنايا هزّت رأسها.
“لا، لم أساعدكِ من أجل المال. خذي نقودكِ.”
“لكن، إن لم تُقبلي بالهدية…”
“مهلاً.”
قطعت رنايا كلام سيلين بحزم.
“لا أدري ما ظروفك، لكن هل لا تفكرين في العودةِ إلى مكانكِ الأصلي؟”
تصلّب وجه سيلين بشكل واضح.
لنعُد قليلًا إلى رواية “سيلين غريويل”. كما يدل العنوان، هي قصة قصيرة تحكي عن نمو الشخصيةِ سيلين.
القصة بسيطة جدًا، يمكن تلخيصها بجملة واحدة:
سيلين، البطلة الهاربة، تتجاوز جراح الماضي وتحسن علاقتها بزوجها الذي كان أسَوأ من أي شخصٍ آخر.
أي أنها نهاية سعيدة مغلقةٌ بإحكامٍ.
لذلك، بدلاً من الدوران والويلات ثم السعادة، ربما من الأفضل العودة الآن للمصالحة والعيش بسلام.
على الأقل، هكذا كانت فكرة رنايا.
“ليس فقط من أجلكِ، بل من أجل الطفل أيضًا.”
عند سماع كلمة “طفل”، أمسكت سيلين بطنها بلا وعي، ونظرت إلى رنايا بوجه يوشكَ على البكاءِ.
“أنا جئتُ هنا من أجلِ الطفل.”
“…..”
“هذه الطريقة الوحيدة ليكون الطفل سعيدًا. رُبما لن تفهَمي ما أقوله…”
شعرت رنايا وكأنها تلقت ضربةً على رأسها.
والدموعُ التي سالت من عيني سيلين أضافت ثقلًا على قلبها.
جدير بالذكر أن سيلين في الرواية لم تفكر في العودة حتى تمَ اكتشافُ أمرها من زوجها.
حتى بعد أن التقت به مرة أخرى، لم تفتح قلبها لهُ على الفور.
على الرغم من أن العلاقَة تحسنَت لاحقًا، إلا أن ذلكَ كان سرًا لا يعلمه سوى رنايا.
‘في ذلكَ الوقت، كان الهروبُ الخيارَ الأفضل لسيلين.
زوجها كان أسوأ زوجٍ يمكن أن يتصورهُ القارئ، ولم تكن سيلين سعيدة إطلاقًا.’
زوج سيلين، اللورد روتشستر، لم يَعاملها يومًا كزوجةٍ.
كان يعتبرها مجرد أداة لإنجابِ طفلٍ.
بالطبع، كان لديه أسبابه الخاصة التي اضطرتهُ لأن يكون قاسيًا معها.
كانت عائلة اللورد روتشستر تعاني من صراع عائلي عنيف بسبب صراعَ فرعي على رئاسة العائلة.
من أنهى هذا الصراع هو اللورد روتشستر الحالي، الذي كان من الفروع الجانبيةِ للعائلةِ.
والزوج الذي تزوجته سيلين هو الابن الوحيد الذي يعتني به ذلك اللورد.
كان صغيرًا جدًا خلال فترة الصراع، ولذلك أصبح حساسًا جدًا ولا يثق بالآخرين بسبب سنوات من الخطر المستمر.
لكن حتى مع وجود هذه الظروف، لا يمكن تبرير إلحاق الأذى بالآخرين.
‘… رُبما كنت أنانيةً جدًا في تفكيري. لم أهتم حقًا بحال سيلين الحالية.’
ندمت رنايا على كلماتها المتأخرة. فكرّت في كم كان الأمر مخيفًا وصعبًا على سيلين أن تهرب وهي حامل.
“أوه، ما قلته قبل قليل…”
“هل أنا عبءٌ عليكمَ؟”
“….”
“آه… في الحقيقة لا حاجة لأن أسأل، بالطبع أنا عبء. لأن القرية الهادئة تحولت إلى فوَضى بسببِ وجودي.”
كانت سيلين تلوم نفسها دائمًا.
بسبب حياتها التي قضتها في مراقبةِ أعين الآخرين، انخفض احترامها لذاتها إلى الحضِيض.
“أنا آسفةٌ.”
انخفضت سيلين برأسها ومسحت دموعها بظهر يدها ثم رحلت.
بدت هشةً للغاية لدرجة أن مظهرها من الخلف أثار الشفقة.
كانت سيلين عازمة على عدم العودة أبدًا، لأنها متأكدة أنها لن تكون سعيدة إذا عادت.
شاهدت رنايا ظهرها وهي تبتعدُ، وشدت قبضتها.
“هل أبدو كمواطنة تغار من جَارتها الجديدةِ؟”
رغم شعورها بالذنب، ظنت أن هذا لا بدَ منه.
فقط إذا غادرت سيلين الآن، يمكن ضمان سلامة قرية لوكل.
حتى لو جاء زوجها لاحقًا، يمكن قول إنها مكثَت يومًا واحدًا فقط وغادرت.
والآن، المطر لا يزال يهطل. قد لا تكون المنازل آمنة تمامًا، لكنها أفضل من أن يتعرّض المرء للأذى أثناء التجوّل تحت المطر العاصف.
“… حتى هذا المكانُ صار خرابًا.”
الطريقُ الذي كان سليمًا حتى البارحةِ، أصبَح الآن مليئًا بالوحل وألواح الخشبِ المحطّمةِ.
زفرت رنايا وهي تغيّر مسارها نحو ممرّ ضيّق.
لكنها لم تمشِ سوى خطوات قليلة، ثم توقّفت فجأةً.
ظهر شيء في مجال رؤيتها جعلها تلتقط أنفاسها دون وعي منها.
عند زاوية الزقاق المظلم، الذي كان من المفترض أن يكون خاليًا تمامًا… كان هناك رجلٌ ممدّدٌ على الأرض، مغطّى بالدماءِ.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"