“لقد جاءت لتحيّتنا قبل قليل. أظن أنّ اسمها كان… غِرينا؟”
“ليس غِرينا، بل سيلين غريويل.”
“آه، صحيح. غريويل.
من الجيّد أن يكون في القريةِ من هو في سنّكِ.
بل إنها في الجوار، فلتتقاربي معها إن استطعتِ.”
“أممم… نعم. إن سمحتَ الفرصةُ.”
أجابت ببرود، ووضعت قطعة من الفطيرة في فمها.
كانت مشغولةً.
وستظلّ مشغولةً كثيرًا في الفترة القادمة.
فهذا وقت الحصادِ، وهي وريثة المزرعة، والانشغال واجبٌ لا مفرّ منه.
‘لا بأس. ستعيش بطريقتها، ولا داعي لأن أهتمّ بها.’
هكذا فكّرت رنايا بإخلاص.
في اليوم التالي، وأثناء العمل، سقطت تفاحةٌ من الأعلى على رأس رنايا، فأغمي عليها.
وبشكلٍ مفاجئٍ، استعادتَ ذكريات حياتهَا السابقةِ.
“رنايا! هل أنتِ بخير؟!”
“هل تعرفيننا؟!”
أطلق القرويون، وعلى رأسهم السيّدة لوسون، أنفاسَ ارتياح حين أفاقتَ.
فتحتَ رنايا عينيها ببطءٍ.
“عمّتي… ما اسم المرأة التي انتقلت للبيت المجاور؟”
“ماذا؟ لما هذا السؤَال؟”
“أرجوكِ، أجيبي. ما اسمها؟”
“كان… سيلين غريويل، أليس كذلك؟
لكن هل رأسكِ بخير؟”
آه… ليتها لم تكن كذلك.
تنهدّت رنايا بعمق، وغطّت وجهها بكلتا يديها.
سيلين غريويل.
كانت بطلةَ رواية قرأتها في حياتها السابقة.
بل إنّ اسم الرواية كان سيلين غريويل نفسه.
تبدأ الرواية حين تهرب سيلين، التي أُجبرت على زواج سياسي من عائلة كونت، وهي حامل.
زوجها كان وريث عائلة روتشستر، ذو طبعٍ بارد، جرَحها بقسوتهِ، ولم يشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان..
سيعثر الكونت الصغير روتشستر على سيلين عندمَا يبلغ طفلهما السابع من العمر.
ولأنّ الطفل لم يُولد بعد الآن…
فهذا يعني أنّ ذلك سيحدثُ بعد ثماني سنوات من الآنَ.
“ما بكِ يا رنايا؟ هل يؤلمكِ رأسكِ كثيرًا؟ هل أستدعي الطبيب؟”
“… لا، لا داعي. أشعر بدوارٍ فقط. هل يمكنني أن أرتاح وحدي قليلًا؟”
“طبعًا، هذا الأفضل. إن احتجتِ شيئًا فأخبريني.”
تركها القرويون وحدها في غرفة الاستراحة القديمة ذات الجدران المهترئة والمدعّمة بالألواح الخشبية.
وحين خيّم الصمت على المكان، رفعت رنايا الجزءَ العلوي من جسدِها وأطلقت زفرةً عميقةً.
بعد ثماني سنوات، وعندما يجد الكونت الصغير زوجته وابنه، سيُشعل النار في قرية لوكلِ دون أن يُبدي ذرّة رحمة.
والسبب أنّ السكّان أخفوا سيلين، بل وتعمّدوا إيذاءهِا.
في الرواية، كان أهل قرية لوكلِ لا ينظرون إلى سيلين بعينَ الرضِى.
فالقرية محافظة إلى درجةٍ كبيرةٍ، ونظرتهم إلى الأمهات غير المتزوجاَت كانت مليئة بالتحامِل، ناهيكَ عن أنّ جسدها الهزيل لم يكن يصلح للعمل في المزارع.
وبعد أن نفدت أموالها ولم تتمَكن من إيجاد مصدرِ رزق، بدأت تطلب المساعدة من جيرانها رغم الخجل.
كانت تقول دومًا:
“أنا بخير، فقط… أرجوكم، أطعموا طفلتي.”
لكن لا أحدَ في القريةٌ مدّ يد العون للأم وابنتها، رغَم حالتهما البائسة.
‘صحيح أنّني لم أكن من الذين تعمّدوا إخفاءها، لكنّني من الصنف الثاني… ولا أعذرُ نفسي.’
بعد مرور ثماني سنوات، افقد أنا ساكنة القرية رقمُ 1 صاحبة مزرعة التفاح في لحظةٍ واحدة، وأتحوّلُ إلى مفلسةٍ تتنقّل مع جدّتها من منطقةٍ إلى أخرى حتى تلقَى حتفها.
ساكنة القرية رقمُ 1 ، تلكَ التي لم يُذكر اسمها مرّة واحدةً في الرواية، كانتَ أنا.
رنايا فيليت.
‘هل أُرسلُ لـ عائلة روتشستر فورًا؟
أُخبرهم بأنّ زوجته موجودةٌ هنا، وأطلبُ منهم أن يأخذوها مقابَل ألا يمسّوا القرية بسوءٍ؟’
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 1"
واه البلشه