“لأنها خطوة تمهيدية للطلاق! في الواقع، هذا أمر جيد. سأجذبها من شعرها قليلًا، وأفتعل الكثير من المشاكل، مع أن هناك من يفضل رؤيتي أتصرف بعدوانية… وسأتظاهر بالضعف أحيانًا. سأوازن بين القوة والضعف، وأتخذ خطوات حاسمة.”
“الطلاق….”
بما أن خطة العقد كانت تتضمن أن نصبح مكروهين ثم نطلق، فهذا تطور منطقي.
لكن في تلك اللحظة، سمعت صوت صرير أسنان حاد.
“الطلاق….”
قالها وهو يشدد نبرته:
“دعينا نؤجل التفكير في الطلاق… إلى مستقبل بعيد جدًا. بعيد جدًا.”
أملت رأسي مرة أخرى.
“….متى بالتحديد ذلك المستقبل البعيد؟”
“لا يزال لدينا عامٌ كامل. ويمكننا تمديد العقد أيضًا.”
هززت رأسي داخليًا.
‘على ما يبدو، أعجبتُه لدرجة أنه يفكر في تمديد العقد رغم كل الفوضى.’
ولا يمكنني قول ذلك لأحد…
‘وأنا أيضًا… رغم أنه لا ينبغي لي قول هذا، لكنني أشعر بالقليل من السعادة عند فكرة تمديد العقد.’
فحياة الزواج كانت أفضل مما توقعت.
والناس هنا كانوا طيبين أكثر مما ظننت.
لكن لا يزال لديّ عقبة يجب تجاوزها: رجل الندم الثاني، دوق ليشانييل، ذاك البعوض العالق.
‘رغم أن الحبكة المفتعلة في الرواية الأصلية تلاشت، إلا أنني لم ألتقِ بعد برجل الندم الثاني. لا أدري متى ستأتي الضربة التالية.’
لا يمكنني أن أستكين هنا وأشعر بالأمان.
لأن الثقة الزائدة بدوق كالينوس أو أسرته قد تنقلب عليّ لاحقًا.
قمت بقبض يدي وقلت بنبرة غير مبالية:
“لا تقلق! سأستغل ما حدث لأبدو أكثر كراهية. حتى لا نحتاج لتمديد العقد.”
فتح عينيه ببطء وأغلقهما، ثم همس بصوت منخفض:
“أنا… لا أنوي الطلاق منكِ والزواج من تلك المرأة.”
“نعم، أفهم أنك لا ترغب في الزواج. سأطردها تمامًا، لا تقلق!”
الغريب أن كلامه عن عدم رغبته في الزواج من فاي، شجعني بطريقة غريبة.
لكنني هززت رأسي داخليًا كي لا أغوص في تلك المشاعر، واستلقيت إلى جواره.
عادةً، ما إن أستلقي حتى أنام فورًا، لكن هذه الليلة كانت مختلفة.
ويبدو أن الرجل بجانبي لم يستطع النوم أيضًا، فقد ظل يتقلب.
***
مرت ليلة بلا نوم، وجاء صباح اليوم التالي.
نظرت إلى الجانب الفارغ من السرير، ثم سحبت الغطاء فوق وجهي من جديد.
‘آه، حلمت حلمًا غريبًا.’
كان حلمًا يُمسك فيه دوق كالينوس بي ويمنعني من المغادرة بعد أن أُتم مهمتي بنجاح.
“أنا لا أنوي الطلاق منكِ.”
“هاه؟ ماذا تعني بذلك؟”
“جِيزيل، أعني أنني لا أريد الطلاق منك.”
ركلت الغطاء بحماسة وأنا داخله.
‘لكن بالأمس، كل ما قاله الدوق هو أنه لا ينوي الزواج من فاي… كيف تحول الأمر إلى حلم من هذا النوع؟!’
دوق كالينوس في الحلم، لا أعلم كم مرة كرر أنه لا يريد الطلاق…
أتُراه انعكاسًا لرغبة في داخلي؟ لا أظن.
ارتجفت قليلاً ثم سحبت الغطاء بسرعة لأستيقظ، حينها لفت نظري تقريرٌ على المنضدة الجانبية.
[تقرير عن التعامل مع مركيز بيرتو 1]
المركيز بيرتو، الذي أصبح عاجزًا عن العودة إلى مجده السابق بسبب القمار والصداع وسمعته السيئة.
قام بإثارة رغبته في القمار مجددًا وتعامل معه بذكاء، ثم اشترا ممتلكاته القليلة المتبقية وأراضيه بثمن بخس.
‘لقد عالج أمر المركيز بيرتو بالكامل من الخلف.’
قرأت التقرير وهمست لنفسي بهدوء:
“على أي حال، أنا شخص راحل…. ومع ذلك يعاملنني بهذا اللطف.”
في تلك اللحظة، ظهر كوكو، الذي كان غير مرئي تحت الطاولة الجانبية، واكتسب شكله ببطء وهمس بصوت غامض.
“كوكو. (لم تضحكين بذلك الشكل المريب؟ لا يمكن أن تكوني معجبة بدوق كالينوس؟)”
لقد ظلّ غير مرئي لفترة طويلة، ثم بدأ يتجول من حولي مؤخرًا، وكأنه شعر بالملل.
رفعت قبضتي الصغيرة، التي تشبه حبّة البطاطا، مهددة إيّاه.
“هاه، كوكو. اختفِ في الحال. حين تتجسد، فإنك تستنزف كميات هائلة من ماناي!”
“كوك. (لكن لا يمكنني مقاومة متابعة تلك الكوميديا الرومانسية المليئة بالمشاعر التي لا يدركها طرفاها!)”
وضعت يدي على فمه بقوة وصرخت:
“أيها الوغد، ليست هناك كوميديا رومانسية! عُد إلى حالتك غير المرئية فورًا! تجسّدك يتطلب مني استهلاك قدر كبير من المانا، وهذا مرهق!”
“كوكو. (ذلك الشعر الوردي… إنه غريب. لقد رفعت شفافيتي فقط لأخبركِ بذلك!)”
“صحيح، شعرها الوردي كان غريبًا فعلًا. بدا وكأنها تمشي وسط حديقة زهور.”
“كوكو. (لا أقصد مظهرها فقط، بل الطاقة من حولها. إنها طاقة غريبة… مشبوهة بطريقة ما.)”
لم أتمكن من التفكير أكثر في كلامه، إذ بدأت ضوضاء تعلو من مكان بعيد، فتشوش تركيزي.
‘هذا الصوت قادم من الحديقة القريبة من غرفة نومي.’
توجهت بخطاي إلى النافذة المطلة على الحديقة، وإذا بي أُفاجأ بمشهد غير مألوف.
فقد تحوّلت الحديقة إلى شيء غريب تمامًا، وفي مركزها كانت فاي، ترتدي قبعة من القش وتحمل معولًا بيدها.
‘واو، لا تكفّ عن فعل العجائب فعلًا.’
وبينما كنت أراقب من النافذة، ظهرت يوليانا داخل الحديقة.
وبما أن المشهد بدا مشوقًا، أصغيت بانتباه لما يجري.
***
“ما الذي تفعلينه؟ أتعبثين بالحديقة؟”
صرخت يوليانا بحدة غير معهودة.
لكن فاي، متجاهلة نظراتها الباردة، كانت تبتسم وهي تضع أزهار الكوبية البيضاء بين أغصان الأشجار.
وجهها لم يحمل أي شعور بالذنب.
“كنت أحاول أن أجعل الحديقة أجمل!”
“وضعت أزهار كوبية ذابلة بين الأشجار….”
“بدت هذه الزاوية فارغة وكئيبة، فأردت تزيينها بأزهار تشبهني! أليست جميلة؟”
تنفّست يوليانا بغضب، ثم قالت بصوت متهدّج:
“هل تعرفين ما تمثّله هذه الأشجار؟”
“ن-نعم؟”
“هذه الحديقة تحتضن روح عائلتنا! كل شجرة هنا زُرعت تخليدًا لذكرى الجنود الذين ماتوا في حرب الوحوش!”
“ل-لكن، الأزهار جميلة…”
“زهور الكوبية البيضاء ترمز إلى التقلّب والخيانة. أما تعلمين أن هذا يُعدّ إساءة إلى ذكراهم؟”
“ف-فاي لم تكن تقصد ذلك….”
“عدم وجود نيّة لا يمحو الخطأ. أنتِ ضيفة غير مدعوّة، ومع ذلك تفسدين حديقة المضيف! بل وتعترفين صراحة بجهلكِ لأبسط قواعد السلوك!”
“أمّي!”
ردّت يوليانا بقسوة:
“كلام مقيت. إمبراطوريتنا لا تعترف بنظام المحظيات. فلماذا أكون أمكِ؟”
“كنت أرغب فقط في التقرب من السيدة يوليانا….”
ارتسمت الحيرة على وجه فاي، وكأنها لم تتوقع هذه القسوة.
وحين امتلأت عيناها بالدموع، لم يظهر في ملامح يوليانا سوى ازدراء شديد.
“ضعيفة…. أنتِ منقذة للسيد كالينوس، ليس لي. فاحرصي على ألا تظهري أمامي مجددًا، هل هذا واضح؟”
ثم نظرت إلى الأشجار وقالت ببرود:
“اقطعوا كل غصن لامسته تلك الأزهار. وأعيدوا زرع المكان بعناية.”
“أ-أمي!”
“اخرجي. ولا تقتربي من هذه الحديقة مرة أخرى.”
انهمرت دموع فاي، تنهمر بصمت شديد الكآبة حتى أربكت الحاضرين من أفراد عائلة كالينوس.
لكن من يستجيب للبكاء ليس يوليانا.
“أكره البكاء.”
قالت ذلك ببساطة، ثم جلست ترشف الشاي بهدوء وأناقة، بينما تراقب ظهر فاي المنسحب.
سألتها إحدى الوصيفات بتردد:
“سيدتي، هل أنتِ بخير؟”
“نعم، تلك الفتاة لا تزال مبتدئة. أو لنقل… جنون زائف فحسب.”
“عذرًا؟ تقصدين أن هناك جنونًا حقيقيًا إذن؟”
ضحكت يوليانا بخفة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 83"