“إيـــه… مهلا ما العظيم في هذا!”
“كونت فلوريت! كنت واثقة أنك ستعود سالمًا!”
استقبلته جيزيل بابتسامة مشرقة، وفي تلك اللحظة، زمجر أبيسان متذمرًا وكأنه يفسد الأجواء عمدًا..
“… تسك، تبًا لكِ. عمي! أنا أفضل منها!”
تطلع إليه كونت فلوريت بوجه خالٍ من التعبير وقال بحزم..
“أبيسان، جيزيل. سحر الضوء ليس شيئًا يمكن لأي شخص استخدامه. صحيح أنه سحر أساسي، لكن لا يمكن إنتاج ضوء بهذا الجمال إلا لمن يمتلك مانا نقية.”
وضعت جيزيل ذراعيها أمام صدرها وأمالت رأسها بغرور.
“آه، فهمت؟ إذن، أبيسان، ماذا تنتظر؟ لماذا لم تركع بعد؟”
“… م- ماذا؟!”
“لقد اتفقنا، أليس كذلك؟ إذا خسرت، عليك أن تركع.”
ارتبك أبيسان للحظة، لكنه سرعان ما ضحك بسخرية..
“ماذا؟ متى؟ لا أذكر أي رهان.”
“أوه، حسنًا، سأساعدك على التذكر.”
نقرت جيزيل أصابعها عدة مرات بلا مبالاة، وفجأة، هبت ريح قوية نحو أبيسان..
هاجمته الريح مباشرة على ركبتيه، مما جعله يسقط بطريقة مزرية..
“أوووه! أوه لاااا!”
“لقد ساعدتك على الركوع! هل تتذكر الآن؟”
“آه! ر- ركبتاي!”
نظر أبيسان إلى ركبتيه مرتجفًا، وكأنه مصدوم جدًا من رؤية دمه ينزف منها..
“ما الذي فعلتِه لركبتي ابني العزيز، جيزيل فلوريت! هل استخدمتِ سحر الرياح؟!”
“أمـــي، إهئ.”
“أنتِ!”
صرّت ماريبوسا على أسنانها وقالت بغضب..
“حتى لو لم يكن أبيسان من دمك، كيف يمكنك أن تكوني قاسية هكذا؟!”
“نعم~ جيزيل شريرة جدًا~~!”
أسلوب كلام لا يمكن رؤيته أبدًا بين سيدات المجتمع الراقي..
شعرت ماريبوسا بحرارة تغلي في مؤخرة عنقها وانفجرت غضبًا.
“هذه الطفلة…! آه، أخي، أنا آسفة. جيزيل، هل تتذكرين؟”
“نعم؟ ماذا؟”
“في اليوم الذي أُعلن فيه عن خطوبتك، أثرتِ ضجة كبيرة.”
أصبح نظر كونت فلوريت باردًا فجأة..
“تم الإعلان عن الخطوبة؟”
“أوه، نعم.”
“متى؟ هل تعتقدين أنه من المنطقي إعلان خطوبة جيزيل دون موافقتي؟”
عند سماع ذلك، ابتسمت بسخرية.
كما توقعت، كان غاضبًا جدًا لدرجة أنه فقد القدرة على التفكير المنطقي وأخذ يطلق كلمات ستؤذيه لاحقًا..
على الأقل، لم يكن لدى كونت فلوريت أي تحيز ضدي بعد، وهذا كان أمرًا جيدًا.
“أجل! السيدة ماريبوسا طلبت مني الزواج من رجل يكبرني بثلاثين عامًا!”
“… بصرف النظر عن العمر، إنه شخص جيد، لذلك رتبنا الأمر. جيزيل، أنتِ من أردته، أليس كذلك؟”
“هاه؟ متى قلت ذلك؟”
ألقى كونت فلوريت نظرة باردة لا يمكن قراءتها على ماريبوسا، ثم قال بصوت منخفض..
“ماريبوسا، هل ترين أنه من المناسب اختيار رجل أكبر بثلاثين عامًا كزوج لطفلة؟”
بدأت ماريبوسا تتمتم وتحاول تغيير الموضوع..
“أ- آسفة، أخي. كنت أظن أن جيزيل تمر بوقت عصيب وفقدت قدرتها على الحكم، فظننت… لكن، بالطبع، هذا غير مقبول!”
نظر إليها شقيقها ببرود شديد قبل أن ينطق أخيرًا..
“لا تكرري هذا الفعل مرة أخرى.”
“أنا آسفة. ولكن، أخي! أفعال جيزيل الفظيعة ظهرت في الصحف بحروف كبيرة! لقد عانيت كثيرًا لاستعادة سمعة العائلة، يجب أن تقدر ذلك.”
في تلك اللحظة، وبينما كانت ماريبوسا تتفاخر بتفاصيل كل ما فعلته جيزيل، تغير تعبير الكونت فلوريت تدريجيًا.
“أحقا؟”
“نعم، بسبب أفعالها الشنيعة–”
وعندما انتهت من حديثها، بدا عليه الاستغراب..
“جيزيل، يبدو أنكِ حقًا ابنة الكونت سيهيرا.”
“… ماذا؟ أخي؟”
لم يكلف الكونت نفسه عناء النظر الى شقيقته..
“تذكرتُ بعض الذكريات فجأة.”
عند سماع ذلك، تأكدت جيزيل تمامًا.
‘كما توقعت، والدي البيولوجي كان مختلًا تمامًا.’
في الماضي، في أحد الفصول الجانبية التي زادت من مأساوية قصتها، ورد المشهد التالي:
[“أيها الـXXX! XXX! تبًا لكم جميعًا!”
نظر كونت فلوريت إلى صديقه كونت سيهيرا وهو يعيث فسادًا، وابتسم برضا..
“كونت فلوريت، هل أنت بخير؟”
“نعم، أعتقد أن رؤية صديقي العزيز في هذه الحالة أمر جميل.”
“… هل تسخر منه؟”
في تلك اللحظة، استمر كونت سيهيرا في تحطيم أثاث برج السحرة وهو يصرخ بغضب.
“تبًا! سأقتلكم جميعًا، أيها الأوغاد!”
“أحيانًا، أرغب في الصراخ وشتم العالم بهذه الطريقة.”]
باختصار…
‘والدي البيولوجي، وكذلك الكونت فلوريت، كلاهما مجنون.’
عادةً، بطلات الروايات الرومانسية يحاولن كسب دعم حلفائهن من خلال التودد، التملق، أو تحسين سمعتهن.
بهذه الطريقة يضمنّ البقاء على قيد الحياة..
لكن جيزيل كانت مختلفة.
‘إذا تصرفتُ كمصدر إزعاج حقيقي، فسوف يعتقدون أنني أشبه والدي، وسأصبح أكثر تقربًا من حلفائي وترتفع سمعتي.’
سير الأحداث سهل جدًا مقارنةً ببقية البطلات في قصص التقمص، أو العودة بالزمن، أو التجسد من جديد.
لكنها تحبه كثيرًا.
‘الحياة السهلة ممتعة للغاية.’
في تلك اللحظة، تقدم الكونت فلوريت نحو جيزيل بخطوات ثابتة..
نسيَت للحظة أن تتظاهر بالسذاجة، وبدلًا من ذلك، رمشت بدهشة.
“أنتِ تشبهين والدكِ كثيرًا.”
تلاشت نظراته بعيدًا وكأنه يستعيد ذكريات الماضي.
ثم قام بوضع عقد حول عنقها وهمس.
“هذا الإرث، لا، هذا العقد ملككِ الشرعي. احتفظي به.”
ارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة..
كانت تلك ابتسامة نادرة للغاية، لدرجة أن ماريبوسا، أبيسان، وحتى جيزيل في القصة الأصلية، بالكاد رأوها من قبل..
“هل تودين الخروج معي في نزهة قصيرة؟”
أول من استعاد وعيه كانت جيزيل، التي أشرق وجهها بابتسامة واسعة وأومأت بحماس لطلبه..
“نعم! أحب ذلك!”
***
“يا إلهي. لم أكن أعلم أن جيزيل يمكنها استخدام السحر بهذه القوة! أمي، هل رأيتِ عندما سقطتُ على ركبتي؟ شعرتُ وكأنني وسط إعصار!”
“توقف عن التهويل، أبيسان. ألا تمتلك ذرة من الكبرياء؟”
“هاه؟ أمي، ماذا تعنين بالكبرياء؟”
كانت ماريبوسا تحاول كبح غضبها، لكن الغليان في داخلها لم يتوقف..
نظرَت إلى جيزيل من بعيد، التي كانت تستمتع بنزهتها وتضحك بسعادة.
هدفها كان أن يصبح أبيسان رب عائلة فلوريت.
وأكبر عقبة في طريقه كانت جيزيل، الابنة المتبناة للكونت.
لهذا، طوال هذا الوقت، كانت تضطهدها وتمنعها من إظهار قوتها، حتى لا يكون لها مكانة داخل العائلة..
‘كيف لها أن تملك تلك القوة؟ كنت أخطط لتزويجها إلى عائلة حقيرة!’
جسدها ارتجف من شدة الغضب، وفي تلك اللحظة، تحدث ابنها الأبله بحماس..
“أمي، معلمي قال إن الأشخاص ذوي المانا النقية بشكل استثنائي لديهم موهبة أن يصبحوا سحرة عظماء! ماذا لو أصبحت جيزيل ساحرة عظيمة؟ ماذا لو قررت الانتقام منا؟!”
الساحر العظيم هو كيان يحظى بأعلى درجات التقدير داخل الإمبراطورية.
تطلعت ماريبوسا نحو جيزيل من بعيد، التي كانت تضحك بلا همّ، وتمتمت..
“مستحيل. جيزيل ستظل كما هي… مجرد جيزيل الحمقاء.”
***
وبينما كانت تسير في نزهة منفردة مع الكونت فلوريت..
“جيزيل، كيف حالكِ؟”
حاولتْ البقاء هادئة، لكن قلبها خفق بقوة.
أن يسأل الكونت عن حالها؟ هذا لم يحدث أبدًا في الماضي.
وهذا يعني بالطبع…
“أنا بخير، باستثناء أن السيدة ماريبوسا كانت تحاول تزويجي من الفيكونت ميلفيان.”
أليس من الطبيعي أن تبدأ بالقليل من الوشاية؟
التعليقات لهذا الفصل " 8"