صرختُ بلا وعي خوفًا من أن يُصاب ريويس بخيبة أمل، فالتفت كلاهما إليّ.
وكان دوق كالينوس يرمقني بنظرة ممتلئة بالخيبة.
لماذا؟ لماذا لا أريد أن أخيب أمل هذين الشخصين في هذا الموضوع تحديدًا؟
‘لماذا أشعر بالحذر في شيء كهذا؟’
من جهة، طفل هو الألطف في العالم.
ومن جهة أخرى، أغنى صاحب عمل في العالم يدفع لي خمسين مليارًا.
الموقف كان في غاية الحرج.
وللخروج السريع من هذا المأزق، أمسكت بيد ريويس التي كانت تمسكني بإصرار وقلت:
“حسنًا، يا طفلنا اللطيف. هل نذهب للنوم الآن؟”
فكر ريويس قليلًا، ثم فتح عينيه على اتساعهما وكأنه أدرك أمرًا مهمًا:
“إذا نمت، سأصبح أطول بكثير!”
“هممم، صحيح.”
“وإذا نمت، سأصبح بالغًا بسرعة!”
“نعم… هذا صحيح؟”
أمسك ريويس الصغير بيدي بقوة وهمس بخفوت:
“اسمعي… لا تذهبي إلى أي مكان، ابقِ بجانبي رجاءً…”
***
كانت يدي ممسوكة بشدة، جلست إلى جانب ريويس وهو نائم على الأريكة.
الطفل الصغير الهش كان لا يزال يمسك برسغي بقوة، وكأن لا أحد يمكنه الاعتماد عليه سواي.
‘لا أشعر أنني قمت بشيء عظيم فعلًا.’
لكنه، من وجهة نظر طفل، لا بد أن نظراتي الدافئة وصوتي اللطيف قد بدت له شيئًا كبيرًا.
‘لا أستطيع تركه.’
وفي النهاية، قررت الحديث مع دوق كالينوس باستخدام أداة سحرية لعزل الصوت، بينما بقي ريويس نائمًا إلى جانبي.
أخرج الدوق الأداة وكأنه يقول إنها ليست ذات قيمة، لكنني رأيت الأمر مختلفًا.
‘كما هو متوقع من دوق كالينوس، يملك العديد من الأدوات السحرية الغريبة، تمامًا كما يفعل الباحثون المجانين.’
كانت أداة سحرية مذهلة، لو طُرحت في الأسواق، لكانت ثورة تقنية.
شعرت بإعجاب جديد تجاه دوقية كالينوس.
‘لا بد أن التسويق لديهم كارثي، لدرجة أن لا أحد يعرف عن وجود أداة بهذه الروعة.’
دون أن يعلم ما أفكر به، قال دوق كالينوس بغضب مكبوت:
“أثناء وجودي مع ريويس، أرسلت جاسوسًا إلى عائلة سلينتشيوم. وقد حاول إيجاد أدلة، لكن يبدو أن الأسرة كانت تتستر بعناية شديدة. والشهود الذين كان من الممكن الاعتماد عليهم… جميعهم لزموا الصمت، ربما بعد أن تلقوا المال.”
“آه…”
“سيتطلب الأمر تحقيقًا معمقًا وطويل الأمد. لكن هذا يعني أننا قد نضطر لإرسال ريويس مجددًا إلى عائلة سيلنتشيوم خلال تلك الفترة.”
داعبت شعر الصبي الذي كان نائمًا في حضني ويتنفس بصوت خافت.
“هذا مستحيل.”
“أجل، إن حصل ذلك، فسيتأذى الطفل من جديد.”
ضحكت بخبث ولوّحت بيدي.
السلطة خُلقت لتُستخدم.
وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتخلص من الأوغاد.
“يجب أن يعيدوا كل الأموال التي تلقوها حتى الآن، ويدفعوا ثمن جرائمهم، أليس كذلك؟”
“كلامكِ صحيح تمامًا.”
خفضت صوتي وهمست له:
“سنهجم على عائلة سيلنتشيوم دفعة واحدة… والبداية ستكون هكذا―”
#الفصل 17. شهر العسل
في صباح اليوم التالي.
استيقظت لاهانا سيلنتشيوم بعينين منتفختين من شدة الغضب من جيزيل، بعد ليلة بلا نوم.
ثم صُدمت حين أُخبرت أنها يجب أن تعود إلى اقليم سيلنتشيوم.
“هل… هل علي أن أذهب وحدي؟”
“مبدئيًا، نعم. لقد جُهزت العربة…”
“لا يمكنني الذهاب وحدي من دون ريويس. من غير القانوني أن يترك الوصي الطفل. ريويس سيذهب معي، وهذا أمر أكده جلالة الإمبراطور بنفسه.”
في تلك اللحظة، همست الخادمة التي سكبت الماء البارد للاهانا من قبل بصوت خافت:
“آه، ريويس سيعود إلى عائلة سيلنتشيوم بطبيعة الحال.”
“…ماذا قلتِ؟”
“حسب قول السيدة جيزيل، فإن العربة التي تحمل الأموال سترافقه أيضًا.”
هل يمكن أن تكون تلك المرأة، جيزيل، قد استعادت عقلها أخيرًا؟
رغم أن شيئًا ما لم يطمئنها، فكرت لاهانا بعينين ضيقتين:
‘الوثائق القانونية بحوزتنا. بل إن الإمبراطور نفسه وقّع عليها. حتى السيدة يوليانا لم تستطع التصدي لذلك، فماذا بوسع امرأة مثلها أن تفعل؟’
وبهذا التفكير، شعرت براحة مفاجئة.
فالنفقات الفلكية الخاصة بريويس، وكذلك الطفل نفسه، سيعودان في النهاية إلى حضن عائلة سيلنتشيوم.
لكن عندما وصلت إلى أراضي العائلة بالعربة، وحيدة، فوجئت بشيء آخر.
فكلما اقتربت من القصر، كانت الأشجار مزينة بمناشف حمراء وكأنها استُخدمت في الترحيب بشخص ما على عجل.
لكنها كانت تبدو كمناشف مضرجة بالدم، مما أشعرها بالقلق.
‘ما هذا على وجه الأرض…’
وحين نظرت من النافذة بقلق، رأت جيزيل وهي ترتدي فستانًا فخمًا مزينًا بالمجوهرات، ترفع ذقنها بشموخ نحوها.
ترجّلت لاهانا على عجل من العربة، ثم قالت بنبرة حادة وهي تنظر إلى جيزيل وإلى ريويس الذي كان ممسكًا بيدها:
“أعيدي لي ريويس. لا أعلم لماذا أتيتِ، ولكن…”
كان واضحًا أنها تحاول التمسك بالأدب على مضض.
في تلك اللحظة تمامًا، سُمع صوت منخفض كئيب من خلف ظهرها.
“لم أكن أعلم أن قدومنا نحن الزوجين إلى عائلة سيلينتشيوم ممنوع.”
…ظهر دوق كالينوس، مدججًا بالدرع من رأسه حتى قدميه.
“أ، أتشرف برؤيتك، سيادة الدوق.”
وجود دوق كالينوس المدرع بالكامل كان كفيلًا بأن يثير الرعب بمجرد حضوره.
رفعت جيزيل وثيقة صغيرة من جيبها وقالت:
“نحن نخطط للإقامة هنا. لقد جئنا في شهر العسل. آه، وبالطبع، ريويس معنا أيضًا.”
رحلة شهر العسل في عائلات النبلاء رفيعي المستوى تولّد قيمة مضافة كبيرة. كان ذلك أمرًا حسنًا.
لو لم يكن في توقيت غريب ومريب كهذا، بالطبع.
“تقول زوجتي إنها ستكون رحلة شهر عسل ممتعة.”
عندما همس بذلك ببرود ورفع ريويس بين ذراعيه، شعرت لاهانا بقشعريرة باردة تسري في جسدها وضاقت ما بين حاجبيها قليلًا.
ثم همست جيزيل، بصوت لا يسمعه سواها:
“في هذا الإقطاع الذي أنت مالكته، وأنتِ تعذبين طفلًا أضعف منك، أو على الأقل تتفرجين بصمت، أعتقد أنك كنتِ مستمتعة.”
أمالت رأسها قليلًا وتابعت:
“لهذا، سأجرب الأمر أيضًا. لكن بعذاب قانوني تمامًا.”
“….!”
“يمكنكِ أن تتوقعي الكثير.”
أدارت جيزيل ظهرها للاهانا بعدما أنذرتها ببرود، ودخلت إلى قصر عائلة سيلينتشيوم بخطى واثقة.
وفي داخل القصر، كان موجودًا والد ووالدة لاهانا، إضافةً إلى المعلم والمربية الذين أساؤوا معاملة ريويس.
***
غرفة الإفطار في قصر سيلينتشيوم.
كان ريويس جالسًا على ركبتي جيزيل، يغفو برأس يتمايل يمينًا ويسارًا.
“يبدو أن طفلنا متعب للغاية، أليس كذلك؟”
“أجل، لكن يبدو أنه سعيد بعودته إلى القصر.”
عندما ردّت لاهانا بحدة، دوّى ضحك جيزيل الخفيف في الأجواء الباردة، كصدى فارغ.
“آه، كم هو ممتع.”
“عذرًا، ولكن ما الذي تجدينه ممتعًا بالضبط؟”
ردّ ماركيز سيلينتشيوم بجفاء.
كان وجهه لا يُظهر أي تعبير يدل على المتعة، لكن جيزيل لم تكن مهتمة به أصلًا.
بدلًا من ذلك، رفع دوق كالينوس يده وسأل:
“… ولمَ لا؟ ألا يحق لنا أن نستمتع؟”
عند كل حركة لدوق كالينوس، كانت درعه تصدر أصواتًا معدنية مرعبة.
حتى عائلة سيلينتشيوم الجريئة لم تكن ندًا له.
تبادلوا النظرات فيما بينهم، ثم انتفضوا بسرعة وقالوا:
“لا، بالطبع لا. لا، لا يوجد أي سوء فهم. أنتم أحرار في الاستمتاع كما تشاؤون.”
“مممم، حسنًا فهمت. فلنبدأ بالتعريف، أليس كذلك~؟”
أشارت أولًا إلى المرأة الواقفة على أقصى اليسار.
“أنتِ، مربية ريويس.”
“نعم.”
“أعتقد أنكِ قد أهملته.”
“ماذا؟!”
وثبت المربية من مكانها وهي تلوح بيديها بانفعال.
“مستحيل! صحيح أنني من طبقة نبلاء ساقطة! لكنني كنت دائمًا شريفة في عملي!”
“هممم، هذا ما سنعرفه لاحقًا. التالي.”
سلم دوق كالينوس التقرير إلى جيزيل وهو واقف بجانبها وقال:
“مدرّس عائلة سيلينتشيوم. اسمه فيينتو.”
“مرحبًا، فيينتو. سعيدة بلقائك.”
“ن، نعم، س، سعيد بلقائكم، دوق كالينوس، وسيدتي الدوقة.”
كان وجهه اللامع كأن عليه طبقة من الزيت.
هزّت جيزيل رأسها يمنة ويسرة وهي تتصفح التقرير بسرعة.
“فيينتو. المدرّس الخاص الذي تم تعيينه لتأديب ريويس. هناك إشاعات بأنه كان يستخدم العصا بسهولة على الطفل.”
كان الجو يوحي بأن الاستجواب لن يكشف شيئًا كثيرًا.
لكن معرفة جيزيل الدقيقة بما يجري داخل القصر أثارت الغضب في وجوه أفراد عائلة سيلينتشيوم.
‘نعم، أنتم المسؤولون عن كل شيء.’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 72"