الفصل 54

كل ما في الأمر أنني حصلت على مساعدة من غييت، وتظاهرت بأنني المساعدة “موجي” لأعالجه.

‘نعم، قد يكون هذا أفضل في الواقع. أليس هذا تحريفًا كاملًا للأصل؟’

قريبًا، سأقابل رجل الندم الأول، مركيز بيرتو.

وبما أنني بطلة رواية ندم ضعيفة، فليس لدي سوى وسيلتين يمكنني من خلالهما مواجهته، متجاهلة قوة الرواية الأصلية.

1. انقاء والد زوجي الساحر العظيم، والحصول على كتب التدريب كمكافأة، ثم التدرب لأصبح قوية.

2. إضافة الوسم #قوة_مخفية إلى بطلة الرواية، وقلب الرواية الأصلية رأسًا على عقب.

‘نعم، سأحطم هذه الرواية الملعونة بكل فوضوية!’

في هذه المرحلة، بدأت أشعر بلذة تدمير الرواية الأصلية.

أمسكت قلادة والدي وابتسمت ابتسامة متصلبة.

كنت شديدة التقمص لدرجة أنني لم ألاحظ حتى التبادل الخفي للنظرات بين الخدم من حولي.

***

بدأ العلاج الأخير لدوق كالينوس السابق، نيسلان.

لكن، من يعالجه الآن هو الطبيب الغريب الأطوار في الماضي، والذي يُلقب حاليًا بقديس الأزقة، غييت.

يُقال إنه أحضر مساعده لعلاجه.

الأطباء الكُثر الذين حاولوا علاج دوق كالينوس السابق توافدوا إلى قصر الدوق كالغيوم ليتحققوا من مهاراته الطبية، التي بقيت مدفونة طويلًا.

“مهما كان غييت عظيمًا، علينا أن نتحقق نحن أيضًا.”

“هذه حياة شخص عظيم، فلا بد من التأكد من عدة جهات.”

لكن دواخل هؤلاء الأطباء كانت شيئًا آخر تمامًا.

“أن تصبح الطبيب الخاص بعائلة كالينوس يعني أن تنال المجد والثروة وكل شيء. إن تمكنت من قول كلمتي هنا، فقد أحظى بمكان أيضًا.”

“أريد أن أتعلم من مهارة غييت اليدوية. لا بد أنه تطور أكثر، ذلك الوقح!”

اجتمع عشرة أطباء، بعضهم يخفون نواياهم، وآخرون يشتعلون شغفًا بالطب.

فقط تلقيهم الدعوة كان كافيًا لرفع أنوفهم فخرًا.

وكلهم من أساتذة الأكاديمية الطبية، من أهل السلطة في المجال.

لكن في غرفة استقبال قصر دوق كالينوس، حيث اجتمعوا للعلاج….

اكتشفوا وجود مساعد صغير غير متوقع جالس بجوار سرير نيسلان.

“من هذه الجالسة بجانب غييت؟”

“تبدو فتاة. وجهها مغطى بقبعة فلا يُرى جيدًا.”

“همم، ربما هي مساعدته؟ آه، صحيح، كانت هناك إشاعات بأن لديه مساعدة.”

“جسدها نحيف للغاية.”

مساعدة غييت كانت بمثابة جسم غريب دخيل على ذلك المكان.

‘وهذا الجسم الغريب هو أنا طبعًا.’

ضغطت القبعة أكثر على رأسي وتنهدت بعمق.

تحدث غييت بنظرة لئيمة وهو يتفحص الأطباء:

“إذا كنتم ستواصلون الضجيج، فأغلقوا أفواهكم وغادروا. هذه المساعدة مهمة جدًا لعملي، ومن دونها أشعر أن مهارتي تنخفض إلى النصف. هي أفضل منكم بمئة مرة، أنتم الذين لا تجيدون سوى التدخل بلا فائدة.”

“ح، حاضر.”

لكن الأطباء بدأوا يتهامسون من خلفه.

“هذه المساعدة تبدو عديمة النفع.”

‘أرغب في ضربهم، لكن يجب أن أتحمل. فأنا مجرد مساعدة.’

وفعلًا، وصلنا إلى باب غرفة نيسلان، بإرشاد كبير الخدم.

وعندما فُتح الباب، رأيت نيسلان مستلقيًا على السرير، وقد أصبح وجهه شاحبًا أكثر من ذي قبل.

“إذن، تأكدوا من حالته.”

“بالفعل، لا يوجد أي تحسن مقارنة بالسابق.”

وعندما رأيت ملامحه الباهتة، شعرت بألم غريب وكأنني تعلقت به عاطفيًا.

بعيون نصف مفتوحة، راقبت إصبع غييت، وأشرت له بخفة وأنا أتكلم بصوت منخفض جدًا.

كنت قد شرحت له من قبل عن جسدي وخطتي.

“غييت، ضع يدك على الموضع الذي تتركز فيه المانا.”

“هنا، هكذا؟”

نظر إلي غييت بثقة ووضع يده على منطقة القلب.

وضعت يدي فوق يده، وتنفسنا بعمق معًا.

‘لا تهربي من الواقع. افعليها بسرعة.’

أغمضت عيني وبدأت أركز في تدفق المانا النابضة بداخلي.

ثم، سمعت الأطباء من حولي يسخرون مني.

“ما هذا؟ هي لا تفعل شيئًا سوى المشاهدة.”

“ليست حتى طبيبة معتمدة، فلتخرج!”

لم أعبأ بأصواتهم أو بصوت نقر الألسن.

رفعت يدي ببطء.

شكلت المانا الخارجة من يدي على هيئة رمح متلألئ.

ثم، طعنت بها بسرعة وحدة إلى جانب قلبه مباشرة.

بصوت عميق، كأن القلب نفسه قد انخسف.

كل شيء حدث في لحظة.

لم يستطع أحد إيقافي.

“ك… كغغغ!”

ارتفع جسد نيسلان الجالس بشكل مفاجئ، وكأنه سمكة تتخبط على الأرض.

انطلقت صرخات الفزع من حولي.

‘لا وقت! عليّ أن أتحرك بسرعة!’

أطلقت من يدي تعويذة الشفاء.

تمامًا كما فعلت مع مركيز بيرتو في حياتي السابقة، بل وبنية أقوى.

حينها، بدأت المانا المتعفنة المتجمعة حول القلب تتدفق تدريجيًا.

رأيت المانا السوداء تنتشر مثل الدخان، فكتمت أنفاسي.

كل ما فعلته هو أنني ضغطت مرارًا على قلبه، كما لو أنني أقوم بتدليكه.

وأخيرًا، عندما بدأت السحب السوداء تتبدد في الهواء، سقط جسد نيسلان مرة واحدة.

أصبح جسده متراخيًا كما لو كان جثة.

“ن- نيسلان… هل، هل مات؟”

“ما الذي حصل بالضبط هنا؟”

“سأقوم باعتقال المجرمة!”

شخص ما استعاد وعيه بسرعة وأمسك بياقة عنقي ثم رماني أرضًا.

‘آه، تبًا.’

جسدي الصغير أُلقي أرضًا من دون رحمة، فتهشمت ركبتي وتبعثر تركيزي.

رأيت ملامح الجميع المذعورة، مع هالة قاتلة باردة توشك أن تفتك بي.

“لقد توفي حضرة دوق كالينوس السابق.”

“اعتقلوا القاتلة!”

الفرسان الذين تجمدوا من هول طريقة العلاج الغريبة، بدأوا أخيرًا يتحركون وأحاطوا بالمكان.

أمسك الفرسان بذراعي بقوة وضغطوا عليّ حتى صرت عاجزة عن التنفس.

“أه… كح، كح.”

كنت فقط أسعل مرارًا ووجهي ملتصق بالأرض، لكن رئيس الخدم وضع قدمه على رأسي وضغط بشدة.

“هذه الحقيرة حاولت قتل حضرة الدوق السابق!”

“ل- لقد، لم ي- كح، يمت، حضرة الدوق لم…”

في تلك اللحظة، كان غييت يحاول جاهدًا استيعاب الوضع، فاقترب بسرعة من نيسلان ووضع يده تحت أنفه وقال:

“لا، حضرة الدوق لا يزال على قيد الحياة!”

“كيف نصدق غييت— أهو حي فعلًا؟”

لكن لم يكترث أحد لكلامه.

حتى الفارس ذو النظرات الحادة كان يحدّق بي ببرود.

شعرت بنظرات الجميع تخترقني من خلف الحجاب المعتم.

وبينما كنت مقيدة على الأرض وأكاد أختنق، تمتمت بصوت خافت:

“لستُ… كح… قاتلة.”

“لكن ألم تغرزي شيئًا في قلب حضرة الدوق؟!”

“كان هناك… تكدّس في مسارات المانا، وكان لا بد من اختراقه بشيء حاد.”

“كثيرة الكلام، أيتها الوقحة.”

رئيس الخدم لم يتمالك غضبه ورفع ذراعي بالقوة.

‘تبًا، يجب أن ينهض نيسلان بسرعة!’

وفي اللحظة الحرجة تلك.

“كح، كح!”

سعل نيسلان بشدة وتقيأ دمًا، ثم فتح عينيه مجددًا.

بدأت بشرته التي كانت باهتة تستعيد لونها، وبدأت الحمرة تعود إلى شفتيه رويدًا رويدًا.

“ما الذي… حصل لتوّه؟”

كان يتحسس منطقة صدره بدهشة.

رغم أنني غرست شيئًا في قلبه، لم يكن هناك دم يتسرب، وكان يبدو سليمًا تمامًا.

“جسدي يبدو خفيفًا للغاية. كنت أعاني من احتقان يومي… ما الذي حدث؟”

“ح- حضرة الدوق؟”

“لم يعد هناك أي دم، حتى السعال قد توقف.”

سقطت يد رئيس الخدم من على كتفي.

كنت أتحرك على الأرض بصعوبة حتى تمكنت أخيرًا من الجلوس.

‘لو اتضح أن عندي كدمات، فلن أتركك بسلام، أيها العجوز.’

أسرع رئيس الخدم نحو نيسلان.

وخلفي، كان الأطباء يتهامسون بجلبة.

“م- ما هذا؟”

“هل رأيت ما حدث؟”

“ب- بالتأكيد طعنت قلبه…”

بدأ غييت والأطباء يحلقون حول نيسلان ويفحصون نبضه بجلبة.

“ه- ها، لقد تم فتح مسار المانا المتجلط عند القلب!”

“ماذا؟!”

“سيد ن- نيسلان! لقد تعافيت كما كنت في السابق!”