الفصل 48
من الخارج، كانت تبدو خطة بسيطة للغاية.
لكنني سرعان ما اصطدمت بمشكلة كبيرة.
‘في هذه اللحظة، لا أحد يعرف مكان ذلك الطبيب العبقري.’
لأن ذلك الوغد، مركيز بيرتو، لم يكتشف بعد ذلك الطبيب العظيم، فلم يكن لدي سوى خيار واحد فقط.
‘كل ما أعرفه أنه ذهب إلى طبيب عبقري دخل طوعًا إلى قرية في جزيرة، واستشار الطبيب بشأن الجرعات، وحقق نجاحًا هائلًا.’
حاولت العثور على الطبيب بأي طريقة، لكن معلومة “الطبيب الذي ذهب إلى جزيرة” وحدها لم تكن كافية للعثور عليه.
بدت عيناي المتعبة وأنا أدخل غرفة القياس في قصر عائلة فلوريت. لكن…
“لقد أعددنا لكِ حوالي مئة فستان لحفل ذلك اليوم. وطلبنا أيضًا ألف زوج من الأحذية.”
كان كونت فلوريت يعرض عليّ فساتين متنوعة بعينين تملؤهما الجنون، ويتحدث بحماس.
“ألف زوج من الأحذية؟ لم أكن أعلم أنني أمشي على 100 قدم!”
“هاهاها! حتى حسك الفكاهي يشبه تمامًا حس الكونت سيهيرا. أنتِ نسخة طبق الأصل من والدك!”
لم تكن مزحة، لكن رؤية الطرف الآخر يضحك حتى يمسك بطنه جعلتني أشعر بالبرد يسري في قلبي..
‘ترى، كيف كانت شخصية والدي البيولوجي بالضبط؟’
ضيّقت عيناي وأنا أحدق به، ثم حدقت طويلًا في زوجي التعاقدي الذي كان يقف بجواره بتعبير جامد.
“فهمت. لكن هل من الضروري أن يحضر كل من كونت فلوريت ودوق كالينوس معًا فقط لتحضير فستاني؟”
قبض كونت فلوريت قبضته وأصدر صوتًا متحشرجًا يكاد يكون بكاءً.
“لم نستطع حتى إقامة حفل زفاف… لذا يجب أن نفعل على الأقل هذا.”
بدت دموعه مزيفة للغاية، لكن لا بأس، سأسايره قليلًا.
أما حضور دوق كالينوس، فلا أفهم سببه إطلاقًا.
‘إذا أردت التدقيق، أظن أن نظرته تغيرت قليلًا منذ أن قلت إنني أود أن يعيش السيد نيسلان…؟’
مؤخرًا، بدأت أشعر وكأنه يراقبني بنظرات غريبة.
كان ينظر إليّ، وإذا تلاقت أعيننا، كان يشيح بنظره بسرعة.
‘آه، لا يهم.’
أومأت برأسي كالمغناطيس بردة فعل شبه ميتة.
“حسنًا، سأذهب لتبديل ملابسي.”
“نعم، بدّلي ملابسكِ وتعالي.”
فتحت باب غرفة القياس وجربت الفستان الذي تم تفصيله خصيصًا من قبل الخياط.
“تبدين مذهلة في هذا الفستان البنفسجي. أشعر أنني اتخذت القرار الصائب بإفراغ كل الصبغة الثمينة التي جلبتها من القارة الشرقية. بالمناسبة… ما رأي الدوق؟”
نظر دوق كالينوس إلى حماه بنظرة جامدة، ثم عبس قليلًا وبدت عليه ملامح التفكير العميق.
“لو أردت أن أصف الأمر الآن…”
فرك ذقنه كمن يفكر في شيء عميق، ثم نطق بجملة قصيرة:
“جيزيل، هل تعرفين تسلسل فيبوناتشي؟”
“ماذا؟ فجأة هكذا؟”
“من تسلسل فيبوناتشي وُلد مفهوم النسبة الذهبية. إنها النسبة التي يعتبرها الإنسان المثالية.”
“وما علاقة هذا بي؟”
“هذا يعني أن مظهرك الحالي يطابق تلك النسبة الذهبية.”
تقبلت الأمر بتساهل، لكن يبدو أن كونت فلوريت لم يفعل.
همس في أذني وهو يطعني بمرفقه.
“ما الذي يعنيه بذلك؟”
“لا أعرف إطلاقًا.”
“هل هو دائمًا هكذا؟”
نظرت إلى اتساع حدقة عين الدوق التي بدت جادة، واستعدت ما أعرفه عنه.
“نعم، أعتقد أنه دائمًا كان هكذا.”
أمسك الكونت بالجزء الخلفي من رقبته وهمس مجددًا.
“لم أكن أعلم أن جيزيل تفضل هذا النوع… حتى ذوقها يشبه تمامًا الكونت سيهيرا…”
يا تُرى، كيف كان والدي حقًا…
وأمي التي تزوجته، كيف كانت؟
اقترب الكونت مني وهمس في أذني:
“في الزواج التالي، سأبذل جهدي كي تلتقي بشخص أفضل.”
“لماذا نتحدث عن الزواج التالي من الآن؟”
لكن بما أن الطلاق حتمي في المستقبل، فلا بأس ببعض التمهيد من الآن.
تنهد كونت فلوريت بوجه يشع بالقلق، ثم توجه بكلامه نحو الدوق.
“إذًا، ما هو استنتاجك، يا صاحب السمو؟”
“أقصد أنني شعرت بارتعاش في قلبي بسبب النسبة الذهبية الدقيقة، حماي.”
“وهل يمكنك التعبير عن ذلك بأسلوب أدبي؟”
“…..أنا لم أقرأ الشعر في حياتي.”
وبينما كانت معركة الأدب مقابل العلم تدور بين الاثنين، لم أرغب أن أكون الضحية فقررت التدخل.
“آه، نعم، فهمت. رائع! مثير للإعجاب! يا له من شعور جميل! فيبوتانشي، يا له من أمر عظيم! هاها!”
“اسمه فيبوناتشي.”
نظرت إليه مجددًا بعينين ميتتين، بينما هو يومئ برأسه بجديّة.
“أعتقد أن قلبي خفق لأني قابلت النسبة الذهبية الكاملة من الناحية الجمالية، حين أفكر في الأمر جيدًا. منذ مئات السنين، كتب عالم رياضيات يُدعى كيوكل كتابًا بعنوان ‘التناسب الكامل’ كان يمجّد فيه النسبة الذهبية، ربما كان يشعر بما أشعر به الآن.”
‘وما دخلي أنا؟ ثم ماذا يعني هذا أصلاً؟’
على أية حال، بدا أنه سعيد جدًا لأنه أدرك مصدر مشاعره.
وبما أن الاستماع لا يتطلب مالًا، قررت أن أستمع له بصمت.
تنهد الكونت فلوريت بحسرة وقال بعينين يملؤهما الأسف:
“لكن، جيزيل. هناك أمر يحزنني فعلًا. كنت قد طلبت قبعة بنفسجية مزينة بالريش، لكن قبل أن أخرج في رحلتي البحرية، اختفى الحرفي الذي كان يتولى صنع قبعات عائلتنا. لو فكرت بالأمر، لقد كان بارعًا جدًا.”
“ماذا؟ ولماذا اختفى هذا الحرفي؟”
“هناك مرض معين لا يصيب إلا صناع القبعات. وعندما يصابون به، يتجهون إلى جزيرة تُدعى البحيرة الزرقاء. ويبدو أن هذا الحرفي أصيب بذلك أيضًا. للأسف.”
عالم يوجد فيه مرض يصيب فقط صناع القبعات؟ حقًا؟
ضيقتُ عينيّ وسألته:
“قلتَ جزيرة البحيرة الزرقاء؟”
“نعم. كنتُ أريد أن أرسل له تعويضًا سخيًا، لكن المشكلة أن لا أحد يعرف مكان تلك الجزيرة. ومع ذلك، يُقال إن هناك طبيبًا بارعًا يعيش فيها. لذا ارتحت قليلًا.”
مهلًا، لحظة واحدة.
“طبيب بارع يعيش في جزيرة؟ يمكنه انقاذ حتى المحتضرين؟”
“هممم؟ سُمعت مثل هذه الشائعات، لكنها على الأرجح مبالغ فيها.”
“رجاءً، أخبرني بالمزيد!”
“ذلك الحرفي، بفضل الطبيب، نجا من الموت بأعجوبة. حتى أنه أرسل ملاحظة يقول فيها إنه قد يتمكن من العودة. ليس الآن، بالطبع، ولكن لاحقًا.”
رمشتُ بعينيّ بدهشة.
‘هل هذه معجزة صغيرة من الإله من أجلي؟’
أشرقت عيناي بسرعة وقلت بحماس:
“إذن، جزيرة البحيرة الزرقاء، أين تقع؟”
نسبة نجاة حماي إلى 100%!
“آه، جيزيل. لا أعرف بالضبط. أعتقد أنها واحدة من ألفي جزيرة قريبة من العاصمة.”
…. لا تعرف حقًا ولكن.
ألفي جزيرة؟!
حقًا، حياة البطلة في رواية الندم ليست سهلة أبدًا، تبا!
***
“……هاه؟”
[موقع جزيرة البحيرة الزرقاء! (●’◡’●)☆
أطباء البحيرة الزرقاء! : .。. o(≧▽≦)o .。.:
ملامح الطبيب الذي يُلقب بالبارع! ☆╰(°▽°)╯
رسم تقريبي!]
كنت مستلقية على السرير أفكر كيف أتمكن من إيجاد ذلك الطبيب، حين طار إليّ ورق صغير واستقر على لحافي.
“إيفانكا أحضرت هذه المعلومات!”
حقًا، كل ما فعلته كان التمتمة ببضع كلمات وأنا أتمدد فوق سرير القصر، أفكر كيف أجد طبيب البحيرة الزرقاء البارع.
لكن ها هي إيفانكا تأتي راكضة خلال أقل من يوم، ومعها هذه الورقة!
“مـ، ما هذا؟”
“إيفانكا جمعت المعلومات عن طبيب جزيرة البحيرة الزرقاء الذي كانت جيزيل تتساءل بشأنه! إيفانكا تعرف كل شيء! ولا تفوت أي معلومة! لأنها بارعة جدًا في التخفي!”
يجب أن يُصاغ مثل: “إيفانكا الواحدة خير من عشرة نقابات معلومات”، في مثل شعبي خاص.
“يا إلهي، صغيرتي إيفانكا. كم أنتِ بارعة ودقيقة!”
“إيفانكا تستطيع سماع كل الشائعات!”
“يا إلهي، صغيرتي الهامستر العبقرية!”
أحمرّت وجنتا إيفانكا وهي تتفاخر ببراءة.
“إيفانكا ستكون سعيدة فقط إذا أثنت جيزيل عليها! هذا كل ما تحتاجه!”
فحضنتها بقوة، وهززت جسدها بلطف لفترة طويلة.
حتى ارتسمت على شفتيها الصغيرة ابتسامة سعادة لا تزول، ثم قلت لها بلطف:
“لكن، إيفانكا.”
“نعم؟”
“لا يجب أن ترهقي نفسك أبدًا. حتى لو كان ما تفعلينه ممتعًا، إذا كان خطيرًا فلا يجوز فعله أبدًا.”
أمسكت يدها الصغيرة بابتسامة حنونة وقلت:
“اتفقنا؟”
“نعم! أعدك!”
بعد أن تلقيت وعدًا حازمًا من إيفانكا، بدأت أستعرض معلومات موقع البحيرة الزرقاء، وظهرت على وجهي تعابير غريبة…
التعليقات لهذا الفصل " 48"