في المبنى الملحق بدوقية كالينوس، والذي يُعرف باسم “قبر رب الأسرة”.
كنت أحدق في الفراغ بعينين متسعتين.
‘هل يعقل أن هناك مكاناً كهذا في قصر كالينوس؟ وهل دوق كالينوس السابق ما يزال حياً؟’
بحسب ما قاله دوق كالينوس، يوجد مكان داخل قصر العاصمة لا يعرفه أحد.
تم وضع حاجز لا يُرى إلا لأولئك الذين لديهم مستوى معين من المانا داخل أجسادهم، لذا لا يستطيع أحد الاقتراب منه بسهولة، وهو مكان خطر.
وهو المكان الذي كان يمكث فيه رؤساء عائلة كالينوس عند احتضارهم، بعد أن يُصابوا أو يُهزموا في الحرب ضد الوحوش.
وقد مرت خمس سنوات منذ أن حبس نيسلان كالينوس نفسه في ذلك المكان كأنه ميت.
‘يقال إنه مكان يقيم فيه المرء قبل موته، لكني لا أفهم لماذا يعيش هناك وحده منذ خمس سنوات.’
نيسلان كالينوس الذي أمامي يبدو ضعيفاً، لكنه لا يبدو كشخص على وشك الموت، لذا كان الأمر أكثر غموضاً.
‘يبدو أنه يحمل قصة كبيرة وراءه، ما يثير فضولي.’
لكنني مجرد موظفة.
ولا أرغب في سؤال رب عملي عن أموره الخاصة بشكل مباشر.
في السابق، حين كنت أعمل في متجر صغير، استمعت لمشاكل المدير، وانتهى بي الأمر بالعمل وحدي في عطلات نهاية الأسبوع وكل الإغلاقات.
‘همم، فلأغير تفكيري. ألم يقولوا أننا سنجري عقد الزواج هنا؟’
على أي حال، كنت واثقة من أنني إن فكرت بطريقة مشابهة ليوليانا، وأظهرت جانبًا فعالًا من شخصيتي المزعجة، فسأنجح بلا شك.
لكن بعد قليل.
‘لا بد أنني استهنت بالعالم كثيراً.’
نظرت إلى من يجلسون حول الطاولة المستديرة في المبنى الملحق: الكونت فلوريت، يوليانا، دوق كالينوس، ووالد زوجي نيسلان كالينوس.
“زواج مفاجئ، ما الذي يحدث على وجه الأرض… كو، كحو!”
شَعره الطويل كان يتمايل برقة مع النسيم.
لو كان الكونت فلوريت رجلاً في منتصف العمر ذو عضلات وملامح حادة، فإن هذا الرجل كان مثالاً للضعف والنحول.
لو كان الأمر عادياً، لكنت اعتبرت أن وجود والد زوج كهذا هو ضربة حظ.
‘لكن كيف أفتعل المشاكل مع شخص مريض هكذا؟!’
كنت أحدق فيه بشيء من الحرج، ثم أخرج من جيبه منديلاً وسعل بلطف.
“إذن هذه هي السيدة؟ كو، كحو.”
…هل سعل دماً للتو؟! يبدو أنه ليس خصماً سهلاً أبداً!
“نعم، والدي في القانون. أنا جيزيل. جيزيل فلوريت. ابنة الكونت سهيرا، وتبنتني عائلة فلوريت. وسأُصبح جيزيل كالينوس قريباً.”
يا إلهي، الحديث بهذه الطريقة الرسمية أشبه بمقابلة عمل.
لكن الكونت فلوريت قاطعني بسرعة.
“من يعلم؟ قد يتغير ذلك في المستقبل.”
في مجتمع طبقي، أن تتحدى عائلة دوق بهذه الوقاحة يتطلب أعصاباً من فولاذ، مثل الكونت فلوريت.
تعكرت ملامح يوليانا فجأة. وأنا كنت أراقب الموقف باهتمام.
‘الكونت فلوريت يقوم بافتعال المشاكل بدلاً مني. هذا مُرضٍ جداً.’
في المقابل، كان نيسلان كالينوس يبتسم كأنه قابل كنته الحقيقية.
“آه، أعتذر، نسيبي. ولكن… سهيرا؟ هل تعني ذلك الساحر العظيم، الكونت سهيرا؟”
“صحيح. هذه هي الابنة الوحيدة لذلك الساحر العظيم، الكونت سهيرا.”
الكونت فلوريت كان يتحدث بدلاً عني. كل ما فعلته هو أنني اكتفيت بالإيماء برأسي.
“فهمت، نسيبي. لم أكن أعلم أن ابنته كبرت بهذا الشكل، وأنا قابع في المبنى الملحق بسبب المرض. حتى أنا كنت من أولئك الذين أرادوا تقليد قدرات الكونت سهيرا السحرية.”
حين قال ذلك، ومض بريق في عيني الكونت فلوريت.
“يبدو أن لديك نظرة جيدة.”
“بالطبع. أنا سعيد للغاية بحصولي على كنّة جديدة.”
“ك، كحهم.”
“أن تقدموا لنا فتاة عظيمة هكذا، لا يسعني سوى الشعور بالامتنان. سأعتني بها كما ينبغي، فلا تقلقوا.”
رغم أن الكونت فلوريت ما زال يحدق بنظرات حادة، إلا أن حدّته خفّت بعض الشيء.
التعليقات لهذا الفصل " 32"