شعرت بقشعريرة غريبة تسري في ظهري..
‘ما هذا الشعور بالضبط؟’
حتى أثناء فتحه لباب المختبر ودخوله، كان لديه إحساس غامض بعدم الارتياح.
لقد لمح نظرة غريبة على وجه جيزيل منذ قليل.
وكأنها…
‘مجنونة بعيون بريئة؟ لا، ليست كذلك… بل أشبه بنظرة مجنون اكتشف شيئًا مثيرًا؟’
على أي حال، عندما ترى الوحوش هنا، فمن المؤكد أنها ستصاب بالذعر وترتعش خوفًا..
ابتسم بسخرية وهو يتقدم إلى داخل المختبر.
***
بمجرد أن دخل أغنيس المختبر، توجهتُ إلى مساكن الخدم.
“مرحبًا؟”
“آه، سيدتي؟ يبدو أنك ضللتِ الطريق. هذه مساكن الخدم.”
“آه، لقد جئت وحدي لأن حبيبي ليس هنا. ألم تسمعوا عني؟”
“حسنًا… لم نسمع التفاصيل بالضبط، ولكن…”
تبادلوا النظرات وكأنهم يسخرون مني..
“هل أنتِ السيدة التي تحاول كسب قلب الكونت تيرين؟”
‘مهلًا، منذ متى أصبح للخدم الحق في النظر إلى النبلاء بهذه الطريقة؟ يا له من عالم فوضوي تمامًا.’
لكن من جهة أخرى، إذا كان كل شيء هنا غير منضبط، فهذا يعني أنه يمكنني التصرف كما يحلو لي أيضًا، أليس كذلك؟
نظرتُ إلى الخادم الذي كان يقف في طريقي بشكل شبه تهديدي، ثم رفعت كتفيَّ بلا مبالاة..
“لا، لست كذلك.”
“…على أي حال، لا يُسمح للنبلاء بزيارة مساكن الخدم. فالمكانة الاجتماعية مختلفة تمامًا.”
ابتسمتُ ابتسامة مشرقة..
بالنسبة لهم، لا بد أنني أبدو كفتاة نبيلة متعجرفة وساذجة.
لكن هذا ليس المفهوم الذي أريد تقديمه اليوم.
“لا أريد. هذا المكان ملكي!”
“عفواً؟”
“هذا المكان. في النهاية، كله لي.”
المفهوم الدقيق الذي اخترته لليوم هو نسخة طبق الأصل من داندا من أتاXXأتا! (شخصية من مسلسل كوميدي ياباني على ما اعتقد)
فتحتُ عينَيّ الكبيرتين على نحو مبالغ فيه وابتسمتُ ابتسامة واسعة..
“لذا، أعجبني هذا المسكن، وأريد استكشافه!”
ثم جلستُ على الأرض فجأة، ناظرةً إليهم بنظرة تحدٍّ.
“ما…ماذا؟”
من المؤكد أنهم لم يروا من قبل سيدة نبيلة بهذا القدر من قلة الاحترام.
نظر الخدم بعضهم إلى بعض في صدمة وارتباك.
لكنني لم أكن مهتمة على الإطلاق.
بينما كنتُ أتذكر المعلومات التي ظهرت في القصة الأصلية، أخذتُ أفحص صدور الخدم واحدًا تلو الآخر.
من خادم هزيل يشبه الشوك إلى آخر ممتلئ العضلات…
‘ها قد وجدته.’
ابتسمتُ في رضا، ثم تقدمتُ نحو خادم يحمل وسامًا قذرًا على صدره.
“من أنت؟”
“عفواً؟”
“لقد كنت تسخر مني منذ قليل، صحيح؟”
من حسن الحظ أن لديَّ سببًا وجيهًا للشجار معه، فقد كان بالفعل ينظر إليَّ بنظرات ساخرة وهمهم بشيء بصوت خافت.
“تعال إلى هنا. أوه؟ ما هذا؟ وسام؟”
“أ-أعيديه لي!”
بغض النظر عن مدى وقاحته، لن يجرؤ على لمس جسد سيدة نبيلة.
وهكذا، بسهولة تامة، انتزعت الوسام منه بخشونة.
وفي تلك اللحظة بالضبط، شعرتُ بشخص يقترب من خلفي.
“أعيديه لي! هذا ليس شيئًا يليق بسيدة أن تحتفظ به…”
“لماذا؟ ألا تعلم أن كل ما يخص عائلة كالينوس أصبح ملكي!”
ابتسمتُ ابتسامة واسعة وأنا أنظر إلى الخادم المرتبك.
“لكن هذا حقًا…”
“أوه، ما المشكلة؟ لا أريد أن يُساء فهمي على أنني سارقة! كنتُ فقط أريد إلقاء نظرة عليه لأنه مثير للاهتمام.”
أمسكتُ الوسام بقبضتي وأنا أبتسم بسخرية.
‘بحسب ما ورد في القصة الأصلية، إذا أمسك به شخص لديه مانا بقوة، فسيشعر بإحساس خفيف يشبه الصعقة الكهربائية على سطحه…’
عقدتُ حاجبيّ وأنا أُحكم قبضتي عليه، وفورًا، بدأ إحساسٌ خفيف يشبه التنميل ينتشر في راحة يدي.
‘ممتاز.’
بينما كنتُ أدير الوسام بين أصابعي، دوّى خلفي صوتٌ غاضب أشبه بصاعقة.
“ما الذي يحدث هنا؟!”
كان ذلك صوت أغنيس..
استدرتُ نحوه وأنا لا أزال ممسكة بالوسام، ثم رسمتُ على وجهي ابتسامتي المعتادة، تلك التي تعطي انطباعًا بأنني “فقدتُ عقلي تمامًا”.
“لقد اكتشفتُ شيئًا رااائعًا جدًا!”
دفعتُ كتفه جانبًا بلا تردد ودخلتُ قاعة الاجتماعات في المختبر بكل ثقة..
***
“ما بك، أغنيس؟ تبدو وكأنك رأيتَ شبحًا.”
قالها رئيس مجلس الشيوخ، هينيسي، وهو ينظر إلينا باستغراب من مقعده في الصدارة.
كان وجه أغنيس شاحبًا، بينما كنتُ أنا في غاية الهدوء.
“أنا… أنا متأكدٌ أنني رأيتُ عينين تلمعان بشكل مريب… حدسي نادرًا ما يخطئ…”
“يبدو أنك لستَ في كامل وعيك. حسنًا، اجلسا. الآنسة جيزيل، أغنيس.”
كانت أجوائي، كالعادة، رقيقة وأنيقة وساحرة…
“مرحبًا؟ آه، لقد رأيتُ شيئًا راااائعًا جدًا قبل قليل!”
… لكن صوتي حطّم هذا الانطباع تمامًا.
نظر أحد الشيوخ إليّ بذهول، ثم سأل:
“ألا يجدر بكِ أن تُقدّمي نفسكِ أولًا، آنسة؟”
“همم، حسنًا! أنا جيزيل فلوريت، خطيبة الدوق المحبوبة!”
أن أصف نفسي بالمحبوبة بهذا الشكل؟ يا لها من جرأة!
كانت لهجتي غير الرسمية وتصرفاتي الصاخبة كافية لتعزيز انطباعهم عني كشخصية غير جديرة بالاحترام.
وبينما كانوا لا يزالون مصدومين، رفعتُ يدي فجأة، عارضةً عليهم الشيء الذي كنتُ أمسكه.
“همم؟ أليس هذا وسامًا يخص الخدم؟”
“لقد كنتُ أتنزه في مساكن الخدم… آه، أقصد، كنتُ ألقي نظرة هناك!”
تنهد الشيوخ بأسى، وكأنهم أدركوا أنهم لا يريدون رؤية المزيد..
لكنني تجاهلتُ ذلك، ولوّحتُ بالوسام بمرح وأنا أبتسم ابتسامة واسعة.
“لكن هذا ليس مجرد وسام عادي! إنه مدهش جدًا!”
“إذا لم يكن عاديًا، فماذا يكون إذن؟”
“أحد الخدم أخبرني أنه عندما يُمسَك هذا الوسام، يشعر وكأن هناك شرارات كهربائية صغيرة في يده! هيا، جرّبوه بأنفسكم!”
أحد الشيوخ لم يستطع تحمل الأمر أكثر، فهزّ رأسه وهو يجيب ببرود:
“هذا مجرد وسام عادي. لا يمكن أن يكون هناك شيء كهذا.”
“لا، أنتم مخطئون!”
بمجرد أن بدأت جيزيل تقلب الوسام بعناد وكأنها تدحض كلامهم، استقام كتفا أغنيس فجأة وكأنه غوريلا تنتصب في حالة تأهب..
“هـ، هاه؟ انتظر لحظة!”
“نعم؟”
“هذا الوسام… داخله… عُشبة هالونيس…!”
عند سماع ذلك، اتسعت أعين الجميع في اللحظة ذاتها.
عشبة هالونيس!
كانت تلك هي العشبة الأساسية لإكمال أبحاث أغنيس حول أقوى ترياق تم تطويره بجهود مضنية: [بلغم الغوبلن].
لكنها كانت نادرة إلى حد اعتقاد الجميع أنها انقرضت تمامًا!
“لماذا هذه العشبة تنمو داخل الوسام؟!”
“حقًا، كيف؟ هل تحققت الظروف المناسبة لزراعتها؟ ما الذي يحدث هنا؟!”
لكن بدلًا من الانشغال بهذه الأسئلة، كان لدى الجميع أمر أهم بكثير.
الشيوخ، الذين يتمتعون بمهارة فائقة في التلاعب السياسي، غيروا موقفهم فورًا وبدأوا في الإشادة بأغنيس.
“أخيرًا، يمكنك إكمال بحثك! مبارك لك، أيها الشيخ أغنيس!”
كان الجميع مبتهجين… باستثناء شخص واحد ألقى دلوًا من الماء البارد فوق هذا الجو الحماسي.
“هممم… حان الوقت لعرض إنجازات مجلس الشيوخ على الدوق قريبًا.”
كان المتحدث هو هينيسي، رئيس مجلس الشيوخ.
“…..”
“هل يمكنك إعداد عينة جاهزة قبل ذلك الموعد، أيها الشيخ أغنيس؟”
لكن على عكس المتوقع، كان الأمل يشعّ من وجه أغنيس.
“جميع الباحثين سيكرسون جهودهم بالكامل! إذا عملنا طوال الليل، يمكننا إكمالها!”
ولكن، وكما هو الحال دائمًا، لا تخلو الأمور من المشاكل.
فقد انبرى أحد الشيوخ المنافسين لأغنيس—ذلك الأصلع الذي لم يفته أبدًا فرصة لإثارة المتاعب—وأخذ يتحدث بلهجة ساخرة.
“آه، حقًا؟ لكن هناك مشكلة صغيرة، أليس كذلك؟”
“…..”
“أليس ما في هذا الوسام مجرد نبتة واحدة من عشبة هالونيس؟ فكم عدد الجرعات التي يمكننا إنتاجها منها، هاه؟”
لم يكن لدى أغنيس أي رد مقنع على ذلك..
قبض يده بإحكام… نبتة واحدة فقط لن تكون كافية لإحداث تحول كبير في الأوضاع.
وفي تلك اللحظة، ارتسمت على وجه جيزيل ابتسامة واسعة، وكأنها البطلة التي ستنقذ الموقف…
“آآه! أيها الشيخ ذو الأنف الكبير والرأس اللامع!”
… أو، بالأحرى، وكأنها تسخر منه بكل جرأة.
“….هاه؟ أأنا؟ هل وصفتِ شعري الملفوف بطريقة جميلة الآن بصلعة؟”
“…..هممم، على أي حال. جيزيل تعرف طريقة لزراعة كميات كبيرة من عشبة هالونيس!”
اتسعت أعين الجميع، ونظروا إليها بتعبير يملؤه الترقب.
التعليقات لهذا الفصل " 21"