انكمش جسد زملائي من السحرة من الدائرة الأولى في الوقت ذاته.
فعند سماعهم لكلمة “حشرات”، من الطبيعي أن يشعر المرء بالغضب أو الخوف.
لكنني كنت متخفية بصفتي “الساحرة العظمى التي تُخفي قوتها”، وكان عليّ إغضابهم دون أن أكشف عن حقيقتي.
“صحيح~.”
“….؟”
“جيز… أقصد، بيلا مجرد حشرة تافهة تمامًا~.”
“….؟”
اتسعت أعين السحرة الثلاثة وراحوا يتبادلون النظرات في حيرة. لكنني كنت بحاجة إلى تقييمهم عن كثب، فلم آبه بتعابيرهم وتابعت حديثي بثبات.
“وماذا في ذلك؟”
سؤال بريء فحسب.
“بيلا حشرة تافهة، فهل قدم أحدكم لها شيئًا؟”
“…..”
“آه، رجاءً لا تسيئوا فهمي. أنا فقط أطرح سؤالًا بريئًا، لا غير~.”
“…..”
“ومن تكونون حتى تنعتوا بيلا بالحشرة؟”
“هاه.”
ضحكوا ساخرين، وارتسمت على شفاههم ابتسامات ازدراء.
“تجرؤين على الحديث بهذا الأسلوب وأنتِ من الدرجة الأولى؟ دعيني أُعرفك بنفسي. أنا ساحر ذو الدائرة الثالثة، وقد ظهر اسمي في إحدى أكبر المجلات الأسبوعية في الإمبراطورية، صفحة كوكونت، سمعتِ بها؟”
“لا علم لي بها~.”
“…..”
“بيلا لا تعرف ما هي صفحة كوكونت. لم تسمع بها من قبل~.”
“…..”
بدا الاشمئزاز واضحًا على وجوههم. فمن لا يعرف تلك المجلة في الإمبراطورية؟ لا بد أنهم ظنّوني جاهلة.
“لكن ربما~ لم ألحظكَ لأنكَ لم تكن في الصفحة الرئيسية~.”
“…..”
“إذا كُنت في الزاوية الأخيرة من الصفحة، فكيف لي أن أراك؟”
“م-ماذا؟!”
أجل، لم تكونوا مشهورين بما يكفي لتظهروا في العناوين الرئيسية.
وبرج الصحراء السحري قد تدهور كثيرًا مؤخرًا، ولم يعد بمكانة تليق بسحرته.
هو مجرد برج يُعرف بإجراء أبحاث غريبة، ونتائجه لا تُقارن بغيره من الأبراج.
وقد أكون استفززتهم، لكن حديثي لم يكن خاطئًا.
زمّ أحدهم شفتيه بحثًا عن رد، ثم رمقني بنظرة باردة.
“همف، ننتظر رؤية نتائج أبحاثكم.”
أوه، لقد قال ما كنت أنوي قوله أنا! ابتسمت بسعادة.
“نعم~ ترقبوا ذلك بفارغ الصبر~!”
ردّي الوقح دفعهم إلى مزيد من الغضب.
“هاه! لكن ما هذا الأسلوب في الكلام؟”
“نعم؟”
“ما هذه الطريقة المبتذلة في الحديث؟”
“آه، لساني قصير قليلًا، لذا لا أتمكن من النطق الطبيعي~.”
“ما هذا؟”
“هل من الطبيعي لأصحاب الألسنة القصيرة أن يتحدثوا هكذا؟”
تبادلوا النظرات ورفعوا أكتافهم بلا اهتمام.
أغبياء… إن كان لساني حقًا قصيرًا، فكيف أتحدث ببقية الكلمات بسلاسة؟
لكنني حافظت على ابتسامتي الهادئة.
آه، إنهم يروقون لي فعلًا.
أشعر بالحماس الشديد بشأن كيف سألقنهم درسًا لاحقًا.
في تلك اللحظة، أمسك بي أحد زملائي من السحرة من الدرجة الأولى وهمس بتوتر.
“ب-بيلا! رجاءً لا تفعلي هذا!”
“نعتذر! إنها جديدة هنا، ولا تعرف قواعد البرج جيدًا!”
“آه، إذًا لأنها جديدة، هكذا الأمر؟”
تبادل الثلاثة نظرات ذات مغزى، ثم ارتسمت على وجوههم ابتسامات باردة.
“سنراكِ قريبًا. سيكون لنا لقاء آخر.”
وبعد أن غادروا إلى الطابق العلوي، بدت على من حولي علامات اليأس.
“ه-هذا سيئ جدًّا…”
“ما الأمر؟~”
“أولئك الثلاثة يُدعون غولد، سيلفر، وبرونز. إنهم يُشرفون على مشاريع البحث. وغالبًا ما يسرقون النتائج وينسبونها لأنفسهم، مما يؤدي إلى طرد الآخرين من البرج…”
“آه، فهمت الآن~.”
إذًا هم لصوص الأبحاث الذين كنت أبحث عنهم تمامًا.
‘أيمكن أن يكون أحدهم هو من كان يُجري أبحاثًا في سحر الزمن؟’
إن صحّ ذلك، فسأعيد توجيهه ليُنتج نتائج لأجلي.
وإن لم يكن، فهذا يعني أن هناك سحرة أبرياء يجب أن أحميهم من هذه الحثالة.
تأملت وجوه من حولي بابتسامة مهتمة.
“أدركت المعنى~.”
هل عليّ أن أحرّك عقولهم ليعملوا لي لاحقًا؟
“بيلا، على أي حال، لا تقلقي. هناك دائمًا فترة تدريب للمستجدين. فقط، لا تُبرزي نفسكِ كثيرًا بعد الآن.”
لكن، تمامًا حينها—
هوووووووووش!
ترااااااق!
انفتحت النافذة فجأة، وهبّت منها رياح قوية مزعجة.
عاصفة رملية معتادة في الصحراء.
“هـ-هل كانت النافذة مفتوحة؟”
لا.
لا بد أن أحد سحرة الدائرة الثالثة قد استخدم سحر الرياح.
بينما كنت أُمضغ حبيبات الرمل التي دخلت فمي، فكرتُ بهدوء:
الأمور بدأت تصبح ممتعة للغاية…
***
رشششش!
في صباح اليوم التالي، داخل السكن التابع لبرج الصحراء السحري،
استيقظت على وقع ضجيج المياه المتساقطة عليّ.
“أيتها الحشرة، استيقظي.”
كانوا يضحكون بسخرية وهم ينظرون إليّ وقد غمرتني المياه وصرت أشبه بفأرة مبللة.
‘ما هذا؟ نظام الأمن في السكن سيّئ حقًا.’
هل من المفترض أن يكون الدخول إلى غرفة شخص آخر بهذه السهولة؟
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 165"