“ربما ما يطلبه مني <تدفّق الزمن>… هو أن ألتقي بوالديّ.”
لأنه ليست لدي أي ذكريات عنهما.
وربما، طوال هذا الوقت، كنت أفتقدهما دون أن أعلم.
وفي موقف كان يُفترض أن يكون محزنًا، حدّق بي فينتين باستغراب.
“جيزيل، تعابير وجهكِ…”
“ماذا؟”
“قولي ما في بالك مباشرة.”
أمسكت بكُمّه وعيناي تلمعان.
“أفكّر أن نتخفّى وننضم إلى فرقة المرتزقة، ما رأيك؟”
“هاه؟”
“الكونت فلوريت أخبرني أن فرقة المرتزقة الخاصة بأبي لا تدقّق في الهويات كثيرًا.”
“آه، توجد فرق كهذه، لكنها تكون أكثر خطرًا.”
“لكن والدي هناك، أليس كذلك؟ بالطبع، لا يعلم حتى أنني ابنته.”
“هذا…”
“وبالمناسبة، قال الكونت فلوريت إن والدي ليس شخصًا غريبًا.”
“لكن في حال قتال الوحوش، قد يتحوّل إلى شخص غريب فعلًا. قد يكون الأمر خطيرًا. وإن كنتِ لا تمانعين…”
“نعم؟”
“فلنذهب.”
قال ذلك، ونهض من مكانه.
وبينما كنت أنظر إليه، خطر في بالي فجأة أنني، لشدة رغبتي في لقاء والديّ، لم أُحسن تفهّم مشاعر دوق كالينوس.
“لكن، دوق… أعني، فينتين، هل الأمر لا يزعجك؟ أن تتخفّى وتخترق فرقة المرتزقة؟”
“لا، لا بأس بذلك.”
كنت أحدّق فيه بنظرة متشككة، أتساءل إن كان حقًا بخير، حين أجاب بسرعة دون حتى أن يلتقط أنفاسه:
“كنت أشعر بالفضول، صراحةً. حول مدى قوة فرقة المرتزقة قبل عشرين عامًا. وأردت أن أعرف كم قلب مانا يملك المرتزقة عادةً. كما راودني الفضول بشأن كيفية تصرف الموهوبين في السحر، وبنسبة كم تقريبًا تطورت مهارات الجسد لدى المرتزقة المعاصرين مقارنةً بالماضي…”
“آه…”
“أعتذر.”
“….لا بأس. كان ذلك ممتعًا.”
لقد أصبح الآن يراقب ردود الفعل بعد أن يتحمّس ويبدأ الحديث عن مواضيع بحثه… يبدو أنه اكتسب بعض المهارات الاجتماعية أخيرًا.
‘حسنًا، بهذا المستوى… أظن أنه سيكون قادرًا على الاندماج وسط المرتزقة دون إثارة الشبهات، أليس كذلك؟’
أخذت أتفحص ملامحه بجدية ثم أومأت برأسي.
عندها، وضع يده على غمد سيفه وهمس بصوت منخفض مشؤوم:
“حسنًا، لننطلق إذًا. هذه المرة بجدية.”
انتظر لحظة.
لا، بل أنت من تبدو الآن وكأنك على وشك إبادة الوحوش عن بكرة أبيها!
***
“لا نستقبل أحدًا بلا بطاقة هوية.”
…كل ما قلته أنني أرغب بالانضمام إلى فرقة المرتزقة، لا أكثر.
نظرت إليه بتعبير مذهول، وأشرت إلى نشرة توظيف المرتزقة التي يمسك بها في يده.
“لماذا؟ مكتوب هنا بوضوح: ’نقبل الجميع بلا تمييز في السن أو الجنس، كل من يملك قلبًا متحمّسًا لقتال الوحوش‘، أليس كذلك؟”
وبهذه الطريقة، تحوّلتُ فجأة إلى ابنة متمرّدة تتحدث مع والدها بلهجة غير رسمية.
لكن لم يكن لدي خيار آخر.
“لا تزعجيني. حتى لو أثبتِّ قوتكِ، أو ادّعيتِ أنك ترغبين في أن تصبحي من أتباعي، لن أقبل أيًّا كان.”
أمال رأْسه وهو يبتسم بتعجرف.
…اهدئي، اهدئي.
هو والدكِ، في النهاية.
رغم أن ملامحه مزعجة إلى حدٍّ لا يُطاق، إلا أنه لا يزال والدكِ.
“أنا لست أيًّا كان.”
“…آه، حقًّا؟ مع ذلك، لن أقبلك.”
إنه مزعج فعلًا لدرجة أنني لم أعد قادرة حتى على الرد.
أما دوق كالينوس، أو بالأحرى فينتين، فقد بدا أنه يعتبره “حماه” ولهذا لم يتدخّل بتهور.
حسنًا، كفى، لا حاجة لكل هذا، سأذهب لأبحث عن والدتي، هكذا قررت وأنا أنحني قليلًا.
“إذًا، إلى اللقاء.”
لكن، ما إن أدرت رأسي حتى شعرت فجأة بشيء مخيف خلف ظهري.
رفعت يدي مباشرة وضربت الجسم الذي هاجمني فجأة. ومضة ضوء سطعت على يدي واختفت في لحظة.
وما أمسكت به كان مجرد سلايم صغير.
“ما هذا، سلايم؟”
“أوه، ردّة فعلكِ سريعة.”
صفّق بيديه وهو يضحك.
استدرت إليه بتعبير يجمع بين الحيرة والانزعاج، لأكتشف أنه هو من ألقى الوحش نحوي.
‘يا إلهي… هل هذا حقًا والدي؟’
المشاعر المرتبكة التي راودتني قبل قليل عند لقائه تلاشت فجأة وتحوّلت إلى برود تام.
نظرت إليه بعينين باردتين، لكنه فقط هزّ كتفيه وكأن الأمر لا يستحق الذكر.
“تهانينا، نجحتِ في الاختبار. مرحبًا بكِ في فرقة المرتزقة.”
…هذا كان اختبار القبول؟
رمي سلايم؟
ضحكت ضحكة صغيرة يملؤها الذهول.
‘يا للعجب.’
أي سر جعل الكونت فلوريت يحب هذا الرجل؟
ولماذا تكبّد عناء تلك الرحلة الطويلة لجلب تذكار تركه ؟
نظرت إلى الكونت سيهيرا، وهو في قمة السعادة، يستدعي كأس بيرة ويشربها دفعة واحدة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات