# إذا. كانت لدي فرصة للقاء والدي، ماذا كنت سأقول؟
“أتعلمين، يا جيزيل! هل سمعتِ بشيء يُدعى <تدفق الزمن>؟”
في هذا اليوم أيضًا، كنت أقضي نهارًا هادئًا دون فوضى أو مشاحنات.
بمعنى آخر، كنت نائمة.
لكن فجأة، ظهر ريويس في غرفتي وناولني صندوقًا مربعًا وهو يتحدث بكلمات غريبة.
“……تدفق الزمن؟”
نهضتُ متكاسلة وألقيت نظرة على الصندوق المربع الذي قدّمه لي.
“نعم، نعم! انظري! يُقال إنه يعيدك إلى الماضي. هل هناك ماضٍ تتمنى جيزيل العودة إليه أكثر من غيره؟”
“أممم، لستُ أدري.”
يبدو وكأنه يشبه تلك “آلة الزمن” التي نسمع عنها في عصرنا.
إذًا……
‘هل سيكون بإمكاني لقاء والديّ أيضًا؟’
الآن بعد أن فكرت بالأمر، لم يحدث أن فكرتُ في والديّ ولو مرة واحدة.
‘لقد أحضر شيئًا غريبًا فعلًا.’
حينها، لم يكن شعوري تجاه الأمر يتجاوز تلك الملاحظة العابرة.
حتى عندما استلمت صندوق <تدفق الزمن> ذاك ونسيت أمره دون أي تفكير.
لكن أثناء وقت العشاء المنفرد مع دوق كالينوس،
حين عرضت عليه الجزء العلوي من صندوق <تدفق الزمن> وقلت له:
“يقول ريويس إنه يعمل إذا ضغطنا هذا الزر. أليس الأمر غريبًا؟”
“……إنه غريب فعلًا.”
وبينما كنت أظهر له بكيفية تشغيله، مررت يدي بخفة على الزر الأحمر الساطع في الأعلى.
وفي تلك اللحظة، ضغط الزر مع صوت طفيف.
“آه؟”
…أبهذه السرعة يُضغط؟
لكن لم تكن تلك المشكلة. فمنذ لحظة الضغط، بدأت خطوط رقيقة من الضوء تنتشر على سطح الصندوق. وكأن شيئًا حقيقيًا على وشك الحدوث!
وبينما كنت أحدّق في الزر بوجه مذهول، أمسك دوق كالينوس يدي بإحكام.
“جيزيل.”
“لا، هذا خطر…”
“أليس الهدف من الزواج أن نواجه المخاطر معًا؟”
كلامه منطقي بشكل غريب.
لكن، أليس الأفضل أن نتجنّب الخطر من الأساس؟
وما إن بدأت أفكر هكذا، حتى بدأ ضوء باهت ينتشر حولنا مصحوبًا بأصوات طقطقة خفيفة.
نظرت إلى الصندوق المتوهج وإلى عينيه بالتناوب، وفكرتُ:
‘تبًا.’
ثم أغمضت عينيّ بقوة.
***
“مصيبة… كيف سنعود الآن؟”
عندما فتحت عينيّ من جديد بعد شعور بالضوء الأبيض الساطع،
وجدتُ أننا نقف وسط غابة مجهولة.
“……لحسن الحظ، لا يزال النهار.”
“وهل يُعتبر هذا حظًا برأيكَ؟”
تنهدت بعمق وأنا أحدّق في <تدفق الزمن>، أو بالأحرى في الصندوق المربع الذي أصبح الآن بلا فائدة.
وعلى وجهه الأعلى، كان مكتوبًا: [D-7]. (متبقي 7 أيام)
“يبدو أننا سنظل عالقين هنا لمدة أسبوع، بما أن الرقم D-7 مكتوب هنا.”
لكن على عكسي، بدا دوق كالينوس هادئًا تمامًا.
“لا بأس. يبدو أننا في الماضي قبل عشرين عامًا. أي قبل إصلاح العملة، لذا يمكننا استخدام النقود التي معنا دون مشاكل.”
.…ما هذا الكلام؟
كان يتصرف وكأنه يعرف هذا العالم جيدًا.
“وكيف علمتَ بذلك؟”
حدّقت به بعينين باردتين، فأجابني بجدية:
“انظري إلى تلك اللافتة، يا جيزيل. لم يُكتب عليها ‘습니다’ بل ‘읍니다’.”
(الكلمة ذي يا عزيزي القارئ هي لفظة تنضاف في آخر الكلام فالكورية لما يتحدثون او يكتبون بلغة رسمية، مالها معنى فالعربي، البطل اشار للفرق لأن اللفظة ذي تم تعديلها، مش بس فعالمهم حتى فالواقع تعدلت فاواخر القرن العشرين.)
نظرتُ إلى النُزُل الذي كان يشير إليه.
لا أعلم لماذا هناك نُزُل في وسط هذه الغابة، لكن…
“…أجل، معكَ حق.”
“بما أن قواعد الكتابة تم تعديلها قبل حوالي سبعة عشر عامًا، فيبدو أننا في زمن أقدم من ذلك بكثير.”
“ما الذي…”
“وانظري إلى المركّبات المعدنية المستخدمة في سقف ذلك النُزُل. ألا تلاحظين شيئًا؟”
لا؟ إطلاقًا لا أفهم ما تعنيه…؟
“…….”
عندما لزمتُ الصمت، نظر إليّ وتدارك نفسه وقال:
“يبدو أنه من تلك الفترات التي كان يُستخدم فيها هذا النوع من المواد لبناء الأسطح. أعتقد أنه طراز معماري شائع قبل 25 عامًا.”
…الاستماع إليه أكثر لا يزيدني إلا حيرة.
“وهذه الساعة.”
نظر إلى ساعة غريبة معلقة على معصمه، لم ألاحظها من قبل.
“ربما بعد أسبوع، ستنكسر هذه الساعة وسنعود إلى عالمنا الأصلي.”
أنا لا أفهم شيئًا مما يقوله. على أية حال، لا خيار سوى مواجهة الموقف.
“هل ندخل ذلك المكان؟”
هذه الغابة تبدو مشؤومة نوعًا ما.
لا أعلم لماذا يوجد نُزُل هنا، لكن الأمر مريب بلا شك…
“فلندخل.”
…طالما أن أقوى رجل في هذا العالم بجانبي، ما الذي قد يُخيفني؟
***
“أه، زبائن رحّالة! هل تملكون بطاقة هوية؟”
رغم التوتر، دخلنا النُزُل المريب.
فاستقبلنا صاحبه، رجل ضخم البنية، بكل احترام عند الباب.
لكن الكلمات التي نطق بها كانت غريبة وغير مفهومة.
“ما المقصود ببطاقة الهوية؟”
قال دوق كالينوس ذلك، فظهرت الدهشة على وجه صاحب النُزُل.
“هاه؟ لا تعرفان بطاقة الهوية؟ يا له من أمر نادر أن يزورنا غرباء لا يعلمون بها.”
“ضللنا الطريق ونحن في الطريق إلى هنا.”
“والآن وقد سمعتُ حديثكما، فطريقتكما في الكلام تبدو غريبة أيضًا. لستما من هذه المنطقة، أليس كذلك؟”
على الأغلب نعم.
فلا بد أن هذا العالم قد تغيّر خلال العشرين سنة الماضية. من طريقة الكلام إلى أسلوب الحياة.
‘كم هو ثاقب الملاحظة…’
… في الحقيقة، هذا ما فكرتُ به، لكن لم أستطع قول ذلك بصوتٍ عالٍ.
لذا، كل ما فعلته هو أنني اكتفيت بهز رأسي.
“حسنًا، هناك الكثير من قطاع الطرق في الجوار. إذًا، كيف ستدفعون التكاليف؟ هل يمكن أن تخبروني بعنوان إقامتكم؟”
“كاليـ― … لا، أعني، المال؟”
ضربتُ جنب الدوق كالينوس مرارًا لأشير له بألا يذكر اسم عائلته النبيلة.
لو قال ذلك الآن، فسوف يُنظر إلينا كمزورين للهوية!
وبعد أن فهم ما أعنيه، راح يفتش بهدوء في جيبه الداخلي، ثم أخرج قطعة ذهبية واحدة.
“تأكد منها. سنمكث لأسبوع.”
“وا، و، واحدة ذهبية لأسبوع… ح، حسنًا، مفهوم.”
… الآن بعد أن فكرت في الأمر، لا بد أن الأسعار قد ارتفعت كثيرًا.
‘أشعر أن هذا مبالغ فيه قليلاً…’
لكن على الأقل ستُستخدم العملة الذهبية بشكل أفضل من قبل صاحب النزل. وبينما كان يرشدنا إلى الداخل، لم يتوقف عن التهليل لنا.
“أنتم محظوظون حقًا! ستستخدمون الغرفة المميزة في نزلنا! لم أتوقع أن أفتح هذا الباب في حياتي…!”
حين وصلنا إلى الممر في الطابق الثاني، وتحديدًا إلى الغرفة في أقصى الممر، فتح صاحب النزل الباب بحماس وتوقع.
“هوهو، تادا!”
“أوه…”
كانت غرفة نظيفة بحجم عشرة أمتار مربعة تقريبًا، تضم سريرًا مزدوجًا وطاولة زينة واحدة.
بالمقارنة مع مستوى النزل، كانت غرفة فخمة نسبيًا.
لكنني، التي اعتدت على فخامة قصر كالينوس، لم أجد فيها ما يدعو للانبهار.
‘كيف عليّ أن أُبدي ردة فعل مناسبة؟’
أنا لا أملك مشكلة في إهانة الأشرار، لكنني أعاني من مشكلة في قول أشياء سيئة لمن يرمقني بنظراتٍ مليئة بالتوقع.
عندها قال دوق كالينوس:
“الغرفة متواضعة لكنها مقبـ…”
“آه!”
… وقبل أن يُكمل جملته الصريحة جدًا، ضغطت على جنبه بقوة وأجبرت نفسي على الابتسام.
“واو، إنها رائعة.”
“أ، أليس كذلك؟ إنها الغرفة التي توارثتها عائلتي جيلاً بعد جيل. كنا نمنحها فقط لأهم الضيوف!”
أدرتُ بصري بعيدًا عن نظرات صاحب النزل المتلألئة وهمست بصوتٍ خافت:
“نعم، نعم. فعلاً مذهلة.”
رغم كلماتي الخالية من الروح، هزّ صاحب النزل رأسه بحماس.
“حسنًا، أتمنى لكم إقامة مريحة خلال هذا الأسبوع!”
وأشار بإصبعه إلى باب صغير في الحائط الأيسر.
“هناك أيضًا مرحاض داخلي.”
بانغ!
أُغلق الباب بعدما غادر صاحب النزل.
أضأت المصباح اليدوي في المرحاض الداخلي وتذمّرت بصوت منخفض.
“الحقيقة هي أن الحياة قبل عشرين عامًا تبدو غير مريحة بعض الشيء.”
هزّ دوق كالينوس رأسه موافقًا.
“لأن السحر والأدوات السحرية لم تكن متطورة بعد في هذا العالم. إن لزم الأمر، سأقوم بتطوير أدوات سحرية هنا.”
“ذاك.…”
“لا تقلقي.”
بدا وكأنه يحب تطوير الأدوات السحرية في الأساس…
“ليس من الضروري القيام بأشياء غريبة.”
لقد كنا محظوظين بالنزول في هذا النزل القريب، لكن إن تركنا أثراً على هذا العالم، فقد يتعقد المستقبل.
فأنا والدوق كالينوس مجرد غرباء مشبوهين في هذا الزمن.
“على أية حال، كل ما علينا هو أن نعيش حياة عادية لمدة أسبوع.”
“همم، صحيح. رأيت حانة في الطابق الأول من النزل قبل قليل. ماذا لو ذهبنا إلى هناك؟”
“فكرة لا بأس بها.”
“إذًا، بدّل ملابسك إلى شيء مريح. سأنزل قبلك وأتفقد الوضع.”
“لننزل معـ…!”
“نعم، بدّل ملابسك وتعال!”
… كل ما فعلته هو أنني سبقت دوق كالينوس إلى الطابق الأول أثناء تبديله ملابسه.
وأثناء خروجي من الحانة وأنا أحمل كأس بيرة، صادفتُ شخصًا واصطدمت به عن غير قصد.
“آه، المعذرة.”
“هم، حسنًا.”
…. ما هذا الأسلوب الوقح في الكلام؟
‘لقد كان خطأ من الطرفين لأننا لم ننتبه لبعضنا البعض.’
تصادمنا نحن الاثنان، فكيف يستقبل اعتذاري بهذه البساطة وكأنه أمر طبيعي؟
وبما أنني نشأت في بيئة محافظة، فقد اعتذرت تلقائيًا، لكن…
‘أليس هذا الشخص عديم الأخلاق؟’
أنا، جيزيل.
عندما يحدث لي أمر مزعج، لا أتحمله بصمت.
كنت أنوي أن أُبدي انزعاجي وأتحدث عن ضرورة تبادل الاعتذار في مثل هذه المواقف.
لكن، عندما رفعت بصري ونظرت إلى وجه الشخص الآخر…
“…أه؟”
اتسعت عيناي بدهشة.
لأن وجه الشخص الذي اصطدمت به كان مألوفًا بشكل مبالغ فيه.
التعليقات لهذا الفصل " 149"