سواء كنت أبصق الشاي الساخن أو لا، كانت يوليانا تظهر بوجه مفعم بالسعادة.
“نعم. جلالة الإمبراطور قال أنه أصبح من المعجبين بالدوقة جيزيل كالينوس التي لم تهتم بالشرف، ولا بالمال، وإنما كرست نفسها فقط للإمبراطورية.”
هذا…
يبدو أن الأمور بدأت تسير على نحو خطير.
“حتى العامة كذلك، بفضلكِ ارتفع شأن عائلتنا أيضًا.”
“ماذا؟”
عندما نتحدث عن عائلة كالينوس، كانت الصورة عادةً لعائلة مخيفة تَقتل الوحوش بلا رحمة.
“يبدو أن عائلتنا أفضل من عائلة ليشانيل المنافقة. لقد فعلتِ شيئًا عظيمًا، شيئًا لم تستطع عائلتنا انجازه رغم مئات السنين من الجهد في الحدود الشمالية.”
شعرت بالحرارة تصعد إلى أذني من هذه المديح غير المتوقع.
رأت وجهي الأحمر فأكملت بحماس كأنها تريد أن تعطيني سرًا:
“آه، هناك شيء ممتع آخر. يقولون إنهم سيعدون سيرة بطولية للأطفال بعنوان ‘البطلة التي أنقذت إمبراطوريتنا، السيدة جيزيل كالينوس’.”
كلما فكرت في الأمر، كلما ازدادت خطورة الوضع.
صحيح أنني أنقذت الإمبراطورية، لكن كل ذلك كان بدافع أنانيتي فقط!
لقد تورطت في مشكلة كبيرة.
لقد أُجبرت أفعالي التي كانت بدافع المصالح الشخصية على أن تُغلف بشكل رسمي وتنتشر في الإمبراطورية!
في ظل هذا الوضع السياسي المضطرب، كان القصر بحاجة إلى بطل، ولم يكن هناك أحد يمتلك قصة بطولية مثلي.
‘هذا جنون حقيقي، ماذا سأفعل الآن؟’
ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟
على أي حال، لا يمكنني الامتناع عن الحضور…
وضعت قناع الجرأة على وجهي وقررت الذهاب.
***
بدأ الاحتفال الذي أُعد لي في الحديقة الخارجية.
على منصة صغيرة هناك، مد الإمبراطور يده نحوي وتحدّث:
“أخطط لمنح السيدة جيزيل كالينوس شبه جزيرة الجليد مكافأة.”
مجرد شبه جزيرة جليد!
رغم أن المساحة كانت كبيرة، إلا أنها مكان معروف بأنه أرض قاحلة عديمة الفائدة.
نظر إلي الجميع بنظرات تعبر عن الأسف، لكنني رفعت كتفي غير مبالية.
‘السبب في إصراري على طلبها هو احتواؤها على خامات معدنية كثيرة.’
بعبارة أخرى، كانت هذه الأرض هي الأثمن في الإمبراطورية الحالية.
إذا شبهناها بالأرض، فستكون كمن يحصل على أرض غنية بالنفط في السعودية. (التشبيه من عند المؤلفة 😭)
‘نجحت في انتزاعها بسرعة قبل أن يلاحظ أحد.’
عندما اجتمع الجميع، أظهر الإمبراطور والإمبراطورة تقديرهما لي حتى غمرهما التأثر.
“كيف تكون السيدة جيزيل كالينوس بلا طمع بهذا الشكل؟”
“كنا نعلم ذلك سابقًا…”
“رغم صغر سنها، إلا أن عمقها الداخلي يثير الإعجاب والاحترام.”
…. لو كنت أعلم أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، لكنت طلبت الذهب بكل صراحة وأظهرت رغبتي الجشعة.
‘لكن، لو فعلت، لما منحوني شيئًا. جزيرة الجليد هي الأفضل!’
مهما همس الناس، لم يكن يهمني لأنني حققت مصلحتي.
ولكن الإمبراطور، متأثرًا، أمسك يدي بقوة وهو يتمتم:
“اسمعي، السيدة جيزيل كالينوس هي بطلة أنقذت الوطن، وبطلة في أوقات الاضطراب، وحارسة إمبراطوريتنا…”
حين استمعت إلى مديح الإمبراطور الذي لا ينتهي، شعرت وكأن دمي يغلي في أذني.
لحسن الحظ، كان لهذا الحدث نهاية أيضًا.
خرجت من “سجن المديح الإمبراطوري” وتجوّلت في الحديقة حيث قابلت الحضور.
بفضل لطف الإمبراطور، أُقيم تجمع لجميع الأشخاص المرتبطين بي.
كلما سمعت المديح، كان كوكو وكرو الصغيران، التنين والطائر يقفون بجانبي وينامون وهم يهزون رؤوسهم، ثم استيقظوا ببطء ورفرفوا بأجنحتهم.
“كوكو.(آه، على فكرة، صورة هذا التنين معلقة على شعار الحفلة. هذا مثير جدًا.)”
“كرو.(أنا هنا أيضًا، لم يتم نسياني!)”
وقف التنين الصغير والطائر بفخر على كتفيّ ورفرفا بأجنحتهما.
قلت مبتسمة وأنا أربت على أجنحتهما:
“سأعطيكما الكثير من المانا.”
كوكو، يبدو في غاية الحماس، رفرف أجنحته بقوة.
لكن مساعداي الظريفان لم يكونا فقط على كتفي.
بل كانوا ملتفين بإحكام حول جانبي فستاني.
“ريويس، إيفانكا، هذه أول مرة تحضرون فيها احتفالًا كبيرًا كهذا، أليس كذلك؟”
ريويس وإيفانكا كانا مدعوين رسميًا.
“لقد جُهز الحفل بشكل جميل كأنه مهرجان.”
“أشعر بالخجل…”
“ريويس، عليك أن ترفع كتفيك! يجب أن نكون واثقين حتى تظل جيزيل فخورة بنا!”
“حسنًا، علميني كيف أرفع كتفي! أريد أن أكون فخرًا لجيزيل!”
تناقش الاثنتان وتوجهتا نحو غرفة الملابس، فأرسلت خلفهما خادمة.
‘أولاد صغار ظريفون.’
بينما كنت أراقب ظهرهما، اقتربت مني سيدة تحمل كأس نبيذ.
“كورديليا؟”
كانت كورديليا إنفيرنا، خبيرة سحر الوهم التي أعطتني التنين.
همست لي بهدوء.
“بفضل صديقتي العظيمة، تم دعوتي إلى هذا الاحتفال.”
ترددت لوهلة، فلم يسبق لي أن كونت صداقات حقيقية كجيزيل.
“نحن أصدقاء، أليس كذلك؟”
“هل هذا صحيح؟”
“نعم، السيدة جيزيل هي أول صديقة لي.”
ابتسمنا لبعضنا البعض.
حقًا، لقد ساعدتني كورديليا كثيرًا.
وقبل كل شيء، هي أول صديقة من نفس عمري.
الآن، لن أضطر لتعقيد الأمور في رأسي، بل يمكننا أن نلتقي ونتعرف على بعضنا.
ابتسمت كورديليا ابتسامة مشرقة، وأومأت برأسها موافقة.
“إذن لنلتقِ كثيرًا يا صديقتي.”
لم يعد هناك من يعيقني، وسأبدأ في بناء علاقاتي الاجتماعية ببطء.
‘الآن، ليس هناك حاجة لأكون شريرة، وهذا أمر رائع.’
أرسلت كوديليا لي نظرة خفيفة وهمست،
“سأرسل لكِ الدعوة.”
ثم… ظهر الكونت فلوريت في مكانها، ضغط على عينه وتمتم،
“عليكِ أن تعيش حياتك على أكمل وجه، جيزيل.”
“أنا أعيشها على طريقتي بالفعل.”
“نعم، صحيح، لكن لا تتحملي عبء البطولة بشكل مبالغ فيه.”
استطعت الشعور بمشاعره.
أمسكتُ بيده وابتسمت.
“أنا لا أشعر بثقل أو عبء.”
…ما عدا عندما أتعامل مع دوق كالينوس المجنون الحقيقي.
ابتسم لي بحرارة ورفع كأس النبيذ.
“إذاً، لنشرب نخب هذا اليوم السعيد!”
….ثم شرب زجاجة كاملة وبدأ يتجول بوجه أحمر كالفلفل.
وفجأة، اقترب الناس الذين كانوا ينتظرون فرصة للحديث معي.
أنا لم أتحرك من مكاني، لكن الناس تقترب مني باستمرار؟
هل هذه هي مكانة “البطلة الرسمية” المعترف بها من الإمبراطور؟
“جيزيل!”
هذه المرة، من أمسك بي كان الدوق السابق غارنو.
“جيزيل، لماذا لم تأتي مؤخرًا؟ لقد خبزتُ فطيرة لأجلكِ.”
“ألم أزرك البارحة…؟”
“ك، كح. حتى يوم واحد طويل جداً على هذا العجوز! خبزتها خصيصاً لكِ.”
أين ذهبت هيبته المخيفة في أول لقاء لنا؟
أصبح الآن لطيفاً ودافئاً.
وشعرت أن كتفيه أصبحا أكثر انحناءً.
حدقت في شعره الأبيض وابتسمت.
“مم، لنرَ…”
وضعت يدي على ذقني وكأنني أفكر بعمق.
“ما رأيك، بعد انتهاء هذا الحفل، نُقيم حفلة فطائر صغيرة معاً؟”
أشرق وجهه دفعة واحدة، ورؤيتي للناس تبتسم بسببي أسعدتني.
فهمست له بهدوء:
“تعرف، جدي…”
“هـه؟ جدي؟”
أتذكر كم غضب عندما ناديته “جدي” سابقاً، أما الآن فاحمرّ وجهه وضحك بهدوء.
“ههه، لقب جدي لا بأس به. استخدميه للأبد.”
…كم تغيرت الأمور منذ أول لقاء لنا!
عندما نظر إليّ بتلك الطريقة، شعرت بتوتر خفيف في الجو، فبدأ يحك عنقه متوتراً.
“مالامر؟ هل بالغت؟ أنا فقط سعيد. عائلتنا لم تعش هذه السعادة من قبل.”
ضحكت وأشرت له برأسي.
“لك الحق. لكني ضحكت لأمر آخر… حاول أن ترفع حرارة الفرن 3.5 درجات فقط، ستكون الفطائر ألذ.”
عينيه اتسعتا.
“حقاً؟”
“أكيد.”
“لكن مهلاً….”
وبينما يفكر، فرك ذقنه.
“أسلوبكِ… ‘ارفع الحرارة 3.5 درجات’… يشبه تماماً زوجكِ.”
لا، مستحيل!
أنا أشبه ذاك المهندس الآلي؟ لا، مستحييييل!
نظرت له بعيون غاضبة، فتمتم:
“ما العيب في هذا؟ الأزواج يشبهون بعضهم.”
هذا ليس شيئا إيجابيًا ، جدي.
بعد انتهاء محادثتي مع غارنو، جاء الشخص التالي…
“…دوق؟”
أمسكني دوق كالينوس بسرعة وكأنه متوتر.
“أنتِ مشهورة جداً. كل شخص تحدث معكِ حوالي 10 دقائق و45 ثانية، وكلهم يريدون المزيد.”
…للوصول لهذا المستوى، هل هو مهووس في النهاية؟
“نعم نعم، فهمت. أنت تغار، صحيح؟”
حين لخصت مشاعره بكلمة، ارتبك وارتسمت دائرة في عينيه.
تشبثت بذراعه مازحة وقلت:
“رغم أنني أتكلم مع الجميع، أنت دائماً المفضل عندي. فهل تغار رغم أن هذا لا يتغير؟”
احمرت أذناه.
وعندما احمر وجهه كاملاً، أعجبني المنظر.
ثم همس لي بصوت خافت:
“هل يمكنني تقبيلكِ الآن؟”
“لا، في وقت لاحق.”
ضحكتُ بهدوء. نظرة عينيه المشتعلة ثم الخافتة بدت لطيفة.
الوحش الذي كان يبدو مخيفاً أصبح الآن يتأملني بنعومة، وكأن العالم كله اختفى.
شدّ ذراعه حول خصري وقال:
“سأكتفي بقبلة ليلة سعيدة الليلة.”
دفنتُ وجهي في صدره وقلت:
“حسناً، أوافق.”
كان اليوم صاخبًا كعادته.
وكنتُ، في هذه الظهيرة الخاصة والدافئة، مستمتعةً بالحفل بكل ما فيه، دون أن ينقصه شيء ليُعجبني أكثر.
<نهاية الخاتمة>
────── •❆• ──────
تبقي 15 فصل جانبي ^^
كانت رواية خفيفة لطيفة أول مامسكتها مرة كنت مترددة انزلها أو اسحب وسعيدة أني عطيتها فرصة، الأحداث مخلتني انتبه لانعدام الرومنسية😭، توقعت تطلع سالفة عيلة جيزيل اعمق بس ماكان شي مميز مع الاسف كأن المؤلفة استعجلت النهاية
بالمناسبة الرواية بتصير مانهوا وبتنزل معها فصول جانبية اكثر~
سو، أشوفكم في الفصول الجانبية~♡
-تم ترجمة هذه الفصول بكل حب خلال فترة زنقة الكلاب-
التعليقات لهذا الفصل " 148"