كان هناك صدى خافت لصوت صراخ خفيف يتردد كطنين في الأذنين من أعماق الكهف.
في تلك اللحظة.
كان دوق ليشانيل يقترب من بعيد. نظر إلي بابتسامة ساخرة من مسافة بدا أنه لن يقترب أكثر منها.
“مرحباً، جيزيل؟”
“مسترخٍ جداً رغم أنكَ على وشك أن تُسحَق، أليس كذلك؟”
“من يدري.”
قال ذلك مشيراً بذقنه نحو داخل الكهف.
“في الداخل، هناك كثير من الأبرياء أسرى لدى الوحوش. عليكِ أن تذهبي لإنقاذهم، جيزيل. فأنتِ من يغمرها ذلك الإحساس التافه بالعدالة.”
“وكيف لي أن أصدق كلامكَ وأدخل إلى هناك؟”
كنت أرغب في التوقف عن هذا الجدل العقيم والتخلص من ذلك البعوض المتعطش للدماء سريعاً.
لكن في تلك اللحظة، تكلّم دوق كالينوس.
“…أنا أيضاً أعتقد ذلك، جيزيل. يبدو أن هناك العشرات من الناس بالداخل.”
اتجهت نظرة دوق ليشانيل نحو دوق كالينوس.
وفي اللحظة ذاتها، شحب وجه دوق كالينوس.
في نفس الوقت، ابتسم دوق ليشانيل بسخرية وقال:
“في داخل الكهف للوهمي الذي صنعته الوحش، هناك عشرات من سكان الإقليم يموتون واحداً تلو الآخر.”
ما إن سمعت كلماته، حتى أدركت فجأة سبب شحوب وجه دوق كالينوس.
تذكّرت ما قاله نيسلان عندما قابلته لأول مرة.
“عندما ابتُلعت أرض الوحوش بالطاقة السحرية، خرجتُ أنا وابني الأكبر في حملة. كنا نحاول حماية سكان الإقليم. لكننا علقنا داخل كهف وهمي صنعه الوحش. ومات ابني حين حاول إنقاذي.”
وما إن استرجعت كلام نيسلان، حتى حدّقت في الكهف الممتلئ بالنتوءات الجليدية الحادّة وقلت:
“آه، إذًا تقصد أن نبرم صفقة؟ تريدني أنا ودوق كالينوس أن ندخل إلى ذلك الكهف ونحرّر سكان الإقليم، أليس كذلك؟”
ثم يوجه لي ضربة قاتلة، ويسرق حجر الحظ، ويستولي على كل قوتي.
“صحيح. وبما أنكِ دخلتِ هذا الحاجز، فلن يستطيع أولئك الأصدقاء الغرباء مساعدتك.”
ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة.
“لقد بذلتُ جهدي كي لا تتمكني من استخدام المانا.”
“هاه، شرير بارع فعلاً. لكن من السخيف أنك لا تجرؤ على الاقتراب مني دون حجر الحظ، كم أنت تافه. كم أتمنى أن ألقنك درساً حالاً.”
عندما قلت له ذلك بنظرة باردة، عبس وجهه بتضايق.
“مؤسف. لكن، إن مُتّ، فسيموت سكان الإقليم داخل الكهف جميعاً. لقد وضعتُ تعويذة تفعل ذلك.”
“يا لك من نفاية.”
“آه، إذًا ستتخلين عن سكان الإقليم؟ هل تنوين أن تصبحي نفاية مثلي؟”
حدّقت في دوق ليشانيل.
ذلك الوغد، وقد دُفِع إلى الزاوية، بدأ يكشف عن وجهه القبيح تحت القناع.
‘من المضحك أن ذلك الذي كان دائماً يتظاهر باللطف والقداسة، يحتجز الناس كرهائن ويستغل صدمة دوق كالينوس بهذا الشكل.’
أمسكتُ بيد دوق كالينوس.
“لندخل معاً، نحن الاثنان.”
“لا، سأدخل وحدي.”
نظرتُ إلى وجهه الشاحب، وضغطت أكثر على يده التي أمسكت بها.
“لا، لستُ مطمئنة. لندخل معاً.”
خطوتُ داخل الكهف الوهمي المليء بجريان مشوّه لا يسمح باستخدام المانا.
“هيا بنا.”
بينما كنتُ أمسك بيده ونتقدّم نحو مدخل الكهف، سمعت من ورائي صوت دوق ليشانيل وهو يلعنني.
“ذلك الإحساس السخيف بالعدالة سيقتلكِ.”
واصل دوق ليشانيل إطلاق لعناته.
“بعض الآلام لا يمكن التغلب عليها أبداً. خاصةً ذلك الضعيف. إنه لا يزال عالقاً في صدمة موت أخيه. لن يستطيع استخدام قدراته كما يجب. واضح جداً. سيموت ويختفي، فذلك هو مصير التافهين.”
كان وجه دوق كالينوس قد أصبح شاحباً تماماً، لكنني رمشتُ بعينيّ ورددتُ عليه:
“وهل لأنك تملك مصيراً عظيماً، انتهى بك الحال بأن تتلقى الضربات على يدي؟”
“هاه…”
ربما لم أكن أراه، لكن بدا أن تعبير وجه دوق ليشانييل قد تشوّه من الغيظ.
خطوتُ إلى داخل الكهف وهمست:
“دوق ليشانيل، أيها البعوض الغبي، قد لا تعلم هذا، لكن كون الإنسان يتعرض لجرح لا يعني أنه لا يستطيع التغلب عليه إلى الأبد.”
“…صحيح، جيزيل.”
شدّ دوق كالينوس قبضته على يدي أكثر.
أغمضتُ عيني ببطء.
قبضَ دوق كالينوس يده ببطء، ثم فتحها مجددًا.
“لقد أُبلغت أن أخي مات بالضبط في ذلك الموضع، فقط هناك.”
أمسكتُ بيده المرتجفة بإحكام.
“دوق، عليك أن تبقى متيقظًا.”
كانت حدقتاه قد أصبحتا معتمتين بالفعل.
وكانت كتفاه ترتجفان أكثر من ذي قبل.
رغم أنني أمسكتُ بيده، إلا أن ارتجاف جسده أثار الشفقة في قلبي.
لكنني تحدثتُ بحزم:
“أنا معك الآن، أليس كذلك؟”
“……”
“سأحميكَ.”
من لون وجهه الشاحب، استطعت أن أقرأ أنه كان تائهًا في الماضي.
وفي تلك الأثناء، بدأت وحوش كثيرة تزحف داخل الكهف الذي كنا قد هربنا إليه.
وحوش ضخمة تشبه السلطعون تهددنا بمخالبها.
وأخرى تشبه القنطور، تصدر أصواتًا صاخبة تكاد تُمزق الأذنين.
وحتى وحوش بشعة بأجساد بشرية ولكن دون وجوه…
حدّقتُ في الوحش الذي اقترب منا وعضضتُ على أسناني.
“تماسك. إن واصلنا هكذا سنموت، نحن الاثنان. لا تخبرني أنك تصدق كلام ذلك اللعين، دوق ليشانييل؟”
هذا الوحش كان من النوع الذي يمكن قتله بضربة واحدة في الظروف العادية.
لكن عندما نظرت إلى عينيه الضائعتين، شعرت بأنني أتمتم:
“لن تصبح مثل أخيك أبدًا. لن تموت. وستعيش حياة جيدة.”
انقضّ علينا الوحش الذي يشبه القنطور بسرعة.
وفي اللحظة التي دوّى فيها صوت حوافره بأذنيّ، شعرت بحرارة خانقة تنبعث من جسده.
ظل الدوق كالينوس يضغط على أسنانه بينما يتصبب عرقًا باردًا.
نظرتُ حولي بسرعة، ثم سحبتُ سيفًا من بين ذراعي أحد الرهائن الذين سقطوا.
“صحيح، حتى إن لم أستطع استخدام المانا أو الطاقة المقدسة، ما زالت قدراتي الجسدية موجودة!”
ثم بدأت أتحرك بحذر، حتى لا أعيق حركته.
لكن، مهما حاولت، فبدون مانا أو طاقة مقدسة، كان هناك حدّ لقدرتي.
سششق— ومع صوت تمزيق، خُدش ذراعي بمخالب الوحش.
“أآه…”
…حاولت أن أتحمّل، لكن ما إن سمع أنيني حتى تغيرت ملامحه.
نظرتُ بسرعة إلى معصمي.
كان الدم يسيل منه، حيث جُرحت من الوحش القنطوري.
(القنطور أحد الوحوش الاسطورية في الثقافة اليونانية)
ارتجف بصره مجددًا عند رؤية الدم.
ربما كان يرى أخاه الراحل في وجهي.
عضضتُ على شفتي، ثم بصقتُ الدم الذي تقيأته وأنا أصرخ:
“لن أموت قبل أن آخذ ٥٠٠ مليار منك!”
أمسك الدوق كالينوس بيدي بقوة.
“لن أسمح لكِ أن تموتي. لا يمكنني… أن أخسركِ أيضًا.”
“بالطبع!”
كانت يده ترتجف بجنون. لم أره يرتجف هكذا من قبل.
وفي تلك اللحظة، استلّ دوق كالينوس سيفه وقال:
“لقد قلتِ للتو إنكِ ستحصلين على ٥٠٠ مليار مني. إذن…”
ما به؟ لماذا تتلألأ عيناه بتلك النظرة المخيفة؟
“هل هذا يعني أنكِ توافقين على زواج أبدي؟”
….عفوا؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 141"