الفصل 124
#الفصل 23: حقيقة حجر الحظ
“أنت صانع مجوهرات، أليس كذلك؟”
“نعم، لقد جئت بأمرٍ من السيد غارنو.”
بناءً على توصية غارنو، استدعينا صانع جواهر من القارة الشرقية.
قيل إنه يملك قدرة على تمييز القوى الخفية الكامنة في الأحجار الكريمة، لذا كان هو الشخص المثالي الذي نبحث عنه.
“أريد أن أسألك عن هذا الحجر.”
“آه، بالطبع. يبدو أنك تعرفين عن الأحجار الكريمة. فالأحجار الكريمة نوع من الحجارة، وبعض الأنواع النادرة منها يمكنني تقييمها.”
أخذ يتحسس حجر الحظ وضيق ما بين حاجبيه قليلاً.
“همم، هذا الحجر هو….”
وأثناء تمتمته، أضاء حجر الحظ في يده فجأة، وكأنه استجاب له بشكل مؤقت.
اتسعت عينا صانع الجواهر وهو يرى ذلك الضوء.
“مـ… من أين حصلتم عليه؟”
“همم؟”
بسبب رد فعله المفرط في الارتباك، شعرت أنا نفسي بالارتباك أيضاً. ثم تمتم بهدوء.
“هذا النوع من الحجارة لا يمكن استخدامه إلا من قبل عدد محدود جداً من الأشخاص.”
“همم. لا عجب أنه كان من الصعب استخدامه.”
“نعم، فالحجارة المزعجة كهذه غالباً ما تُستخدم لسلب الآخرين.”
“…لسلب الآخرين؟”
“نعم، هذا صحيح.”
انحنى صانع الجواهر أمامي وبدأ يشرح لي المعلومات التي استخلصها من تقييمه.
وبناءً على ذلك، فالأمر يمكن تلخيصه كالتالي:
1. حسب قول صانع الجواهر، فالحجارة الخاصة مثل حجر الحظ، مخصصة لسلب ما يملكه الآخرون.
2. دوق ليشانييل يملك عقداً مصنوعاً من حجر الحظ.
3. من المحتمل جداً أنه سرق مني المانا باستخدام حجر الحظ.
أما صانع الجواهر، فقد تهرب من السؤال بقوله إنه ‘لا يعرف كيف يعمل تحديداً’.
وقال إن هذه هي كل المعلومات التي يملكها.
لكن بالنسبة لي، كانت تلك المعلومات كافية.
لأنني عرفت أخيراً كيف كان دوق ليشانييل يسرق مني المانا طوال ذلك الوقت!
‘يعني بالعكس، يمكنني أنا أيضاً أن أمتص مانا ذلك البعوض؟’
كنت أشعر بالغيظ أصلاً لأنني أعطيته المانا سابقاً، والآن بعد أن عرفت الطريقة، شعرت بحماسة كبيرة.
لمعت عيناي وابتسمت بابتسامة خبيثة.
‘رائع حقاً.’
تذكرت ذلك الوقت الذي بدأت فيه بالإعجاب دوق ليشانييل.
ذلك الشعور الذي يمكن وصفه بأنه ‘فيض من المانا القوية’.
وكل ذلك، كان بالأصل ملكي أنا.
‘لو تمكنت فقط من سرقة كل ذلك…’
أخيراً، بدأ فصل الانتقام الحقيقي.
لقد وجدت هدفاً جديداً، وهو سرقة مانا ذلك البعوض اللعين.
لكن كان هناك مشكلة واضحة.
‘لكن، كيف يمكنني أن أسرق مانا البعوض باستخدام حجر الحظ هذا؟’
في المرة الماضية، استخدمته على المركيز بيرتو بنية سرقة ‘الحظ’، على أمل أن ينجح ولو مصادفة.
‘لكن حتى الآن، لا أعرف إن كانت تلك المحاولة قد نجحت فعلاً، ويبدو أن سرقة المانا تحتاج إلى طريقة خاصة.’
عبست عندما فكرت أنني قد أضطر للتواصل الجسدي مع البعوض مثلما فعل هو، لأن ذلك سيكون مقرفاً.
‘لا، مهلا لحظة؟’
ذلك البعوض اللعين أمسك بيدي، لكن ليس كل تلامس جسدي يجب أن يكون مقرفاً.
إذا اصطدمت قبضتي بوجهه، فهذا أيضاً نوع من التواصل، أليس كذلك؟
ابتسمت بخبث وأنا أدير حجر الحظ بين يديّ باستمرار.
1. أكتشف طريقة تشغيل حجر الحظ.
2. أسرق حجر الحظ الذي يملكه ذلك الوغد.
3. أستخدمه لسرقة كل مانا يملكها.
خطة بسيطة جداً، لكنني شعرت بالحماس يتقد داخلي.
إن استطعت فقط أن أسرق ماناه بالكامل.
وحتى إن تمكنت من سرقة قوته المقدسة أيضاً.
فسيكتمل انتقامي بالكامل، وسأحقق هدفي الأصلي بأن أصبح ساحرة عظيمة وأسحق الجميع!
لكن…
“على الأرجح، لا بد من تحقيق شرط معين لكي تصبحي المالكة الحقيقية لحجر الحظ، وتتمكني من سرقة ما يملكه الآخرون.”
“وما هو ذلك الشرط؟”
لمعت عيناي كشرارة، لكن صانع الجواهر هز رأسه نافياً وقال:
“هذا لا أعرفه أنا أيضاً. لا أحد يعرفه. إلا من استخدم حجر الحظ فعلياً.”
***
عدتُ إلى قصر دوق كالينوس دون أن أحقق مكسبًا يُذكر.
وكما قال خبير الأحجار الكريمة، فإن القوى الكامنة في الأحجار لا تُفعّل إلا عند تحقق شروط معينة.
كنت أحرّك حجرَي الحظ بين يدي كما لو أنني أمارس لعبة الخفة، بينما أفكر.
‘لا أزال أجهل ما هي تلك الشروط التي يجب أن تتحقق.’
ويبدو أن الشخص الوحيد الذي يعرف كيف يستخدم حجر الحظ… هو ذلك اللعين.
‘البعوضة.’
رحت أتمعن وأفكر في الطريقة التي قد يستخدم بها ذلك البعوض حجر الحظ، لكني لم أستطع أن أجد ولو تلميحًا واحدًا.
وفي خضم تلك الأفكار، اندفعت إيفانكا الهامستر الصغيرة نحوي وهي تلهث غيظًا.
“ذلك الرجل السيء أرسل دعوة!”
“همم؟”
وما إن رأيت بطاقة الدعوة في يد الهامستر، حتى غمرني الغضب.
كنت أمسك بطاقة الدعوة التي بعثها دوق ليشانييل إلى “السيدة جيزيل”، وألوّح بها في الهواء.
‘يبدو أنه يريد مقابلتي مباشرةً، هكذا فجأة.’
يبدو أن انهيار المزار قد أوقعه في ورطة حقيقية.
كنت أتفحص بطاقة الدعوة التي تتحدث عن حفلة تنكرية ذات طابع خيري، وابتسمت بسخرية.
مزاد خيري يشارك فيه جميع النبلاء، تليه حفلة تنكرية.
وقد بات من الواضح أن السبيل الوحيد هو أن أكون أنا الطُعم.
“ذلك السيء! هل أمزقها إربًا؟”
رفعتُ يديّ لأشير برفضي لاقتراح إيفانكا، لكنني توقفت فجأة.
فقد خطرت ببالي كلمات قالها لي الكونت فلوريت.
“جيزيل. أنتِ لا تحرصين سلامتك.”
“ذلك لأن…”
“ربما لا ترين نفسك كذلك، لكنك أغلى عليّ من أي شخص، فأنت ابنتي التي أنجبها قلبي.”
“…..”
“أتمنى فقط أن تعتني بجسدك. فأنا قلق عليكِ.”
لكي أكون طُعمًا، فلا مفر من تحمّل بعض المخاطر.
مرت أمام عيني صورة الكونت فلوريت وملامحه المليئة بالقلق… ولكن…
‘ما دمت لن أُصاب بأذى، فلا بأس، أليس كذلك؟’
هززت رأسي في داخلي، وسحقت بطاقة الدعوة بقبضتي.
‘بل سأشارك في هذه الحفلة التنكرية الخيرية.’
لكن ذلك لا يعني أنني سأتقدم بتهور.
‘فلدي مفتاح غش سري لاستفزاز ذلك الوغد.’
نهضتُ وأنا أحدق بعينين متألقتين.
كنت في طريقي إلى مكتب دوق كالينوس.
كان جو المكتب هادئًا نسبيًا. وما إن أخبرته بخطتي حتى سألني مستنكرًا:
“…إذًا، جيزيل، تقصدين أنك ترغبين في اختبار حجر الحظ على ذلك اللعين؟”
“نعم. أعلم أن الأمر محفوف بالمخاطر، وأنا لا أنوي التعرض للأذى، لذا أريد أن تكون بجانبي كأننا شخص واحد أثناء التجربة.”
راقبتُ تعابير وجهه ثم أضفتُ بتردد:
“لكن إن كنت لا ترغب في الذهاب….”
“أيعقل أن أرفض؟”
“شكرًا جزيلًا….”
“في الواقع، الفكرة تعجبني. بحسب الدراسات، فإن الأزواج الذين يتظاهرون بخطبة أو زواج تزداد احتمالية وقوعهم في الحب بنسبة 88٪.”
“….عذرًا؟”
ترددتُ في ردّي، فحدّق فيّ بنظرة وكأنه انتبه لأمرٍ ما فجأة.
“آه، لم تكوني تعلمين؟”
ثم وجّه عينيه نحوي بتركيز.
“معقول…. في الواقع، هذا منطقي. فإحصائيًا، نحو 95٪ من بطلات الروايات الرومانسية لا يدركن مشاعر الطرف الآخر.”
لكني لست بطلة في رواية!
بل، كيف يعرف كل هذا أصلًا…؟
وفي تلك اللحظة، وقعت عيناي على شيء كان يحمله في يده وظننته دفترًا للأعمال… فاتسعت عيناي بدهشة.
‘مـ… مهلًا، الآن ليس وقت الذهول!’
ثم لم ألبث أن أصبتُ بالصدمة عندما رأيت الجدار بأكمله خلف مكتبه وقد امتلأ بكتب عن العلاقات العاطفية!
“على أي حال، لألخص الأمر في جملة واحدة.”
قالها وهو يحدّق بي بنظرة حاسمة كجرافة تهدم الحواجز.
“أرغب في الموافقة على اقتراحك بـ’خوض علاقة حب مزيفة في الحفل التنكري لاستفزاز دوق ليشانييل’. لأني لا أريد أن أخسركِ.”
وقفتُ مشدوهة، عاجزة حتى عن التلعثم أو تبرير موقفي.
فهذا يعني أن…
“ربما تأخرت، لكن، أنا واقع في حبكِ، جيزيل.”
التعليقات لهذا الفصل " 124"