الفصل 105

“آآغ!”

مع صوت الرش، تناثرت الصبغة الخضراء بسرعة على أجسادهم كلها.

وحين تحولوا إلى وحوش خضراء وبدأت أجسادهم ترتجف دون أن يتمكنوا من الكلام، فتحوا أفواههم بدهشة.

اقتربت موجي من آذانهم وهمست وهي تضحك ضحكة خفيفة.

“واو، يبدو أنكم بحاجة إلى حمام! كم أنتم مقرفون.”

كانت تلك نفس الكلمات التي قالوها سابقًا للقرويين، لكنها الآن ارتدت إليهم كما هي.

لكنهم لم يدركوا ذلك.

كل ما كانوا يشعرون به هو الغضب من أن فتاة من العامة تجرأت على إهانتهم.

“أ… أتظنين أنكِ ستخرجين سالمة بعد أن تعاملتِ مع النبلاء بهذه الوقاحة؟!”

“نعم نعم، سأخرج سالمة.”

“أيتها العامية الوقحة، إلى أي حد بلغ غروركِ…!”

رغم صراخهم الغاضب كالبرق، لم تتغير تعابير وجه موجي وهي تبتسم بخبث.

“التالي، الوحش الأخضر الجديد.”

وبينما كان الرجال الذين فقدوا أعصابهم يراقبون المكان من حولهم بسرعة…

لاحظوا أن موجي كانت وحدها، وحتى لو كان هناك بعض الفلاحين، فلن يتمكنوا من مواجهة قوتهم.

“لا يبدو أنها تعرف أن القوى المقدسة يمكن استخدامها في الهجوم أيضًا، إنها غبية جدًا على ما يبدو.”

قال أحدهم بسخرية، ثم رفع يده ليصفع موجي على خدها.

لكن في تلك اللحظة…

مزقت موجي لفافة الانتقال السريع من جيبها بحركة سريعة تدل على خبرة جسدية كبيرة.

“نعم نعم، تابعوا صراخكم كما تشاؤون!”

ومع صوت تمزيق حاد، انطلقت القوة المقدسة في الهواء بلا جدوى.

وبينما كانت موجي تختفي تدريجيًا بفعل التفعيل، أخذوا يشتمونها من بين أسنانهم.

“اللعنة… أيتها المجنونة!”

“لا بأس، لا أسمعكم. اشتموا كما تشاؤون من الخلف~!”

وفي اللحظة الأخيرة، أخرجت لسانها بسخرية وهي تختفي.

وبذلك، تركتهم مغطّين بالطلاء، كأنهم وحوش طحلبية خضراء.

***

“من تظنون أنفسكم لتقفوا في طريق دوق ليشانييل؟”

“هذا… نحن من العائلة، سيدي الدوق!”

عند النظر عن قرب، تبين أنهم من أقارب العائلة، وكانت أجسادهم مغطاة بالبقع، وروائح كريهة تفوح منهم.

فسدَّ مساعد الدوق أنفه قائلاً:

“ما الذي تفعلونه؟ ألم نطلب منكم الذهاب إلى القرية للقيام بأعمال تطوعية؟”

“نعم، نعم، صحيح…. ولكن!”

“إذاً، حدث أمر ما.”

تحدث دوق ليشانييل أخيرًا، بعدما ظل يراقبهم ببرود.

حينها بدأوا يروون له كل ما حدث، بكل تفاصيله الشنيعة.

“قلتَ فتاة من العامة؟”

لكن على وجه دوق ليشانييل لم تظهر أي ملامح اهتمام.

ولأن أقاربه لم يدركوا تعبيره جيدًا، تابعوا الكلام بحماسة.

“نعم، يبدو أن لديها قدرة علاجية مذهلة.”

“هل تحاول أن تخبرني بأنكم هُزمتم على يد فتاة من العامة، ولكن بطريقة غير مباشرة؟”

ألقى عليهم نظرة باردة وهو يومئ برأسه، بمعنى أن ينصرفوا.

“نـ، نعتذر…”

وبعد أن لاحظوا الإشارة، غادروا مسرعين، وتبعهم المساعد أيضًا.

وبقي دوق ليشانييل وحيدًا، فتوجه إلى مكتبه في غرفته.

بعدما رأى أولئك الفاشلين، شعر بحاجة شديدة إلى الراحة والسكينة.

سحب الكتاب الثاني من الرف الثالث في مكتبته، وكان خلفه جهاز يفتح طريقًا إلى زنزانة سرية.

ضغط على الزر ودخل من الباب الذي فُتح.

المكان لم يكن يحوي سوى سرير ومكتب صغير.

مساحة صغيرة تشبه زنزانة تحت الأرض، بملابس بالية متناثرة، ومظهر بائس للغاية.

لقد أُعد هذا المكان ليكون سجنًا لجيزيل.

“لابد أنها تبكي الآن لعدم تمكنها من لقائي… ياللأسف.”

جلس على السرير ونظر إلى صورة جيزيل الموضوعة بجانبه.

مجرد تخيله لجيزيل وهي تبكي جعله يشعر بحرارة خفيفة في جسده.

أطلق تنهدًا ممتزجًا بالهيجان، ومرّر يده على صورة وجهها.

رغم أنها رحلت عنه بسبب زواجها القسري من دوق كالينوس…

‘لكنها في النهاية… لي.’

تخيله لها وهي تسقط بلا توقف، تنكسر أجنحتها، جعله يشعر بسعادة قاتلة لدرجة أنه ابتسم ابتسامة هستيرية.

وعلى الطاولة بجانبه، وُضعت ورقة بعنوان: “قانون إبطال الزواج”.

وبحسب خطته، فقد اقترب من اكتشاف وسيلة لإبطال زواج جيزيل.

‘عليّ أن أُعالج الإمبراطورة… وأحصل على ما أريد.’

وبما أن الأحداث لا تسير كما توقع، بات من الضروري تسريع الجدول الزمني.

***

“هممم… أليس هناك سبيل للتخلص من تأثير بطل الرواية اللعين هذا؟”

كنت قد أجريت بعض الاتصالات مع الصحف لأطلب منهم أن يكتبوا عن فضائح آل ليشانييل، لكن التفاعل لم يكن كما توقعت.

الجو العام كان: “مستحيل أن يقوم آل ليشانييل العظام بأمر دنيء كهذا، أليس كذلك؟”

وفوق كل ذلك….

“جلالة الإمبراطورة قد أفاقت بفضل دوق ليشانييل! لقد صارت قادرة على تحريك أصابعها!”

ارتسمت على شفتي ابتسامة باردة وأنا أفكر.

في الرواية الأصلية، عالج دوق ليشانييل الإمبراطورة ثلاث مرات.

بدلًا من علاجها دفعة واحدة، التقاها ثلاث مرات بشكل منتظم، ليعزز من سلطته عليها.

ولأن علاجه يتطلب فاصلًا زمنيًّا، فهذا يعني أن الفرصة ما زالت سانحة لي.

قهقهت بخبث وأنا أحدق في كاتب التنمية الذاتية الذي وصل لتوه، هينيسي.

ومن المثير للدهشة أنه، وكما يليق بأحد أفراد آل كالينوس، قد أعلن أن عمله القادم سيكون عن “حياة السيدة موجي”.

“طالما أنكَ تنوي دعم السيدة موجي، فعليك أن تروج لها بالشكل المناسب. دوِّن هذا: <القوة المقدسة؟ لقد سُحِقت على يد السيدة موجي!> هذا هو العنوان الفرعي الأول.”

هينيسي، الذي لم يسبق له أن أثار الجدل في حياته، بدا عليه التردد.

“هل من المقبول…. كتابة جملة كهذه في كتاب؟”

“بكل تأكيد. بخلفية حمراء، وحروف صفراء، وبخط أنيق واضح.”

ابتسمت ابتسامة مريبة.

‘حان وقت تنفيذ حملة الإثارة التالية.’

“الآن الأهم من ذلك… من تعتقد أنه أوسم رجل في عائلتنا؟”

“أ-أوسم رجل….”

ابتلع ريقه بصوت مسموع.

***

“…هل يكفي أن أجلس أمام النافذة فحسب؟”

“نعم!”

“وسأظهر على غلاف كتاب صديقكِ، أليس كذلك؟”

“بالضبط!”

حين رأيت ابتسامة الرضا ترتسم على شفتيه، أومأت برأسي.

وفقًا لما قاله هينيسي، الذي صار ‘صديقي’ فجأة، فقد استدعيت أوسم رجل في العائلة: دوق كالينوس.

كان وجهه خاليًا من التعابير، ومع ذلك بدا أنيقًا على نحو مدهش وهو جالس بجوار النافذة يحدّق فيّ.

وفوق هذا كله….

“قال ريويس إنه يجب أن تحمله!”

“…افتح ذراعيك.”

نظر إليه ريويس بعينين متألقتين، فحمله الدوق بين ذراعيه بشكل بدا غير مألوف له.

وفي الوقت نفسه، جلس جرو غريب عند قدميه ونبح قائلاً: “عَوْ!”

نظرت إلى المشهد برضا تام.

‘في عالم الإعلانات، أكثر ما يلفت النظر هو قاعدة الـ3B.’

طفل (Baby)، جمال (Beauty)، حيوان (Beast). هذه هي العناصر الثلاثة.

ومهما بلغ دوق ليشانييل من عظمة، فلن يستطيع منافسة هذه العناصر الثلاثة مجتمعة.

ولهذا أحضرت الرجل الوسيم إلى الواجهة.

لكن المؤسف أن الرسام بدا وكأنه على وشك أن يتبول على نفسه من شدة الارتباك.

“أوه، أيها الرسام! ارسمه بأكبر قدر من اللطف والهدوء.”

“ن-نعم! م-مفهوم!”

لمست ذقني بتفكير وأنا أتابعه.

“واجعله يبدو طيبًا. و مبتسمًا.”

“طيب ويبتسم….؟ هذا أشبه بجعل الأرض من دون جاذبية…”

لكن يبدو أن الرسام كان موهوبًا فعلًا، فقد بدأ يرسم وجه دوق كالينوس الوسيم والمفعم بالهدوء بكل جدية.

وبعد أن مرّت فرشاته عشرات، بل مئات المرات على القماش…

“هذا الشكل…. أنا؟”

سقطت يده المرتجفة على الأرض.

وفي تلك اللحظة، انشدّت أنظار الجميع نحو اللوحة.