“ماذا؟! … سيدي الكونت؟”

حدّق حسان بالكونت فلوريت بذهول، لكن الأخير لم يبدِ أي تعاطف وهو يقول ببرود:

“أنت لا تستحق حتى أن تذكر اسم ابنتي على لسانك. سحر محرم؟ هه، هل تظن أنها مثلك؟”

بالطبع، بعد طرده، سيكون من الصعب عليه العثور على وظيفة أخرى.

***

من الواضح أن الكونت فلوريت كان يحاول عزلي تمامًا عن ماريبوسا وطرد حسان لحمايتي.

لم أعد أضطر لرؤيته، ولم أعد الفتاة المسحوقة التي كانت تتعرض للازدراء لمجرد تنفسها.

لكن…

[جيزيل فلوريت، تسرق تركة كونت سيهيرا؟]

[من غير الواضح ماهية التركة، ولكن وقوعها في يد غير مؤهلة سيثير جدلًا كبيرًا… (يتبع).]

[مقابلة مع المعلم المطرود حسان!]

[“لقد كانت شابة حمقاء بحق. والآن، فقدتُ مصدر رزقي… (يتبع).”]

قبضت على الصحيفة اليومية التي تحمل إسم “شائعات ديزي”، وأنا أضحك بسخرية.

“يا للعجب، وكأنني أنا المخطئة هنا؟”

يبدو أن “تعزيز البطلة”—ذلك العنصر الأساسي في رواية الندم هذه— يعمل عليّ بشكل مثالي.

كنت أتوقع بعض المصاعب، فبطلات هذه القصص لا يحصلن على لحظات مجدهن بسهولة. 

لكن لو كنت أظن أن التعامل مع المشاكل داخل العائلة فقط سيحل الأمر، فقد استهنت بعالم روايات الندم.

انتظرت بضعة أيام، لكن لم يُنشر أي تصحيح لهذه الأكاذيب.

‘حسنًا، يبدو أنه حان الوقت لإجراء تعديل كبير في هذا الحبكة الملعونة.’

ولا يوجد شيء أفضل من إدخال عنصر جديد يقلب القصة رأسًا على عقب.

لذا، قررت إضافة فكرة “الزواج التعاقدي مع الشرير” إلى الأحداث.

‘وبما أنني سأفعلها، فلأحقق بعض الربح وأحصل على جرعات جيدة بالمرة.’

وهكذا، وجدتُ نفسي في مكتب دوق كالينوس، أحد أشهر السحرة النبلاء..

وضعت أمامه وثيقة كنت قد أعددتها مسبقًا، وأعلنت بثقة:

“سأتزوجك.”

[جيزيل فلوريت – تقرير مفصل عن الحوادث داخل العائلة]

1. حادثة فوضى حفلة الشاي

2. حادثة التركة

من العنوان إلى المضمون، كان تقريرًا متكاملًا.

تفحصه الدوق بعناية، ثم أبدى إعجابًا واضحًا.

“ما هذا…؟ حتى أنكِ قمتي بتنسيقه بهذه الدقة؟”

“أوه، نعم.”

“قصاصات الأخبار، الترويج الشخصي، سرد منطقي ومترابط… إنه تقرير مثالي.”

“في الواقع…”

عندما كنت أعد هذا التقرير أمس، كنت قد أنهيته ببساطة ووضعت قلمي جانبًا، لكن فجأة، بدأ القلادة التي ورثتها عن والدي تتوهج..

وفجأة، دون أي تدخل مني، قامت بتصحيح وتحسين صياغة التقرير بالكامل!

‘إذن، هذا هو السر الذي كان يخفيه والدي في هذه القلادة!’

لم تكن مجرد أداة سحرية للتنكر، بل كانت قادرة أيضًا على تحسين النصوص بشكل مذهل!

والأفضل من ذلك؟ كانت هذه الوظيفة تستهلك قدرًا أقل بكثير من المانا مقارنةً بتغيير الشكل.

لكن المشكلة…

“لم أرَ تقريرًا إداريًا بهذه الدقة في حياتي. هل سبق وعملتِ ككاتبة رسمية؟”

… أن والدي كان عبقريًا في السحر لدرجة مفرطة.

أسرعتُ بالإجابة:

“أوه، لا، لم أفعل.”

“إذن، لا بد أنكِ ملكة الكلمات.”

‘ما هذا الرجل؟’

بدا وكأنه يتعامل معي باحترام مبالغ فيه، كما لو كنتُ معجزة غير مسبوقة.

وبما أنني كنت بحاجة إلى الاستفادة من الموقف، تابعتُ بثقة:

“بما أنني ملكة الكلمات، أرغب في إضافة شرطين لعقد الزواج.”

“وما هما؟”

يقال إن الانتقام قد يستغرق عشر سنوات، لكن في عالم روايات الندم، يجب أن يكون سريعًا قدر الإمكان.

“أريدك أن تستخدم سلطتك لإغلاق صحيفة ديزي.”

“لماذا؟”

لأنني تعرضت للظلم.

[صحيفة ديزي].

لأنها الصحيفة التي نشرت مقابلة مع حسان، وزعمت أنني سرقت تركة والدي البيولوجي رغم أنني حصلت عليها بشكل شرعي!

وبكل بساطة… لأن ذلك أزعجني.

‘كيف تجرؤون على إهانتي؟ أنا لست شخصًا متسامحًا إلى هذا الحد.’

لكن بالطبع، قدمتُ تبريرًا أكثر منطقية:

“بصفتي ملكة الكلمات، أرى أن كتابتهم رديئة للغاية، لذا يجب إغلاقهم.”

“منطقي جدًا.”

بدا الدوق مقتنعًا، وأومأ برأسه..

“حسنًا، وما التالي؟”

إنه يوافق على قمع الصحافة بهذه السهولة؟ لا عجب، فهو دوق في نظام أرستقراطي بحت.

ارتسمت على وجهي ابتسامة تجارية مشرقة، ثم سألته بلطف:

“هل يمكنني الحصول على دفعة مقدمة؟”

ما تعلمته من العمل في وظائف مؤقتة هو أمر واحد: عدم الثقة بالمجتمع، وأهمية العقود والدفعات المسبقة!

لمَ قضيت كل هذا الوقت في كتابة التقارير وإثبات مهاراتي، إن لم يكن لهذا السبب تحديدًا؟

ويبدو أنه أدرك كفاءتي، إذ أومأ برأسه موافقًا.

“سأدفع لكِ المبلغ دفعة واحدة.”

كم هو كريم!

من تجربتي، أصحاب العمل السخيون بهذا الشكل عادةً ما يكونون الأفضل.

“حسنًا، فلنتأكد من تفاصيل العقد. أولًا، مدة العقد؟”

“سنة واحدة. أريد أن تملّ عائلتي مني تمامًا، حتى لا يجرؤ أحد على الحديث عن الزواج مرة أخرى.”

رائع، هذا تمامًا ضمن اختصاصي!

“مفهوم. إثارة الفوضى فن أتقنه جيدًا. لكن لديّ طلب واحد.”

“ما هو؟”

“أريد بندًا ينص على حمايتي من محاولات الاغتيال.”

سأثير الكثير من المشاكل، ومن يدري؟ ربما يحاول أحد الغاضبين التخلص مني.

حدّق بي للحظة قبل أن يسأل:

“ما نوع الفوضى التي تخططين لإثارتها بالضبط؟”

ابتسمتُ ابتسامة خبيثة وأنا ألوح بيدي بطريقة استعراضية.

“سأضمن لك أن تحصل على قيمة أموالك بالكامل.”

رفع حاجبه بإعجاب، ثم قال:

“بالطبع سأحميكِ، وسنضيف ذلك إلى العقد.”

“ممتاز، سيّدي… أقصد، سيّدي صاحب العمل. أعدك بفوضى عارمة ترضيك!”

وهكذا، أُبرِمَ العقد المثالي.

حسنًا، هذا ممتاز! سأقوم بإحداث الفوضى علنًا مقابل 50 مليار، وفي الخفاء، سأساعد دوقية كالينوس سرًّا من أجل أن أطيح بماريبوسا والرجال النادمين.

 أكسب المزيد من المال. 

وأثناء ذلك، قد أتمكن حتى من سرقة بعض الجرعات السحرية من القصر لتعزيز قدراتي!

‘إنها فرصة ذهبية— زبونة شديدة الفوضوية بقوى خفية. هذا سيكون ممتعًا!’

كلما ابتعدت هذه القصة عن كونها رواية ندم، كان ذلك أفضل لي.

وبدا أن الأخبار الجيدة لم تنتهِ بعد.

“على أي حال، حتى بعد زواجكِ، لن يكون هناك الكثير لتفعليه.”

“حقًا؟”

“لقد أنشأتُ بالفعل نظامًا إداريًا يدير شؤون العائلة. كما أن لديّ ابن شقيق من شقيقي الراحل، لذا لستُ مضطرًا للزواج وإنجاب وريث.”

يا للروعة!

لكن…

كان هناك أمر واحد ما زال يثير فضولي.

“لديّ سؤال أخير فقط.”

“اسألي ما شئتِ.”

“سؤالي شخصي بعض الشيء… لماذا لا تريد الزواج؟”

من الناحية القانونية، لن يسبب زواجه مني أي مشاكل له أو لعائلته. لكن دفعه لي 50 مليارًا مقابل عقد زواج مؤقت يدل على أن هناك سببًا خفيًا..

أجاب ببرود، وكأنه يناقش مسألة رياضية:

“لأن الزواج أمر غير عملي تمامًا.”

“…؟”

“سيستهلك وقتي بلا داعٍ. سيفرض عليّ قضاء ساعات يومية مع شخص لا أريده. ثم هناك مسألة العلاقة الجسدية الإجبارية، وإنتاج وريث كما لو كنتُ مجرد أداة للتكاثر. ناهيك عن أن الزواج بلا حب يتعارض مع أخلاقيات البحث العلمي.”

…لحظة، ما علاقة البحث العلمي بكل هذا؟

هل هذا الرجل… متحذلق علمي لدرجة أنه يرى الزواج تجربة غير منطقية؟

‘يبدو أن هناك سرًا ما، لكن هل يهمني ذلك؟’

الأمير يستحق المخاطرة.

“فهمتُ، إذن يا سيّدي الدوق، لنبدأ فورًا!”

ابتسمتُ ابتسامتي المتخصصة في الفوضى، ابتسامة تُرعِب الأعداء وتُبشّر بالأزمات..

لكن الدوق لم يبدُ منزعجًا، بل تابع بهدوء:

“قبل أن نتزوج، هناك خطوة ضرورية: موافقة مجلس الشيوخ.”

“هممم…”

“أما موافقة العائلة، فلا داعي للقلق. ليست إلزامية.”

كانت الزيجات الأرستقراطية عادةً تخضع لموافقة مجلس الشيوخ، العائلة، والإمبراطور.

لكن دوقية كالينوس، بحكم موقعها على حدود أراضي الوحوش، كان دوقات العائلة يموتون في المعارك قبل أن يشهدوا زيجات طويلة الأمد.

لذلك، تم تبسيط إجراءات زواجهم بحيث تكفي موافقة مجلس الشيوخ والدوق نفسه.

“لكن المشكلة أن نصف أعضاء المجلس العشرة سيرفضون بالتأكيد.”

“إذًا، نحتاج إلى صوت إضافي لتحقيق الأغلبية؟”

“بالضبط. وهذه قائمة بأسماء المعارضين.”

لقد حضّر القائمة مسبقًا؟

أنا معجبة بمدى تنظيمه.

ولكن عندما قرأت القائمة، اتسعت عيناي بصدمة.

[رئيس المجلس: هينيسي كالينوس]

إذا كان علينا إقناع شخص واحد… أليس من الأفضل أن يكون أعلى شخص فيهم جميعًا؟