#الفصل الأول: البطلة المجروحة لروايات الندم
“آآآآآه! يا إلهي!”
كان صوت خطواتي يدوي في أرجاء الممر وأنا أركض بجنون..
لا بد أن مظهري كان مضحكًا، وأنا أركض بفستاني البالي يرفرف خلفي، لكن لم يكن بوسعي تحمل ذلك أكثر.
نعم! لا يمكنني تحمل مثل هذه الكلمات السخيفة!
كيف يمكن للخادمات التحدث هكذا مع سيدتهن؟!
بالطبع يمكنهن ذلك. في هذا العالم الفظيع، كل شيء ممكن.
طاخ!
دفعت الباب بعنف ودخلت إلى الحديقة الخلفية.
فجأة، تحوّل الطقس المشمس إلى أجواء قاتمة…
قطرة… قطرتان…
بدأ المطر يتساقط على جسدي.
“لماذا تمطر عليّ أنا فقط؟! لماذا أنا فقط؟!”
حدّقت في السماء وكأنني سألتهمها، ثم وضعت يدي على مؤخرة رقبتي..
اسمي جيزيل فلوريت.
بدأت هذه الكارثة قبل أسبوعين تقريبًا.
***
‘كنت أعمل كما المعتاد، أتعامل مع الزبائن الوقحين، ثم فقدت أعصابي وقررت فتح زجاجة نبيذ.’
عندما استيقظت وأنا أعاني من صداع شديد بسبب السكر، وجدت نفسي هنا، في قصر فلوريت..
رميت البطانية العفنة التي وُضعت في خزانتي – التي من المفترض أنها غرفتي – وحدّقت حولي بصدمة، عندها تدفقت الذكريات إلى رأسي..
“هل يعقل أن حياتي السابقة كانت داخل رواية خيالية رومانسية من نوع الندم بعنوان«هل ستندم إذا متُّ»؟؟!”
أول فكرة خطرت في بالي كانت…
“أنا في ورطة.”
رواية 《هل ستندم إذا متُّ؟》 من أكثر الروايات إحباطًا على الإطلاق..
كنت البطلة، لكن حياتي كانت مأساوية.
بعد وفاة والدي، الساحر العظيم، ووالدتي لأسباب مجهولة، تم تبنّيي في عائلة فلوريت.
كان كونت فلوريت الوحيد الذي يهتم بي، لكنه غادر في رحلة بحرية، وتركني تحت وصاية السيدة ماريبوسا، شقيقته…
ومن هنا بدأت سلسلة من المصائب.
ماريبوسا كانت تذيقني العذاب يوميًا، ثم ظهر في حياتي اثنان من أسوأ أبطال الروايات الرومانسية، ودمّرا حياتي بالكامل.
‘ذاك الذي تظاهر بأنه صديقي ليستغلني، والآخر الذي ادّعى أنه يحبني لكنه كان يستخدمني فقط… كلاهما قمامة.’
وفي خضم هذه الفوضى، أطلق عليّ لقب “محبوبة الجميع” لأنني كنت محور اهتمامهما، رغم أنني لم أكن أملك حتى خادمة واحدة!
كمية الظلم التي تعرضت لها كانت تفوق المنطق، وكنت قد انتقدت ذلك في التعليقات على الرواية..
[جيزيل مسكينة جدًا..ㅠㅠ كل الأبطال مجانين، ولا تملك حتى خادمة، والخادمات يتحدثن معها بوقاحة. إنها نبيلة ومع ذلك تُعامَل بلا منطق حتى تموتㅠㅠ]
[هذا هو تأثير “تعزيز البطلة” ^0^]
لم أتمالك نفسي من الرد:
[“تعزيز البطلة” تعني الحماية، وليس هذا الظلم السخيف!]
[أوه! إذا تصرفت جيزيل بشكل مختلف، فإن “تعزيز البطلة” سوف تختفي~]
[…؟ الرواية انتهت بالفعل، ماتت جيزيل، أليس كذلك؟]
[آه، إن لم يعجبكِ الأمر، يمكنكِ التوقف عن القراءة!! ^0^]
[كيف أتوقف عن قراءة شيء انتهى بالفعل؟!]
يا لهذا الكاتب الحقير***…
وقفت تحت المطر البارد وأنا أضغط على أسناني، ثم فجأة، تذكرت شيئًا مهمًا من تعليق الكاتب..
‘إذا تصرفت جيزيل بشكل مختلف… ستختفي هذه اللعنة؟!’
فتحت عينيّ على وسعهما والتفت ببطء.
رأيت الخادمات يراقبنني من الداخل ويضحكن على مظهري البائس..
بدأت بالسير باتجاههن، وعندها – وكأن القدر يسخر مني – تعثرت بحجر لم يكن موجودًا قبل لحظات.
“آآه! ركبتي!”
سقطت على الأرض، وانطلقت ضحكاتهن الساخرة..
“السقوط بتلك الطريقة مهارة في حد ذاته.”
“أنا ضعيفة جدًا وأتعثر بسهولة! أحتاج مساعدة يا رفاق! آه، آه!”
“هاهاها! هل هذا سبب لقب محبوبة الجميع؟”
كنت أقف تحت المطر، أشعر بالغضب يتصاعد في داخلي..
قبضت يديّ ثم فتحت فمي أخيرًا.
“أيتها الغبيات، ألستن أنتن الحمقاوات؟ أنتن لا تثرثرن حتى سراً، بل تتحدثن أمامي مباشرة!”
“مـ… ماذا؟!”
بدت الخادمات مذهولات من ردّي المفاجئ، بعدما اعتدن على إذعاني وصمتي..
“آه، كفى. أنا لا أريد هذا بعد الآن.”
لن أكون بطلة رواية الندم بعد اليوم!
“ما خطبها؟”
“لماذا، لماذا ماتزالون متفرجين؟! لماذا أنا فقط يجب أن أتحمل كل هذا الـXX؟ كلكم اختفوا عن وجهي، اللعنة على كل شيء!”
“آاااااه!”
أمسكتُ حفنة من التراب من الأرض وألقيتها نحوهم..
ثم، بعد لحظات.
تباطأت قطرات المطر… ثم توقفت.
من بين الغيوم الرمادية التي كانت تحجب السماء، انشقّ شعاع من الشمس وأضاء المكان.
في تلك اللحظة، شعرت بأن الضغط الذي كان يخنقني قد خفّ قليلاً.
حتى الخادمات لم يعدن يتفوهن بتلك الترهات كما كن يفعلن قبل قليل، بل اكتفين بالنظر إليّ بعيون مشوشة.
تنهدتُ بارتياح لأول مرة.
‘إذن، إذا تصرفتُ بطريقة مغايرة لمسار القصة، سيختفي تأثير تعزيز البطلة… أو بالأحرى، سيزول الحظ العاثر أيضاً؟’
إذن كل ما عليّ فعله هو التصرف عكس شخصية البطلة المسكينة المغلوبة على أمرها في روايات الندم.
في هذه الحالة، من الأفضل أن أتصرف بطريقة مجنونة تماماً وأحطم كل شيء.
‘سأدمر هؤلاء الأوغاد بطريقة قانونية تماماً.’
ابتسمتُ مثل الشيطان وأنا أفكر في طريقة لمعاقبة أفراد هذه العائلة الذين عذبوني، بالإضافة إلى الأبطال الذكور الذين سيندمون لاحقاً.
عندها سمعت صوتاً حاداً ينادي باسمي بصخب.
“جيزيل فلوريت!”
إنها السيدة ماريبوسا، المرأة التي لم تتوقف يوماً عن اضطهادي في قصر فلوريت..
بينما كنتُ أحدق في شعرها الأحمر القاني وعينيها الخضراء، تذكرت وصيتي التي كتبتها أنا السابقة.
[أعتقد أنني كنت صغيرة جداً حينها.
أهديت السيدة ماريبوسا رسالة مليئة بالمحبة.
لكن هل تعرفين أين وجدتُها في اليوم التالي؟
في سلة المهملات.
حين سألتها بوجه مرتجف عن مصير الرسالة التي أعطيتها لها، أجابت بكل بساطة، وكأن الأمر لا يستحق التفكير: “لقد رميتها”.
بعد ذلك، لم أعد أجرؤ على منح أحد مشاعري العميقة مجدداً.
كنت خائفة من أن يتم رميها مرة أخرى.
آه، لنتحدث عن شيء آخر.
في الحقيقة، كنتُ أرغب دائماً في أن أكون شخصاً ذا قيمة.
كانت السيدة ماريبوسا تخبرني كل يوم:
“جيزيل، لا تكوني عبئاً. لقد تم تبنيك في هذه العائلة، لذا عليك أن تكوني ذات نفع.”
“…نعم، سأبذل قصارى جهدي. سمعتُ أن والدي البيولوجي، الذي توفي منذ زمن طويل، كان ساحراً عظيماً…”
“وماذا في ذلك؟ لم ترثي حتى واحداً بالمئة من موهبته!”
“…”
“الجميع يسخرون منك، لكن لا بأس، لديك مهارة واحدة على الأقل، أليس كذلك؟ تنظيف القصور مثل الخادمات.”
لم أستطع أن أنبس ببنت شفة بسبب نظراتها الحادة.
نعم، أعلم أنني غبية وحمقاء.
لكنني أعتقد أنني اكتشفتُ موهبة سحرية مخفية… وأشعر أن لديّ قدرًا كبيرًا من المانا.]
‘أوه، لقد وجدتُ الهدف رقم 1 للإنتقام.’
رفعتُ زاوية فمي بسخرية بينما انهمرت كلماتها الباردة مثل الرصاص..
“ألا تستطيعين النهوض بذلك الجسد القذر بسرعة؟”
“هاه؟”
“ألم أخبركِ أن اليوم هو موعد إعلان خطوبتكِ مع الكونت ميلفيان؟”
‘ميلفيان؟ أليس ذلك العجوز الذي يكبرني بثلاثين عاماً؟’
آه، صحيح، إنه اليوم بالفعل.
‘بعد الإعلان عن خطوبتي بذلك الرجل، بدأت حياتي تنحدر بسرعة نحو الجحيم.’
مسحتُ شعري كما لو كنتُ أنفض عني رائحة العفن، ثم ابتسمتُ ابتسامة عريضة..
“آه، هذا رائع. سأستعد فوراً. لا أستطيع الانتظار!”
حياة بطلة مأساوية تعاني في رواية خيالية؟
لا يهمني.
سأرمي كل شيء خلفي وأمضي قدماً، حتى لو اضطررتُ لتمهيد طريقي وسط الأشواك.
حسابي واتباد ki_lon2 ←
التعليقات لهذا الفصل " 1"