بعيدًا عن قلقه الخفي على كارين، كان الدوق لا يزال يميل إلى التقليل منها واصفًا إياها بـ”الساذجة جدًا”. ومع ذلك، بدا وكأنهما ينسجمان بشكل غريب حين يلهوان معًا.
اقتربا من الأمواج حين تراجعت، وخربشا على الرمل ببعض الرسومات العفوية، ثم هرولا بعيدًا لتجنب الموج، ليتفقدا أثر ما تركاه. تكررت هذه الألعاب الطفولية، ومع ذلك كان واضحًا أنهما يستمتعان كثيرًا.
غريب بعض الشيء رؤية رجل وامرأة بالغين يتصرفان بعفوية تامة دون أي لبس أو سوء فهم.
وقفت على مسافة تسمح لي بمراقبتهما جيدًا، لكنها كافية لإبقائهما في اللعب بحرية. شعرت بخطوة توقفت أيضًا، رفعت عينيّ لالتقاط نظر الرجل.
“أليس من المفترض أن تظلوا قريبًا لحماية الدوق؟”
“لا يوجد أحد آخر بالقرب، لذلك لا بأس. كما أمر الدوق بالحفاظ على مسافة أثناء متابعته.”
كم يمكن لهذا الرجل أن يشعر بالحضور من بعيد؟ على أي حال، كان من الجيد المشي معه، رغم أن شعور الراحة تلازمه حالة من الحذر.
لا يجب أن أكون صريحة جدًا مع هذه المشاعر، فالتعلق سيجعل التخلي أصعب لاحقًا.
“ديريك، سأغمر قدمي قليلاً بالماء، لن أذهب بعيدًا فلا تقلق.”
جمعتُ ثوبِي بسرعة واستدرت، وعند خلع حذائي قبل لمس الماء، انتزعه أحدهم من يدي.
حتى لفترة قصيرة، لم يترك مجالًا لي للابتعاد. تنهدت، وتمدَّدت يدي نحو ما لا أستطيع الوصول إليه، فإذا بالرجل يرفع ذراعه حتى مسافة بعيدة وهمس:
“قدميك صغيرة جدًا.”
“أكرر دائمًا أنني بمقاييس متوسطة، إذا شعرت بأن قدمي صغيرة فهذا لأن ديريك كبير الحجم.”
بدأ يشعر بي كأنني من شعب الأقزام، رغم أنني لست صغيرة بين النساء البالغات. شككت للحظة إن كان ينظر إليّ كطفلة لم تكبر بعد.
“انظري.”
عدت إلى آثار الأقدام التي تركتها كارين، ووضعت قدمي بجانبها، فكان الفرق واضحًا بين قدميَّ الصغيرة نسبيًا وقدمي كارين الصغيرة أكثر.
“عند مقارنتها بقدمي، أليس واضحًا أنني لست صغيرة حقًا؟”
“…….”
“أما بالمقارنة مع ديريك…”
كانت آثار قدم الرجل أوضح من آثار كارين. وضعت قدمي فوق أثر قدمه الكبير، شعرت بالخشونة عبر أخمص قدمي من الرمل.
“الفارق واضح، إذًا من ينحرف عن المتوسط هو ديريك وليس أنا.”
“…….”
“حقًا… كبير جدًا.”
رفعتُ بصري بلا قصد، ثم تجمدت. كان وجهه في الظل مقابل الشمس، لكن لمحة عابرة من عينيه شعرتني بالارتجاف.
ما هذا؟ لحظة خاطفة فقط، لكن وجهي احمرّ فورًا. على الرغم من الملابس الخفيفة، كان الحر شديدًا.
أوقفت قدمي عن الحركة بسرعة، وشعرت بالرمل الساخن يدغدغ أخمص قدميّ.
كنت أرغب في التظاهر بعدم وقوع أي شيء، لكن صوته المنادٍ لي أبقاني في مكاني.
“سينثيا.”
“نعم؟”
أجبت بلا تفكير، لكنه لم يواصل الحديث. الأمواج كانت تتقدم وتنسحب، والهدوء بدا مطبقًا حولنا.
ثم سُمعت كلمات هامسة، كأن الزمن تباطأ:
“أود لمسك، سينثيا.”
“…….”
“هل تسمحين لي؟”
تجمدت تمامًا، حدقت فيه بلا رمش، ثم تراجعت للخلف، محاولة أن تخرج الكلمات المتقطعة من فمي:
“ت… تلمس… لحظة… فجأة… هذا… ليس… لا يمكن!”
“إذا اخترت الجزء الذي أريد لمسه الآن، فسيكون قدميك.
ولكن إذا سمحتِ، يمكنني لمس أماكن أخرى أيضًا.”[مازوخي؟ وتفك؟؟؟؟]
التعليقات لهذا الفصل " 42"