كان القصر الملكي يتباهى بمناطق ركوب كبيرة ، وكان الإسطبل كبيرًا بنفس القدر ، لم يكن لديه أكشاك للخيول فحسب ، بل كان يحتوي أيضًا على غرف مبنية لإيواء الأحصنة والقائمين على رعايتهم الذين يعتنون بالحصان ، وكانت هناك أيضًا غرف جلوس مصممة للنبلاء وغيرهم من الضيوف الملكيين الذين غالبًا ما يزورون الأماكن للجولات أو ركوب الخيل .

 كانت إيزابيل جالسة حاليًا في إحدى تلك الغرف تشعر وكأنها في المنزل كثيرًا ، تم أخذها في جولة سريعة في المكان بعد أن غادرت إيمي والآخرين ، ثم تم نقلها إلى هذه الغرفة حيث كانت تتحدث حاليًا مع خادمة الأمير الثالث ، هانا ، التي كانت أيضًا مربية إيزابيل عندما كانت فتاة صغيرة .

 ” يسعدني أن أرى أنكِ لم تتغيري كثيرًا ، آنسة هانا “

 ” يجب أن أكون من تقول ذلك ، إيزابيل ، كانت فكرتكِ أن تسمنيها ، أليس كذلك ؟”

 تراجعت إيزابيل في وجه مربيتها السابقة بتعبير بريء ، بالنظر إليها الآن ، لن يتمكن أحد من تخمين أنها كانت أماً لصبي في سن المراهقة .

 ” سمينة ؟، ماذا تقولين ؟، إنها تبدو أخيرًا كفتاة تتمتع بصحة جيدة في مثل عمرها “

 تمتمت إيزابيل ببراءة ، ولكن بعد ذلك ، سقط وجهها وأطلقت تنهيدة طويلة .

 ” في الواقع ، أعتقد أنني قد فشلت معها “

 ” ماذا ، إذن من الآن فصاعدًا —”

 ” — لطالما كانت طفلة جميلة ، في بعض الأحيان لا أصدق أنني أنجبتها ، والآن ، بعد أن زاد وزنها ، زاد هذا من جمالها … ابنتي لطيفة للغاية وهذا غير عادل !”

 ” ها ؟، غير عادل ؟”

 اعتقدت هانا أن هذا كان مبالغًا فيه بعض الشيء ، ومع ذلك ، يبدو أن إيزابيل تؤمن بذلك بصدق ، كانت هانا مندهشة بعض الشيء من عنفها .

 بتجاهل الخادمة ، بدأت إيزابيل تمتدح ابنتها ، انظري فقط إلى استدارة خديها الممتلئين !، أو نعومة يديها الممتلئة !، حتى أذرعها القوية ، المليئة بالحيوية ، تتمتع بسحرها !، وكل ذلك لأنها كانت تولي اهتمامًا دقيقًا لصحتها ووزنها ، مع الحفاظ على التوازن بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة ، بفضل ذلك أصبحت بشرتها وشعرها أكثر فتانة ! لكنها حاليًا في فترة نموها ، والتمثيل الغذائي لديها جيد جدًا أيضًا ، قد يزداد طولها فجأة وينتهي بها الأمر بفقدان كل السمنة التي عملنا بجد من أجلها ، من الصعب حقًا الحفاظ على هذا الوزن واللياقة البدنية ، كما تعلمين ، فهي تحب حقًا البقاء على قدميها ؛ حتى في المنزل ، فهي تتجول دائمًا في الحديقة مع قطتها ، آه ، لكن التمرين مهم أيضًا ، لن يكون مفيدًا لصحتها إذا زاد وزنها فقط ولكنها لا تتحرك كثيرًا ، علاوة على ذلك ، تستهلك ممارسة السحر أيضًا الكثير من السعرات الحرارية ، ولكن الحقيقة هي أن إيمي تأخذ أيضًا زمام المبادرة للتعاون حتى تتمكن بطريقة ما من الحفاظ على وزنها الحالي ، ومع ذلك ، لأكون صريحة ، أشعر أنها يجب أن تكتسب ٣ كجم على الأقل ، نعم ، أعلم جيدًا أن الهدف النهائي ليس لها زيادة الوزن ، لكنني أشعر براحة أكبر الآن ؛ إنها صغيرة جدًا ، إذا كانت نحيفة أيضًا فوق ذلك فسيكون من السهل جدًا خطفها !، ما هو أكثر —”

” — إيزابيل !، إهدئي !”

 ” لكن يا آنسة هانا ، لقد رأيتِ بنفسكِ أيضًا ، أليس كذلك ؟، خدودها المستديرة !، ألا تجعلكِ ترغبين في الضغط على وجهها الصغير اللطيف ؟”

 ” حسنًا ، لقد أردت … آه ، لا ، هذا ليس كل شيء “

 بدت خديها المستديران اللطيفان وكأنهما سيكونان لطيفين للمس ، وعلى الرغم من أن وجهها كان ممتلئًا بعض الشيء ، إلا أنه لم يخف أيًا من جمالها ، كانت لا تزال تتمتع بسمات عائلتها الرشيقة .

 لكن لم تكن هذه هي المشكلة .

 ” أنا لا أعرف ما هي ‘ الكالوري ‘، لكنني فهمت أن الأمر يتطلب الكثير من الجهد لها للحفاظ على لياقتها البدنية ، إذا كان الأمر بهذه الصعوبة فلماذا بذلت قصارى جهدك لجعلها تكتسب الوزن عن قصد ؟”

(كالوري هي السعرات الحرارية)

 ” نعم انتِ على حق ، يتطلب الأمر الكثير من الجهد ، لكن آنسة هانا ، أنت تعرفين مدى تقلب معايير الجمال ، يمكن أن يتغير المثل الأعلى للجمال بشكل غير متوقع مثل اتجاه الرياح المتغير ، لا أريد أن تنغمس ابنتي في هذا الأمر وتصبح مهووسة بالمظهر لدرجة أنها تفقد ما هو مهم حقًا “

 حدقت إيزابيل بثبات في مربيتها السابقة ، وعيناها بنفس اللون الذهبي لعينا ابنتها ، عرفت هانا هذا المظهر جيدًا ، كانت قد عرفت ، حتى قبل عقدين من الزمن ، أنه بمجرد أن قامت إيزابيل بإلقاء نظرة أثناء قول شيء ما ، كانت قد اتخذت قرارها بالفعل بشأن ذلك .

 ” … سموه شخص طيب “

 ” ليس لدي أي اعتراض على ذلك ، لكن لا يهمني ما إذا كان الشخص الآخر أرستقراطيًا أم شاعرًا ، ما أتمناه حقًا هو سعادة أطفالي ، هذا هو الشيء الوحيد الذي أهتم به “

 أنهت إيزابيل حديثها بشكل نهائي .

 ” ولكن حتى لو قلتِ ذلك …”

 ” أعتقد أنه مفيد للغاية للتخلص من الأشخاص السطحيين الذين لا يهتمون إلا بالمظاهر ، إلى جانب ذلك ، فهو يساعد في سحرها أيضًا “

 عرفت هانا أن ابنة إيزابيل ، إيمي ، لديها خلفية قوية في السحر ، كما سمعت مؤخرًا أن ابنتها بدأت تتعلم السحر .

 ” استخدام السحر أمر رائع ، لكن ألا تعتقدين أنه من السابق لأوانه أن تبدأ في تعلم السحر ؟”

 ” كانت لدينا أسبابنا ، ليس الأمر كما لو أنني أجبرها ، علاوة على ذلك ، كانت رغبتها هي أن تبدأ في تعلم السحر “

 كان كل شيء لأنها أرادت تبني قطة ، ضحكت إيزابيل وهي تفكر في الأمر ، كانت هذه مسألة ذات أولوية قصوى لابنتها ، لكنها كانت تعلم أن الآخرين سيكونون متشككين في اكتشاف أن هذا هو سبب تعلمها السحر .

 في الواقع ، فوجئت إيزابيل أيضًا بتصميم ابنتها عندما برعت في السحر بسرعة تجاوزت توقعاتهم كثيرًا .

 ” حسنًا ، بما أنكِ أنتِ التي نتحدث عنها ، يمكنني أن أصدق أنكِ لا تجبرينها ، بالمناسبة ، من الذي وظفته ليعلمها ؟”

 ” الآن يعلمها السير ديون بناء على طلب والدها ، إنه يتحدث بشكل كبير عن ابنتي ، ويقول إنها تتمتع بإمكانيات عالية “

 عندما ذكرت إيزابيل الاسم ، لم تكن هانا فقط ، لكن الخادمات الأخريات في الغرفة أيضًا فغرن أفواههن في دهشة .

 السير ديون … كان ساحرًا كبيرًا في القصر حتى تقاعده قبل بضع سنوات ، حتى الآن ، كانت براعته السحرية منقطعة النظير داخل المملكة ، لكن عُرف عنه أنه عنيد وبارد ومتحفظ وصارم بشكل لا يصدق عند التدريس .

 يمكن للفرسان الموجودين في الغرفة أيضًا أن يتذكروا الدروس التي حضروها في عهد السير ديون ، حيث استقامت ظهورهم قسريًا في الذاكرة .

 ” لماذا هو ؟”

 ” إنه مدرس رائع ، ويبدو أنه يتماشى جيدًا مع إيمي ، إنها أيضًا خجولة مثله ، حتى أنها تطلق عليه أحيانًا اسم ‘ الجد ‘، وتحب أن تعانقه “

 ” لا أستطيع أن أصدق ذلك ، هذا الرجل العجوز الصعب … ” قالت هانا بتعبير مرتبك ولكن قاطعها صوت رنين قادم من جيبها ” آه ، أستميحكِ عذرًا “

جاء صوت رنين الجرس هذا من الأداة السحرية المستخدمة للاتصال ، نظرت إلى إيزابيل للحصول على إذن ، وحصلت على الأذن ، وقامت من مقعدها لقبول المكالمة .

 على الرغم من أنه لا يمكن استخدام هذه الأداة للاتصال لمسافات طويلة ، إلا أنها تعمل طالما كان جهاز الاستقبال الآخر بالقرب من القصر ، لقد كانت هبة من السماء لكبار الخدم مثل الخادمة الرئيسية أو الفرسان المسؤولين عن الأمن .

 ” نعم ، أوه ، داريوس ، ما الخطب … يا إلهي ، هذا تمامًا … أنا أفهم ، رجاءا كن حذرا “

 بقي بعض الوقت قبل أن يعود إيمي والآخرون ، لم تستطع إيزابيل سماع ما كانوا يتحدثون عنه ، لكنها تمكنت من معرفة أن المكالمة تم إجراؤها من قبل الفارس الذي رافقهم ، انطلاقا مما سمعته ، يجب أن يكون حدث شيء غير متوقع ، ومع ذلك ، بالنظر إلى وجه هانا الحائر ، خمنت أنه على الرغم من أنه لم يكن متوقعًا ، إلا أنه لم يكن شيئًا سيئًا .

 قررت إيزابيل أن الأمر لا يبدو وكأنه حالة طارئة ، وبذلك ، تناولت بهدوء رشفة من الشاي في يديها قبل أن تسأل ، ” … هل حدث شيء لإيمي والآخرين ؟”

 ” قالوا إنهم سيعودون إلى الاسطبلات ، يبدو أنهم عثروا على طائر رسول ملكي مصاب في الغابة “

 عادت إيمي والآخرون بعد ذلك بوقت قصير ، ووصلوا فور وصول المشرف على الطيور .

 كان إدوارد يركب نفس الحصان الأسود الذي تركه ، بينما كانت إيمي لا تزال على الفرس البني مع مارفن خلفها ، كان الاختلاف الوحيد هو أن إيمي كانت هذه المرة تحتضن قطعة قماش بين ذراعيها .

 كانت هي الوحيدة التي كانت يداها حرة لأن كل من إدوارد ومارفن كانا يمسكان باللجام ، لذلك كان من واجبها حمل الطائر أثناء عودتهما ، كانت إيزابيل تنتظر أيضًا خارج الاسطبلات مع القائم على رعاية الطيور ، بمجرد توقف الخيول ، ذهبت إلى ابنتها .

(معرف وش أسمه ولكنه الشخص الي يعتني بالطيور والي يرسل الرسائل)

 ” أوه ، هل هذا هو الطائر المصاب ؟” هي سألت .

 ” نعم أمي إنها مثل البومة البيضاء ، يسمونها روديل “

 ” سمعت أنكِ ألقيتِ ببعض السحر الشافي له يا آنستي ، لقد كنت قلقًا منذ هذا الصباح عندما لم يعد من التسليم الأخير ، شكرًا جزيلاً لإنقاذ حياته “

 شكرها القائم على رعاية الطيور من أعماق قلبه ، وأصبحت إيمي مرتبكة بعض الشيء من صدقه ، ولم تعرف كيف تتصرف .

” أه نعم ، لكن هذه كانت المرة الأولى التي ألقي فيها سحر الشفاء على طائر … أعتقد أنه يجب عليك إلقاء نظرة عليه أيضًا “

 حركت إيمي ذراعها حتى تتمكن من تسليم الطائر إلى القائم ، لكن الروديل الذي كان يعشش بهدوء في القماش حتى الآن ، أطلق صرخة عالية وبدأ في المقاومة .

 ” إيه ، ما الخطب ، روديل ؟”

 خوفًا من أنها قد تسقطه ، سرعان ما أعادته إلى صدرها في عناق ، وعاد الطائر على الفور إلى الهدوء مرة أخرى .

 ” … هل هدأت الآن ؟، ها أنت ذا ، إنه القائم على رعايتك ، أنت تعرفه ، أليس كذلك ؟”

 قالت ذلك ، حاولت تسليمها مرة أخرى ولكن ، مرة أخرى ، بدأ الطائر في الصراخ مقاومة ، حاولت ذلك مرة أخرى لكن الشيء نفسه حدث ، أخيرًا ، نزل مارفن من الحصان والتقط إيمي ، التي كانت لا تزال تحمل الطائر ، وأنزلها من الحصان .

 ” أوه !، ش-شكرًا لك !”

 ” أعتقد أن الطائر يريد البقاء مع الآنسة التي عالجته ، ولكن مع ذلك ، يجب أن نفحصه بشكل صحيح …”

 كان لدى مارفن شعور بأن سحر الشفاء قد نجح ، لكن مع ذلك ، القلق في قلبه لن يختفي حتى يعطي الطبيب البيطري الموافقة .

 ” روديل ، هل من الجيد أن يلقي الطبيب نظرة عليك ؟، أريدك أن تتحسن بسرعة “

 سألت إيمي الطائر ، لكنها ، كما فعلت من قبل ، تراجعت في القماش لتطلق صرخات ، قلقة ، نظرت إيمي إلى إدوارد طلبًا للمساعدة الذي جاء للوقوف بجانبها .

 ” أيمي ، ستأتي لترى روديل مرة أخرى ، أليس كذلك ؟”

 أومأت إيمي برأسها ، متكئة على القماش وتهمس للطائر ” نعم ، مرحبًا ، روديل ، سأعود لزيارتك مرة أخرى قريبًا جدًا ، لذلك فقط الآن اطلب من الطبيب أن ينظر إليك “

 هدأت صرخات الطائر قليلا ، انتهزت الفرصة ، وسرعان ما قامت بتمرير حزمة القماش إلى القائم بالرعاية فقط ليبدأ روديل في إطلاق صرخات مؤلمة مرة أخرى .

 ظل هناك شعور بالفراغ بين ذراعيها الذي أصبح الآن أخف … بدا صوت الروديل وكأنه ينادي إيمي ، جعل قلبها ينقبض ، ودون أي تحذير ، بدأت الدموع تتساقط في عينيها .

 ” سحر شفاء أيمي رائع ، حتى أنني أستطيع أن أشعر بالدفء من طاقتكِ بمجرد الاقتراب منكِ ، لذا لا تقلقي، أنا متأكد من أن روديل قد شُفي بشكل صحيح “

 ” أنا حقا آمل ذلك …”

 ” لذا لا تبكي “

 قال ذلك ، ورفع إدوارد يده لمسح حواف عينيها ، أذهلت إيمي من ملمس أصابعه على بشرتها ، وحقيقة أنه كان قريبًا جدًا منها حتى الآن ولم تلاحظ ذلك .

 ” إيه… إد ؟”

 لقد صُدمت للغاية ، وتوقفت دموعها تمامًا وبدلاً من ذلك تحول وجهها إلى اللون الأحمر الفاتح ، عندما رأى إدوارد دموعها توقفت ، بدا مرتاحًا وابتسم لها .

 ” آه ، أنا ، هذا … آه “

 ” لقد دعوتكِ إلى القصر ثم جعلتكِ تبكين ، إذا اكتشف أليكس ذلك فسأواجه مشكلة “

 لم يكن لديها أي فكرة عن سبب ظهور أسم ألكسندر ، لكنها شعرت بنظرات الآخرين من حولهم .

 كان عقلها لا يزال يترنح من صدمة ما فعله إدوارد ، حيث استغرق الأمر منها بعض الوقت حتى تدرك أنها قد انتهت من وضع خطط لزيارة القصر بشكل متكرر من خلال الموافقة على إدوارد عندما قال ‘ سنزور بعضنا البعض مرة أخرى ‘