كم مرّ من الزمن منذ أن رأيتُ سماءً كهذه؟
السماء التي ارتفعت فوقي وأنا أجلس عند طاولة الشاي في الحديقة الواسعة كانت صافيةً على نحوٍ غريب، حتى بدت غير مألوفة.
“أشعر أخيرًا أنني أتنفّس بحق.”
مجرد احتساء الشاي تحت هذه السماء الزرقاء، فيما يملأ هواءٌ نقيٌّ رئتَيَّ، كان كافيًا ليشيع في نفسي راحةً لطيفة.
“آنستي، إن كنتِ تشعرين بالملل، هل أجلب لكِ كتابًا؟”
كانت عيناي قد اعتادتا على عادةٍ سيّئةٍ: كلّما ظهر أحدٌ أمامي، انجذب بصري تلقائيًا إلى أعلى رأسه، وتحديدًا إلى تلك الرموز التعبيرية التي تطفو فوقه.
“لا، ليس هناك حاجة.”
أجبرتُ نفسي على ابتسامةٍ خفيفة، وأبعدتُ بصري عن القلب المتوهّج فوق رأس خادمتي صوفيا.
لكن ما الفائدة؟ ففوق رؤوس الآخرين أيضًا كانت تتراقص قلوبٌ وأكياس نقودٍ وسائر الرموز التعبيرية.
«حالما تكتسبين القدرة على رؤية هموم الناس، سيسهل عليكِ التقرّب منهم، أو حتى الإمساك بنقاط ضعفهم لاستخلاص المعلومات!»
هكذا قال تشورونغي قبل ثلاثة أيام، حين انخدعتُ بكلماته، فقبلتُ تلك المكافأة.
والآن أصبحت أرى هموم الناس في هيئة رموزٍ تطفو فوق رؤوسهم.
صحيح أنّني لم أكن أفهم طبيعة همومهم بدقّة، لكن لا شكّ أنّها قدرة نافعة لفتح الأحاديث والتقرّب.
لكنّ المشكلة كانت…
‘إنّها تُشتّت الانتباه بشدّة!’
لم يكن هذا عالمَ محاكاة، ومع ذلك كان الجميع يسيرون ورؤوسهم مزيّنة بإيموجيات تتأرجح بلا انقطاع.
أصبح التركيز على أيّ شيءٍ آخر مهمّةً شبه مستحيلة.
“صوفيا، هل لديكِ همومٌ هذه الأيام؟”
“هموم؟ همم… غدًا سأذهب لمشاهدة مسرحيةٍ بعد وقتٍ طويل، وأنا محتارةٌ بشأن ما يجب أن أرتديه.”
وحجم القلب الذي يطفو فوق رأسها كان كافيًا ليقول كلَّ شيء…
“إذًا، إنه موعدٌ غرامي؟”
“هـه؟ لا، لا! ليس موعدًا إطلاقًا!”
لكنّ ردّ فعلها يقول العكس.
وبحسب ما أضافه تشورونغي، فإنّ حجم الرمز يتناسب طرديًا مع عمق الهمّ.
أي إنّ القلب الضخم المعلّق فوق رأس صوفيا لم يكن إلا دليلًا على أنّ همومها مرتبطةٌ بالحبّ.
إنّها تمزّق عقلها تفكيرًا في ما سترتديه في موعدها.
“إنه موعدٌ بالفعل، آنستي! حتى إنّها قالت إنّ الرجل صديقُ طفولتها وقد التقته مجددًا مؤخرًا.”
“ماذا تقولين! كيف تبوحين للآنسة بأمرٍ كهذا؟”
احمرّ وجه صوفيا في لحظةٍ حتى أصبح كالفجل المغلي.
كانت قصّتهما الصغيرة مسلّية، لكن ربما يجدر بي أن أقدّم لها يدَ العون.
ورغم أنّني لم أكن مطّلعةً على أزياء هذا العالم، إلا أنّ كوني إنسانةً من العصر الحديث منحني معرفةً بما يُسمّى تحليل الألوان الشخصية.
“صوفيا، اللون الورديّ الفاتح يليق بكِ. اختاري شيئًا بسيطًا دون نقوشٍ أو زينةٍ مبالغٍ فيها.”
في نظري، كانت صوفيا من فئة الألوان الباردة الصيفية.
وكان الأبيض يليق بها كثيرًا، مما جعلها ضمن فئة الصيف الفاتح.
وقد عرفتُ ذلك لأنّني درستُ هذا المجال قليلًا ذات مرّة، لعلّه يفيدني يومًا ما.
“الورديّ الفاتح…؟”
“نعم. ومعه إكسسوار أبيض للشعر سيكون مثاليًا.”
ما الذي قد يناسبها أيضًا؟ فكّرتُ قليلًا، ثم خلعتُ طوق الرأس المرصّع باللؤلؤ الذي كنتُ أرتديه، ووضعتُه على شعرها.
“كما توقعت، اللؤلؤ الأبيض يليق بكِ كثيرًا. ارتدي هذا غدًا.”
“مستحيل! لا أستطيع أن آخذ غرضًا يخصّكِ، يا آنستي…”
“لا بأس، لا بأس. اذهبي غدًا واستمتعي بموعدكِ، ولا تنسي فضلي إن سارت الأمور على خير.”
“بالطبع! أشكركِ من أعماق قلبي، آنستي!”
تشبّثت صوفيا بطوق الرأس وانحنت مرارًا شاكرةً، فيما ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي.
إن انتهى الأمر بارتباطهما، فسيكون ذلك رائعًا حقًا.
وإن أصبحت بذلك أكثر ولاءً لي، فسيكون أفضل بكثير.
كانت تلك خطّتي الكبرى، التي دبّرتها على طريقتي الخاصة.
تملّكني شعورٌ بالارتياح، فأكملتُ تقليب صفحات المذكرات التي كنتُ أطالعها قبل قليل.
[رأيتُ ريتشارد في ساحة التدريب. لقد كان متألّقًا كعادته اليوم. وددتُ بشدّة لو استطعتُ أن أخلّد الطريقة التي يلوّح بها بسيفه في لوحةٍ مرسومة.]
كانت الصفحات الأولى من يوميّات إيميلي مفعمةً بمشاعر فتاةٍ صغيرةٍ تُخفي حبًّا من طرفٍ واحد.
[الآنسة كينلين التقطت منديل ريتشارد وأعادته إليه، فانظروا كيف ابتسمت فقط لأنه شكرها. كأنّ ريتشارد قد يكترث حتى لتذكّر ملامح وجهها. أمّا تلك البائسة رايسا ميدانييل… ألا تدرك أيّ نعمةٍ أن يبتسم لها ريتشارد أو يقول لها كلمة؟ لو كنتُ مكانها لكان كلّ يومٍ من حياتي نعيمًا.]
لكن مع مرور الأيام، أخذت مذكّراتها تكشف عن هوسٍ متزايدٍ بريتشارد، وعن غيرةٍ تتّقد من رايسا.
ومع أنّها أدّت دور “الصديقة المقرّبة” لها، إلّا أنّ آثار تنمّرها المستمرّة كانت واضحةً رغم محاولاتها إخفاء ذلك.
“تصرفات شريرة بامتياز.”
غالبًا ما يكون مصير هذا النوع من الشخصيات سيئًا للغاية.
عادةً ما إن تتجاوز الحدّ في إيذاء البطلة، حتى يقوم البطل بقتلها بلا رحمة.
ربّما نجت حتى الآن بمحض الصدفة، لكن إن تجرّأت على إلحاق الأذى برايسا مرّةً أخرى…
فلن ينتظرها سوى المقصلة.
“أليس من أحدٍ يحلّ همومي أنا أيضًا…؟”
أطبقتُ المذكرات وقلبي يزداد ثِقلاً.
كلّما قرأتُ أكثر، ازدادت معرفتي بالخطايا التي ارتكبتها نسخةٌ منّي ولكنّها ليست أنا، وازداد الألم في داخلي.
“آه، آنستي. عندما تصل الكونتيسة الصغيرة ميدانييل بعد قليل، إلى أين أرشدها؟”
“ماذا؟ رايسا ستأتي مجددًا؟”
كنتُ أهمّ بالدخول إلى القصر مثقلةً بالهمّ حين سقط عليّ هذا الخبر كالصاعقة.
لقد صرفتُها بالأمس بحجّة أنّ صحّتي لم تكن على ما يُرام، وها هي تعود مجددًا اليوم.
أليست منشغلةً بشؤونها الخاصّة كـ”بطلة” هذه الرواية؟
“نعم، آنستي. بما أنّكِ لم تتمكّني من الذهاب إلى ساحة التدريب بسبب الحُمّى، فقد طلبت الآنسة رايسا أن تزوركِ هنا بدلًا من ذلك.”
“آه… صحيح.”
حتى وهي طريحة الفراش بحمّى استمرّت أسبوعين كاملين قبل أن أَدخلَ جسدها، لم تُفوّت إيميلي فرصةً لإثارة المشاكل.
“حسنًا، يبدو أنّه لا مفرّ من لقائها اليوم.”
في كلّ الأحوال، كان عليّ أن أتعرّف أكثر إلى البطلة. هذه المرّة، قرّرتُ أن أواجهها وجهًا لوجه.
وبـتنهّدةٍ عميقةٍ، دفعتُ نفسي بخطواتٍ مثقلةٍ نحو الداخل.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
“إيميلي! خمني من أحضرتُ معي!”
بعد ساعةٍ تقريبًا من عودتي من نزهتي، وصلت رايسا إلى القصر—لتفجّر قنبلةً في وجهي.
“رايسا… ما هذا…؟”
ابتسمت بفخرٍ يقول بوضوح: أحسنتُ، أليس كذلك؟
وبجانبها وقف ريتشارد، تنبعث منه هالةٌ قاتمة تكاد تفتك بي.
دخلا معًا، بانسجامٍ متناقضٍ لدرجة أنّني تمنّيت لو أُغمي عليّ في تلك اللحظة.
“لماذا… لماذا جئتما معًا؟”
“حسنًا، بدوتِ ضعيفةً جدًا أمس. وكنتِ قد قلتِ من قبل إنكِ تستمدّين القوة كلّما رأيتِ ريتشارد، أليس كذلك؟ لهذا أحضرته.”
“يا إلهي…”
أهذا ما يُسمّى بالشرّ البريء؟
لم يسعني إلا أن أرتجف لجوابها البريء تمامًا.
في تلك اللحظة، بدت رايسا في عينيّ وكأنها هي الشريرة الحقيقية.
“هل قلتُ شيئًا كهذا حقًا…؟”
“نعم. ولهذا أرسلتُ ريتشارد ليزوركِ قبل أيام.”
“ها…هاها. حسنًا إذن، تفضّلا بالدخول.”
سارعتُ لإدخالهما إلى غرفة الاستقبال.
ومهما أنكرْتُ، فسيكون ذلك كأنني أحفر قبري بيدي.
الأفضل أن أقدّم لهما الشاي سريعًا وأنهي الزيارة بأسرع ما يمكن.
“إيميلي، هل تحسّنت حالتكِ اليوم؟”
ما إن جلسنا حتى اقتربت رايسا لتتفقّد وجهي بدقّة.
“نعم، أنا بخير تمامًا الآن. حتى الطبيب لم يعد يأتي.”
“هذا مطمئن للغاية! لا تعلمين كم قلقتُ عليكِ حين سمعتُ أنكِ مصابة بالحمّى!”
ثم أحاطتني بذراعيها في عناقٍ شديدٍ، فأربكني ذلك، ولم أجد بُدًّا من أن أربّت على ظهرها بخجل.
لم أكن معتادةً على هذا النوع من القلق المفرط أو المودّة الزائدة، فشعرتُ بارتباكٍ شديد.
في الحقيقة، رغم أنّني عشت حتى الخامسة والعشرين بجهدٍ وكفاح، لم تكن لي قطّ صديقةٌ في سني.
لذلك، حين أبدت صديقةٌ قلقها عليّ وأنا مريضة، ثم قالت إنها سعيدة لأنني تعافيت، بدا الأمر غريبًا وغير مألوف.
“حمّى صيفية؟ تلك التي لا تُصيب حتى الكلاب!”
وبينما كنت أشعر بالحرج من دفء قلقها اللطيف، تسلّل صوتٌ ساخرٌ إلى الجو.
آه، صحيح. البطل موجود هنا أيضًا.
كان ريتشارد جالسًا متّكئًا إلى الخلف، بذراعين متشابكتين، يرمقني بنظرةٍ باردةٍ يملؤها الازدراء.
لم تكن هذه هي المرّة الأولى التي يُعاملني فيها هكذا، وكنت أعلم أنّ تلك الكراهية ليست موجّهةً إليّ شخصيًّا، ومع ذلك… شعرتُ بوخزةٍ في قلبي.
“لا تقل ذلك، ريتشارد.”
قاطعتْه رايسا، التي كانت تعانقني بحنانٍ منذ لحظة، محذّرةً بصرامة.
“لقد مات أشخاصٌ من الحمّى الصيفية من قبل. وأنت تعرف جيدًا أنّ إيميلي ضعيفةُ البنية، لذا عليها أن تكون أكثر حذرًا.”
“أنتِ فقط تبالغين في حمايتها. إيميلي غارنيت ليست بالضعف الذي تظنينه.”
…وخزةٌ أخرى.
“ريتشارد.”
“وربما لم تكن الحمّى بتلك الخطورة كما ظننتِ.”
…وخزتان.
وأثناء جدالهما، كانت ملاحظات ريتشارد الحادّة تخز ضميري واحدةً بعد أخرى.
كما توقّعتُ تمامًا… فالبطل يملك حِدّةَ ملاحظةٍ غير عادية.
“إيميلي ليست من النوع الذي يتظاهر بالمرض. لا تتحدّث بطيش.”
وأما البطلةُ الملاك، رايسا، فما زالت تبذل ما بوسعها لحمايتي.
أعتذر، لكنني كنتُ فعلًا من ذلك النوع، يا رايسا…
والحقيقةُ المؤسفة أنّ إيميلي لم تكن عند حُسنِ ظنّها بها.
فبحسب ما فهمتُ من طبيبها الخاص قبل أيام، فإنّ ما سُمّي بـ«الحمّى التي استمرّت أسبوعين» لم يكن سوى تشخيصًا مبالغًا فيه.
كانت مجرّد ارتفاعٍ طفيفٍ في الحرارة، وحين قالت إنها تشعر بأعراض، كتب لها الطبيب دواءً فحسب.
بل لم يُسمح له حتى بإجراء فحصٍ كامل.
بمعنى آخر، كان حدسُ ريتشارد صائبًا.
“رايسا، أنا بخير.”
رغم أنّ حمايتها لي كانت مؤثرة، فإنّ آخر ما أريده هو أن أكسب مزيدًا من كراهية ريتشارد.
“ثم إنني أصبحتُ أكثرَ صحةً بكثيرٍ الآن، فلا داعي لأن تأتي مجددًا. لديكِ عملٌ مهمّ في الفيلق لتنشغلي به.”
وبحسب ما قرأتُ في اليوميات، فإنّ رايسا كانت على وشك الترقية إلى منصبِ قائدةِ الفرقة الثانية من فرسان الإمبراطورية.
وفي وقتٍ مهمٍّ كهذا، كان من الطبيعي أن يضيق ريتشارد ذرعًا بانشغالها بي.
فهو وهي لم يكونا مجرّدَ بطَلٍ وبطلةٍ فحسب، بل أيضًا صديقين ومنافسين منذ أيّام الأكاديمية.
“إذن، إيميلي، ستعودين لزيارتي في ساحة التدريب، أليس كذلك؟”
“…هاه؟”
ما الذي تقولينه، يا بطلة؟
كنتُ بالكاد أفكّر في إيجاد وسيلةٍ لأبتعد عنهما قليلًا، فإذا برايسا تُشعل فتيلَ قنبلةٍ جديدة.
“كنتِ تزورين ساحة التدريب أحيانًا لتشجّعيني هناك، لا تقولي لي إنّ الأمر أصبح عبئًا عليكِ الآن؟”
أرسلت إليّ نظرةً حزينة، حاجباها مرسومان كقوسين مائلين، وعيناها لامعتان، تنساب منهما ظلالٌ من رجاء.
وكانت، بشعرها الأسود المزرقّ المربوط في ذيل حصان، تبدو فاتنةً إلى حدٍّ يفتكّ بالقلب.
وللأسف، كان وجهها يوافق ذوقي تمامًا.
نظرةٌ واحدة فقط، وكدت أتعثّر في هُوّةِ إعجابٍ مباغت.
“طبعًا، طبعًا سأذهب! أيُّ عبءٍ تتحدثين عنه، يا رايسا؟”
في تلك اللحظة أدركتُ لماذا يرضخ كل أبطال الروايات الرومانسية التاريخية لطلبات البطلات مهما كانت.
فحين تطلب منك امرأةٌ بهذا الجمال أن تأتي لتشجيعها، كيف يمكنك أن ترفض؟
“كنتُ أعلم أنكِ لن تخيّبيني يا إيميلي! آه، بالمناسبة… سأستغلّ وجودي هنا لأخذ الكتاب الذي وعدتِ بإعارته لي.”
“ماذا؟ كِتاب؟”
وبعد أن عانقتني بقوّةٍ مجدّدًا، نهضت رايسا واقفةً بحماس
.
“نعم، كتاب التاريخ القديم. سأذهب لأبحث عنه في مكتبتكِ.”
“آه، إذن سأرافقكِ…”
“لا، لا داعي. إيميلي، ابقي هنا مع ريتشارد.”
“…ماذا؟”
رايسا، التي يستحيل التنبّؤ بها، كعاصفةٍ مباغتة، أشعلت فتيلَ القنبلة الثانية.
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات