نظرت إيليا إلى آكسيون بوجه مذهول.
‘يا للجنون! هل أسقطتها عندما كنت معه؟’
عندئذٍ، قاطعها آكسيون ببرود وهو يقرب رأسه منها.
“أظننت أن الأمر سينتهي بمجرد افتعال المشاكل ثم الهروب؟”
“اسمع، بالأمس كان الأمر فوضويًا جدًا ولم أستطع التحدث، أنا لم أفتعل مشكلة مع…”
“لا حاجة للأعذار. دعنا نتقابل بعد الوجبة.”
قاطعها آكسيون بحدة دون أن يستمع لكلامها.
ثم أمسك كتفها بقوة بيده، وأضاف بصوت مخيف.
“من الأفضل أن تتأهب. لأنك لن تستطيع الهروب هذه المرة أبدًا.”
هو، الذي ألقى عبارةً تليق بالبطل الذكر المهووس، جلس في مقعد أمام باب المطعم، وحدّق في إيليا بتركيز.
وكأنه كان ينوي مراقبتها لكي لا تتمكن من الهرب.
آه، هكذا إذن…
“إيل، لماذا يتصرف ذلك الفتى معك هكذا؟”
عندما سألها لينوكس بقلق، أجابت وهي تتنهد.
“لقد حدث سوء فهم ما. لكنه يبدو أنه لا يرغب في الاستماع إلى توضيحاتي.”
“فماذا نفعل إذن؟”
“لا أدري…”
لم ترغب في أن تُعاقب ظلماً، خاصة وأنها لم تكن هي من بدأ المشاجرة.
‘كما هو متوقع، يجب أن أتحدث معه بهدوء وأزيل سوء الفهم.’
‘إذن، يجب أن أخلق جوًا حيث يمكننا التحدث.’
•
“هل لديك شيء لتقوله قبل أن أضربك؟”
في ممر منعزل خارج المطعم.
سأل آكسيون دافعًا إيليا بشراسة نحو الجدار.
‘لقد توقعت ذلك، لكن الجو لا يسمح بأي حوار على الإطلاق.’
هزّت رأسها نفيًا بوجه مستسلم، وهي تضمّ كتفيها وتشبك يديها بإحكام.
“لا داعي. على أي حال، لن تستمع إلى أي كلمة أقولها.”
“أنت تدرك الأمر جيدًا.”
حدق بها آكسيون، ثم أرخى عضلات رقبته وقبضتيه.
طقطقة.
“ولكن يا آكسيون، هل يمكنني طلب خدمة واحدة قبل أن أُضرَب؟”
“ما هو؟”
ضاقت عيناه الزرقاوان، ورفعت إيليا نظرها إليه بأقصى درجات الخنوع على وجهها.
“ألا يمكن أن أُضرَب في مكان آخر غير هذا؟ دعني أختار المكان على الأقل.”
“لماذا؟”
“قد يصبح هذا المكان قبري! يمكنك أن تمنحني هذا القدر من الرحمة، أليس كذلك؟”
نفخة استهزاء.
ارتسمت سخرية على شفتي آكسيون.
بغض النظر عن المكان، سيبقى على هذا الوغد أن يدفع الثمن.
“افعل ما تشاء.”
وأضاف بحدة ووحشية:
“لكن إذا هربت في المنتصف، فسأقتلك في مكانك فورًا.”
نجحت!
أومأت إيليا برأسها بقوة، ثم قادته نحو الجزء الخلفي من ملحق القصر.
سرعان ما ظهرت غابة خضراء كثيفة الشجيرات.
‘بالتأكيد يجب أن يكون هنا بالقرب…’
تفحصت إيليا محيطها بسرعة خاطفة.
في تلك اللحظة، قبض آكسيون الذي كان يتبعها على كتفها بتهديد.
“هل ما زلنا بعيدين؟”
“فقط، لحظة……”
سرعان ما اتسعت عيناها.
‘هناك!’
أمامها، في مكان الشجيرات، كان سطح الأرض يرتجف بغرابة وكأن سرابًا يتصاعد منه.
للوهلة الأولى كان من الصعب ملاحظته، لكنه كان مختلفًا بوضوح عن الأرض العادية.
“لقد وصلنا.”
بعد أن أنهت كلامها، دفعت إيليا آكسيون بكل قوتها نحو الأرض المرتجفة. فقد جسده توازنه قليلًا واهتز.
هل يجرؤ هذا الوغد على دفعي؟
عينه الزرقاء التي كانت تحدق بها لمعت ببريق قاتل.
“استعد جيدًا. سأحطم لك أطرافك كلها.”
في اللحظة التي أنهى فيها آكسيون كلامه، ورفع قبضته، وهمّ بالاندفاع نحو إيليا بكل قوته،
طنين!
“……؟!”
توقف جسده وكأنه تجمد في مكانه.
“ما هذا؟”
صرّ على أسنانه وحاول أن يحرك جسده بيأس. ولكنه لم يتحرك على الإطلاق.
مسحت إيليا على صدرها وهي ترى ذلك المنظر.
‘آه، لقد نشط الفخ بشكل صحيح.’
وفقًا للقصة الأصلية، فإن غابة الشجيرات التابعة لهذا القصر تحتوي على فخاخ سحرية منصوبة في كل مكان.
لقد أمر الدوق الأكبر خدمه بنصبها للإمساك بالوحوش الضارية التي تنزل أحيانًا إلى هذه الغابة من الجبل الخلفي.
‘بالطبع، في وقت لاحق، يسيء كيشا استخدامها لتدريب أفراد وحدته…..’
على سبيل المثال، يدعي أنها تقوي عزيمة أفراد الوحدة، فيربطهم طوال اليوم في يوم شتوي عاصف بالثلوج، وهم لا يرتدون سوى قطعة واحدة من الملابس الداخلية.
بما أن هذا الفخ يمكنه تقييد حتى الوحوش الضخمة والشرسة بحيث لا تستطيع الحركة، فمن الطبيعي أن آكسيون لا يستطيع الهروب.
“أيها الوغد……”
سأل آكسيون المقيد ببرود وهو يحدق بها.
“ما هذه الحيلة التي تقوم بها الآن؟”
على الرغم من نظرته الحادة التي كانت كفيلة بتجميد الجسد كله، وقفت إيليا أمامه وفتحت فمها بهدوء.
“آكسيون، أرغب في التحدث معك بجدية وتوضيح سوء الفهم. دعنا نتحاور بهدوء.”
بما أنه لا يستطيع تحريك جسده، فربما سيستمع هذا الرجل إلى كلامي قليلًا.
لقد أحضرته إلى هنا عن قصد لتوضيح سوء الفهم.
بدأت تشرح له ما حدث بالأمس وهي تنظر إلى آكسيون المقيد.
“إذًا، أنا بريئ. كنتُ ذاهب إلى العيادة الطبية في ذلك الوقت بالصدفة ليلة أمس……”
“مضحك. هل تظن أنني سأصدق مثل هذه الأعذار؟”
قاطعها آكسيون، وشخر باستهزاء، ثم نظر إلى جسده الذي لا يستطيع الحراك، وأعلن لها بصوت خفيض:
“إرهان ترينجن، لا أعلم أي حيلة دبرتها، لكنني سأهرب من هذا الشيء الآن وسأقتلك.”
آه، إنه حقًا شخص لا يمكن التفاهم معه.
عبست إيليا وهي تتنهد تنهيدة خفيفة.
ومع ذلك، من الأفضل أن أحاول التحدث بهدوء مرة أخرى……
“أُوووه!”
سمعت صوت أنين خافت في أذنها.
كان آكسيون الآن يصرّ على أسنانه ويحدق بها مباشرة، ويبذل قصارى جهده للهروب من الفخ السحري.
من شدة الضغط الذي بذله في جسده كله، برزت عروقه منتفخة على صدغيه وجبهته.
‘لحظة، لحظة! هذا خطير……!’
اهتزت عينا إيليا.
الغرض من هذا الفخ السحري هو الإمساك بالوحوش الضارية بأمان.
إذا بدأت الوحوش المقيدة بالمقاومة بعنف، فإن الفخ يجعلها تستسلم قسرًا.
الحديث لم يكن مهمًا الآن!
“آكسيون! توقف! أرخِ قوتك حالًا!”
لكن آكسيون تجاهل كلامها واستمر في بذل القوة.
“……!”
انتفض!
ذراعه القوية تحركت أخيرًا قليلًا داخل الفخ.
لقد نجح.
في اللحظة التي ارتسمت فيها ابتسامة على شفتيه،
تشقشق مدوٍّ!
تطايرت شرارات قوية حول جسده.
“آاااه!”
انطلقت صرخة من فمه.
شعره الأشقر المتلألئ انتصب نحو السماء، واتسعت عيناه الزرقاوان وكأنهما ستبرزان من محجريهما.
بعد فترة وجيزة، ارتخى جسده.
سقط أرضًا!
عندما فقد آكسيون وعيه وسقط على الأرض، هرعت إيليا نحوه على عجل.
كان مغمض العينين ولا يبدي أي حركة.
هل من المحتمل أنه لم يمت؟
وضعت أصابعها المرتعشة تحت أنفه الشامخ.
في اللحظة التي لامست فيها أنفاسه الدافئة، وإن كانت ضعيفة، يدها، انهار توترها وجلست بجانبه.
“يا، يا إلهي…… لحسن الحظ……!”
من شدة الارتياح، انطلقت منها الشتائم دون وعي. كاد قلبها يتوقف ظنًا منها أن البطل الرئيسي سيموت هكذا.
“وبغض النظر عن ذلك، أليس هذا الوغد مجنونًا تمامًا……”
حدقت إيليا في آكسيون الساقط بتعبير يدل على الضجر.
كيف فكر في الهروب من ذلك الفخ السحري القوي بالقوة وحدها؟
“هل هو جاهل أم عنيد……؟”
يا ترى، أي نوع من المشاكل افتعلها أولئك الأشخاص الليلة الماضية حتى يغضب آكسيون إلى هذا الحد؟
التعليقات لهذا الفصل " 9"
شكرا على ترجمتك الحلوة 💗 💓