الفصل 93 – عندما تشارك في اللعبة، كن حذرًا
“ماذا قلت؟”
سألتُ كارسين وأنا أحدّق به.
لم يُجب مباشرة. بل سحب يده التي كان يمدها نحوي وكأنّه محرج قليلًا.
ثمّ قال بصوت متردد:
“هل… استخدمتِ القوس المستعرض (المنجنيق) من قبل؟”
“آه، ليس القوس المستعرض تحديدًا، لكن شيئًا مشابهًا.”
في حياتي السابقة، كنتُ أذهب أحيانًا إلى ميادين الرماية عندما تتراكم عليّ الضغوط.
بل وحتى انضممت إلى نادٍ للرماية بالسهام.
إذن، صحيح أنّه ليس لدي خبرة مباشرة بالقوس المستعرض، لكن الأمر ليس معضلة.
أدخلت السهم بمهارة في مكانه.
لكن فجأة…
“همم؟ ما هذا…؟”
كان السهم غريبًا.
عموده ملتوي قليلًا، والالتواء لم يكن طبيعيًا، بل بدا مقصودًا، كأن أحدًا تلاعب به عمدًا.
“لماذا؟ هل هناك مشكلة بالسهم؟”
سألني صاحب اللعبة بنبرة بريئة.
قلتُ بصراحة:
“السهم غريب. العمود ملتوي.”
“هاه! مستحيل!”
أنكر الرجل بشدة.
“هل تعلمين ما هذا السهم؟ أنا من نحته بيدي وصنعته قطعةً قطعةً! إنه تحفة!”
بدت كلماته وكأنها تحفة في الاحتيال.
ثم أشار إلى رأس السهم.
بدلًا من أن يكون حادًا، كان مطليًا ومسطحًا، آمنًا للاستخدام.
“كل هذا من أجل سلامة الزبائن. اطمئني، فأنا خبير في هذه الأمور.”
لم أشعر بالاطمئنان إطلاقًا.
لكن على الأقل، بدا أنّ السهام كلها من صنعه.
مع ذلك، بعد أن دفعتُ فضّة كاملة، كان الأمر مزعجًا.
قلت:
“لا أشعر بالارتياح، أعِد لي مالي.”
“آسف، لا يوجد استرجاع. هذه سياسة المحل.”
وأشار إلى لافتة صغيرة كتب عليها:
[لا يُسترد المال تحت أي ظرف. (حتى في الكوارث الطبيعية)]
[نرجو الانتباه قبل المشاركة]
وقعتُ في فخ محكم.
“الأفضل أن تلعبي. ليس لديك خيار آخر.”
قال كارسين بجانبي.
“صحيح…”
تنهدت.
من ورائي، نادتني الفتاة الصغيرة بخوف:
“أختي….”
ابتسمتُ وطمأنتها:
“لا تقلقي، أنا بخير. ابتعدي قليلًا فقط.”
أخذتُ وضعيتي وصوّبت.
شدت إصبعي على الزناد.
طاااق!
طار السهم، لكن…
“أواه!”
كدتُ أصيب رأس صاحب اللعبة! السهم مرّ بمحاذاته وسقط على الأرض بلا أثر.
“آسفة! لم أقصد. يبدو أنني سيئة في الرماية… لم تُصبك، أليس كذلك؟”
قلتُ باعتذار مبالغ فيه.
“…هذا خطأ في الرماية…؟”
تمتم مذهولًا.
ابتسمتُ ببراءة:
“بالطبع! أتظن أنني فعلتها عمدًا؟”
أغلق فمه وهو يبتلع غضبه.
بجانبي، ضحك كارسين بخفّة وقد فهم أنني فعلتُ ذلك عن قصد.
قالتُ وأنا أنظر للسوقي:
“ربما الأفضل أن أتوقف. الأمر خطير فعلًا.”
“لا لا! لا بأس! هذا يحدث عادةً!”
ارتبك الرجل. كان يخشى أن أنسحب، فأعلن بسرعة:
“لقد استهلكتِ سهمًا، وبقي لكِ تسع محاولات من أصل عشر!”
ـــ
طااق!
“آه…”
طااق!
“آآآه…”
مع كل سهم ينطلق، علت الهمهمات وخيبة الأمل بين المتفرجين.
“عجيب… إنها تصيب الدمى بدقة، لكنها لا تسقط!”
“فعلاً. تتحرك فقط، ولا تسقط أبدًا.”
وهكذا كان.
كنتُ أصيب الدمى باستمرار، لكنها لم تسقط قط.
كانت تتأرجح فقط للأمام والخلف، وكأنّها تُغاظني.
شيء غير طبيعي…
المتفرجون أخذوا يتجادلون ويراهنون عليّ، لكنّني كنتُ أزداد قناعة أن هناك خدعة.
ابتسم البائع ابتسامة خبيثة وقال:
“أيتها الآنسة، تبقى لكِ سهمان فقط. إن أردتِ، يمكنني أن أمنحك فرصًا إضافية مقابل… ثمن مناسب.”
فهمتُ اللعبة كلها.
قلتُ ببرود:
“هذا… احتيال.”
“هاه! كيف تجرؤين! أنا تاجر شريف!”
صاح متصنّعًا البراءة.
تأملتُ الدمى المعلقة، وراودتني رغبة أن أعود للقصر وأُغلق متجره للأبد.
لكن تمالكت نفسي.
وضعتُ القوس جانبًا.
“انتهى الأمر.”
إلا أنّ كارسين تقدّم وأخذ القوس.
“هل تسمحين لي بالمحاولة؟”
نظرتُ إليه بتردد.
“لا تبالغ. يبدو أنه دسّ خدعة في الأمر.”
ابتسم وقال:
“لا تقلقي. وإن فشلت، فلن أبكي.”
رفع القوس وصوّب، بتركيز كامل.
المتفرجون تحمّسوا.
طااق! طااق!
انتهت المحاولتان المتبقيتان…
وفجأة، دوّى صراخ بين الناس:
“سقطت! لقد أسقطها!”
هتف الجمهور مدهوشًا، وصفقوا بحرارة.
حتى الأطفال صاحوا:
“واو! لقد أسقط الدمية الكبيرة!”
أما البائع، فقد تجمّد وجهه.
بين قدميه، كانت الدمية العملاقة – دبدوب بني ضخم بعقدة وردية – مرمية على الأرض.
لكنني رأيت الحقيقة.
كارسين… لم يصب الدمية.
لقد أصاب الخيط الشفاف الذي كان يربطها!
البائع صرخ غاضبًا:
“لا! هذا باطل! كان عليه أن يصيب الدمية نفسها، لا الخيط!”
ضحك كارسين ببرود وقال:
“القانون كان واحدًا: أسقط الدمية.
وأنا أسقطتها. أين المخالفة؟”
تلعثم الرجل ولم يجد جوابًا.
اقترب كارسين منه خطوة، وصوته حاد:
“أين ذهب كلامك الذكي الآن؟ فسّر لي، وبنفس لسانك الذي لم يتوقف عن الكذب قبل قليل.”
التعليقات لهذا الفصل " 93"