الفصل 92 – القاعدة واحدة فقط
딸랑― رنّ الجرس وأُغلق باب المتجر خلفنا.
كنتُ أنا وكارسين نحمل صناديق مليئة بالـ”باي”.
حدّقتُ في الصندوق الأبيض بين يدي.
في الحقيقة، صورة الطفلين اللذين كانا يطلّان من نافذة المتجر لم تفارق ذهني.
ـ “يقولون إن بعض الأطفال يتظاهرون بالفقر ليستعطفوا الناس.”
ـ “بل حتى أن بعض الأهالي هم من يدفعونهم لذلك.”
قد يكونان حقًّا مثلما حذّر الزوجان في المتجر… لكن،
لماذا لا أستطيع المضي قدُمًا؟
‘إن تجاهلتُ الأمر هكذا فقط… سأندم لاحقًا بلا شك.’
“إذن، إلى أين نذهب بعد الآن؟”
سأل كارسين بحماس.
“لحظة واحدة.”
أمسكتُه قبل أن يبتعد، واتجهتُ صوب حيث يقف الطفلان.
اقتربتُ منهما بحذر وخاطبتهما:
“أنتم…”
“نحن؟”
ارتبكت الطفلة الصغيرة التي كانت ملتصقة بالنافذة.
“ماذا تريدون؟”
تقدّم الطفل الأكبر خطوتين للأمام، يصدّني بجسده وكأنه يحمي شقيقته.
ابتسمتُ وأنا ألوّح بالصندوق:
“هل تريدان باي؟ هذا المتجر يصنع أطيب باي على الإطلاق.”
“هـ… حقًّا يُمكننا؟”
أطلت الطفلة من خلف كتف أخيها بعينين متردّدتين.
“لقد اشترينا أكثر مما نستطيع حمله. سيكون جميلاً لو ساعدتمانا.”
“أنا سأساعد! أعدكِ أنني سأكون مفيدة!”
قالت الصغيرة بحماسة، ورفعت يدها كأنها في الصف.
ناولتها الصندوق وأنا أبتسم:
“إذن أُعتمد عليكِ.”
“نعم! اتركي الأمر لي!”
ابتسمت بسعادة، وبدت المشهد رائعًا لدرجة أن الضحكة أفلتت مني.
“تريدين أن تتذوّقي الآن؟ يمكنني فتحه.”
لكنها هزّت رأسها بسرعة:
“أنا… جائعة، نعم. لكنني أريد أن آكله مع عائلتي.”
يا إلهي. أي ملاك هذا؟
تأثّرت بكلماتها النقية، فناولتها صندوقًا آخر:
“خذي هذا أيضًا، لتتقاسموه.”
“لا… لا، يكفي واحد!”
ارتبكت الطفلة بشدة.
“انظري فقط، لدينا أكثر مما نستطيع حمله.”
وأشرتُ إلى كارسين، الذي كان ممسكًا بخمسة صناديق ضخمة.
تدخّل قائلًا:
“بالطبع. إن حاولت هذه الأخت الجميلة أن تأكل كل ذلك وحدها فستمرض.”
يا رجل! هل كان لابد أن تقولها بهذا الشكل؟!
لكن يبدو أن كلامه أقنعها.
“إذًا… لا بد أن أساعدكم! لا أريد أن تمرضي.”
قالت بجدية وهي تضمّ الصندوق إلى صدرها.
تلاشى كل انزعاجي من كارسين بلمح البصر أمام نقاء نظرتها.
“بالمناسبة، أين والداكما؟ ألا تخافان من الضياع في هذه الزحمة؟”
“لا، لا! نحن نعرف الطريق. بيتنا هو في…”
“توقفي! لا تقولي شيئًا!”
صرخ الأخ الأكبر وأطبق على فمها بسرعة.
فتحت الصغيرة عينيها بدهشة:
“لماذا؟”
“أمي قالت لا نخبر الغرباء أبدًا أين نعيش.”
قالها بحزم أثار إعجابي.
“لكن… هذه الأخت أعطتنا باي.”
رفعت الصندوق أمامه كحُجّة.
ارتبك قليلًا، ثم هزّ رأسه بعناد:
“ذلك شيء، والحيطة شيء آخر. يجب أن نبقى حذرين.”
“واو! أنتَ الأذكى يا أخي! أفضل أخ!”
أضاءت عيناها إعجابًا.
“تمام. فقط ثقي بي.”
“نعم!”
أوه… كم هو مؤلم وجميل في الوقت نفسه.
أردتُ أن أخبرهما أنني لست شخصًا سيئًا، لكنني صمتُّ واكتفيت بابتسامة مرتبكة.
خلفي، سمعتُ ضحكة كارسين الخبيثة تتسرّب.
في تلك الأثناء…
كان كونراد يركض يائسًا في الشوارع الصاخبة:
“أين يمكن أن تكونوا… يا جلالة الإمبراطورة؟”
سأل المارة، وصف وشرح، لكن لا أحد يعرف شيئًا.
حتى التقى بفليكس، الذي كان عائدًا خالي الوفاض هو الآخر.
“لنعد إلى المطعم. على الأقل نخبر الوصيفات أن يرجعن إلى القصر.”
قال فليكس بجدية، فوافق كونراد.
لكن حين وصلا… وجدوا الوصيفات يتحدثن مع رجل يعرفانه جيدًا.
“أخيرًا عدتما.”
كان صوته كالموت البارد.
ليونارد.
ابتسامته الهادئة كانت أشد رعبًا من أي غضب.
وفكّر كلاهما في اللحظة نفسها:
“القائد… غاضب جدًا.”
في الجهة الأخرى، كنا ما نزال مع الطفلين.
كانا يتحدثان بحماسة.
الأخ يتفاخر بشجاعته، وكارسين يضحك ويجامله.
ثم لاحظت أن عيني الطفلة مثبتتان على كشك ألعاب قريب.
“تريدين تلك الدمية؟”
سألتها.
“لا… لا أريد.”
هزّت رأسها، لكن قبضتها على ثوبها كشفت الحقيقة.
انحنيتُ إلى مستواها وابتسمت:
“الأطفال الصادقون ينالون دائمًا هدية إضافية. قولي الحقيقة.”
تردّدت طويلًا، ثم همست بخجل:
“… أريدها كثيرًا.”
ربتُّ على رأسها بحنان.
“حسناً. إذن لنحصل عليها.”
اقتربتُ من الكشك.
“كم سعر المحاولة؟”
أشار البائع بأصبعه:
“عملة فضية واحدة.”
“فضية؟! للعبة صغيرة كهذه؟”
ابتسم بخبث:
“هذه قواعدي. تريدين اللعبة، تدفعين.”
تنهدتُ ووضعت العملة على الطاولة.
ناولني القوس القصير قائلاً:
“القاعدة واحدة: إن أسقطتِ الدمية، فهي لك.”
ابتسمتُ وأنا أرفع السلاح بثقة.
وزنُه ثقيل، لكن مألوف.
كارسين مدّ يده ليأخذه:
“هاتي، سأفعلها أنا…”
لكنني أطلقت الترباس تشاااك! بسرعة قبل أن يُكمل.
ثم ابتسمتُ:
“ماذا قلتَ؟ لم اسمعك؟
التعليقات لهذا الفصل " 92"