انتهى مهرجان التأسيس أخيرًا بعد أن عثر سيدريك على الصندوق الذهبي، وبذلك أُسدل الستار على تلك الاحتفالات الباذخة.
لكنني بعد ذلك لم أنعم بالراحة، بل بدأت أيامي تزداد ازدحامًا.
فقد انهالت عليّ الثناءات من كل صوب:
“جلالتك، كان قصر الجليد الذي شيدتموه في المهرجان بديعًا للغاية!”
“صحيح، لقد أبهرتنا روعة المشهد. إنّه لشرف أن نشهد ذلك بأعيننا.”
“لكن مهما بلغ جماله، فلا يُضاهي حسن جلالتك.”
“كيف يمكن أن يزداد جمال جلالتك يومًا بعد يوم على هذا النحو؟”
في البداية اكتفيت بابتسامة دبلوماسية. حسنًا، المديح مقبول. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.
فقد تحوّل إلى مطاردة حقيقية:
“جلالتك، ما خططكم للحفل القادم؟” “أما زلتم لم تحددوا موعدًا لحفلة شاي أخرى؟ لقد بتنا ننتظر دعوتكم كل يوم! آه، بل لو كانت يوميًّا لكان أفضل!” “جلالتك!”
أينما ولّيت وجهي، كان هناك من يناديني “جلالتك”.
اضطررت أخيرًا إلى الهروب والتصريح بأنني أعتزل مؤقتًا عن المجتمع المخملي. حقًّا، أيعقل أن يُطلَب مني أن أُقيم حفلات شاي يومية؟ لا بد من وضع مسافة فاصلة بينهم وبيني!
لقد كانت هذه الهالة من الاهتمام المبالغ فيه نتيجة لأمرين:
أولًا، قصر الجليد الذي عرضته.
وثانيًا، الهدية التي قدّمها لي سيدريك.
لقد كان الصندوق الذهبي يحوي مشبك شعر فاخر على شكل فراشة، مرصّعًا بجواهر نادرة لا تُقدّر بثمن.
لكن قيمته لم تكمن في الأحجار الكريمة، بل في معناه التاريخي: إذ يُقال إنّه هدية الإمبراطور المؤسس لزوجته الإمبراطورة.
الإمبراطور الأول، المعروف بشغفه العميق بالإمبراطورة، صنع هذا المشبك خصيصًا لها. ومنذ ذلك الحين اختفى أثره، حتى ظهر الآن فجأة داخل الصندوق الذهبي.
كانت هدية عظيمة بكل المقاييس. لذا عقدت العزم على أن أردّ الجميل لسيدريك قريبًا.
بفضل ذلك المشبك، وبفضل القصر الجليدي، أصبحتُ محور المجتمع الراقي. غمرتني الهدايا والرسائل كل يوم، حتى اضطرّت وصيفاتي لمساعدتي في الرد عليها.
لكن ما أثار قلقي أن هذه الرسائل والهدايا، في الأصل، كانت موجهة إلى البطلة فاي… والآن صارت جميعها بين يدي!
وصيفتي ماري عقّبت بانزعاج:
“ألم يكونوا يرسلون كل هذا في الأصل إلى زوجة ولي العهد؟”
واتفقت معها باقي الوصيفات:
“أجل، من الواضح أنهم غيّروا ولاءهم الآن.”
“حقًّا، وجوههم مكشوفة أكثر من اللازم.”
وعلى الرغم من كلماتهن الساخرة، كانت السعادة بادية على ملامحهن، إذ إنّ مكانتي المرتفعة تعني أيضًا رفعتهم.
إلى ذلك، بدأت سمعة فاي بالانحدار منذ حادثة المهرجان، حيث بُذّرت المياه بلا حساب. قيل إنها الآن بالكاد تغادر غرفتها، غارقة في الحزن.
لقد كان الأمر معكوسًا تمامًا عمّا ورد في الرواية الأصلية: هناك، فاي هي التي تحظى بالمجد والشعبية، بينما أنا –هيلينا– أُلقى في هاوية الكراهية.
لكن لا جدوى من التفكير في ذلك الآن. القصة قد انحرفت بالفعل. وعليّ أن أتكيف مع مجرياتها الجديدة حتى أصل إلى هدفي: الطلاق، والرحيل بعيدًا إلى حيث لا يعرفني أحد.
ومع ذلك، ظل سؤال يؤرقني:
لماذا لا يوافق جيروم على الطلاق؟
بحسب ما أعرفه، كان يجب أن يفرح بطلب كهذا. لقد أحب فاي، أما أنا فكنت مجرد حجر عثرة. لكن عوضًا عن ذلك، رفض الأمر رفضًا قاطعًا.
بل والأدهى من ذلك… في تلك الليلة نفسها، قال شيئًا غريبًا يوحي بأنه يعرف عن فاي ما يخالف صورتها البريئة.
هل يُعقل ذلك؟ أليس أساس حبه لها براءتها وابتسامتها النقية؟ هناك فجوة ما في الأحداث، لكنني لم أستطع تحديدها.
في طريقنا إلى المائدة، رافقني ليونارد كالعادة بصفته فارسي الحارس. دار بيننا حديث عابر، لكن بدا وكأنه شارد الذهن.
سألته بقلق:
“هل حدث ما يزعجك مؤخرًا؟ تبدو متعبًا.”
أجاب بابتسامة هادئة:
“مجرد إرهاق من كثرة العمل في الفيلق، لا أكثر. لا داعي للقلق.”
لكن رغم ابتسامته، كان هناك شيء غامض يثقل ملامحه.
وعند المائدة، وجدت جيروم جالسًا ببرود. لم يُلقِ عليّ حتى نظرة حين جلست مقابله.
حاولتُ أن أُقنع نفسي بعدم الانزعاج: هذا هو جيروم المعتاد.
لكن حين وُضعت الأطباق، فوجئت بأنها كلها من أطباقي المفضلة. بدا الأمر وكأنه عناية مقصودة.
رفعت بصري فرأيت الطاهي يتابعني من بعيد بابتسامة فخورة.
ابتسمت له شاكرة، ثم أمسكت بالشوكة.
وبينما كنت أتناول الطعام، دوّى صوته فجأة:
“هل الطعام يروق لكِ؟”
ارتبكت، لكنني أجبت:
“أجل… لقد صادف أنه كله مما أحب.”
قال بابتسامة عابرة كلمح البصر:
“هذا حسن.”
هل كان ذلك وهمًا؟ لم أكن واثقة.
ثم فتح فمه مجددًا وقال:
“بالمناسبة، تلك الليلة أثناء المهرجان…”
انتصبت أذناي شوقًا. نعم! كنت بانتظار هذه اللحظة، ليشكرني على مساعدتي له في العثور على الذكرى الثمينة.
لكن ما قاله كان كصفعة:
“لم يحدث شيء مميز، صحيح؟”
تسمرت في مكاني.
“…ماذا؟ ألستَ جادًا؟”
رفع يده إلى ذقنه متفكرًا:
“ربما أُثقلت برشفات الخمر في ذلك اليوم… على أي حال، لا أذكر شيئًا.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات