الفصل 66 – هل عليّ أن أمشي برجلي إلى الجحيم؟
“هااا…”
تنهدت بعمق.
لماذا لا تنتهي هذه الاحتفالات أبدًا؟
عندما كنت أقرأ القصة الأصلية، لم أشعر أن عددها كان بهذا الجنون.
لكن يبدو أن الرواية كانت تختصر في الأحداث الكبيرة فقط… أما في الواقع، فالوضع مختلف تمامًا.
حفلات صغيرة وكبيرة بلا توقف.
وفيما بينها حفلات شاي متكررة.
وفصلي الربيع والخريف مخصصان لصيد ملكي أيضًا!
فكرت في كل ذلك مجددًا… فبدت وكأنها جداول من الجحيم.
آآآآآاااه! لا أريد!
صرخت روحي داخليًا.
كل هذه المعاناة؟ أنا لم أختر هذا أبدًا!
ولماذا أكرهها هكذا كثيرًا؟
الجواب بسيط:
لأنني أنا المسؤولة عن تنظيمها!
نعم، لستُ ضيفةً تستمتع، بل منظمةً للحفل.
وكلما كثرت الحفلات… زاد العبء فوق رأسي.
يا إلهي، لماذا هذه المحنة؟
تدمع عيناي لمجرد التفكير بها.
صحيح، حفلات الشاي الصغيرة يمكن أن تُسند للوصيفات أو المتخصصين.
لكن الفعاليات الكبرى… مثل مهرجان التأسيس القادم… لا مفرّ من أن أقف في وجهها بنفسي.
مهرجان التأسيس: أحد أكبر ثلاثة أعياد للإمبراطورية.
يُقام كل عام بشكل مبهر وبموضوع جديد، مع استعراض فخامة العائلة الإمبراطورية أمام عشرات النبلاء.
حتى هنا لا بأس.
لكن المشكلة أن للمهرجان حدثين رئيسيين!
حفلة تنكرية كبرى، ووليمة خاصة داخل القصر.
والإمبراطور جيروم قرر أن يُقسم المسؤولية: وليمة بيد الإمبراطورة (أنا)، والأخرى بيد الإمبراطورة الثانوية.
… في نفس اليوم!
وكأن الغرض إشعال منافسة محتدمة بيننا.
من وجهة نظره، ربما كان هذا “عادلاً”.
فالإمبراطورة الثانوية (فيي) طالما نُبذت من النبلاء لكونها من عامة الشعب، وأراد أن يعطيها فرصة لإثبات ذاتها.
عندما سمعت الخطة لأول مرة، رفضت فورًا.
بل تمنيت أن يُعهد إليها بكلا الحدثين دفعة واحدة.
المنطق بسيط:
أن أنافس البطلة في حدث محوري؟ لا، شكرًا.
لماذا أسير برجلي نحو الجحيم؟
في القصة الأصلية، هيلينا كانت تغار من فيي وتكيد لها بسبب تعلقها بجيروم.
أما أنا؟ لا علاقة لي به، ولا أريد منافستها أصلًا.
لكن جيروم صدني بجملة واحدة:
ــ “النبلاء يضعون آمالًا ضخمة عليكِ. حتى لو لم تريدي، فعليكِ تحمل جزءٍ منها.”
النبلاء؟ آمال؟ لماذا يعجبهم أمري؟
في القصة الأصلية، كان المفترض أن أكون مكروهة بتهم الفساد والمؤامرات.
أغلب الظن أن السبب أنني لم أتصرف كـ”شريرة” قط.
إضافة إلى أنني كنت سببًا في إنقاذ البلاد من الجفاف، وهذا رفع من قدري.
والنتيجة؟ لا مفر. عليّ أن أتحمل مسؤولية أحد الحدثين.
لذلك تجدونني الآن… ممددة على سريري، أتنقل من جانب لآخر بكسل.
تتساءلون: أين الخطة في هذا؟
الخطة هي… ألا أفعل شيئًا.
نعم. إذا لم أستطع مساعدة البطلة بشكل مباشر، فعلى الأقل لن أكون عقبة في طريقها.
والكسل له فائدة إضافية: ربما يجعل جيروم يزداد ضيقًا بي، ويقتنع بالطلاق أخيرًا.
يا له من حلم جميل… طلّقني سريعًا، أرجوك.
طبعًا مع الحرص ألا أبالغ حتى لا ينتهي بي المطاف مقطوعة الرأس.
“كونتيسة كلوي، كم الساعة الآن؟”
ــ “قارب وقت العشاء، يا مولاتي.”
ــ “إذن انتهى يوم آخر…”
ابتسمت برضا. لقد بذلت جهدًا عظيمًا… في الكسل والنجاة.
لكن فجأة، لاحظت شيئًا غريبًا.
كلوي كانت صامتة بشكل غير معتاد.
كذلك ماري.
عادةً، في مثل هذا الوقت، تكونان مشتعلتين حماسًا لمواجهة فيي.
أما الآن… هادئتان على غير العادة.
هل بدأتا أخيرًا بتقبل موقفي؟ أنني لا أريد منافسة الإمبراطورة الثانوية؟
“مولاتي…” نادت كلوي بتردد.
ارتجف قلبي. لا تقل إنهن سيعدن للضغط عليّ!
لكنها أكملت بهدوء:
ــ “الأمر يخص فستانكم لمهرجان التأسيس.”
فستان؟ تنفست بارتياح.
ــ “لكن لدينا الكثير من الفساتين أصلًا. لا حاجة لتفصيل جديد.”
لكن كلوي أجابت بوجه شاحب:
ــ “للأسف… جلالته أخذها جميعًا.”
ــ “جيروم؟ أخذ فساتيني؟!”
ــ “نعم. بعد محاولة التسميم السابقة، صادرها بحجة التحقيق.”
ــ “… يمكن استعادتها، إذن.”
ــ “المشكلة يا مولاتي…” خفضت صوتها.
ــ “الفساتين أتلفت تمامًا أثناء التحقيق، ولا تصلح للاستعمال.”
تجمدت.
الشك منطقي. في القصة، هيلينا كانت دائمًا المشتبه الأول.
لكن أن يُفرغ خزانتي كلها بهذا الشكل؟ أهذا منطقي؟
والأغرب: إذا كنت بهذا السوء في نظره… فلماذا لا يطلقني وينتهي؟
في النهاية، الخلاصة واحدة:
ــ “إذن… عليّ تدبير فستان جديد.”
لكن العقبة لم تتوقف هنا.
ــ “المصممون الملكيون جميعهم مشغولون الآن بأزياء الإمبراطورة الثانوية.”
ــ “… جميعهم؟”
ــ “نعم، يا مولاتي.”
ــ “إذن نستعين بمصممي الصالونات الخاصة.”
ــ “للأسف، جداولهم ممتلئة بحجوزات النبيلات.”
… لقد نُصبت لي فخاخ من كل جانب.
هل هو تدبير جيروم؟ أم من فيي؟
مهما يكن… لقد وقعت.
رفعت رأسي بتصميم:
ــ “إذن لا خيار، سنذهب لمقابلة الإمبراطورة الثانوية مباشرة.”
لكن كلوي ابتسمت فجأة:
ــ “لا داعي لذلك، يا مولاتي.”
ــ “لا داعي؟ أليست كل الطرق مسدودة؟”
ــ “كنا في حيرة مثل جلالتكم تمامًا… حتى تحركنا عبر ‘هوانغ-سـامو’ (جمعية دعم الإمبراطورة). ولحسن الحظ… وجدنا الحل.”
ــ “… جمعية ماذا؟!”
قبل أن أسأل أكثر، سُمعت طرقات حوافر من الخارج.
ثم دخلت القاعة امرأة ذات شعر سماوي متلألئ، تسير بخطى واثقة…
التعليقات